«الطموح»
هو الشعار الجديد الذى رفعته إدارة «القاهرة السينمائى الدولى»، فى
الاحتفال بالدورة الـ40 من عمر المهرجان، هذا العام يشهد تغييراً
على كافة المستويات، حيث يحتفى المهرجان بدورة استثنائية من خلال
الاحتفاء بتاريخه وتوثيقه فى كتاب يجمع كل دوراته، بالإضافة إلى
معرض يحتفى بأربعينية المهرجان، أيضاً يرأس المهرجان المنتج
والكاتب محمد حفظى وهو الأصغر سنا فى دورات المهرجان لذلك يواجهه
تحديات كثيرة أهمها حضور النجوم فعاليات المهرجان، وتوفير قاعات
عرض جيدة أفضل من السنوات الماضية لعرض الأفلام بشكل يحترم
المشاهد، والدعاية المحترمة للمهرجان لتعريف العالم بمصر وهو الدور
الأساسى المقامة له المهرجانات وغيرها، وقدرته على المنافسة الشرسة
مع المهرجانات الخاصة، وغيرها من التحديات التى يغلب عليها قدرته
على التجديد فى المهرجان حتى لا يفقد صفته الدولية بعد الأزمات
التى لاحقته خلال السنوات الماضية وخاصة الأزمة المادية، وهو
مهرجان «عليه العين» فى ظل توقف العديد من المهرجانات مثل دبى
السينمائى وغيره.. ترصد «نجوم وفنون» أهم تفاصيل الدورة الجديدة
وملامحها.
لا توجد منافسة مع «الجونة».. و«ساويرس» تبرع بـ2
مليون جنيه
قال محمد حفظى، رئيس المهرجان: أن هناك العديد من
المشكلات التى تواجه الدورة الجديدة من المهرجان، أولها عدم الحضور
الفنى لفعاليات المهرجان، وقال «وجهت الدعوة لنجوم مصر على حضور
الفعاليات خاصة الافتتاح والختام، خاصة أننى تربطنى بهم علاقة
صداقة وعلاقة عمل، ولذلك فجميعهم وعدونى بالحضور».
واستكمل: لدينا 15 فيلماً عرضاً عالمياً أول وهو
شىء يحدث لأول مرة فى المهرجان بجانب الأفلام المميزة والعروض
المصحوبة بسجادة حمراء يوميا فى الساعة السادسة والنصف، بحضور نجوم
العمل، كما حرص المهرجان على شراء أجهزة عرض حديثة لأول مرة لتفادى
أزمة سوء الصوت والصورة، لتحسين إمكانية العرض فى قاعات الأوبرا
والتجمع الخامس.
ويقدم
هذا العام ملتقى القاهرة السينمائى لدعم المنتجين وصناع الأفلام
وخاصة المستقلة وتم تغيير فلسفة برمجة المهرجان، وأضاف أن هناك
منافسة قوية بين المهرجانات وخاصة الحديث منها والقديم سواء فى مصر
أو حول العالم وتمثيل المرأة فى المهرجانات لتحقيق تكافؤ الفرص بين
المرأة والرجل بحلول عام 2020، ولذا حرصنا هذا العام على عمل
برنامج خاص للمخرجات العربيات ومواكبة التكنولوجيا والعالم
الافتراضى بخلق قسم جديد يتم الإعداد له حاليا فمهرجان القاهرة
تأخر كثيرا فى مواكبة التكنولوجيا الخاصة بالعرض ولكننا هذا العام
لدينا أحدث الأجهزة والشاشات والمعدات وسيتم عرض أفلام بتقنية 4k.
وشدد «حفظى» على أنه لا توجد بين مهرجان القاهرة
وبين الجونة منافسة، وأوضح أنه مهرجان صديق وأكد أنه تلقى اتصالاً
من المهندس سميح ساويرس الذى تبرع بمبلغ 2 مليون جنيه لصالح
المهرجان، كما أضيفت جائزتان تم استحداثهما وهما جائزة الجمهور
وقيمتها 29 ألف دولار وجائزة أفضل فيلم عربى وتختاره لجنة تحكيم
مستقلة وقيمتها 15 ألف دولار وهو الأمر الذى سيسهم فى استقطاب
أفلام كانت تفضل مهرجانات أخرى، وهى جوائز يدفعها الرعاة بعيدة عن
ميزانية المهرجان.
