ينشر بالاتفاق مع مجلة الفيلم
ـ وقعنا بروتوكول تعاون مع جامعة القاهرة لترويج المهرجان
بين الطلاب
ـ المجانية فكرة فاشلة ونعمل على ملف الإقبال الجماهيري
ـ أفلام المهرجان تمرّ على الرقابة وغالبًا ما توافق عليها
ـ يجب على الدولة دعم السينما المستقلة و صناع الأفلام
الشباب
ـ نعاني من عدم وجود فيلم مصري ينافس في المسابقة العربية
في
عامه الثاني يواصل
"محمد
حفظي" رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الحادية والأربعين
رؤيته الطموحة لتطوير وتجديد المهرجان شكلًا ومضمونًا بإصرار على تجاوز
جميع العقبات التي صاحبت المهرجان في دوراتٍ سابقةٍ وكذلك الحالية، وفي
حواره المفتوح مع مجلة "الفيلم" تحدث بصراحة ودقة عن برنامجه المتفائل
ليعيد للقاهرة السينمائي بريقه ومكانته بين مهرجانات العالم، مستعينًا
بالفريق الفني للمهرجان الذي يرأسه "أحمد شوقي" وعدد من النقاد الشباب
الذين أضفوا الحيوية والتجديد لروح المهرجان في دورته المهداة للراحل "يوسف
شريف رزق الله"
·
في رأيك ما العقبات التي تواجه مهرجان القاهرة السينمائي؟
طوال الوقت توجد عقبات كنت أتابعها من قبل بصفتي عضوًا في
اللجنة الاستشارية العليا للمهرجان. وأول شيء اعتمدت عليه قبل أن أتصدى
لمهمة رئاسته هو أن الوزارة كانت متفهمةً لطبيعة المشاكل التي تواجه
المهرجان، وعندها الاستعداد والنية لإزالة هذه العقبات، فوزارة الثقافة هي
المشرفة على المهرجان، وهناك بعض الأمور الروتينية والإدارية والمالية التي
تجعل الحركة واتخاذ القرار أبطأ من لو أننا كنا نعمل في مكان خاص أو مهرجان
غير تابع للدولة.
لذلك رأيت أن أول شيء عليَّ فعله هو التفكير في كيفية إزالة
هذه العقبات، وكيفية العمل بخلق مساحة للحرية في الحركة واتخاذ القرار، لكن
في نفس الوقت دون أن نخالف اللوائح والأساليب المتبعة للدولة والوزارات.
وفي الحقيقة، المهرجان هو إدارة مستقلة وله هيكل مستقل لكننا لا نغفل
بالطبع تبعيته للدولة أيضًا. فيمكن القول إن لديه كمًّا من الحرية في اتخاذ
القرار، لكن التسوية المالية لابد أن تتبع أسلوبًا معينًا، وأنا تعلمت
السير في هذه المتاهة والكواليس البيروقراطية، وهناك أيضًا من يساعدونني في
ذلك إلى الآن. وفي النهاية لم يكن ممكنًا أن نترك هذا عائقًا أمام حركتنا
.
·
ما الخطوات التي اتبعتها في بداية رئاستك للمهرجان؟
في العام الماضي كان لابد لي أن أتعلم من الفريق القديم،
وأولهم بالطبع كان الأستاذ "يوسف شريف رزق الله "الذي تعلمت منه كثيرًا
جدًا ومن فريقه أيضًا، فهم لديهم خبرة لا يستهان بها، لكن أيضًا وجدت أن
المهرجان يحتاج لخبرات أخرى وينقصه فكر جديد وأساليب إدارة جديدة ليصبح مثل
مهرجانات العالم كله، فهو ليس مجرد وسيلة لعرض أفلام من أفضل إنتاج العالم
أو المنطقة، لكنه أيضًا في قلب الصناعة نفسها، ويلعب دورًا كبيرًا مع
المنتجين وصناع الأفلام، ويناقش معهم كيفية تمكينهم ومساعدتهم ليطوروا
مشاريعهم، فالمهرجان يلعب دورًا مهمًا فى دعم الصناعة.
