|
لم يستطع أي عائق أو إيقاف لبرنامج له بعد نجاح - دون أسباب
-.. أن يوقف عطاءه الثري المتواصل حتى الآن.. يخلق برنامجاً فنياً رائعاً
عن السينما والفن .. يعده ويقدمه .. وبعد قليل يعطوه لآخر ليقدمه، وآخر
ليعده !.. فيعود بفكرة جديدة وبرنامج جديد يجذبنا فيه للعمق الفني لأفضل
الأعمال السينمائية العالمية
..
يدفعه والده لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بدلاً من معهد
السينما الذي كان في بداية نشأته وقتها.. فيعود بعد إنهاء دراسته لمعشوقته
السينما .. ليعد ويقدم العديد من البرامج التليفزيونية المتميزة ومنها
“أوسكار”، “نادي السينما”، و”سينما × سينما”.. هذا علاوة على تبوأه لمناصب
مهمة عديدة.. من أبرزها “مدير مهرجان القاهرة السينمائي الدولي” ، والذي
كُرم به في دورته الأخيرة.
إنه الناقد الفني المتميز الأستاذ يوسف شريف رزق الله
..
الذي نشأنا على الاستمتاع بالتحليلات الفنية الشيقة التي
كان يقدمها للأفلام التي يعرضها .. فتزيد استيعابنا لعمق كنه الفيلم أكثر
.. ولهذا أجريت معه هذا الحوار المسهب بالفيديو .. باعتباره قيمة وقامة ..
يستحق كل تقدير .. ويشرف أي إعلامي أن ينول فرصة لقائه والتعرف على محطات
من حياته..
#
لقاء لبنى عبد العزيز .. و ذكريات سينما “جيمس”
·
وأبدأ معه على الفور بأول سؤال .. كيف بدأت رحلة شغفك بمجال
النقد الفني، وتخصصك فيه؟
- كمثل أي شاب كنت أحب أن أشاهد الأفلام، إلى أن بدأت أعرف
أن المسألة ليست مجرد “فُرجة” .. فوراء كل فيلم هناك مخرج .. وكنت قد بدأت
أطلع على بعض النقاد بتلك الفترة.. خاصة أنه كانت توجد هناك مجلة فرنسية
_عن السينما – وكان أحد النقاد بها يقوم بعمل استعراض للأفلام الموجودة
بالسوق.. مع التركيز على فيلم أو فيلمين يكتب عنهما نقد موسع .. وكانت هناك
مسابقة تجريها المجلة كل أسبوع .. وكانت جائزة من ينجح في حلها هي زيارة
لأحد الاستديوهات.. وقد نجحت في إحدى المسابقات ودُعيت لاستديو كان يُصور
فيه فيلم (أنا حرة) للمخرج صلاح أبو سيف والفنانة لبنى عبد العزيز، وأخذت
أتوجراف منها ومنه..
وبدأت من خلال صديقي “سمير نصري” الناقد بالمجلة أتعمق أكثر
في السينما.. وبدأت أعرف أن هناك مجلات بالخارج متخصصة في السينما _ في
فرنسا وانجلترا .. فبدأت أعمل اشتراك فيها بحيث أنها توصلني لأتابع أكثر
مجال السينما والأفلام .. وفي نفس الوقت استمرت هوايتي في مشاهدة الأفلام
التي لم أكن أتوقف عن متابعتها .. سواء سينما بالدرجة الأولى بوسط البلد أو
سينمات (دور عرض) درجة ثانية التي كانت توجد بكثرة بذلك الوقت، وكانت تعرض
فيلمين في نفس البرنامج.
وكانت هناك أيضاً سينمات صيفي والتي من أشهرها سينما “ريكس”
، وسينما “سان جيمس” .. (بشارع الألفي بوسط البلد) وهما طبعاً عير موجودين
الآن.. حيث أقيمت عمارات محلهما.
وكنت أتابع الأفلام في سينمات مصر الجديدة أيضاً .. فرغم
أني من مواليد غمرة.. لكن كل عائلة والدي ووالدتي كانوا يقطنون منطقة مصر
الجديدة .. وكنا أعضاء بنادي هليوبوليس.. واعتدنا الذهاب للسينمات الصيفي
بمصر الجديدة .. حيث كان هناك عدد كبير منها
..