10
أفلام مصرية تتنافس على الجوائز
يشهد المهرجان هذا العام مشاركة مصرية مميزة وصلت
حتى كتابة هذا الموضوع لـ10 أفلام وتبحث إدارة المهرجان عن فيلم
مصرى قادر على المشاركة الرسمية ولذلك ما زال فى جدول المسابقة
الرسمية مكان.
فى المسابقة الرسمية، يشارك فيلم «ليل خارجى»
للمخرج أحمد عبدالله السيد إنتاج مصرى إماراتى 2018، وهو الفيلم
العربى الوحيد المشارك حتى الآن، وقال مخرجه: «أتمنى أن يروق فيلمى
لجمهور المهرجان المتمرس، وأطمح أن تكون مشاركتى ومشاركة العشرات
من صناع السينما الآخرين شرارة إعادة إحياء مهرجان أحببته كثيرًا».
الفيلم بطولة كريم قاسم، ومنى هلا، وشريف دسوقى، وبسمة، وأحمد
مالك، وعمرو عابد، وأحمد مجدى، وصبرى عبدالمنعم، ومجدى أحمد على،
وأحمد يسرى، تأليف شريف ألفى، وإنتاج هالة لطفى. وتدور أحداث
الفيلم حول مو وتوتو ومصطفى، وهم ثلاثة أشخاص يلتقون ذات ليلة خارج
كل الأُطر، وكل منهم يخوض معركته الخاصة لاكتساب مكانة، فيجدون
أنفسهم فى رحلة لم يتوقعوها داخل المدينة، فكل منهم يرى عالمًا لم
يره من قبل.
الفيلم الثانى يشارك فى المسابقة غير الرسمية وهو
«جريمة الإيموبيليا» إخراج خالد الحجر 2018، ومدته 123 دقيقة،
والفيلم يتناول قصصاً متشابكة لسكان عمارة الإيموبيليا الشهيرة،
ويقوم ببطولته مجموعة كبيرة من الفنانين منهم طارق عبدالعزيز وناهد
السباعى وهانى عادل ودعاء طعيمة وماهر سليم وعزة الحسينى وياسمين
الهوارى، والفيلم تم تصوير أغلب مشاهده بعمارة الإيموبيليا أمام
مدخلها وعلى سلالمها من الداخل وبعدد من شققها.
والمخرج خالد الحجر هو أحد سكان تلك العمارة
التاريخية ويقطن فى الشقة التى جمعت الفنانة ليلى مراد بزوجها
الفنان الكبير الراحل أنور وجدى، والعمارة سكنها -كما هو معروف-
عدد كبير من نجوم الفن والثقافة والأدب منهم نجيب الريحانى وماجدة
وتوفيق الحكيم وكاميليا، وكان بها مكتب لموسيقار الأجيال محمد
عبدالوهاب وعبد الحليم حافظ.
الفيلم الثالث يشارك فى مسابقة آفاق السينما
العربية بعنوان «الكيلو 64» للمخرج أمير الشناوى، وهو فيلم تسجيلى
مدته 61 دقيقة.
تدور أحداثه حول رحلة شاب طموح تخرج فى كلية
الصيدلة وقرر أن يغير مجال عمله ويؤسس مزرعة فى الكيلو 64 على طريق
القاهرة الإسكندرية الصحراوى.
وفى نفس المسابقة يشارك فيلم «ورد مسموم» للمخرج
أحمد فوزى صالح مدته 70 دقيقة، تدور الأحداث فى أحد الأحياء
الفقيرة المتاخمة للقاهرة، حى المدابغ الذى يعيش كل من فيه بمخاطر
الصرف الصحى المسمومة.
الفيلم الرابع «لا أحد هناك الزرافة» ويشارك فى
مسابقة أسبوع النقاد الدولى ومدته 75 دقيقة وتدور أحداثه فى شوارع
المدينة الخالية سوى من أشباحها؛ يجد أحمد نفسه تائهاً ولكن الليلة
يجب عليه مساعدة فتاة لا يعرفها لعمل عملية إجهاض؛ ولجلب المبلغ
المطلوب يتورط مع مجموعة تقودهم فتاة أخرى تود كشف سر الزرافة
المخبأة فى حديقة الحيوان.