وتبادل الخبرات ما بين الصناع في العالم كله، سواء في مصر
أو في الدول العربية ودول العالم من خلال الورش والندوات وكل ما بدأنا نركز
عليه في العام الماضي تحت مظلة "أيام القاهرة السينمائية" ، وكان هذا
بدايةً حقيقيةً لتغيير شامل في مهرجان القاهرة السينمائي ليصبح مهرجانًا
يلعب دورًا في دعم الصناعة المحلية والعربية، ويشجع ليس فقط المخرجين على
المجيء ولكن أيضًا شركات الإنتاج والتوزيع ليشاركوا بأفلامهم ، وليطلعوا
على مشاريع جديدة تستحق الإنتاج وتكون قادرة على التنافس في السوق العالمي.
ففي فترة ما كان المهرجان يرى أن دوره هو عرض الفيلم بعد انتهائه وجاهزيته
للعرض، لكن في المهرجانات الأخرى ربما نجدهم يتابعون الفيلم قبل أن يكتمل
إنتاجه، ويتواصلون مع الصناع في مراحلَ مبكرةٍ من إنتاج الفيلم، وبالتالي
كان لابد أن نغير فكرنا ونصبح مهرجانًا فعالًا في التواصل مع صناع الأفلام.
·
إلى أيّ مدى نجحتم في ذلك؟
أعتقد أننا نجحنا إلى حد كبير جدًا، ففي مهرجان هذا العام
لدينا عشرون فيلمًا طويلًا "عرض عالمي أول" وسبعة أفلام قصيرة، وهذا يحدث
لأول مرة في تاريخ مهرجان القاهرة، فحتى مهرجان "الجونة" لم يحدث فيه ذلك،
وهذا نتيجة أننا بدأنا نتكلم مع الناس كلها وساهمنا في خروج بعض الأفلام
للنور وأن تجد فرصًا كما حدث في ملتقى القاهرة السينمائي
.
وسعينا لاستقطاب ودعم الأفلام الجديدة واكتشاف المواهب
ليخرج جيلٌ جديدٌ قادرٌ على صنع أفلامه. وفي الوقت نفسه نحاول الحصول على
أفضل إنتاج العالم لنرتقي بذوقنا الفني ونتعرف على سينمات مختلفة، ونقدم
الجديد دائمًا لنرتقي بذوق الناس. أيضًا في العام الماضي نجحنا إلى حدٍّ
كبير وأرجع الفضل في ذلك ليوسف شريف رزق الله وأحمد شوقي فقد نجحا في وضع
برنامج جيد، وبنظرة على عدد الأفلام التي فازت بجوائز فيما بعد أو قبل ذلك
سواء في المهرجانات الكبيرة أو حتى الأوسكار أو الجولدن جلوب، سنجد أنه كان
عندنا النسبة الأكبر من الأفلام الفائزة بالأوسكار، بما فيها فيلم الافتتاح
"روما" الذى فاز بالأوسكار كأحسن فيلم أجنبي، وكل الأفلام كانت تعرض للمرة
الأولى في الشرق الأوسط كانت معروضة لدينا فى القاهرة السينمائي ، هذا
بجانب الأفلام التي فازت في المهرجانات الكبرى التي أرى أننا قسمناها مع
الجونة
.
