"العلاقات الإنسانية" محور 15 فيلماً فى المسابقة الدولية
لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى
كتب: ضحى
محمد
يتنافس فى المسابقة الدولية لمهرجان
القاهرة السينمائى بدورته
الحالية 15 فيلماً على جائزة الهرم الذهبى لأفضل فيلم، حيث نظمت إدارة
المهرجان أسلوباً جديداً تم تنفيذه للمرة الأولى فى اختيار الأفلام
المشاركة والقائم على نظام البرمجة من خلال لجنة تختص بمشاهدة الأفلام
المُتقدمة على حسب تقسيمها جغرافياً وترشيح أفضلها، وبعد مشاهدات عديدة
استمرت لمدة تقترب من 3 شهور، وضعت اللجنة القائمة النهائية التى بدأت
عروضها بدور العرض اليوم ضمن فعاليات المهرجان وجاء توزيع لجنة نظام
البرمجة كالتالى: أندرو محسن متخصص فى اختيار أفلام أوروبا الشرقية، ورشا
حسنى مسئولة عن الجزء الخاص بدول آسيا، وأسامة عبدالفتاح فى أفلام أوروبا
الغربية، ورامى عبدالرازق بسينما أمريكا اللاتينية، وغلب على معظم الأفلام
المشاركة العلاقات الإنسانية، حيث يشارك من مصر الفيلم الوثائقى «احكيلى»
للمخرجة ماريان خورى، الذى يشارك فى المهرجان تزامناً مع مشاركته فى
المسابقة الرسمية من مهرجان أمستردام الدولى للأفلام الوثائقية «إدفا»، فى
نسخته الـ32، وتتطرق «ماريان» فى فيلمها إلى موضوعات عن الأمومة والهوية
والأصل.
كما تشهد المسابقة مشاركات عربية، منها فيلم «أبناء
الدنمارك» للمخرج العراقى علاوى سليم، وهو يعتبر العرض الأول للفيلم فى
الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعد عرضه فى الدورة السابقة من مهرجان روتردام
السينمائى، والذى يناقش بنسيج مخلوط ما بين السياسة والإنسانية ما ترتب على
وقوع تفجير إرهابى ضخم فى كوبنهاجن، ونمو التيار المتطرف فى البلاد، كما
يشارك الفيلم اللبنانى «جدار الصوت» للمخرج أحمد غصين، فى تجربته الروائية
الطويلة الأولى، وعُرض الفيلم للمرة الأولى فى مسابقة أسبوع النقاد بالدورة
السابقة من مهرجان فينسيا السينمائى. وتشارك المخرجة الفلسطينية نجوى نجار
بفيلم «بين الجنة والأرض»، الذى تتميز أحداثه بالطابع الإنسانى السياسى من
خلال شخصيتى العمل «سلمى» و«تامر» وهما متزوجان منذ خمس سنوات ويعيشان فى
الأراضى الفلسطينية، والمرة الأولى التى يحصل فيها «تامر» على تصريح بدخول
المناطق الإسرائيلية تكون من أجل تقديم أوراق طلاقهما فى المحكمة بالناصرة.
ومن الملاحظ هذا العام زيادة عدد مشاركات أفلام شرق آسيا عن
العام الماضى بالمسابقة الدولية، حيث يشارك المخرج الفلبينى بريانتى
ميندوزا، الحاصل على جائزة أفضل مخرج من مهرجان كان السينمائى، بفيلم
«مينداناو»، الذى يناقش قضية تحدى المرض والوصول إلى معجزة الشفاء، ومن
الصين يعرض فيلم «الحائط الرابع» إخراج جانج تشونج، جانج بو، وتدور أحداث
الفيلم حول شخصية «ليو لو» التى تعيش فى عزلة عن البشر، وتقبع داخل منزلها
البارد وحاضرها الكئيب، إلى أن يفاجئها صديقها الوحيد «ما ها» بمشاعره
تجاهها، بالإضافة إلى فيلم «موسم ممطر» إخراج أنتونى تشين، إنتاج مشترك بين
سنغافورة وتايوان، الذى تعتمد قصته على «لينج» وهى مُدَرّسة أربعينية تحاول
جاهدة أن تستغل فرصتها الأخيرة لتحقيق حلمها بإنجاب طفل، ولكن زوجها لا
يبالى، إلى أن تستسلم «لينج» لروتين حياتها حتى تتورط فى علاقة عابرة تُعيد
من خلالها اكتشاف نفسها والأهم تحقق حلمها، ويُعرض من مملكة بوتان فيلم «Loana»
إخراج باو تشوينينج دورجى.
