حوار مع
الناقد كاظم السلوم عن النقد والسينما وجوائز النقاد في مهرجان القاهرة السينمائي
كاظم السلوم: الأفلام المستقلة تنهض بالسينما العراقية وهذه فضيلة
جوائز النقاد في «القاهرة السينمائي»
حوار: نرمين حلمي
يطلق مهرجان «القاهرة السينمائي الدولي» لأول مرة، في الدورة التي تحمل اسم
الناقد الراحل يوسف شريف رزق الله، النسخة الأولى من «جوائز النقاد العرب
للأفلام الأوروبية»، ضمن فعاليات الدورة الـ (41)، المقرر انعقادها في
الفترة من 20 إلى 29 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل لعام 2019، بشراكة مع مركز
السينما العربية ومنظمة (ترويج السينما الأوروبية -European Film Promotion).
تضم لجنة التحكيم 42 ناقدًا من 13 دولة عربية؛ هن: مصر والمغرب ولبنان
والعراق وفلسطين والإمارات والجزائر وتونس وسوريا والسودان والكويت والأردن
والبحرين، الذين يختارون الأعمال الفائزة من بين أفضل إنتاج السينما
الأوروبية خلال عام 2019.
"القاهرة" حاورت الناقد العراقي كاظم مرشد السلوم، أحد أعضاء لجنة التحكيم
لهذا العام، عن تفاصيل النسخة الأولى للجائزة وتحضيراتهم لها، كما تطرقنا
للحديث عن حال السينما العراقية والنقد في الوطن العربي، وأبرز التحديات
التي تواجهها في ظل تكنولوجيا المنصات الإلكترونية الحديثة، .. وإلى نص
الحوار.
·
كيف ترى استضافة مهرجان القاهرة
السينمائي للنسخة الأولى لجوائز النقاد العرب للأفلام الأوروبية في الدورة
الـ 41 لعام 2019؟
هذه الاستضافة تشكل أهمية كبيرة لحركة النقد العربي، إذ إنها تعطي العمل
النقدي العربي مكانة واسعة في خارطة النقد السينمائي العالمي، كذلك فهي
تدفع بالنقد العربي الى مكانة رفيعة تتمثل في إعطاء الرأي النقدي العربي
أهمية مضافة الى أهمية المحلية، وتؤكد إمكانية الناقد العربي على التعرض
للأفلام الأوروبية بالنقد والتحليل، وإن كان هذا الأمر قد تم فعلاً من خلال
كتابات النقاد العرب على الكثير من الأفلام الأوروبية سابقًا.
·
ما رأيك في هذا الفرع الجديد لجوائز
النقاد السنوية؟
بالتأكيد فهذا الفرع، يدفع بالناقد السينمائي العربي إلى تطوير أدواته
المعرفية، التي تشكل عاملاً مهمًا في تطور النقد؛ خصوصًا وإن على الناقد أن
يتوفر على إطلاع معرفي على معظم الفنون الأخرى، باعتبار أن السينما هي الفن
السابع الحاوي على بقية الفنون.
·
من وجهة نظرك..ما سبب ندرة تلك النوعية
الخاصة من الجوائز في المهرجانات العربية؟
في الآونة الأخيرة بدأت بعض المهرجانات تهتم بهذه النوعية من الجوائز،
ومنها مهرجان القاهرة الذي سيستضيف هذه الجائزة، وقد لا يعي البعض أهمية
النقد في مؤازرة الصناعة السينمائية، بداية منذ اكتشاف السينما ولحد الاَن،
فشركات الإنتاج السينمائي، أصبحت تولي أهمية كبيرة للرأي النقدي، حيث ترسل
أفلامها لتقيم من قبِل النقاد قبل العرض جماهيريًا، وأتوقع أن تهتم كافة
المهرجانات بهذه الجائزة مستقبلاً.
·
حدثنا عن تحضيراتكم كأعضاء لجنة تحكيم
في جوائز النقاد العرب لهذا العام؟
ننتظر مشاهدة الأفلام الأوروبية التي ستشترك بالمنافسة، أمًا التحضير فلكل
ناقد أدواته المعرفية التي يستند عليها في تقييمه للفيلم السينمائي، وإن
كانت هناك معيارية واضحة في التقييم؛ وفق فروع الجائزة، مثل الإخراج،
التمثيل، السيناريو وغيرها.
·
ما البلدان ونوعية الأفلام المشاركة؛
سواء روائية طويلة أم قصيرة أم وثائقية؟
الأفلام من دول أوروبية مختلفة، وهذه الدول تختلف مدارسها السينمائية، ولكل
منها بصمة او أسلوب خاص بها، والأفلام متنوعة، روائية ووثائقية، قصيرة
وطويلة.
·
ما معايير اختيار القائمة النهائية
للأفلام المرشحة للجوائز؟
المعيار الأهم في الاختيار، هو أهمية الفيلم، وجودة اشتغاله فنيًا على
عناصر اللغة السينمائية المختلفة.
·
هناك بعض التوجهات العالمية، التي تهتم
بحجم تمثيل المرأة في المهرجانات الدولية خلال السنوات الأخيرة؛ مثل
إهتمامات مهرجان "برلين"، و"لوكارنو"، و"صندانس"، فضلاً عن مهرجان "أسوان
الدولي لأفلام المرأة" في مصر..كيف ترى ذلك؟
منذ بدايتها والسينما تعتمد على المرأة، فلا يمكن تصور فيلمًا سينمائيًا
دون وجود المرأة فيه، هذا على مستوى التمثيل، لكن دورها لم يتوقف عند هذا
الحد بل دخلت في عالم الإخراج والتصوير والمونتاج وغيرها، أمًا تناول قضايا
المرأة في السينما فلا اعتقد أن أي مهرجان سينمائي لا يوجد فيه فيلم يتناول
قضايا المرأة ومواضيعها.