الفيلم الخامس فى مسابقة سينما الغد الدولية
للأفلام القصيرة، «التجربة آسف» للمخرج علاء خالد.
ويعرض 5 أفلام فى قسم بانوراما السينما المصرية
2017-2018 وهى "طلق صناعى" للمخرج خالد دياب، و"يوم الدين" للمخرج
أبوبكر شوقى، و"عيار نارى" للمخرج كريم الشناوى، و"الجمعية"
للمخرجة ريم صالح، و"الحلم البعيد" للمخرج مروان عمارة.
160
فيلماً فى أربع مسابقات من 59 دولة
أربع مسابقات احتفظ بها المهرجان فى برنامجه
الرسمى، تتقدمها المسابقة الدولية، التابعة للاتحاد الدولى
للمنتجين (فياف)، والتى يتسابق فيها 16 فيلمًا جميعها تُعرض للمرة
الأولى فى مسابقة دولية لمهرجان من الفئة «أ» عالميًا.
مسابقة آفاق السينما العربية تستمر فى تقديم أحدث
أعمال السينما فى المنطقة، بعرض ثمانية أفلام جديدة، سبعة روائية
وتسجيلى واحد، أفلام من مصر والمغرب ولبنان وتونس والسعودية.
بينما تُفتتح المسابقة بالعرض الأول فى الشرق
الأوسط وشمال أفريقيا لفيلم «عمرة والعرس الثانى» ثانى أفلام
المخرج السعودى محمود صبّاغ صاحب «بركة بركة»
فى مسابقة أسبوع النقاد وعلى مدار سبعة أيام
تُعرض سبعة أفلام عمل أول وثان مميزة، تُمثل فى مجملها بانوراما
مصغرة لأحوال السينما الشابة والمغايرة فى العالم.
كذلك تعرض مسابقة سينما الغد مجموعة مختارة من 20
فيلمًا قصيرًا، تمثل الأصوات الناشئة الملفتة فى كل قارات العالم.
هذا بالإضافة إلى جائزة جديدة بعنوان «أحسن فيلم
عربى»، يمنحها المهرجان للمرة الأولى بقيمة مالية 15 ألف دولار،
تتنافس عليها الأفلام العربية الطويلة فى جميع المسابقات، لتتكامل
أوجه دعم المهرجان للسينما العربية المتميزة فى مختلف فروعه
وأقسامه.
وجائزة جديدة بعنوان «جائزة الجمهور» وقيمتها 29
ألف دولار تمنح لأفضل فيلم فى المسابقات داخل المهرجان.
خارج المسابقات يقام برنامج قسم الاختيار الرسمى
خارج المسابقة، والذى يضم 12 فيلمًا من أهم أفلام العام.
قسم الاختيار الرسمى خارج المسابقة يضم أيضاً
الفيلم السويدى «حدّ»، بجانب الاختيار الرسمى خارج المسابقة،
تتجاور ثمانية أفلام تُعرض فى قسم العروض الخاصة، و55 فيلمًا هى
أفلام البانوراما الدولية لأهم أفلام العالم فى 2018، ليجمع
المهرجان فى الأقسام الثلاثة أغلب ما يريد أى محب للسينما أن
يشاهده من السينما العالمية خلال العام الحالى.
ويقدم مهرجان القاهرة قسمًا جديدًا للمرة الأولى هو
قسم «عروض منتصف الليل»، فعلى مدار سبع ليال فى سينما الزمالك، فى
منتصف الليل، يُعرض فيلم جديد ينتمى لأحد النوعيات المناسبة لهذا
التوقيت.
احتفاء بالمرأة العربية.. والسينما الروسية ضيف
الشرف
للحاق بالعالمية قررت إدارة المهرجان طرح قضية
التكافؤ بين الرجل والمرأة، وهى المطروحة عالميا فى المهرجانات
السينمائية، ويشارك فيها المهرجان بتخصيص برنامج ضمن برامجه هذا
العام للاحتفاء بالمخرجات العربيات، عبر عرض 9 أفلام لمخرجات نلن
حفاوة دولية خلال الأعوام الأخيرة، وتنظيم حلقة نقاشية حول عمل
المرأة العربية فى مجال الإخراج، تشارك فيها مخرجات البرنامج ومنهن
الفلسطينية آن مارى جاسر، والجزائرية صوفيا جامة، التونسية كوثر بن
هنية، والمصريتان هالة خليل وهالة لطفى.
