شهد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ40
العديد من التغييرات تحت إدارة السيناريست والمنتج محمد حفظي, خاصة مع
إطلاق أيام القاهرة لصناعة السينما واستضافة المهرجان هذا العام لعدد كبير
من صناع السينما ومسئولي البرمجة ومديري عدد من المهرجانات السينمائية
الكبري في العالم.
وتضمن برنامج المهرجان عرض مجموعة كبيرة من الأفلام الحائزة
علي جوائز ورشحتها بلدانها للمنافسة علي الأوسكار هذا العام, كما تميزت
أغلب الأفلام المشاركة في المسابقات المختلفة بجودتها الفنية بشهادة أغلب
متابعي المهرجان, لتتراجع بذلك نسبة السلبيات أمام الإيجابيات في الدورة
الـ40 لمهرجان القاهرة والمتمثلة في تأخر بعض العروض عن موعدها أحيانا
وارتفاع أسعار تذاكر عروض الجالا نسبيا, وفي هذا الحوار يتحدث حفظي عما تم
تحقيقه خلال هذه الدورة ويجيب عن عدد من التساؤلات:
·
ما تقييمك لهذه الدورة وهل حققت كل ما كنت تتمناه؟
ليس من المفترض أن أعلن عن رأيي وتقييمي لها, فهذا التقييم
أقوم به لنفسي فقط ولإدارة المهرجان بمعني أننا نقيم أنفسنا ونضع أمام
أعيننا السلبيات والإيجابيات التي شهدتها الدورة لنعرف ما الذي نجحنا أو
أخفقنا فيه, وعادة ما أركز علي السلبيات حتي أعالجها فيما بعد, ولكن لنتحدث
هنا عن الإيجابيات التي تحققت, وعلي رأسها برنامج أيام القاهرة لصناعة
السينما لأننا عندما نفكر في الفرص المتاحة للمخرجين وصناع السينما العرب
من المستقلين الآن, خاصة بعد إلغاء مهرجان دبي ومن قبله مهرجان أبو ظبي,
وقطع العلاقات مع الدوحة, نجد أنه لم تعد هناك صناديق لدعم إنتاج الأفلام
من مهرجانات عربية أو غيرها وأصبحت هذه الفرص شبه معدومة, ووزارة الثقافة
المصرية توقفت عن دعم المشاريع السينمائية منذ سنوات, ولهذا قررنا تأسيس
برنامج أيام القاهرة لصناعة السينما ويكون جزء منه ملتقي القاهرة
السينمائي, واستطعنا تجميع150 ألف دولار من الرعاة والشركات لدعم هذه
المشاريع, وبذلك يستفيد من هذه المبالغ عدد من الأفلام, صحيح أنها لا تكفي
للإنتاج إذا ما تم تقسيمها علي10 جوائز يحصل عليها10 أفلام, لأن الإنتاج
يتطلب أموالا أكبر من ذلك بكثير, لكنها من الممكن أن تساعد في استكمال
تطوير الفيلم, ومراحل ما بعد الإنتاج.
·
وهل يلعب أيام القاهرة لصناعة السينما دورا آخر بالإضافة
إلي جوائز الدعم؟
أيام القاهرة تنظم لقاءات مهمة للمخرجين وصناع الأفلام مع
منتجين وشخصيات مهمة في الصناعة, من الممكن أن تساعدهم ويكون بينهم تعاون
مشترك في التوزيع أو الدعم أو العرض في المهرجانات الكبري, ولهذا كان من
بين الحضور هذا العام مديري مهرجانات مثل ألبرتو باربيرا مدير مهرجان
فينسيا السينمائي الدولي, وكذلك مدير مهرجان سياتل في أمريكا, ومسئول من
أسبوع المخرجين في مهرجان كان وغيرهم, حتي يلتقي بهم صناع الأفلام وربما
يتيح لهم ذلك الفرصة لعرض أفلامهم بعد استكمالها في هذه المهرجانات,
بالإضافة للورش والدروس السينمائية والندوات, التي تسهم في نقل الخبرة
لصناع الأفلام الشباب, كما أن البعض كان يحضر أيام القاهرة لمقابلة
المنتجين وجهات الدعم والموزعين وإجراء حوارات مشتركة, قد ينتج عنها تعاون
في المستقبل, فالمهرجان ليس فقط اللقاءات الرسمية وإنما أيضا في اللقاءات
العامة مثل الحفلات وجلسات العشاء والفعاليات المختلفة ينتج عنها صداقات
وتفاعلات وربما تعاون علي المستوي المهني, قد ينتج عنه شيء في المستقبل.