·
إلى أي مدى نجحت في تغيير شكل المهرجان؟
من الناحية الفنية أرى أن المهرجان استطاع أن يغير شكله إلى
حد ما، وفي نفس الوقت بدأنا في أيام القاهرة لصناعة السينما" ، التي حضرها
أكثر من 150 من القائمين عليها في الصناعة العالمية أو العربية فحضر عدد
كبير جدًا من الأمريكان والأوروبيين وعددٌ من التابعين لشركات مهمة جدًا أو
مؤسسات تعاونت معنا في الورش وما شابه من فاعليات. وهذا العام يدخل الملتقى
دورته السادسة لأنه بدأ مع "ماريان خورى" في دورة 2010 وكان وقتها بالتعاون
مع ملتقى دبي الذى يقام على هامش مهرجان دبي .وحينما كنت في اللجنة
الاستشارية للمهرجان حاولت دعم هذا الاتجاه لكن إدارة المهرجان لم تكن توفر
إمكانياتٍ كافيةً ولم تساعد في إتمامه، فكان لابد أن نعتمد على مجهودات
ذاتية من الرعاة بالتعاون مع شركات الإنتاج الموجودة في السوق سواءً المصري
أو العربي، وكانت محدودةً جدا ،لأن المهرجان نفسه لم يكن يشجع هذه الشركات
على أن تأتي وتدعمه ويكون لها دور، وتستفيد من الدعاية التي يقوم بها، لكن
المهرجان كان مضطرًا لذلك لأن موارده محدودةٌ جدًا ووزارة الثقافة كانت
توفر مبلغًا ضئيلًا لا يزيد على ستة ملايين جنيه، بالإضافة لحوالي 4 ملايين
أخرى تقدمها وزارات السياحة والشباب وبعض الجهات الحكومية التي توفر نحو 10
ملايين أخرى وكان المهرجان يقام بهذا المبلغ ، وحتى قبل تعويم الجنية كان
من الصعب إنجاز أكثر مما تم عمله بالفعل، كانت هناك مشكلة مالية .ومشكلة
أخرى وهي تغيير الإدارة من بعد الثورة، والظروف الاقتصادية والأمنية التي
جعلت من الصعب أن يكون هناك استقرارٌ في مصر، وبالطبع فإن تغيير الإدارة
بكثرة ليس صحيًّا، لأن كل من يأتي مؤكد أنه سيأتي بفكر مختلف، وهذا يجعل من
الصعب أن يكون هناك تواصلٌ واستمرارية، وينتج عنه تخبطٌ، لذلك أنا لا ألوم
الإدارة القديمة بل بالعكس أرى أنها استطاعت تقديم عملٍ جيدٍ في إطار
الإمكانيات التي كانت متاحة، بل والحقيقة أن ما يتعلق بالإدارة الفنية كان
على أعلى مستوى في الاختيارات والذوق والبرمجة، لكنهم واجهتهم صعوبة في
إيجاد الأفلام الكبيرة في ظل منافسة مهرجانات أخرى بالمنطقة كدبي وقرطاج
وغيرهما وهنا أتحدث كرئيس مهرجان، لكن توقف مهرجان "دبي" جعل حظي كسينمائي
سيئًا لأنه مهم لنا على مستوى الصناعة كلها
.
·
كيف ترى تأثير مهرجان الجونة على مهرجان القاهرة؟
"الجونة"
من المؤكد أنه مهرجان منافس لأنه يستطيع إحضار أفلام جيدة، لكنه في النهاية
يختار خمسة أفلام عربية فقط في المسابقة. وهذا يتيح لنا مساحة أكبر في أن
نختار من الأفلام الموجودة، كذلك فالجونة يتمتع باستقلالية وميزانية كبيرة
أكثر من ضعف ميزانية مهرجان القاهرة، أي أنه منافس قوى وناجح، وفى فترة
قليلة استطاع تعويض أنه موجود في مكان لا تعرف عنه الناس شيئًا، ورغم أنه
ليست له مكانة دولية لأنه بدون تاريخ، لكنه استطاع خلال عمره القصير أن
يكون معروفًا وله اسم، صحيح أنه لازال أمامه المشوار طويلٌ لكن لا أستطيع
أن أقول إنه غير منافس. فهو لديه مميزات في أنه معزول عن زحمة القاهرة،
لأنه ليس مهرجانًا للجمهور، لكنه حدث سينمائي وسياحي في نفس الوقت فهو داخل
منتجع مغلق. وكذلك له تأثير على الساحة ويستطيع أن يقدم دعمًا للأفلام، وأن
يمنح جوائزَ ماليةً كبيرةً، وإدارته الفنية ممتازة وهذا جعله مهرجانًا
مؤثرًا إلى حد ما، لكن مهرجان القاهرة مختلف ليس فقط بسبب تاريخه الطويل –
41 دورة هذا العام – لكن أيضًا لأن القاهرة مدينة كبيرة، فهذا يجعل الجمهور
والتذاكر المباعة أكثر بكثير من الجونة.