#
الخامس على الجمهورية.. والتعيين بوزارة الإرشاد
وينتقل الأستاذ يوسف في رحلة تاريخ حياته، وكيف بدأ وتطور
بمجاله إلى مرحلة الدراسة، فيقول: في الدراسة كان يخيرونا بين دراسة أدبي
وعلمي .. ولم أكن أحب دراسة الرياضيات والفيزياء .. وما شابه، فاخترت أن
أدرس أدبي .. ويشاء القدر أني أطلع الخامس على الجمهورية.. وكان وقتها يوجد
ما يسمى بـ “استمارة الرغبات” (التي يكتب فيها كل طالب الكلية التي يتمنى
أن يلتحق بها) فكتبت معهد السينما.. وكان هذا عام 1961، وكان معهد السينما
قد فتح أبوابه عام 1959 .. أي قبلها بعامين فقط .. فلما نجحت بهذا التفوق
.. لم يشجعني والدي على التضحية بالمجموع الكبير حينها .. ودخول معهد
السينما الذي لم يتبين وقتها إن كانت شهادة التخرج منه ستكون معترف بها،
كبكالوريوس أو ليسانس وما شابه.. كما أن الدولة في هذه الفترة (في
الستينات) كانت تعين الخريجين .. ولم يكن واضح إن كانت ستعين خريجي معهد
السينما أم لا.. فالتحقت بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية التي كانت جديدة
وقتها .. ولم تكن هناك أي دفعة تخرجت منها
.
- وبعد التخرج تم تعييني بوزارة الإرشاد القومي (وزارة
الإعلام).. أعطونا كؤرس ثلاثة أشهر عن الإعلام .. فدرست مواد كنت قد درستها
بالفعل بكليتي .. كالقانون الدولي، الاشتراكية .. وما شابه .. بعدها عينوني
بقسم الأخبار باعتباري علوم سياسية.. وتدرجت من الأخبار من محرر لرئيس قسم
، لمدير ثم رئيس تحرير النشرات الإخبارية في مراقبة الأخبار _باتحاد
الإذاعة والتليفزيون المصري، وفي هذه الفترة كنت قد بدأت أكتب عن السينما
في الجرائد والمجلات .. والتحقت بـ “جمعية الفيلم” عام 62 وكانت قد افُتتحت
عام 60 ، وتقوم بعرض فيلم أسبوعياً.. وفي نفس الوقت بنهاية الستينات
افتُتِح “نادي القاهرة للسينما”.. وكان تابع لوزارة الثقافة، وأصبحت عضو
مجلس إدارة.. وهكذا.
#
مناصب: رئيس النيل الدولية.. ورئيس التعاون الدولي
·
هناك محطات في حياتك ينبغي التوقف عندها .. لنتعرف على أهم
ما يميز تلك المرحلة بالنسبة لك؟ وما الذي يسعدك تذكره، وأنك أنجزته خلالها
:_
مرحلة عملك كرئيس قناة النيل الدولية (1997حتى 2002)؟
- أنا توليت رئاسة القناة خلفاً للأستاذ حسن حامد، وأضفت
برامج جديدة، وزودت عدد ساعات الإرسال، وطبعاً دخلت عناصر جديدة سواء في
التقديم أو الإخراج .. وما إلى ذلك ، وحاولنا ونجحنا في إن الإرسال يصل
لأفريقيا .. وعندما بدأ الأستاذ حسن حامد ينشئ القنوات المتخصصة، أخذت منهم
بعض من أفضل العناصر الشبابية الذين كانوا قد أحضرهم للقناة.
·
بالنسبة لفترة عملك كرئيس قطاع التعاون الدولي بمدينة
الإنتاج الإعلامي (2007 – 2011)؟
- في هذه الفترة كنت أحيلت على معاش، ومستمتع بعملي بمهرجان
القاهرة السينمائي ، وبعدها كلمتني الدكتورة درية شرف الدين لشغر منصب رئيس
قطاع التعاون الدولي بمدينة الإنتاج الإعلامي.. فذهبت لمقابلة المسئول،
وفهمت المطلوب مني واستلمت الشغل. وقتها كان القطاع مسئول عن محاولة جذب
شركات إنتاج أجنبية تصور مواقع مختلفة داخل وخارج المدينة، ونجحنا في إننا
نجلب فيلم نرويجي، وكذلك فيلم تسجيلي فرنسي.. تم تصوير أجزاء منهما
بالمدينة
.