كما يشارك فيلم «نوع خاص من الهدوء» للمخرج الهولندى ميكال
هوجينور كعرض أول فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمنافسة، وفيلم «أنا لم
أعد هنا» إنتاج مشترك بين المكسيك والولايات المتحدة، الذى تدور أحداثه حول
مراهق مهاجر يكافح ضد شعوره بالفقد مع وفاة أخيه ومشاعر العزلة وسط محيطه
الجديد.
كما يشارك المخرج الرومانى أندريه جروزنيتسكى بفيلم
«زافيرا» تدور أحداثه حول رجل الأعمال «ستيفان» واكتشاف حياته بعد الموت
الغامض لصديقه «نيك»، إذ يجد الكثير من الأسرار التى لم يكن يعرفها عن
علاقتهما.
وتضم لجنة التحكيم 6 أعضاء برئاسة الكاتب الأمريكى ستيفين
جاجان، هم المخرجة البلجيكية ماريون هانسيل، المخرج الإيطالى دانييل
لوشيتى، المخرج المكسيكى ميشيل فرانكو، الممثلة الصينية كين هايلوا،
بالإضافة إلى الكاتب الروائى المصرى إبراهيم عبدالمجيد.
أندرو محسن: حرصنا على التمثيل الجغرافى فى أفلام المسابقة
الدولية.. ومعيارنا الأساسى فى الاختيار جودة الأعمال
«حرصنا على تشكيل برنامج متنوع وشامل»، هكذا تحدث الناقد
أندرو محسن عن اختيار الأفلام المشاركة فى الدورة الـ41 من مهرجان القاهرة
السينمائى قائلاً: «هذا العام يقل عدد الأفلام المشاركة بالمسابقة الرسمية
عن العام الماضى بفيلم واحد، ولكننا حرصنا على التنوع الجغرافى، وهذا يعتبر
الفائدة الأبرز والأوضح هذا العام، بالإضافة إلى عرض أعمال للمرة الأولى،
وسيشهد هذا العام مفاضلة جيدة من المشاهدين بين تلك المسابقة والمسابقة غير
الرسمية التى يشارك بها كبار المخرجين».
وأضاف، لـ«الوطن»، باعتبارى مسئولاً عن اختيار الأفلام
الخاصة فى منطقة أوروبا الشرقية، فقد حرصت على مشاركة الفيلم الرومانى
«زافيرا»، حيث تعتبر رومانيا من أبرز الدول فى صناعة السينما، بالإضافة إلى
مشاركة الفيلم الصينى «الحائط الرابع»، الذى يشهد عرضه الدولى الأول
بالمهرجان، بالإضافة إلى مشاركة الفيلم البرازيلى «الرجل الودود»، كما يشهد
المهرجان مشاركة دول لم نتعود على مشاهدة أفلامها من قبل مثل أمريكا
اللاتينية.
وتابع حديثه: معيارنا الأساسى فى الاختيار هو جودة الأعمال،
وأعتقد ما ينقصنا خلال الدورة الحالية مشاركة أكثر من فيلم تسجيلى فى
المسابقة الرسمية، كما نتمنى أن تكون هناك مشاركات مصرية بصورة أكبر، ولكن
الأمر يتوقف على الإنتاج، فهذا العام الإنتاج المصرى «فقير»، فعلى الرغم من
أن الأفلام المصرية على مستوى الجماهيرى كان عددها كبيراً وحققت نجاحاً
ملحوظاً، إلا أنه على مستوى الجودة الفنية كان هناك تراجع واضح.