·
هل يضع أعضاء لجنة تحكيم جوائز النقاد
العرب للأفلام الأوروبية مشاركة المرأة من ضمن الأولويات؟
هناك جائزة لأفضل ممثلة، أمًا من حيث الأولويات فالفيلم الجيد بمجمل ما
يحتويه هو الذي يحتل الأولوية، سواء في جائزة النقاد العرب، أو في غيرها من
الجوائز.
·
ننتقل إلى المشهد النقدي..كيف ترى
مشاركة النقاد العرب في المهرجانات المصرية؟
هناك مشاركة واسعة للنقاد العرب في دورات المهرجانات السينمائية المصرية،
سواء كان مهرجان القاهرة أو الجونة أو غيرها من المهرجانات التي تقام
سنويًا في مصر، فمن خلال مشاركتي في هذه المهرجانات كناقد التقي بالعديد
منهم، ومن دول عربية مختلفة.
·
حدثنا عن تصورك لدورة مهرجان الجونة
والقاهرة السينمائي لهذا العام..وما الذي تتطلع لرؤيته فيهما في عام 2019؟
في دورة مهرجان القاهرة والجونة الماضية، لاحظت تطورًا كبيرًا في
المهرجانين من حيث الأفلام والتنظيم، والضيوف، واعتقد أن هذا بسبب المنافسة
المفيدة بين هذين المهرجانين، والتي عادت بالنفع لكليهما، واعتقد أننا
سنشاهد أفلامًا بمستوى متميز فيهما.
·
كيف ترى حجم مشاركة الأفلام العربية في
المهرجانات المصرية؟
إذا كان على الحجم فهناك مشاركة واسعة للأفلام العربية ومن دول عربية
مختلفة، أمًا من حيث النوع والجودة فهناك فارق كبير من حيث المستوى، وأتمنى
أن يكون حجم المشاركة أوسع للأفلام العربية الجيدة، فالحجم ليس مهمًا بقدر
جودة الفن .
·
قررت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي
الدولي إطلاق اسم الناقد الراحل يوسف شريف رزق الله على فعاليات الدورة الـ
41.. كيف ترى تكريم المهرجان له؟
هو أقل ما يمكن أن يقدم مهرجان القاهرة لهذا الناقد الكريم، وأتمنى أن يتم
تكريمه في مناسبات مختلفة، وليس فقط إطلاق اسمه على دورة المهرجان، كأن
يصار الى طبع كافة كتاباته في كتاب شامل .
·
حملت دورة مهرجان "واسط السينمائي"
لعام 2019 اسمك، ضمن برنامج تكريمك، وهو أمر غير المعتاد في المهرجانات
بصفة عامة؛ حيث يزداد الاهتمام بتكريم الممثلين..كيف ترى ذلك؟
في الحقيقة أنا رفضت هذا التكريم في البداية، وأعلنت من على منصة المهرجان
أن هناك من السينمائيين من يستحق أكثر مني، لكن إدارة المهرجان أصرت على
ذلك ، وهو تكريم اعتز به جدًا.
·
كان لك تصريحات صحفية في أواخر عام
2018، تتحدث عن المعوقات التي تواجه صناعة السينما بالعراق في السنوات
الأخيرة..فماذا عن وضع السينما العراقية الاَن وحركة النقد الفني بها؟
مازالت ذات المشاكل التي ذكرتها تواجه السينما العراقية، وإن كان بشكل أقل
مما كان، والسينما المستقلة هي التي تنهض بواقع السينما العراقية الاَن،
أمًا حركة النقد الفني فهي تشتغل تبعًا للإنتاج السينمائي، ولا تعتمد عليه
بل إن النقاد يتوجهون للكتابة عن الأفلام العربية والعالمية.
·
هل ترى أن منصات بث الفيديوهات على حسب
الطلب عَبر الإنترنت عالميًا؛ مثل "نتفليكس" وغيرها، قادرة على تعويض النقص
الثقافي السينمائي أو الدرامي في بعض البلدان العربية لجمهور الشباب؟ وما
رأيك في تلك المنصات الإلكترونية؟
هذه المنصات وفرت للشباب او لجمهور السينما فرصة الاطلاع على كل ما هو
جديد، وفي فترة قياسية، لكنها في ذات الوقت قد تؤدي الى تراجع الذهاب الى
صالات العرض، الأمر الذي يؤدي الى غياب طقس المشاهدة السينمائي الذي تعودنا
عليه، أما موضوع تعويض النقص الثقافي السينمائي والدرامي، فلا اعتقد، لأن
هذه الثقافة تكتسب من خلال المتابعة والرغبة الكبيرة الفردية.
·
كيف ترى الحركة النقدية وأثرها في
العالم العربي لاسيما مصر في السنوات الأخيرة؟
ربما لا يعي الكثير من المشاهدين في البلدان العربية أهمية النقد
السينمائي، وقد لا يمرون على موضوع نقدي منشور في هذه الصحيفة أو تلك، لكن
أهمية النقد السينمائي باتت واضحة المعالم، خصوصًا في مصر بلد الصناعة
السينمائية العربية الأهم، وأصبح صناع الأفلام يولون اهتمامًا كبيرًا لما
يكتب من نقد لأفلامهم، الأمر الذي ساهم الى حد ما في تطور الصناعة
السينمائية.
·
ما نصائحك للنقاد الشباب؟
اقرأ وشاهد، اقرأ وشاهد، لا يمكن لأي مهتم بالشأن السينمائي أن يكون ناجحًا
في هذا المجال إذا لم يتوفر على ثقافة عالية وسعة مشاهدة كبيرة. |