·
وماذا عن عملك كرئيس جهاز السينما بمدينة الإنتاج الإعلامي
(مارس 2011- مارس 2012)؟
- بعد ما قامت الثورة، طلب مني رئيس المدينة أن انتقل من
جهاز التعاون الدولي الى جهاز السينما الذي كان يتولاه في هذه الفترة
الراحل ممدوح الليثي، وكانت قد حدثت مشاكل في جهاز السينما بعد الثورة –
مثل ما حدث بجهات كثيره أخرى- مثل الانتفاضة والثورة والمطالبة بأشياء
معينة .. ولهذا طلب مني رئيس المدينة الذهاب الى هناك لتسوية الأمور ..
وقال لي إن هذا الوضع مؤقت حتى أجد بديل لك يمسك هذا المنصب .. ومرت عدة
أسابيع.. فتوجهت له بالسؤال وقلت له “أنا أحب عملي بقطاع التعاون الدولي
وليس لي علاقه بقطاع السينما” فقال انتظر قليلا .. – ويكمل ضاحكاً _ “إلى
أن لبست الجهاز” .. ويتابع: بعد هذا ترك الاستاذ سيد المنصب ،وجاء الأستاذ
حسن حامد ، فقدمت استقالتي بعد سنة من استلام عملي بجهاز السينما.
#
برامج :”أوسكار ” و ” تليسينما” و “سينما×سينما”
“
·
أعددت وقدّمت الكثير من البرامج السينمائية في التليفزيون
المصري، وبالذات على القناة الثانية، فما هي ظروف بداياتها ؟ وما الذكريات
التي تذكرها عن كل برنامج مثل:
برنامج
نادى السينما بالتليفزيون المصري الذى بدأ عام 1975 ثم برنامج أوسكار الذى
بدأ عام 1980؟
- برنامج نادي السينما كُلفت به عام 1975 ،وكان قد عُرف
وقتها أن يوسف شريف رزق الله له نشاط سينمائي آخر خارج نطاق المبنى، مثل
الكتابة والنقد لنادي السينما ونادي القاهرة وعلى هذا كُلفت بعمل البرنامج.
فطلبت من التلفزيون أن يتعاقد على مجموعه من الافلام لكي
أعرضها، وبعدها .. تم اختيار دكتورة دريه شرف الدين التي كانت في الإذاعة
وقتها، من أجل تقديم البرنامج.. وبدأ البرنامج اسبوعياً يوم السبت، كنا
نعرض فيلم ونستضيف ضيف لمناقشته.. حتى عام 1980 ، عندما حدث انفصال بين
القناه الأولى والقناة الثانية، فعرضت علىَّ رئيسه القناة الثانية إني أقوم
بعمل برنامج آخر عن السينما إسمه “أوسكار” .. وكان الفرق بينه وبين نادي
السينما أنه يعرض أيضا فيلم أجنبي ولكن بدون استضافه ضيف.. ولكني كنت أكتب
سكريبت، وأشرح لماذا حصل هذا الفيلم على هذه الجائزة أو تلك، سواء في مجال
التصوير او التمثيل او الإخراج.. وسواء كانت الجائزة اوسكار، أو جائزه في
مهرجان سينمائي، واستمر البرنامجان مده طويلة، فكان “نادي السينما” يُعرض
يوم السبت و “أوسكار” يُعرض يوم الخميس.
·
برنامج (نجوم وأفلام) عن رواد السينما المصرية (1980 –
1981)؟
- في نفس العام الذي بدأت فيه إعداد برنامج “أوسكار”، كُلفت
بإعداد وتقديم برنامج عن السينما المصرية كان اسمه “نجوم وأفلام” والذي بدأ
في منتصف الثمانينات، وكان عبارة عن سهرة نستضيف فيها كل أسبوع شخصية مصرية
سينمائية لكي نستعرض تاريخها السينمائي، من خلال عرض نماذج من شغلها، وكان
يشارك في الإعداد الزميل الراحل سامي السلاموني .. وكان بعض النجوم تاريخها
ثري جدا لدرجه أني كنت أقوم بعمل حلقتين وأحيانا ثلاث عن نفس الشخصية ..
فسجلت مع بعض الرواد مثل ماري كويني، هدى سلطان، يوسف شاهين وشكري سرحان،
وغيرهم.. و كان هدفي هو تكوين مكتبه سينمائية او فيلميه للتلفزيون عن رواد
السينما المصرية.. لأنه طبيعي أن غداً سيرحل الجميع.. فقررت توثيق تاريخهم
صوت وصورة
..
