ينشر بالتعاون مع
نشرة مهرجان القاهرة السينمائي
قال المخرج السورى جود سعيد إنه
اختار اسم «نجمة الصبح « ليكون عنوانًا لفيلمه، والذى يشارك به فى مسابقة
آفاق السينما العربية بمهرجان القاهرة كعنوان للأمل الذى يتعلق به كل سورى
عاشق لتراب أرضه مهما كانت الظروف التى يمر هذا الوطن قاسيةً وكما يتطرق
للصراع الدائم على أرض سوريا من خلال صراع بين شقيقين تفرقهما الحرب
عن كواليس تحضير وتصوير «نجمة
الصبح « ومشاركته فى مهرجان القاهرة هذا العام يدور هذا الحوار
·
تشارك فى مسابقة آفاق عربية بفيلمك
«نجمة الصبح « متى بدأت التحضير لهذا الفيلم وكواليس تصويره؟
انطلقت أولى خطوات التحضير لفيلم
«نجمة الصبح « وكتابة ملخص الحكاية مع نهاية عام 2017 ثم بعدها بدأت كتابة
السيناريو مع سماح القتال فحتى هذه اللحظة أفكار أفلامى كلها لى فيما عدا
فيلم «مطر حمص» الذى أخذت فكرته من قصة لصديقة، واستغرقت الكتابة ما يقرب
من عام، أما التصوير فبدأناه مع نهاية 2018 وتم بريف دمشق وجبال محافظة
اللاذقية
·
حدثنا أكثر عن الخطوط العريضة لـ»نجمة
الصبح» وأحداثه.
«نجمة
الصبح» هو فيلمى الروائى الثامن بعد أفلام «مرة أخرى وصديقى الأخير
وبانتظار الخريف ومطر حمص ورجل وثلاثة أيام ومسافرو الحرب ودرب السما»، وهو
حكاية صراع بين شقيقين فرضته عليهما هذه الحرب، وأساس هذا الصراع منحصر بين
الحب وبين من نكون وإلى أين سنذهب، من خلال أختين توأم يحبهما أحد
الشقيقين، أما الأخ الثاني فيبتعد ويصبح من الفصائل التى خاضت الحرب فيبدأ
صراعه مع أخيه بقيامه بخطف الشقيقتين مما يؤدى إلى تأثيرات نفسية فى حياة
الأخ الآخر وحياة والد الفتاتين
·
ولماذا اخترت اسم «نجمة الصبح» عنوانًا للفيلم؟
اخترنا هذا الاسم لسببين، الأول
وهو بشكل مباشر أن هذا اسم أحد الشخصيات الرئيسية فى الفيلم، أما السبب
الثانى فهو أن هذا الاسم سيكون جزءًا من حبكة الدراما فنجمة الصبح كما نعرف
هى تلك النجمة التى تظهر فى السماء مساءً قبل أى نجمة أخرى، وتمنح الأمل
وهى قبلة العشاق أيضًا
·
فى ظل الأحداث التى تمر بها سورية
وظروف الحرب بها هل واجهت صعوبات أو مخاطر أثناء التصوير؟
لا، فعكس كل أفلامى السابقة لم
نواجه أى صعوبات فى التصوير فى الفترة التى صورنا فيها خاصة أن الامور بدأت
تهدأ سواء فى دمشق أو غيرها
·
جمعك ببطل «نجمة الصبح» محمد الأحمد
أكثر من فيلم مثل «رجل وثلاثة أيام» و»مطرحمص»، فهل نعتبر ذلك ثنائيًّا
فنيًّا يثمر تعاونكما خلال الفترة القادمة؟
علاقتى بمحمد الأحمد أو بنجوم
آخرين مثل أيمن زيدان أو حسين عباس وغيرهم، أعتبرها علاقة فنية تنضج مع
مرور الزمن ويكون من الممتع أن نعمل معهم مرارًا وتكرارًا، وخصوصًا إذا كان
بينى وبينهم نوع من الكمياء والمشروع المشترك بيننا وأن أخرج من كل ممثل
منهم شيئًا جديدًا، فهذا ممتع جدًا ويعود بفائدة عليّ وعليهم بأنكِ تعملين
على إدارة الممثل بشكل جيّد وترين فى هذا الممثل مساحات مختلفة يعبر من
خلالها عن شخصيات مختلفة ولهم أيضًا بشكل ما يكون بالشراكة وهذا ليس ببسيط
·
سبق وشاركت فى مهرجان القاهرة أكثر من
مرة بأفلامك، حدثنا عن علاقتك به وماذا يعنى لك؟
أكنّ له فى قلبى معزّة خاصة ولى
معه ذكريات عدة، وسبق وشاركت فيه عدة مرات بأفلام مثل «مطر حمص» و»بانتظار
الخريف» عام 2014 والذى حاز على ذهبية المسابقة العربية وقتها أيضًا أول
أفلامى «مرة أخرى» الذى شاركت به عام 2010، فهذا المهرجان اعتدت عليه،
وجمعتنى من خلاله صداقة بالعديد من المخرجين والنقاد المصريين والعرب، لذلك
فرحتى بعرض أفلامى بمهرجان القاهرة لا تقل عن فرحتى بعرض أفلامى فى سوريا
·
هناك مقولة تصف الأفلام بأنها أفلام