·
هل ترى أن الإقبال الجماهيري على مهرجان القاهرة في تزايد؟
أعتقد أننا في العام الماضي استطعنا أن نضاعف عدد الجمهور
قياسًا على العام الذى سبقه، لكن لازال أمامنا طريقٌ طويلٌ لكي نصل به
لمرحلة "كامل العدد"، ومعظم عروضه عليها زحام وإقبال، ونعمل على ذلك بقوة.
وفي هذه الدورة الحالية أخذنا إجراءات ستساعدنا في العمل على ذلك أكثر مما
مضى، لأننا سنعمل بجدية على ملف الإقبال الجماهيري. والحقيقة أن "أحمد
شوقي" ساعدنا كثيرًا في ذلك لأنه استطاع عمل البرنامج والانتهاء منه مبكرًا
بحيث نستطيع الترويج له بشكل جيد من خلال الدعاية والسوشيال ميديا والتفاعل
مع الشباب في الجامعات، والآن نحن بصدد توقيع بروتوكول مع جامعة القاهرة من
أجل هذا الهدف، وسنحاول الترويج له بين الطلاب والمهتمين.
·
وماذا عن برامج الدورة الحالية؟
من خلال البرمجة حاولنا نحافظ على فكرة تقديم أفلام جديدة
وفى نفس الوقت مهمة ومتنوعة، وفى العام الماضي عملنا قسمًا جديدًا وهو
"أفلام منتصف الليل"، وسنواصل الاهتمام به هذا العام أيضًا. كذلك نهتم
بأفلام الواقع الافتراضي، وهى عبارة عن أفلام في معظمها لا تزيد على عشر
دقائق مدعمة بفكرة تكنولوجيا الواقع الافتراضي، واستطعنا الحصول على الهارد
وير والمعدات ونحاول التوسع فيها هذا العام لأننا نستطيع أن ننافس في هذا
القسم، لكن لا يوجد إنتاج عربي يكفي لأن يجعل الصناع العرب والمصريين
يقدمون أفلامًا تتنافس مع السينما العالمية فمازلنا نحتاج لوقت، لذلك
أجلناه لوقت آخر.
خلال ذلك اكتشفت أن الواقع الافتراضي أصبح فعالًا في العالم
كله، وهو مسابقة مهمة في "فينيسيا" التي تعتبر الأولى على مستوى العالم من
حيث الإمكانيات والمساحة التي توفرها له .نحن لا نستطيع عمل شيء في نفس
المستوى لأنه ليس لدينا صناعة محلية لهذا النوع من الإنتاج.
لكى نعمل أي شكل جديد للمهرجان نحتاج لتكلفة، فالسجادة
الحمراء والشكل الذى ظهر به في العام الماضي تكلف كثيرًا، لكن لابد منه،
لأنه حتى في المهرجانات المصرية الجديدة نجدها تخرج بشكل مبهر ولطيف وجيد،
ولكي نقوم بذلك نحتاج لرعاة ولهيئة تنشيط السياحة، واستطعنا الحصول على دعم
من عدد من الشركات الخاصة من خلال الرعاة، والحقيقة كان عندهم تصور أن
إدارة المهرجان لا تحقق ما يحتاجونه من المهرجان للظهور بشكل معين. كذلك
كانت هناك سمعة سيئة لدى بعض الرعاة من الدورات الماضية وقلق في دعمهم
للمهرجان. ولكن استطعنا إقناع ما يجاوز التسعين بالمئة منهم
.