ولكن بعد عام قالوا لي أن البرنامج استنفذ غرضه .. فتعجبت
جداً .. لأنه توقف لأسباب غامضة .. ولأنه كان أمامي الكثير جداً جداً من
الفنانين الذين أريد التسجيل معهم لعمل أرشيف للتليفزيون .. ويكمل ضاحكاً
.. “لا أعرف بقى حد عمل فيًّ زنبة ولا إيه ”.. أعقب أنا: “هي غالباً
“نفسنة” من النجاح .. بكل مكان
.. ”
·
برنامج ” تليسينما” (1981 – 1995( ؟
- بعد “نجوم وأفلام” عملت برنامج اسمه “تيليسينما” كان
يستعرض الأفلام الأجنبية المعروضة خلال أسبوع.. بمعنى كنا نقدم مثلاً أن
يوم الاثنين القادم ستتابعون فيلم اسمه كذا.. مع لقطات من الفيلم.. ونفس
الشيء لباقي أيام الأسبوع .. وكان البرنامج يعرض لمده نصف ساعة.
·
برنامج ” ستار” (1986- 1994)؟
- يتابع الأستاذ يوسف: في نفس وقت برنامج “تيليسينما”، فكرت
في برنامج جديد، (لقاءات مع نجوم السينما الأمريكية) .. وعملناه بالتعاون
مع المركز الثقافي الأمريكي كان اسمه “ستار” .. وكان عبارة عن لقاء مع نجم
أمريكي موجود في إستوديو في أمريكا، وكان التلفزيون المصري يسجل أسئلتي
الموجهة له على شريط، ويرسلون لي من أمريكا نسخة الشريط الآخر بإجابات
الضيف الأمريكي وأقوم بدمج النسختين معا .. بحيث يصبح شريط واحد يعرض
اللقاء، وكنا نعرض بعدها فيلم للضيف.
مثلا سجلنا مع “جوليا روبرتس” وعرضنا لها فيلم “بريتي وومن”
(امرأة جميلة) وسجلنا مع ميريل ستريب و كيرك دوجلاس وغيرهم.. سجلنا حوالي
15 حلقة.. ولم يكن البرنامج منتظماً في العرض أسبوعياً.. لأن المسألة كانت
متوقفة على موافقة الضيف الأمريكي ..وكنت أنا من يقوم بالاتصال بالمركز
الأمريكي .. ليخاطبوا إدارتهم في واشنطن ليحصلوا أو يعرفوا موافقة الضيف من
عدمه.
·
برنامج “سينما × سينما” (1994 – 2004)؟
- بعدها عملت برنامج “سينما × سينما” _ أشبه بالمجلة
التلفزيونية عن السينما العالمية _ وكان ميزة البرنامج أنه لا يصور في
إستوديو أو بلاتوه ولكنه كان يصور خارجي في فندق أو في حديقة أو في سينما
..بحيث أن المتفرج يشاهد زوايا مختلفة حتى لا يمل .. وكان البرنامج يعرض
أخبار السينما وأعياد ميلاد الفنانين.. فكنا نعمل لو عيد فنان مثلاً فقرة
مثل البورتريه عنه .. ونعمل خبر عن إيرادات الأفلام .. أو مهرجان سينمائي
مقام ، وما شابه.
وقد استمر هذا البرنامج سنيناً عديدة، وكانت مشكلته أن
القناة الثانية كانت تذيعه في فترات غير منتظمة بمعنى أحيانا الساعة
العاشرة أو الساعة الحادية عشر أو الواحدة فجراً.. أي لم يكن هناك ميعاد
ثابت للبرنامج .. وأحياناً عندما كنت أركب تاكسي.. كان السائق يقول لي:
“لقد رأيتك أمس يا أستاذ يوسف في البرنامج في الثانية صباحاً” .. ويكمل
الأستاذ يوسف ضاحكا: ” وهذا معناه أن ميعاد البرنامج المتأخر جعل أغلب
جمهوره من سائقي التاكسي”
.
ويتابع: ” المهم أنه جاء عام قالوا لي فيه إنهم يريدون وقف
البرنامج؛ لأن عندهم برامج تعليميه لا يجدون لها مساحه لإذاعتها، حيث كانوا
يكثفون البرامج التعليمية في الفترة قبل الامتحانات على حساب البرنامج
الخاص بي..! وتوقف البرنامج.. ولكن عملياً لم يرجع مره أخرى.