مثل كل عام، يُلقى المهرجان الضوء على إحدى صناعات
السينما البارزة فى العالم، والدور هذا العام يأتى على السينما
الروسية الحديثة التى أخذت خطوات مشهودة فى مرحلة ما بعد الاتحاد
السوفيتى. يعرض مهرجان القاهرة تسعة من أهم الأفلام الروسية
الحديثة، ويستضيف وفدًا روسيًا رفيع المستوى يتحدث أفراده فى جلسة
نقاشية حول حال السينما الروسية المعاصرة والتجربة التى خاضتها نحو
العالمية.
وبمناسبة حلول مئوية ميلاده فى الأول من يناير
2019، يحتفى المهرجات بذكرى الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس، وذلك
بعرض نسخ رُممت حديثًا لأربعة من أهم الأفلام المأخوذة عن رواياته،
وإصدار كتاب حول سينما إحسان عبدالقدوس قام بإعداده الناقد سامح
فتحى.
«كتاب
أخضر».. فيلم الافتتاح
يفتتح المهرجان دورته الأربعين بعرض أحد أهم أفلام
2018 وهو «كتاب أخضر» للمخرج الأمريكى بيتر فاريلى، الفيلم الذى
توّج بجائزة الجمهور فى مهرجان تورنتو السينمائى، أحد أهم مؤشرات
بوصلة جوائز الأوسكار. الفيلم من بطولة النجوم فيجو مورتينسين
وماهرشالا على وليندا كارديللينى.
وتدور أحداثه حول مُوظف «تونى ليب» حارس من حى
إيطالى أمريكى فى برونكس، ليقود دكتور «دون شيرلى» عازف البيانو
العالمى ذو البشرة السمراء فى جولة موسيقية من مانهاتن إلى عمق
الجنوب، كان عليهما أن يعتمدا على «الكتاب الأخضر» لإرشادهما إلى
المؤسسات القليلة التى كانت آمنة للأمريكيين الأفارقة. فى مواجهة
العنصرية والخطر فضلاً عن الإنسانية والسخرية غير المتوقعة،
يُجبران على تنحية الخلافات جانبًا من أجل البقاء على قيد الحياة
والنجاح فى رحلة العمر، وهو فيلم مرشح للفوز بالأوسكار هذا العام.
المكرمون
كعادته يُكرم المهرجان فى كل عام عددًا من رموز
صناعة السينما فى العالم، بمنحهم جائزة تحمل اسم سيدة الشاشة
العربية فاتن حمامة، تقديرًا لهم على مسيرة حركوا فيها مشاعر وعقول
الملايين، وأثروا الفن السابع بأعمال قيمة يذكرها الجميع.
يمنح المهرجان جائزة فاتن حمامة التقديرية للنجم
البريطانى ريف فاينز المرشح للأوسكار مرتين، بالإضافة لحصوله على
جائزة البافتا وترشحه للجولدن جلوب ونيله عشرات الجوائز الأخرى.
وسيحضر يوم 26 لاستلام جائزته وعرض أحدث أفلامه لأول مرة بالشرق
الأوسط من إخراجه وبطولته.
يكرم بجائزة فاتن حمامة التقديرية الثانية الفنان
القدير حسن حسنى، لمسيرته الفنية التى امتدت لأكثر من نصف قرن، قدم
خلالها مئات الأعمال التى لا تُنسى للسينما والمسرح والتليفزيون،
وكان حضوره قاسمًا مشتركًا بين أفلام جيل من النجوم الشباب الذى
أعادوا بريق وجماهيرية السينما المصرية. حسن حسنى سيستلم تكريمه فى
افتتاح المهرجان، ويُصدر كتاباً عن أعماله من إعداد الناقد طارق
الشناوى.
أما جائزة فاتن حمامة للتميز، التى تمنح لفنانين فى
منتصف مسيرتهم الفنية حققوا إنجازا إبداعيًا متميزًا، فيستلمها
لأول مرة موسيقار هو الفنان هشام نزيه، صاحب البصمة المدهشة فى
عالم الموسيقى التصويرية. |