”
قرطاج الرقميّة”.. المولود الجديد لأيام قرطاج
السينمائيّة 2019 (دورة نجيب عيّاد)
ريم حمزة
منذ انطلاقها في سنة 2015، تستمر منصة “قرطاج
للمحترفين” في التطور، آخذة على عاتقها مهمة إقامة علاقة بين صناع
الأفلام العرب و الأفارقة واكتشاف المواهب الجديدة من خلال خمسة
أقسام هي: “قرطاج الرقمية”،
“حوارات
قرطاج”، “ورشة تكميل”، “ورشة شبكة”
و”دروس في السينما”.
“قرطاج
الرقمية”، وهي المولود الجديد لأيام قرطاج السينمائية، فستكون لبنة
أخرى تضاف الى صرح “قرطاج للمحترفين” ونافذة مفتوحة على عالم
الديجيتال.
هذا القسم يسعى الى جمع الفنانين والمنتجين وصانعي
المحتوى والموزعين والمستثمرين ومسؤولي البرمجة في المهرجانات
ورواد التكنولوجيا في مكان واحد من أجل خلق فرص للتشبيك والتمويل
والتوزيع، وذلك عبر عدة فعاليات: “موائد مستديرة” و”الندوة”
و”ورشة” و”رواق الجمهور” و
“سينما
التحريك” و
“Expo B2B Meeting”
وتنظم “قرطاج الرقمية” مجموعة من الموائد المستديرة
والمحاضرات حول التقنيات الجديدة في الرسوم المتحركة والواقع
الافتراضي والمؤثرات الخاصة في الانتاج السينمائي وعدة مواضيع اخرى
تهم المصممين وكتاب السيناريو ومخرجي الأفلام والمنتجين.
وفي علاقة بالأشكال السينمائية الجديدة، تطرح
“الندوة” في هذه الدورة سؤالا رئيسيا هو: كيف نقوم بأول فيلم واقع
افتراضي؟
“ورشة”
تسلط الضوء على مهنة “الدي آي تي” تصحيح الألوان المباشر. ومهنة
الدي آي تي هي مهنة متطورة بشكل دائم، ومن خلال هذه الورشة سيتم
التركيز على العمل التفاعلي مع المظهر الرقمي لصور الكاميرا في
مواقع التصوير والذي يعرف بـ”تصحيح الألوان المباشر”.
هذه الورشة موجهة اساسا لمساعدي التصوير ومديري
التصوير وأخصائيي التركيب ومصححي الألوان والمديرين الفنيين
والمنتجين والمخرجين، اضافة الى تقنيي الصورة الرقمية الراغبين في
اثراء معارفهم.
“رواق
الجمهور” يتوزع على عدة فضاءات تشمل “رواق الاعمال” وهو فضاء يجمع
بين المهنيين في السينما وفي الصناعة الرقمية الإبداعية، اضافة الى
“رواق اجتماعات الأعمال” المخصص للمهنيين والعارضين والزوار وموزعي
أفلام الواقع الافتراضي والأفلام التحريكية والمستثمرين والممولين
المحليين والدوليين، إلى جانب الفضاء العام “رواق الجمهور” الذي
يقام بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة لترويج أفلام الواقع
الافتراضي، وهي فرصة لجمهور ايام قرطاج السينمائية ليعيش تجارب
جديدة من خلال مشاهدة مجموعة من أفلام الواقع الافتراضي التي سيتم
عرضها عبر تجهيزات ذات تقنيات عالية.
“سينما
التحريك”، فضاء مفتوح للجمهور للنقاش واكتشاف عالم سينما التحريك
الإفريقي والعربي، من الصورة ثنائية الأبعاد إلى ثلاثية الأبعاد
مرورا بجميع أساليب التحريك.
حوارات قرطاج
أمّا “حوارات قرطاج” هي فضاء للنقاشات المهنية
والمتخصصة، ستتجسد من خلال لقاءين يجمعان المهنيين السينمائيين
المشاركين في المهرجان لتدارس مواضيع تهم صناعة السينما.
“حوارات
قرطاج” تشهد في هذه الدورة توسعا كبيرا على مستوى منصتها
الاحترافية تماشيا مع رغبة المدير الراحل للمهرجان نجيب عياد
وستطرح على امتداد ستة أيام قضايا راهنة وحرجة عبر سلسلة من
الورشات، والحوارات وفعاليات التشبيك.
ويتنزل في هذا القسم برنامج
“Engage@jcc”،
الذي يفتح المجال لتأمل التحديات الحالية والرؤى المستقبلية عن
السينما العربية والافريقية من وجهة نظر نقدية، في مواصلة لتجربة
“Engage@DFM
وImagine Community”
الذي انعقد في
Durban FilmMart 2019،
في جنوب إفريقيا.
وتقترح
Engage@JCC
البناء على الناقشات التي بدأت في مهرجان ديربان، مع التوسع في بعض
النقاط لتشمل البلدان العربية، دون اهمال المكانة المركزية لتونس
وللمهرجان باعتباره نقطة لقاء تاريخية تجتمع فيها السينما
الإفريقية والعربية ، بالإضافة إلى المحترفين من جميع أنحاء العالم.