·
برنامج “الفانوس السحري” على قناة نايل لايف (2004 – 2008)؟
- بعد وقف برنامج “سينما في سينما” تحدثت ذات مرة مع مدام
سلمى الشماع وكانت ترأس قناة المنوعات .. للقنوات المتخصصة في ذلك الوقت ..
وعندما ذكرت لها ما حدث معي .. قالت لي “ما تيجي تعمل البرنامج عندي” ..
وفعلاً بدأنا إذاعة البرنامج عندها .. وكان اسمه “الفانوس السحري”.
كنا نسجل البرنامج في استوديو يتبع القنوات المتخصصة في
مدينه الإنتاج الإعلامي.
·
برنامج “سينما رزق الله” على قناة نايل لايف ( 2008- 2010)؟
- استمر الأمر على هذا النحو، حتى جاء المهندس أسامه الشيخ
وأصبح رئيس قطاع القنوات المتخصصة، فدعاني وقال لي: أنا سمعت أنك تعمل
برنامج عندنا في المنوعات، وقال لي سمي البرنامج “سينما رزق الله”.. فشكرته
بالطبع إلى أن قامت الثورة، وكانت قد جاءت “شافكي المنيري” بعد أن خرجت
سلمى الشماع على المعاش، ثم “دينا رامز” التي قالت لي قبل أن تقوم الثورة:
“أن هناك تعليمات أن البرنامج يتطور..!” .. وفي إحدى المرات كان هناك
مهرجان الإذاعة والتلفزيون الذي يعقد كل عام.. وكان وقتها مهندس أسامه
الشيخ قد أصبح رئيس إتحاد الإذاعة والتلفزيون قبل الثورة مباشرة.. وكان
هناك اجتماع لأعضاء لجان التحكيم ،وأنا كنت نائب رئيس لجان التحكيم كلها ..
وبعد ان أنهى المهندس أسامه الشيخ الاجتماع قلت له: “أريد ان اسالك سؤال ..
هل هناك تعليمات من حضرتك أو من جهة عليا لتطوير البرنامج؟”
فقال لي: ” أنا لم اطلب اي شيء من هذا القبيل.. عامه سأبحث
هذا الموضوع، وأرد عليك” .. لكن بعد أسبوعين قامت الثورة .. وتوقف كل شيء..!
#
رسائل المهرجانات ولجان التحكيم
·
ماذا عن إعداد وتقديم رسائل “مهرجان القاهرة السينمائي
الدولي” و “مهرجان كان السينمائي الدولي” وغيرهما من المهرجانات المحلية
والعالمية منذ السبعينات؟
- كانت الرسائل اليومية لمهرجان القاهرة متواكبة مع هذه
المرحلة قد بدأت منذ السبعينات.. كنت أخذ أجازة من قطاع الأخبار لأكون
متواجد يومياً لأغطي موقع الأحداث الخاصة بمهرجان القاهرة السينمائي ..
وكنت أقوم بعمل رساله تلفزيونيه يوميا.. صباحاً و ظهراً لإذاعتها ليلا .. و
في نفس الوقت كنت أقوم بالمشاركة في تحكيم عدد من لجان تحكيم مهرجانات
السينما العالمية (مثل “ستراسبور” (1987 و2012) وميلانو (1993) و)روتردام
(2006) و “مونبيلييه” (2012(.
…
ولكن الأهم بالنسبة لي في تلك الفترة كان تغطية مهرجان
“كان” وكنت قد سافرته لأول مره عام 1972.. وقبلها كان أول مهرجان سافرت
لتغطيته هو “مهرجان برلين” عام 1969 .. ومهرجان “كارلوفي فاري” الخاص
بجمهورية التشيك
..
وبعد عامين أو ثلاثة أقنعت التليفزيون أنه يرسل معي بعثة..
لكي نقوم بتصوير المهرجان.. ونعود لإذاعة ما صورناه .. وبعد ذلك اكتشفت أنه
بدلاً من إرسال بعثة معي .. ثلاثة أشخاص.. تكون مكلفة، أنه من الممكن أخذ
سلفة وتأجير طاقم هناك لتصوير المهرجان ثم أسوي كل هذا بمستندات، وقد كان
.