مهرجانات وأخرى تصنع للجمهور، فكيف ترى هذه المقولة؟
فى رأيى لا يوجد شيء اسمه أفلام
مهرجانات وأخرى للجمهور، فأولًا وأخيرًا الأفلام تُصنع للناس، ومن يصنع
أفلامه لغير الناس لا أعرف كيف ستبقى هذه الأفلام وتستمر
·
الحرب السورية أصبحت عاملًا مشتركًا
لمعظم الأعمال الفنية التى تنتج فى سوريا، فهل من الممكن ان نرى أعمالًا
ليس فى خلفيتها الحرب؟
هذا ممكن جدًا، فالسينما ليست كل
ما نبحث عنه كصناع، فهناك أيضًا الشق الإنتاجى بجانب أن الظروف فى سوريا
تجبرنا أن نتحدث عن هذه الحرب، وأعتقد أن كثيرًا من الأفلام ستظل تتناول
الحرب لأنها اثرت بشكل ما فى حياة أجيال كثيرة وصنعت جيلًا اسمه اليوم جيل
الحرب، وبالتالى آثارها على الإنسان ستبقى، وستكون جزءًا من موضوعات أفلام
كثيرة خلال الفترة القادمة
·
هل نعتبر عام 2019 هو عام الحظ بالنسبة
لك خاصة أنك حصدت أكثر من جائزة فيه؟
نعرف دائمًا أن لجان التحكيم فى
المهرجانات لا يمكن ان تتفق فى وجهات النظر، لكن هذا العام الحظ حالفنى أنا
وفريق عمل أفلامى حصلت على جوائز بمهرجان الإسكندرية عن فيلم «درب السما»
ومهرجان قرطاج عن فيلم «نجمة الصبح» وأتمنى أن تكتمل الفرحة ويحالفنى الحظ
بجائزة وتكريم من مهرجان القاهرة الذى أعتبره ذا قيمة كبيرة سواء لى أو
لفريق عمل الفيلم
·
المتابع لأفلامك بداية من «مطر حمص»
و»رجل وثلاثة أيام» وصولًا لـ»درب السما» وأخيرًا «نجمة الصبح» سيلاحظ حرصك
على عدم ظهور مشاهد دموية خلال الأحداث، فما السبب؟
يكفى ما تبثه كل دقيقة نشرات
الأخبار، فما مدى مصداقية أى مشهد تمثيلى دموي؟ أما الفيديوهات التى تعرض
كل يوم وتتسم بالوحشية والبشاعة، فمثلًا فى فيلمى الأخير “درب السما” هناك
مشهد يفاجأ فيه الأب بأن الجماعات قتلت ابنته وحبيبها، وكان من الممكن أن
أظهرهما وهما مذبوحان، لكن اخترت أن أعلقهم بشكل فنى على عمود النور بعد
شنقهم حتى لا أؤذى عين المشاهد، حتى الأب هنا اختار أن تكون الصدمة من خلال
الصمت
·
شاركت كممثل فى أكثر من فيلم من
أفلامك، فهل التمثيل سيكون ضمن مشروعاتك القادمة؟
لا فهذه التجربة كانت للمتعة
الشخصية، وكنا نبحث عن ممثل يسطيع أن يحرك الكاميرا معه وليس حبًا فى
التمثيل لأنه ليس مشروعي
-
الفيلم السورى رغم ما تعانيه سوريا لكنه متواجد فى المهرجانات العالمية
بقوة، فى رأيك ما السبب؟
لا أعتقد أنه سيتواجد خلال
الأعوام القادمة لان القضية السورية بدأت تفقد تعاطف المهرجانات العالمية
وخلصت بالتقادم، و هناك قضايا جديدة ظهرت على الساحة، وأعتقد ان السودان
ستحل مكانها علاوة على أن معظم المهرجانات العالمية تحركها سياسات دول كنوع
من الحقّ فى ترويج قناعاتهم مهما كانت جودة المحتوى الفنيّ
·
لماذا تحرص على المشاركة فى كتابة
أفلامك؟
السينما بالنسبة لى عندما تكون
مصنفةً كنوع، سواء كانت أكشن أو رومانسى أو اجتماعى ... إلخ، أتفهم أن يكون
المخرج هو صانع العالم البصرى والصوتى للفيلم، لأن هنا المشروع يكون ملكًا
للمنتج والمؤلف أكثر من المخرج، لكن على الجانب الآخر هناك سينما المؤلف
التى يكون المخرج فيها هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة فى فيلمه، سواء كان
هو المؤلف أو شارك آخرين فى الكتابة، والأمثلة هنا كثيرة خاصة فى السينما
المصرية بدايةً من يوسف شاهين وداود عبدالسيد ويسرى نصر الله ومحمد خان،
فهم صنّاع أفلام وليس فقط مخرجين وربما يومًا ما يكون لديّ سينما خاصة
·
ألم تستهوِكَ الدراما التليفزيونية؟
لم أحبها والسينما أعتبرها عشقى
ومتعتى وقد أكررها من جديد لكن السبب الوحيد الذى قد يجذبنى لها مستقبلًا
هو المال. ■
لا يوجد شيء اسمه أفلام مهرجانات
والحرب السورية صَنعت جيل الحرب |