وتدور النقاشات في هذا الفضاء حول موضوعين رئيسيين
هما:
“Permission To Narrate”
و “سينما من أجل المستقبل: نبني من أجل الأجيال الجديدة ومعها”،
على شكل سلسلة من لقاءات التفكير تقام خلال الفترة الصباحية لإيجاد
حلول لمجموعة من التساؤلات المطروحة، تشفع بموائد مستديرة خلال
النصف الثاني من اليوم تكون مفتوحة للجمهور.
وهي دعوة لمواصلة النقاشات التي بدأت في ديربان حول
العمل الجماعي على تطوير السينما الإفريقية والعربية، مع مراعاة
الخصوصيات الهيكلية والتاريخية، في محاولة للاجابة عن اسئلة جوهرية
من قبيل : كيف لنا أن نبني نظم العيش المحلية والإقليمية والوطنية
لتمكين الفاعلين والأجيال الجديدة من سرد قصصهم بطرقهم الخاصة؟
وكيف يمكن لمنصات الشتات الأفريقية والعربية أن تعمل معًا وتخلق
شراكات لتطوير السينما؟
القسم الجديد “شتات؟” يعمل بالتوازي مع البرمجة
الفنية والصناعية، ويقدم لعشاق الفن السابع مجموعة مختارة من 6
أفلام طويلة (3 افلام وثائقية و 3 افلام روائية) أنتجت سنة 2019،
وسيتم عرض الأفلام طوال المهرجان، مصحوبة بمائدتين مستديرتين كجزء
من حوارات قرطاج.
علامة الاستفهام الملازمة لكلمة “شتات” هي دعوة
لإعادة التفكير بشكل جماعي في المفهوم ورفض قبول تجنيس هذه الفئة
حسب تسميات ثابتة ومفروضة على صانعي الأفلام أو الأفلام نفسها.
“حوارات
قرطاج” تتضمن أيضا “وثائقي قرطاج” و”الحديث القصير”
اللذان يسلطان الضوء على أهمية السينما الهادفة لتكوين ثقافة ثرية
ومتجددة.
الأفلام الوثائقية نجحت كنوع سينمائي في كسب جمهور
وفي، ومثلت جودة الوثائقيات الإفريقية والعربية دليلا على صعود جيل
جديد من المخرجين القادرين على التجريب شكلا ومضمونا مقدمين بذلك
سرديات جريئة تمس شريحة عريضة من المشاهدين.
وعبر هذا الزخم المحلي والدولي، تسعى “وثائقيات
قرطاج” إلى أن تصبح حدثا سنويا يوفر فضاء للمهنيين المساهمين في
المشهد الوثائقي للم شملهم ولمناقشة التحديات الراهنة واكتشاف
الآفاق الواعدة لصناعة الأفلام الوثائقية.
شبكة و تكميل
ورشة “شبكة” تنعقد من 28 إلى غاية 30 أكتوبر مواصلة
دعمها للثنائيات “مخرج -منتج ” القادمين من بلدان إفريقية وعربية،
والذين ينشدون خبرة المختصين في السمعي البصري ونصائحهم.
أمّا ورشة
”تكميل”
فتهتم بالمشاريع المتميزة للأفلام العربية والافريقية التي هي في
مراحل ما بعد الانتاج عبر لجنة تحكيم دولية متكونة من خمسة محترفين
في مجال صناعة السينما وبحضور عدد هام من ضيوف “قرطاج للمحترفين”
من بائعين دوليين للأفلام وموزعين وممثلي صناديق الدعم ومبرمجي
مهرجانات عالمية مع منح الأعمال الواعدة جوائز مالية تساعد في
اتمام المشروع السينمائي.
دروس في السينما
قسم دروس في السينما يؤثثه في هذه الدورة جان ميشيل
فرودون
( Jean-Michel Frodon )
، الصحفي الفرنسي والناقد والأستاذ والمؤرخ السينمائي، المتحصل على
شهادة عليا في التاريخ.
عمل فرودون في البداية كصحفي وناقد سينمائي لصحيفة
Le Point
الأسبوعية، ثم لصحيفة
Le Monde
اليومية، ليصبح مسؤولاً عن قسم السينما.
ما بين سنتي 2003 و 2009، عمل كرئيس تحرير في
Cahiers du cinéma
وفي سبتمبر 2009، قام بإدارة مدونة
Projection publique
لدى مجلة
slate.fr ثمّ
أصبح رئيس تحريرها في سنة 2010.
في سنة 2014، تم تعيينه نائباً لرئيس لجنة دعم
سينما العالم، التي تقدم تقاريرها إلى المركز الوطني للسينما
والصورة المتحركة وللمعهد الفرنسي.
ويساهم جان ميشيل فرودون في العديد من مجلات
السينما ويكتب بشكل دائم لصحيفة
AOC
اليومية، وهو أيضا أستاذ في العلوم السياسية وأستاذ فخري بجامعة
سانت أندروز في اسكتلندا.
في 2017، أصبح عضواً في المجلس العلمي لمعهد فيميس
وهو مسؤول ومشارك في تنظيم العديد من التظاهرات السينمائية ومؤسس
ومنشط بجمعية
l’Exception .
قام بنشر حوالي عشرين كتابا، من بينها:
La Projection nationale
|