رشا حسنى: يتبع نظام البرمجة للمرة الأولى واستطاع أن يكتسب
شهرة عالمية كبيرة منذ العام الماضى فى آسيا
بينما قالت الناقدة رشا حسنى: كانت هناك مشاركات آسيوية
ولكن بعدد قليل، وسبب زيادتها هذا العام بشكل ملحوظ يرجع إلى نظام البرمجة
الذى اتبعه مهرجان القاهرة للمرة الأولى فى اختيار الأفلام، وتم تنفيذ ذلك
من خلال لجنة لاختيار الأفلام تسمى بـ«لجنة الفلترة»، التى تشاهد كل
الأفلام التى قامت بالتسجيل فى المهرجان والتى وصل عددها إلى 1200 فيلم، ثم
ينتقل الأمر إلى لجنة البرمجة الأخرى ويختار الأفلام منها وهذا تطلب
مجهوداً كبيراً فإننى كنت أشاهد أكثر من 4 أفلام فى اليوم الواحد على مدار
الـ3 شهور الماضية، وهذا النظام موجود ومتعارف عليه فى مهرجانات الصف الأول
مثل فينيسا وكان.
وأضافت، لـ«الوطن»، فمن الصين يعرض فيلم «The
Fourth Wall»
إخراج تشانج تشونج، وهو بالتعاون مع مهرجان شنغهاى
السينمائى الدولى، حيث إننى طلبت من المهرجان عرض الفيلم، ففكرة أن يكون كل
شخص مسئولاً عن منطقة معينة أتاح توصيل العالم كله جغرافياً فى كل أقسام
المهرجانات، وحرصت على هذا الأمر لأن السينما الآسيوية غنية بالأفكار. وعن
صعوبات استقطاب أفلام كعرض عالمى أول، أوضحت: مهرجان القاهرة اكتسب شهرة
عالمية كبيرة منذ العام الماضى فى آسيا تحديداً منذ إقامة أيام القاهرة
لصناعة السينما، فهذا صنع للمهرجان صدى كبيراً بسبب استقطاب خبراء أجانب
وورش وندوات، وصنع حالة من التفاعل، وعمل على تغذية فكرة الصناعة بسيره على
خطى مهرجانات كبرى فهو من أهم 14 مهرجاناً عالمياً، وهذا كان يسهل الأمر
نسبياً، ولكن الأمر يتطلب مجهوداً، لأن أى فيلم عرض عالمى يكون حدث بالنسبة
لصناعه، فيجب أن تكون النتيجة بعرضه فى مهرجان كبير.
بينما قال الناقد رامى عبدالرازق: أفلام المسابقة الدولية
متميزة، بالأخص أفلام أمريكا اللاتينية، لأن بها تميزاً سببه الأساسى وجود
تيار اجتماعى قوى ونقد اجتماعى وسياسى، يستطيع أن يخرج من النطاق المحلى
الضيق لنطاق أوسع من الممكن أن يتماس مع المشاهدين على مستوى العالم.
وعن أبرز الأفلام المشاركة، قال: فيلم «الحدود» وهو يدور
حول أشخاص مهمشين يعيشون حياة مأساوية، وتنتقل حالة التهميش إلى درجة عالية
من الوحدة والتوحد بالإضافة إلى توافر وجود عنصر الرقة الإنسانية، بالإضافة
إلى فيلم «الرجل الودود» الذى تدور قصته فى ليلة واحدة ومن خلال رحلة يقوم
بها بطل الفيلم، يحاول أن يثبت براءة طفل صغير تورط معه فى جريمة، ويدور
الأمر فى شكل اجتماعى إنسانى يتحدث عن طبيعة البشر فى المجتمعات الحديثة.
واستطرد حديثه: فيلم «أنا لم أعد هنا»، الذى تدور قصته حول مراهق مهاجر
يكافح ضد شعوره بالفقد مع وفاة أخيه ومشاعر العزلة وسط محيطه الجديد،
ويعانى أزمة الوجود والغياب، فكل تلك الأعمال بها توجه على مستوى الحكاية
وبناء الشخصيات، بالإضافة إلى وجود لغة سينمائية بسيطة وعميقة بدون افتعال. |