·
كم تبلغ ميزانية هذا العام؟
زادت عن العام الماضي قليلًا وتقترب من 40 مليون جنيه، لأنه
لازالت بعض الجهات لم تؤكد مشاركتها إلى الآن فربما تقل بعض الشييء .ووزارة
الثقافة دعمت المهرجان بنحو 16 مليون جنيه فقط في العام الماضى، ونحاول هذا
العام أن نزيدها إلى 18 مليونًا لكن النسبة الأكبر تأتى من خارج الوزارة
فهي تقريبًا تدفع النصف، لكن إلى الآن هناك بعض الجهات لم تحدد موقفها
وأخرى لم تدفع ما عليها من العام الماضي، وهذا يضعنا في موقف مالي مرتبك،
وعادة ما نتجاوزه بالعمل على تقليل الصرف ومحاولة الحصول على موارد من جهات
أخرى.
·
كيف يتم اختيار الأفلام المشاركة في "القاهرة السينمائي"؟
هذا العام تم الاختيار بشكل مختلف عن ذي قبل، ففي السابق
كان الاختيار يتم بالشكل الكلاسيكي الذى هو عبارة عن لجنة مكونة من 12
ناقدًا وصحفيًا فنيًا يشاهدون معًا نفس الفيلم، ويكتبون رأيهم، وبعد ذلك
يقرر المدير الفني للمهرجان في النهاية إذا ما كان سيأخذ برأيهم أم لا، فهي
لجنة استشارية فقط.
وهذا النظام لم يعد معمولًا به في العالم لأنه يسبب إهدارًا للوقت،
فالأفلام الواردة إلينا كثيرة وقد تتجاوز الألف فيلم، لذلك غيرنا الخطة هذا
العام وفى الحقيقة فقد بدأ هذا التغيير- باقتراح من أحمد شوقي- وقت وجود
"يوسف شريف رزق الله" حيث عرضت عليه وقتها نظام المبرمجين المعمول به في
العالم كله، والذي يطبق في مصر لأول مرة، وهو يعتمد على تقسيم العمل على
خمس مبرمجين يعملون تحت إشراف المدير الفني، وكل واحد فيهم مسئول عن منطقة،
فأندرو محسن مسئولٌ عن أوربا الشرقية بالإضافة لمسابقة الأفلام القصيرة،
وأسامة عبد الفتاح مسئولٌ عن أوروبا الغربية بالإضافة لأسبوع النقاد، ورشا
حسني مسئولة عن آسيا والمحيط الهادي بالإضافة لبرنامج عروض منتصف الليل،
ورامي عبد الرازق مسئولٌ عن الأمريكتين الشمالية والجنوبية، وأحمد شوقي
مسئول عن البرنامج العربي بالإضافة للإشراف على البرنامج بشكل عام
.
ثم هناك مجموعة ثانية مكونة من 6 أشخاص هم "لجنة البحث"
ومهمتهم فرز الأفلام التي تأتي للمهرجان وهؤلاء يعملون من بيوتهم من خلال
اللينكات وكلهم متعهدون بالسرية وعدم الإفصاح عن الأفلام وهذا يمكننا من أن
الفيلم الواحد يشاهده ثلاثة أشخاص بدلًا من شخص واحد ولو أن الثلاثة أجمعوا
على الفيلم فإنهم يبلغون المدير الفني بذلك، والخلاصة أن فكرة البرمجة
مكنتنا من مشاهدة الألف فيلم الواردة إلينا وانتهائنا من المشاهدة في منتصف
سبتمبر.
فالمبرمج دوره هو أن يرى ويتابع الجديد في العالم ويسافر
وإحضاره للجان الفرز لتختار الأفلام.
ثم هناك مجموعة أخيرة من المنتجين ومديري المهرجانات مهمتهم ترشيح الأفلام
والضيوف لنا ويعرفوننا بالجديد في منطقتهم، وهؤلاء يعملون بدون أجر ولا
يتحمل المهرجان سوى دعوتهم للحضور، وعند حضورهم يشاركون في الأنشطة ويقدمون
للأفلام والندوات دون أن يكونوا عبئًا على ميزانية المهرجان.
