"أب
السينما التونسية"، عبارة ربما قد لا تفي السينمائي التونسي
الراحل الطاهر
شريعة حقه
نظرًا للإرث الكبير الذي خلّفه في الساحة السينمائية التونسية.
عام 1966 أطلق الطاهر شريعة تظاهرة أيام قرطاج
السينمائية وتولى إدارة دوراتها الأولى
ولد الطاهر شريعة في 5 جانفي/ كانون الثاني 1927 في
منطقة الصيادة التابعة لولاية المنستير. عمل أستاذًا في مطلع
الستينيات بأحد المعاهد الثانوية بصفاقس ثمّ مديرًا لمصلحة
السينما بوزارة
الثقافة.
انخرط الطاهر شريعة في نوادي السينما وساهم في
تأسيس الجامعة
التونسية لنوادي السينما التي
كان لها دور كبير في نشر ثقافة السينما بمختلف الجهات التونسية.
كما كان لشريعة الفضل في إعداد النصوص المنظمة للقطاع السينمائي
التي صدرت عام 1960 وأصبحت تعرف لاحقًا بمجلة الصناعة السينمائية.
وعام 1966 أطلق الطاهر شريعة تظاهرة أيام
قرطاج السينمائية وتولى
إدارة دوراتها الأولى لتحدّد ملامحها العربية والإفريقية وهويتها
الخاصة التي ميزتها عن غيرها من المهرجانات في المنطقة من حيث
نوعية الأفلام المنتقاة والمشاركة في التظاهرة.
أشرف شريعة لاحقًا على قسم السينما في وكالة
التعاون الفني والتقني التي أصبحت تعرف بالمنظمة الدولية
للفرنكوفونية وذلك عند انتقاله للعمل في فرنسا. وساهم من منصبه هذا
في إرساء مهرجان السينما الإفريقية بواجادوجو ببوركينا فاسو سنة
1971، إلى جانب مهرجان مقديشو بالصومال.
شارك الطاهر شريعة في لجان تحكيم مهرجانات سينمائية
دولية دعا خلال حضوره فيها إلى تأسيس صناعة سينمائية إفريقية
مستقلّة
كما عمل كخبير لدى منظمة اليونسكو في
مجال السينما لمدة سنوات. وشارك أيضًا في لجان تحكيم مهرجانات
سينمائية دولية دعا خلال حضوره فيها إلى تأسيس صناعة سينمائية
إفريقية مستقلّة متميزة بعيدًا عن الهيمنة السينمائية الغربية.
بالإضافة إلى ذلك، كان للطاهر شريعة عديد الإصدارات
التي تتعلّق بالسينما ونشر مقالات في مجلة "المسرح والسينما".
وفي الدورة 23 لأيام قرطاج السينمائية، تمّ تكريم
الطاهر شريعة ليعلن خلال حفل أقيم على شرفه أنه سيترك مكتبته إلى
مسقط رأسه صيادة، قبل أن يغادرنا عن عمر يناهز 83 عامًا يوم 5
نوفمبر/ تشرين الثاني 2010، مخلدًا اسمه كأحد أهم الأعلام
السينمائية في تونس وأبًا للمشهد السينمائي التونسي. |