·
هل كان أصحاب الشركات ومسئولو المهرجانات والبرمجة لديهم
الحماس لدعم المشاريع والمشاركة في أيام القاهرة؟
بالطبع كان هناك حماس كبير من الجميع للمشاركة, وتقدم
إلينا110 استمارات مشاركة علي العكس من الدورات السابقة لملتقي القاهرة
السينمائي الذي كان يتقدم إليه40 أو50 استمارة فقط لأن جوائزه كانت أقل
وضيوفه أيضا لم يكونوا بهذا العدد والتأثير, أما الآن فأصبح له تأثير كبير,
أما بالنسبة لجهات الدعم, فبعضهم هو الذي كان يتقدم إلينا لطلب تقديم
جائزة, فحماس الشركاء الداعمين للمهرجان هذا العام كان رائعا.
·
وهل أيام القاهرة سيكون خطوة حقيقية تجاه تأسيس سوق سينمائي
في مصر؟
أري أن الوقت مازال مبكرا علي خطوة السوق, ولكن من يعرف ما
الذي يمكن أن يحدث في المستقبل, هذا الحلم ليس ببعيد وربما نتمكن من تحقيقه
خلال الخمس سنوات المقبلة.
·
وماذا عن البرمجة والأفلام المشاركة في المهرجان هل حققت
المستوي المطلوب؟
حاولنا أن تكون عروض الأفلام هذا العام أفضل من ذي قبل,
وأعتقد أن الإقبال علي العروض كان ضعف العام الماضي, والتقنية نفسها
بالنسبة للصوت والصورة تحسنت بدرجة كبيرة, وهناك تحسن أيضا في البرمجة,
وأغلب الأفلام الحديثة المهمة التي ستنافس علي موسم جوائز الأوسكار أغلبها
عرض في مهرجان القاهرة, فكان لدينا35 فيلما من الحاصلين علي جوائز في
المهرجانات الكبري, وأكثر من11 فيلما يمثلون بلادهم في ترشيحات الأوسكار,
كان لدينا برنامج جيد لابد أن أشكر عليه كل فريق العمل وعلي رأسهم الأستاذ
يوسف شريف رزق الله ومديري البرامج أندرو محسن وأحمد شوقي وأسامة عبد
الفتاح, وكذلك كل أعضاء لجنة المشاهدة.
·
إلي أي مدي استطاع المهرجان أن يصل بأفلامه وفعالياته
للجمهور العادي؟
كان هدفي الوصول لبيع ما يقرب من40 أو45 ألف تذكرة خلال
المهرجان, ولكن أعتقد أن ما وصلنا إليه هو33 أو35 ألف تذكرة فقط, أي85% من
النسبة التي أردنا تحقيقها, ولكن هذا أفضل بكثير من العام الماضي وأتمني أن
يكون أفضل في العام المقبل, وسنعمل عليه بشكل أكبر في المستقبل فإذا
استمررت في إدارة المهرجان سيكون هدفي تحقيق أكثر من60 ألف تذكرة في الدورة
الـ.41
·
كانت هناك بعض الشكاوي من ارتفاع قيمة التذاكر هذا العام
خاصة في عروض الجالا التي كانت تصل إلي80 جنيها فما رأيك في هذا؟
صحيح أن قيمة تذاكر عروض الجالا كانت مرتفعة, ولكن أفلامها
كانت تعاد مرة أخري خارج دار الأوبرا في دور العرض الأخري وبأسعار أقل,
بالإضافة إلي أن الإقبال الأكبر كان علي عروض الجالا لأنها أفلام مهمة
وبحضور النجوم والمخرجين وتعرض لأول مرة في الشرق الأوسط وبالتالي كان لابد
من تمييزها, ومن جانب آخر فالناس يدفعون هذه الأسعار في دور العرض الأخري
خارج المهرجان ولا أحد يشكو من ارتفاعها, ولهذا كان طبيعيا أن تعرض هذه
العروض بسعر مرتفع ثم تعاد بسعر أقل, ومن جانب آخر هذه العروض كانت متاحة
مجانا لحاملي الكارنيهات, فيلم روما علي سبيل المثال عرض في المسرح الكبير
بدار الأوبرا وبيع من تذاكره750 تذكرة من أصل1000 كرسي, ثم عرض في سينما
كايرو فيستفال بالسعر نفسه أو ربما أعلي قليلا من ذلك في قاعة300 فرد وبيعت
تذاكره بالكامل, صحيح أن البعض لا يستطيع أن يدفع هذه الأسعار ولهذا نحاول
توفير الفيلم في أماكن أخري وتذاكر أقل تكلفة35 جنيها فقط.