أي أنه الآن أصبح لدينا 18 شخصًا موزعين على أنحاء العالم
ويعملون على مدار الساعة بدلًا من الاثني عشر شخصًا الذين كانوا يعملون
معًا وهذا جعل النتيجة تصلنا بشكل أسرع.
·
ما هي المعايير التي تتحكم في الاختيار؟
الجودة الفنية بالأساس هي المعيار الأول ثم أن تكون الأفلام
فيها تجارب جيدة على مستوى الشكل والسرد وغيره.
·
ما طموحاتك للدورة القادمة؟
لدي أهداف أود الوصول اليها منها "الجمهور" سنحاول في هذا
العام أن نصل لأكبر عدد من المشاهدين، وسنعمل على جذب الأجيال الجديدة
والمهتمين، وسنحاول خلق دوائر جديدة بالنسبة للسينما العربية من خلال تطوير
برنامج "أيام القاهرة لصناعة السينما" من حيث نوع الضيوف والورش والمشروعات
المتوفرة وتقديم ما نستطيعه من دعم .كما سنسعى لتصل هذه الفاعليات للجمهور
.وإذا كان جمهور العام الماضي قد تضاعف عن العام الذى قبله، فإننا نسعى هذا
العام أن يزيد لأكثر من 40 ألف مشاهد.
·
كيف ستتغلبون على الصعوبة التي يجدها الجمهور كي يصل إلى
قاعات العرض في الأوبرا وكذلك ارتفاع أسعار التذاكر؟
في العام الماضي كان النظام سلسًا جدًا، وأسعار التذاكر
معقولة، بالإضافة إلى أن هناك بطاقات دخول للمتخصصين وأعضاء النقابات
الفنية والصحفيين والطلبة أيضًا، وبالتالي غالية بالنسبة لمن؟ إذا كان سعر
التذكرة للجمهور العام في الأوبرا 35 جنيهًا بينما هي في سينما المول بمئة
وخمسين جنيهًا، نحن لا نهدف للربح من هذا السعر، كذلك فالجمهور العام يدفع
75 جنيهًا تذكرة في السينما العادية، وعدد التذاكر التي تباع نحو 15 مليون
تذكرة، لا أرى أن 75 جنيهًا تشكل مشكلة .كذلك لو قارنتها بالنسبة لمهرجانات
أخرى في المنطقة فستجد فرقًا، ونحن يجب أن تكون لدينا مقاييس ونقارن بيننا
وبين مهرجانات العالم، فالهدف من بيع التذاكر هو تغطية نظام التذاكر
والمسئولين عن إدارته فقط، لأنه بدون نظام التذاكر ستحدث فوضى. ومن تجارب
كثيرة فإن فكرة المجانية فكرة فاشلة.
·
لكن مهرجان القاهرة هو مهرجان الدولة ويجب أن يستقطب قطاعًا
كبيرًا من الشعب المصري.
لا أظن أن تقليل سعر التذكرة سيجعل الجمهور يزيد كثيرًا لأن
عوامل أخرى تدخل في مسألة الجمهور.
·
كيف ستتعاملون مع التفتيش المبالغ فيه على بوابات الدخول؟
من ذهب لمهرجان كان أو غيره من المهرجانات الدولية سيعرف أن
التفتيش هناك أصعب بكثير.
·
ما هو سبب الغياب الملحوظ للسينما الإيرانية والتركية؟
هذا العام عندنا فيلم إيراني بريطاني، وبكل صراحة هناك
صعوبة في أننا ندعو ضيوفًا من إيران، والمهرجان بالأساس ليس فقط للعروض
الفنية ولكن للحوار بين الجمهور وصناع الفيلم ، فإذا كنا غير قادرين على
استضافة صناع الفيلم فلا داعى لهذه التكلفة.