يتابع : في البداية قبل القمر الصناعي كنت أنا الذي أعود
بالمادة الفيلمية وأعمل منها سهرة أو سهرتين في التلفزيون.. عبارة عن
لقاءات و مشاهد أفلام وغيرها، وعندما أصبح هناك قمر صناعي، كنت أصور وأقوم
بالمونتاج وأطلب من قطاع الأخبار أن يحجز لي عشر دقائق يوميا على القمر
الصناعي في ميعاد محدد انا أقرره لإرسال الرسالة بالقمر الصناعي.. وكنت
أسلم الشريط للمهندس المسؤول وتذاع الرسالة.. وهذا العمل استمر لسنوات
طويلة
.
#
مواقف لا تنسى
·
هل هناك مواقف لا تنسي ، تتذكرها حضرتك خلال مشاركتك في
لجان التحكيم أو رسائل المهرجانات؟
- هناك موقفين لا أنساهم.. بالذات خلال تغطية مهرجان “كان”
.. حيث كان هناك فيلم “بابا في رحله عمل” .. وكنت أنا قد رايته في الأيام
الأولى وعجبني.. ونجحت في عمل لقاء مع المخرج .. وكان في هذا اللقاء انا
وشخص آخر فقط .. وسجلت اللقاء وأرسلته طرد عن طريق مطار “نيس” حتى يصل إلى
القاهرة ..وكانت المسافة بين “كان” و”نيس” حوالي نصف ساعه بالسيارة ..
وكتبت على الطرد التعليمات حول ميعاد إذاعة الحديث.. و المشهد الذي يجب
التركيز عليه.. الى أن فوجئنا يوم توزيع الجوائز أن مخرج الفيلم حصل على
السعفة الذهبية .. وهي أهم جائزة بالمهرجان .. وطبعا كان شعور جميل.. فكلمت
رئيسة القناه الثانية، وقلت لها: “إن لديك حديث _ فيما يشبه السبق الصحفي_
مع المخرج الذي حصل على الجائزة”
.
والحادثة الثانية الطريفة أنه في عام من الأعوام .. حوالي
1987، كان هناك منتج من أصل مصري.. وكان قد أنتج فيلم للمخرج الإيطالي
الكبير “فيدريكو فيليني” فيلم اسمه “قبل المقابلة”.. فسمعت من أحد الأصدقاء
اللبنانيين أنه يبحث عني .. فذهبت لمقابله المنتج في الفندق الذي يقيم فيه
وتعرفنا على بعض ، ثم قال لي: ” تحب سجل مع المخرج الكبير فيديريكو فليني؟”
قلت له: نعم بالطبع، فهذه فرصه لا تعوض، و فعلا ذهبنا انا ممثلاً للتلفزيون
المصري ، ومعي أيضا ممثلي التلفزيون الإيطالي و التليفزيون الفرنسي الذي
يمثل المهرجان الذي كنا نغطيه في فرنسا .. وسجلنا حوالي تسع دقائق مع
“فيلليني” وكان لقاءً نادراً بالطبع مع شخص بقامة هذا المخرج الذي يلقبه
الجميع “بالمايسترو” وهذه اهم ذكرياتي.
_
أعقب أنا : ” لقد ذكرتني بما حدث معي أنا وزميلي ، إذ كنا محظوظين بلقاء
“ألفارو” مخرج فيلم “ليلة الـ 12 عاماً” الذي فاز بجائزة أفضل فيلم بمهرجان
القاهرة السينمائي بدورته الأخيرة .. فسعدنا وكأنما نحن من حصل على الجائزة”.
#
رئاسة جمعية الفيلم
·
ماذا عن توليك رئاسة جمعية الفيلم بالقاهرة (1978 إلى
1994)؟
- جمعية الفيلم أُنشئت عام 1960، وأنا إنضممت للجمعية عام
62 .. كنا نعرض فيلم أسبوعياً ونناقشه، وكان عدد أعضاء الجمعية حوالي 300
او 400 عضو وبعد حوالي خمسه عشر عاما بدأنا في إقامه مهرجان للسينما
المصرية .. وكنا نختار أفضل أفلام عُرضت على مدار العام ، حيث كانت هناك
لجنه تحكيم تختار أفضل سبع أفلام في السينما المصرية من خلال الاستفتاء مع
أعضاء الجمعية. وكان يتم عرض هذه الافلام كل يوم، وكانت هناك جوائز تقدم في
حفل كبير يحضره عدد كبير من الفنانين والمخرجين والفائزين.
