«السينما العربية» تتألق في مهرجان القاهرة السينمائي الـ41
كتب: المصري
اليوم
انطلقت، أمس، رسميا، عروض أفلام مسابقة السينما العربية بالمسرح الكبير
لدار الأوبرا المصرية بعرض جالا للفيلم التونسى «بيك نعيش» إخراج مهدى
البرصاوى، الذى فاز بطله سامى بوعجيلة بجائزة أحسن ممثل فى قسم آفاق
بالدورة 76 لمهرجان فينسيا السينمائى فى سبتمبر الماضى بحضور صناعه. الفيلم
تم اختياره ضمن 14 مشروعا للمشاركة فى النسخة الرابعة لملتقى القاهرة
السينمائى فى الدورة 38، وتدور أحداثه بعد ثورة الياسمين فى تونس، حول أسرة
تتحول عطلتها الأسبوعية إلى جحيم بعد إصابة الابن بطلق نارى فى حادث
إرهابى، وفيما يتطلب علاجه زراعة كبد جديدة تظهر خلافات عائلية مفاجئة تهدد
حياة هذا الطفل.
إدارة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى قررت التوسع فى مسابقة آفاق السينما
العربية بدءا من الدورة 41 فى خطوة جديدة تستهدف مزيدا من الدعم وتسليط
الضوء على السينما العربية التى تشهد طفرة فى السنوات الأخيرة، جعلتها
ممثلة فى أكبر المهرجانات الدولية، ويتحقق هذا التوسع عبر ثلاثة قرارات،
أولها؛ زيادة عدد أفلام المسابقة إلى 12 فيلما بدلا من 8 كما كان فى
الدورات السابقة.
والثانى إضافة جائزتين جديدتين، تمنح الأولى لأفضل فيلم غير روائى، والأخرى
لأفضل أداء تمثيلى، ليصل إجمالى الجوائز التى تقدمها المسابقة إلى 4 جوائز،
حيث إن المسابقة كانت تقدم فى الدورات السابقة جائزتين فقط هما؛ سعد الدين
وهبة لأحسن فيلم عربى، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة والتى تحمل اسم صلاح أبو
سيف، أما القرار الثالث فينص على زيادة أعضاء لجنة تحكيم مسابقة آفاق عربية
إلى 5 أعضاء بدلا من 3 فقط كما كان متبعا فى الدورات السابقة.
لجنة تحكيم المسابقة يترأسها الناقد والمبرمج الكندى بيرس هاندلنج وتضم فى
عضويتها الممثلة المصرية هنا شيحة والمنتج البلغارى ستيفن كيتانوف والمنتجة
المغربية لميا الشرايبى والمؤلف الموسيقى التونسى أمين بوحافة.
قائمة أفلام المسابقة تضم إلى جانب الفيلم التونسى «بيك نعيش» كلا من
الفيلم العراقى «بغداد فى خيالى» للمخرج سمير عز الدين وتدور أحداثه حول
كاتب فاشل، زوجة مختبئة، ومتخصص فى تكنولوجيا المعلومات يخفى ميوله
الجنسية، وغيرهم من الشخصيات التى تجتمع فى مقهى «أبو نواس» العراقى فى
لندن. وبإيعاز من شيخ متطرف، يقوم قريب الكاتب بالهجوم على المقهى فيقلب
حياة رواده.
والفيلم اللبنانى «بيروت المحطة الأخيرة» للمخرج إيلى كمال والفيلم يعرض
لأول مرة عالميا ويستكشف مفاهيم الحدود والهوية والانتماء فى منطقة من
العالم كُتب عليها أن تكون دائمة الاضطراب، والفيلم السورى «نجمة الصبح»
للمخرج جود سعيد وهو حاصل منذ أيام على تانيت الجمهور الذهبى من مهرجان
قرطاج، وتدور أحداثه حول خلدون وعارف، أخوان فرقتهما الحرب، وكلاهما فى
قلبه رأيه، وبينهما نسمة ونجمة،.
والفيلم المغربى «من أجل القضية» للمخرج الكبير حسن بنجلون. والفيلم يعرض
لأول مرة عالميا، ويدور حول العازف الفلسطينى «كريم» الذى يعيش قصة حب مع
المغنية الفرنسية «سيرين» ويقرر الخروج من المغرب تجاه الجزائر، من أجل
المشاركة فى حفل لفريقهما الغنائى فى وهران. لكن وبسبب قوانين الحدود
العبثية يجدان نفسيهما ممنوعين من دخول الجزائر، ومن العودة إلى المغرب.
ومن العراق أيضا فيلم «شارع حيفا» للمخرج مهند حيال، وتدور أحداثه فى 2006،
حيث بغداد يمزقها الاقتتال الطائفى، وشارع حيفا التاريخى يتحوّل مركزًا
للصراع.
