يوسف شريف رزق الله هو ناقد كبير، ورائد للبرامج
التليفزيونية ذات المحتوى السينمائي، ويعمل مديرًا فنيًا لمهرجان القاهرة
السينمائي منذ عام 2000 وحتى الآن.
تعرض الناقد السينمائي يوسف شريف رزق الله، المدير الفني
لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، لوعكة صحية، صباح اليوم الثلاثاء. وكتب
الناقد السينمائي طارق الشناوي، منشورا عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل
الاجتماعي «فيسبوك»، قال فيه: «الأستاذ الإعلامي العاشق الأكبر للسينما
يوسف شريف رزق الله، قلوبنا معك، وإن شاء الله ستعبر ونعبر جميعا تلك
الوعكة الصحية». وأضاف: «دعواتكم جميعا لأستاذنا الكبير». يوسف شريف رزق
الله، من مواليد حي غمرة بالقاهرة في 5 سبتمبر 1942، أحب السينما منذ نعومة
أظافره، وبدأ في الذهاب لدور العرض منذ العاشرة من عمره.
الحديث يطول عن رزق الله، الناقد عاشق السينما، وصاحب
المسيرة الثرية في عالم الفن، وقد ارتبط اسمه بمهرجان القاهرة السينمائي،
حتى صار أحد رموزه.. ونستعرض في السطور التالية مسيرة رزق الله، الذي يشغل
منصب المدير الفني الحالي لمهرجان القاهرة إلى يومنا هذا:-
يوسف شريف رزق الله، مولود في حي غمرة بالقاهرة 5 سبتمبر
1942، أحب السينما منذ نعومة أظافره، بدأ في الذهاب لدور العرض منذ العاشرة
من عمره، ثم بدأ منذ الخامسة عشر يبحث عما وراء الشاشة، وبدأ ينتبه إلى
أسماء المخرجين، والبحث عن كل منهم، وساعده في ذلك كثيرًا مجلة
"Radio Monde"
المتخصصة بالفنون.
تخرج من مدرسة الجزويت سنة 1961، وحصل على ترتيب الخامس على
الجمهورية في شهادة الثانوية العامة، ثم تخرج في كلية الاقتصاد والعلوم
السياسية - قسم العلوم السياسية - جامعة القاهرة 1966، كما حصل رزق الله
على درجة علمية في خطط واستراتيجيات الاتصال من جامعة كورنيل، بالإضافة إلى
شهادة في تطوير إدارة الاتصال في ولاية نيويورك من زمالة الاتصال الإداري
في مدينة إيست لانسنج عام 1984، كما اشترك في برنامج الإعداد لشغل مراكز
قيادية هامة بوزارة التنمية الإدارية في عام 2001.
بدأ مشواره بعد التخرج بالعمل محررًا ثم رئيسًا لتحرير
النشرات الإخبارية في مراقبة الأخبار باتحاد الإذاعة والتليفزيون، وتولى
رئاسة جمعية الفيلم بالقاهرة في الفترة من 1978 إلى عام 1994، وتقلد منصب
رئيس قناة النيل الدولية (1997 -2002)، ثم رئيس قطاع التعاون الدولي بمدينة
الإنتاج الإعلامي (2007 - 2011)، ثم رئيس جهاز السينما بمدينة الإنتاج
الإعلامي (مارس 2011- مارس 2012)، وعمل كسكرتير فني لمهرجان القاهرة
السينمائي الدولي منذ عام 1987 ثم أصبح مديرًا فنيًا للمهرجان منذ عام
2000، كما يشغل منصب المدير الفني لمهرجان الأقصر للسينما الأوربية
والمصرية.
رزق الله كتب العديد من المقالات في النقد السينمائي، نشرت
في العديد من الصحف والمجلات، كما قام بتأسيس برنامج "نادي السينما" مع
الإعلامية درية شرف الدين عام 1975، وبرنامج "أوسكار" مع الإعلامية سناء
منصور عام 1980، تلا ذلك العمل في تقديم البرامج الفنية عبر شاشة
التليفزيون المصري، مثل برنامج "نجوم وأفلام" عن رواد السينما المصرية من
خلال حوارات معهم عام 1980، "تيليسينما" (1981 - 1995)، "ستار" (1986 -
1994) وأجرى خلاله لقاءات مع نجوم السينما الأمريكية، "سينما
x
سينما" (1994 - 2004)، "الفانوس السحري" (2008 - 2010)، و"سينما رزق الله"
(2008 - 2010).
شارك رزق الله كضعو في لجان تحكيم العديد من المهرجانات
السينمائية حول العالم، مثل "ستراسبور" عامي 1987 و2012، "ميلانو" 1993،
"روتردام" 2006، و"مونبلييه" 2012، كما قدّم وأعدّ رسائل مهرجان القاهرة
السينمائي الدولي، ومهرجان كان السينمائي الدولي، وغيرهما من المهرجانات
المحلية والعالمية منذ السبعينات، وبعيدًا عن الجانب العملي سافر رزق الله
لحضور العديد من المهرجانات منذ أواخر الستينات، والتي لا يزال حريصًا على
حضورها حتى الآن مثل برلين، موسكو، كارلوفي فاري، سان سيباستيان، مونتريال،
فينيسيا، مونبلييه، نانت، أبوظبي، دبي، وغيرها.
ولإبداعات يوسف شريف رزق الله الفنية والأدبية؛ كرمته
الحكومة الفرنسية بمنحه وسام الفنون والآداب برتبة فارس، كما تم تكريمه في
الدورة الثامنة عشرة للمهرجان القومي للسينما المصرية، عام 2014، وصدر عنه
كتاب للناقد السينمائي محمود عبد الشكور، احتفاءً به وتوثيقا لإنتاجه
الغزير من كتابات سينمائية وبرامج تليفزيونية وتغطيات لمهرجانات، وحاز في
مايو الماضي جائزة الإنجاز النقدي على هامش الدورة الـ71 من مهرجان كان
السينمائي.
ولا يمكن التعريف برزق الله فقط من زاويا نشاطاته كناقد
ورائد البرامج التليفزيونية ذات المحتوى السينمائي، أو كرئيس ومدير لبعض
المهرجانات، أو خبير في التعاون الدولي، فلقد ترك تأثيرًا عميقًا في الكثير
من الأجيال الشابة من السينمائيين، من خلال جهوده المستمرة في إتاحة الفرص
لهم لتذوق ألوان السينما المختلفة من كل أنحاء العالم، وطوال عقود ماضية،
كان أيضًا مصدرا رئيسيا للمعلومات للجمهور المصري والعربي حول السينما
العالمية، من خلال برامجه التليفزيونية، وكتاباته في الصحف والمجلات، ما
جعله في زمن بلا إنترنت، موسوعة سينمائية تمشي على الأرض. |