·
يحضرني سؤال: هل كمية البرامج الكبيرة التي أعددتها وقدمتها
وخلقتها من العدم هي بسبب عشقك للسينما فقط.. بمعنى هل تؤدي فكرة إلى فكرة
تلقائيا أم أنها نتيجة جهد وبحث مضني عن المعلومة وجهد أكبر في صياغتها
وتوصيلها؟
- كل هذه البرامج وقتها كانت في السبعينات والثمانينات، حيث
لم يكن هناك نت، فالمعلومات عن المخرجين والممثلين والفنانين لم تكن متاحة
على الإنترنت كما هي الآن، وبالتالي كنت أعتمد على موسوعاتي الخاصة
والقواميس والمجلات التي كنت أشتريها .. فكانت فترة تعتمد على الاجتهاد
الشخصي تماماً.
·
هذا يقودني لسؤال.. كيف تري مستقبل السينما بمصر والعالم ..
خاصة مع وجود إحصائيات تقول إن دور السينما في تقلص بسبب إمكانية مشاهدة
الأفلام بسهولة على الإنترنت؟
- رأيي أن السينما مشاهدة جماعية .. فأحسن مشاهدة للفيلم هو
أن تشاهديه في السينما بحيث تنفعلي ، تضحكي، تبكي أو تتأثري مع الجمهور..
فمسألة مشاهدة فيلم على شاشة تليفزيون أو تليفون لا تحقق المتعة بسبب أي
إزعاج أو قلق ممن حولك .. فأنا أميل لمشاهدة الأفلام في السينما.
#
مدير مهرجان القاهرة السينمائي
·
عملك كسكرتير فنى لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي منذ عام
1987 ثم كمدير فني للمهرجان منذ سنة 2000.. هل هناك فرق في الإنجاز في
المرحلتين؟
- عندما التحقت بمهرجان القاهرة السينمائي التحقت به
كسكرتير فني ثم كمدير فني، ولكن المدير الفني بالطبع سلطاته أكبر ، حيث
يُترك له مساله اختيار الافلام .هناك لجان مشاهدة بالطبع يسترشد بها، لكن
الكلمة الأخيرة للمدير الفني بحكم خبرته.
·
كيف ترى تكريمك بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي مؤخراً؟
وهل كنت تتوقع هذا التكريم؟
- لا، لم أكن أتوقع التكريم، وعرفت عنه قبل المهرجان بيومين
، وطبعاً هذه لفتة جميلة من جانب الأستاذ محمد حفظي، لأنه تكريم عن مجهودي
لمده تربوا عن الـ 35 عاما ، وهذا شيء رائع فعلاً ، وأنا سعيد به جداً.
#
محمد حفظي دعم مهرجان القاهرة
·
ما هو الجديد الذي أضافه الأستاذ محمد حفظي لمهرجان القاهرة
السينمائي هذا العام؟ وكيف ترى هذه الإضافة؟
- الأستاذ محمد حفظي منتج شاطر.. ينتج أفلاماً لها طبيعة
خاصة، وله علاقات جيده جدا بالوسط السينمائي المصري والعالمي.. فمن خلاله
قدرنا نصل لبعض الأفلام بحكم علاقاته مع أصحاب هذه الأفلام، إلى جانب أن له
علاقات استطاع بها أن يجلب رعاة وشركات دعمت المهرجان مادياً، والمهرجان في
حاجة الى هذا الأمر ، لأن ميزانية وزارة الثقافة متواضعة، ولا تكفي لإقامه
مهرجان ناجح، لأن المهرجان يحتاج إلى مصاريف باهظة، لكن الرعاة أنقذوا
المهرجان ووفروا له ميزانية جيدة.
#
مهرجان الجونة ينقصه الجماهير
·
مهرجان الجونة السينمائي.. كيف تراه؟ وما الفرق ما بينه
وبين مهرجان القاهرة؟ وما النقاط التي يمكن أن يعالجها ليحقق مزيداُ من
التميز والنجاح؟
- مهرجان الجونة له طبيعة خاصة.. فهو يقام في مدينة ساحلية
يرتادها الأجانب والمصطافين.. ولقد ذهبت هناك مرتين، ولكن جمهور الجونة
الأساسي هو أهل البلد المقيمين فيها.. إذ لا يأتي جمهور مخصوص إلى الجونة
ان لم يكن مدعواً .. بينما مهرجان القاهرة يقام في مدينة.. الناس كلها
موجوده فيها، وهناك ترحيب بالجميع.. لكن في المقابل مهرجان الجونة عنده
امكانيات ماديه كبيره بحكم مؤسسي ومنظمي المهرجان .. والمدير الفني
للمهرجان شاطر يستطيع أن يجلب أفلاماً جيدة .. وبالتأكيد سيطور المهرجان
نفسه بشكل او بآخر ..ولكن تبقى مشكلته وهي الجمهور .. وعليه دور أن يجذب
جمهوراً مختلفاً.