والفيلم الوثائقى السودانى «أوفسايد الخرطوم» للمخرجة مروة زين، وتتناول
أحداثه مجموعة من النساء الشابات فى الخرطوم، يقررن تحدى الحظر المفروض من
الحكم العسكرى الإسلامى للسودان وتأسيس فريق كرة قدم احترافى فشلن فى
الحصول على تصريح رسمى بتكوينه.
والفيلم التونسى «ع البار» للمخرج سامى التليلى فى عرضه الدولى الأول،
ويتناول الذاكرة الجمعية التونسية للعام 1978 كونه مرتبطًا بالفريق الوطنى
الشهيرة ورحلته الملحمية إلى كأس العالم بالأرجنتين.
والفيلم الروائى الجزائرى «باركور» للمخرجة فاطمة الزهراء زموم فى عرضه
الدولى الأول، وتدور أحداثه ذات صباح، عندما يتجه الجميع إلى صالة الأعراس
لأسباب متباينة، منهم البائع المتجول والعاملة فى المطبخ والمغنية وغيرهم،
لديهم جميعًا دوافعهم المختلفة لحضور زفاف خالد وكميلة.
والفيلم الروائى السعودى الإماراتى العراقى المشترك «سيدة البحر» للمخرجة
شهد أمين، وتدور أحداثه فى أجواء من الديستوبيا، وداخل قرية متعصبة. قصة
فتاة صغيرة تحتضن مصيرها عندما تقف وحدها ضد أسرتها وتقلب تقليد القرية.
والفيلم المغربى «نساء الجناح (ج)» للمخرج محمد نظيف، فى عرضه العالمى
الأول، وتدور أحداثه حول ثلاث مريضات وممرضة فى جناح للطب النفسى بالدار
البيضاء فى المغرب، من أعمار وخلفيات اجتماعية مختلفة، يواجهن معاناتهن.
والفيلم الوثائقى المصرى «نوم الديك فى الحبل» للمخرج سيف عبدالله فى عرضه
العالمى الأول، والفيلم بمثابة قصيدة لكل اللاجئين قى العالم الذين يبحثون
عن الانتماء والشعور بالهوية ويكافحون للعيش والتمسك بالأمل، ومن خلال
العديد من الشخصيات المتنوعة من السودان التى تعيش بالقاهرة نكتشف تفاصيل
معقدة من حياتهم، التى ترسم واقعاً حيوياً حول ماهية اللاجئ.
من جانبه يقول المنتج محمد حفظى، رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، إن
التواجد المكثف للسينما العربية فى المهرجانات الكبرى وخاصة كان وفينيسيا
وتورونتو فى 2019، مؤشر قوى على أن هناك عدة دول عربية منها تونس والمغرب
تسير على الطريق الصحيح بسبب الدعم والبنية التحتية والبيئة التى توفرها،
لافتًا فى الوقت نفسه إلى أن هناك دولاً أخرى لا يوجد بها دعم أو سوق
سينمائية حقيقية مثل السودان، إلا أنها بدأت فى إنتاج أفلام مستقلة هامة،
بالإضافة إلى دولة لبنان التى أصبحت الأولى عربيا على مستوى الأفلام
التسجيلية الجيدة، وغيرها من الدول التى استطاعت الوصول إلى المنصات
الدولية وتمثل نموذجا مثيرا للاهتمام والدراسة.
وأكد «حفظى» أن هذا النمو الإنتاجى الذى تشهده السينما العربية كان لابد أن
يعكسه مهرجان القاهرة السينمائى، بأن يعطى فرصا لعدد أكبر من الأفلام لتصل
إلى جمهوره، وتنافس ضمن مسابقاته وبرامجه المختلفة، ومنها «آفاق السينما
العربية»، من جانبه، يقول الناقد أحمد شوقى، مدير «آفاق السينما العربية»،
إن المسابقة كانت على مدار السنوات الماضية أحد أكثر أقسام المهرجان
جماهيرية، ونادرًا ما بقيت مقاعد خاوية فى عروض أحد أفلام هذه المسابقة،
مؤكدا أن هذا الأمر يعكس اهتمام جمهور القاهرة بمتابعة الجديد فى السينما
العربية.
أوضح «شوقى» أن زيادة عدد الأفلام المتنافسة إلى 12 بدلا من 8 فى الدورة
41، ستمنح فريق البرمجة فرصا أكبر لصياغة مسابقة أكثر ثراءً وتعبيرًا عن
أحدث الصيحات فى صناعة السينما العربية التى لا تتوقف عن التطور، لا سيما
فى ظل تزايد الإنتاج العربى وتنوع أشكاله. |