·
هل تمر أفلام المهرجان على الرقابة؟ وما هى الحدود المسموح
فيها للرقابة بالتدخل؟
كل الأفلام التي تأتى لنا تمر بالطبع على الرقابة، وغالبًا
ما توافق عليها ونادرًا ما تحدث حالة رفض. وفى هذا العام قدمنا للرقابة 200
فيلم لم ترفض سوى اثنين منهم لجرأتهم الجنسية، وفى حالة الرفض لا يجوز
بالطبع حذف أية مشاهد ويعاد الفيلم لصاحبه.
·
كيف ترى صناعة السينما في مصر الآن؟
لابد أن نفرق بين صناعة الأفلام التي تشاهدها في المولات
والمواسم، والأفلام الضخمة التي تحقق إيرادات عالية فهذه صناعة مختلفة غير
الصناعة الصغيرة التي نهتم بها ونبحث عنها في المهرجان. وحاليًا لابد أن
نعترف أن الدولة لا تقف بجانب صناعة الأفلام الصغيرة ولا بجانب الصناع.
فالدولة كما قلت في ختام مهرجان العام الماضي لا تدعم الإنتاج المستقل أو
الشباب. والصناعة تنقرض في مصر، وكذلك الأفلام المستقلة لأنه ليس لها منفذ،
ويمكن اعتبار 2019 أسوأ سنة بالنسبة للإنتاج المستقل، على عكس العام الماضي
الذى شهد أفلامًا مهمة منها "ورد مسموم" و"ليل خارجي" هذا العام لدينا
فيلمٌ واحدٌ هو "بعلم الوصول" ونحن نعانى من أننا لا نجد فيلمًا يصلح
لتمثيل مصر في المسابقة العربية
.
·
أين الدولة من ذلك؟
كل ما لدى الدولة هو النوايا والكلام فقط، والمهرجان ساهم
من خلال ملتقى القاهرة لصناعة السينما بنحو من 120 إلى 130 ألف جنيهٍ لدعم
مشاريع ومساعدتها على الخروج للنور، وهذا العام هناك فيلمان خرجا من
الملتقى
.
·
كيف ترى مهرجان القاهرة السينمائي؟
أرى فيه حيوية وهذا ما استشفه عندما أسافر لمهرجانات أخرى
في الخارج. وأظن الناس قد شعرت بالفرق، فالضيوف كانوا يجدون صعوبة في أن
يعطوا وقتهم للمهرجان، لكن الآن العدد أكثر مما نستطيع استيعابه، فالناس
بدأت تطلب الحضور إلى مهرجان القاهرة وآخرون يأتون على حسابهم الخاص.
هدفي الآن من رئاسة المهرجان - التي أنوي ألا تزيد عن ثلاث
دورات قادمة - وأتمنى أن أحقق ما أريده، وهو زيادة عدد الضيوف وعدد الذين
يشاهدون أفلام المهرجان، أتمنى أن ترتفع نسبتهم إلى فوق ال 70 ألف متفرج
.وأتمنى أن أصل لزيادة نسبة العروض الجديدة ونسبة المخرجين الحاضرين وهذا
يستلزم بعض الوقت. ودائمًا الناس يسألونني عن النجوم العالميين الذين
سيحضرون، ولهم أقول إن المهرجان لن يتفق مع نجوم عالميين بسبب قلة الموارد
المالية. وبدلا من إحضار النجوم سنحضر أفلامًا أو ضيوفًا تعطى دروسًا
سينمائيةً لكن لن ندفع لأحد كي يشارك.
·
متى يمكن أن يصبح مهرجان القاهرة مؤسسة غير مرتبطة بشخص؟
في رأيي أن مدير المهرجان لابد أن يكون ثابتًا لفترة طويلة
ويعمل في إطار نظام مستقر وهيكل للمهرجان، وحتى رئيس المهرجان عليه أن يعمل
من 3 إلى 5 سنوات على الأقل ولا يتم تغيره كل عام، وأنا أنتوي ألا أطيل عن
ثلاث سنوات لكن الهيكل والنظام يجب أن يظلا ثابتين. |