·
دار الأوبرا تحولت هذا العام لقصر حقيقي للمهرجان فهل سيظل
هذا الأمر ثابتا كل عام ؟
أتمني ذلك, لأن الأوبرا في موقع ممتاز جدا ومناسب للمهرجان
وبها قاعات جيدة, خاصة بعد أن جهزناها هذا العام بأجهزة دي سي بي حديثة.
·
وهل أصبح مهرجان القاهرة يمتلك أجهزة عرض وهل ستظل في دار
الأوبرا علي مدار العام؟
اشترينا هذا العام جهازين بدعم من إحدي المؤسسات, وقمنا
بتأجير3 أجهزة أخري وجهاز آخر قدمه لنا المركز القومي للسينما, وأتمني في
كل عام أن نتمكن من شراء جهاز أو اثنين من أجهزة العرض, وسنقوم بإهدائهم
لدار الأوبرا لأن المهرجان لا يستخدمهم إلا خلال فترة انعقاده ويقام داخل
دار الأوبرا ولهذا من المنطقي أن تظل الأجهزة بها ومن الممكن استخدامها في
عروض سينمائية أخري.
·
هل من الممكن للمهرجان أن يحقق عائدا ماديا؟
لا من الصعب جدا علي أي مهرجان أن يحقق مكاسب مادية, وأقصي
ما يمكن عمله هو أن يغطي ميزانيته, وميزانية المهرجان هذا العام كبيرة جدا
وربما تكون ضعف ميزانية العام الماضي, ولا أتحدث هنا عن الشق الذي تولتهdmc
في العام الماضي فقد أنفقت كثيرا علي حفلي الافتتاح والختام وحضور النجوم
الأجانب, ولكن أتحدث هنا عن ميزانية المهرجان فيما يخص الضيوف وتذاكر
الطيران والإقامة التي أعتقد أنها تجاوزت هذا العام8 ملايين جنيه في حين
أنها لم تتجاوز العام الماضي5 ملايين جنيه, وهذه الزيادة ترجع إلي أننا
قدمنا الدعوة لعدد كبير جدا من الضيوف بمناسبة أنها الدورة الـ40 وهي
احتفالية خاصة, إلي جانب ضيوف برنامج أيام القاهرة لصناعة السينما الذي
استضفنا فيه أكثر من100 شخص إلي جانب ضيوف الأقسام الأخري, بالإضافة إلي أن
حقوق عرض الأفلام هذا العام قيمتها أعلي بكثير من العام الماضي لأن الأسعار
ارتفعت بشكل عام, كما أن تكلفة السجادة الحمراء كانت مرتفعة حتي تظهر بهذا
الشكل المبهر أمام العالم وأشاد بها الجميع, فهذه هي المرة الأولي التي
يشهد فيها مهرجان القاهرة سجادة حمراء بهذا الشكل, وتم استخدامها بشكل أفضل
أيضا علي مدار أيام المهرجان وليس فقط في الافتتاح والختام, والميزانية
الإجمالية للمهرجان ستتخطي الـ35 مليون جنيه ولكن ليست كلها من دعم الدولة
فالنسبة الأكبر من الميزانية قدمها الرعاة والداعمين, وأحيانا لم تكن تدخل
في ميزانية المهرجان لأن الرعاة هم الذين تولوا القيام بها بشكل مباشر
بالتنسيق مع المهرجان.
·
وما الذي تخطط له لمستقبل المهرجان؟
ليس من المؤكد حتي الآن أنني سأستمر في إدارة المهرجان, لأن
تكليفي من وزيرة الثقافة كان لدورة واحدة فقط ولم أكلف حتي الآن بدورة
أخري, ولكن إذا كلفت بدورة أخري سيكون من الصعب أن أرفضها لأني أريد البناء
علي ما تم تحقيقه في الدورة الـ40 ووقتها أستطيع أن أتحدث عن مستقبل
المهرجان والخطط المقبلة.