·
بصفتك كنت مدير مهرجان الأقصر للسينما الأوربية والمصرية..
ما الذي يميز هذا المهرجان عن غيره من المهرجانات؟
- كان هناك مدير فني لمهرجان الأقصر وكنت أتعاون معه بحكم
كوني مدير المهرجان، واستطعنا أن نحضر أفلاماً جيدة .. لكن تظل المشكلة في
الجمهور .. كيف تستحضريه أو تثيري اهتمامه لمتابعة المهرجان .. فلو عملتي
مهرجان من أجل الناس الذين قمتي بدعوتهم فقط ، فهذا أمر غير مضبوط.
الآن لم يعد اسمه مهرجان الأقصر ، حيث انتقل لشرم الشيخ ،
إذ عملت مؤسسة “نون” مهرجان الأقصر لمدة ثلاث سنوات .. ثم وبناء على اقتراح
من وزارة الثقافة انتقل إلى شرم الشيخ لتنشيط المدينة، وأصبح مهرجان
للسينما الآسيوية ورئيسه الحالي هو المخرج مجدي أحمد على
.
·
هل ترى أن الأثر السينمائي دائماً جيد على المشاهدين ويساهم
في رفع الوعي؟ أم أن السينما سلاح ذو حدين؟
- الآن أصبح يوجد تصنيف عمري عملته الرقابة منذ حوالي عام
ونصف .. بمعنى أفلام لـ (12، 14، 16، 18، أو + 18 عاماً) يعني مثلاً لو فيه
فيلم فيه عنف أو دم لا يصلح لكل شخص أن يراه .. وبهذا أصبحنا في هذه النقطة
كالخارج .. ولكن تقع المسئولية على مديري دور العرض .. أن يطبقوا هذا ..
فلا تأتي مثلاً عائلة تضم زوجة وزوجة ومعهم طفل صغير ، يسمح لهم بالدخول
لمجرد أنه يزود عدد التذاكر.. هذا لا يصح.
#
حلم يوسف شريف رزق الله
·
أفلام أكشن كثيرة مطروحة على الشاشة الآن ويميل لها العديد
من الشباب .. ولكن الكثيرين غيرهم يفضلون الأفلام الهادفة التي تضيف لهم ..
كيف يجد الشباب مثل هذه الأفلام..؟
- توجد الآن سينما متخصصة اسمها “زاوية” بوسط البلد تعرض
نوعية مختلفة من الأفلام سواء أجنبية أو مصرية وهي تقدم أفلاماً محترمة ..
أيضاً الشباب اليوم يدخلون على المواقع وهم عارفين ما هي الأفلام المحترمة
..
·
مع هذا التاريخ الطويل الثري الحافل بالخبرة والعطاء
الإعلامي المتميز.. ما الذي يمكن أن تنصح به أي إعلامي يريد التميز بمجال
النقد الفني؟
- أهم حاجة بالنسبة للناقد الفني أنه يكون مطلع على السينما
والفنون الأخرى، وأنه يشاهد أفلام ومسرحيات كثيراً .. فالفرجة أو المشاهدة
مهمة جداً لتثقيف الإنسان.. وأنه يتابع الحركة الفنية المسرحية والسينمائية
.. هذه هي نصيحتي.
·
أخيرا، يبقى دائماً الحلم..الأستاذ يوسف شريف رزق الله ..
ماذا الذي لاتزال تتمنى تحقيقه؟ وما هو حلمك بالنسبة للسينما بمصر؟
- حلمي الشخصي أن أجمع حواراتي ومقالاتي في كتاب.. لأن
الباقي هو الكتاب.. البرامج زائلة.. بالنسبة للسينما المصرية أتمنى أن يحدث
دعم لها من جانب وزارة الثقافة.. بمعني دعم للمخرجين.. ولمسابقات تعقد
بمجال كتابة السيناريو، فيحدث دعم لمثلاً ثلاثة من كتاب السيناريو
المتميزين، بحيث يساعدوا المخرج إنه يكمل تمويل الفيلم.
_
لينك فيديو الحوار:
https://www.youtube.com/watch?v=H5CyPD6s9GU |
