رجاء الجداوي: لم أقدم دور بطولة ولكنني بطلة بما قدمت..
وحياتي كلها صدفة
الفنانة في تكريمها: تمنيت أكون سناء جميل وعادل إمام علمني
المسرح
كتب:
حاتم سعيد حسن
أقامت إدارة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة صباح اليوم،
ندوة لتكريم الفنانة رجاء الجداوي عن مشوارها الفني، وأدار الندوة الناقدة
السينمائية ماجدة موريس.
ورحب الكاتب الصحفي حسن أبو العلا مدير المهرجان، بالحضور،
مؤكدا أن إدارة المهرجان سعيدة بتكريم "النجمة رجاء الجداوي لأنها فنانة
رائعة اجتمع على حبها الجميع"، فيما شهدت الندوة حضور عدد كبير من الفنانين
من ضمنهم المخرج محمد عبدالعزيز و بسمة والمخرج عمرو عابدين.
وبدأت رجاء الجداوي حديثها في الندوة: "أنا سعيدة بوجودي في
أسوان وشعرت بالراحة بين أهلها الطيبين وأرى أن مهرجان أسوان لأفلام المرأة
يجمع خليط مميز من الإعلاميين والصحفيين والفنانين وصناع السينما والأهالي
المحبين للفن وهو أمر مفيد للمحافظة وأهلها".
وعن حياتها الشخصية ونشأتها، أوضحت رجاء الجداوي أنها من
مواليد محافظة الإسماعيلية ولها 5 أشقاء وأن والدها ووالدتها انفصلا وهي في
سن صغيرة لذلك انتقلت للعيش مع خالتها الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا، وهنا
تغيرت حياتها 180 درجة فبعد أن كانت كانت تعيش في أسرة متوسطة انتقلت
للطبقة الارستقراطية وتعلمت في مدرسة داخلية لمدة طويلة.
رجاء الجداوي: تحيا كاريوكا رفضت دخولي الفن.. ومكنتش بتكلم
عربي كويس
وذكرت الجداوي أن الفنانة تحية كاريوكا كانت ترفض دخولها
مجال الفن حتى لا تمر بما حدث لها من شقاء، وكانت ترغب في أن تتعلم فقط،
إلى أن حدثت صدفة غيرت حياتها بعد أن رشحها الأستاذ عبدالعزيز جاد لدور
شقيقة الفنانة أحمد رمزي لأنه رأى أنها تشبه الشخصية، رغم أنها لم تكن،
حينها، تتحدث العربية بشكل جيد، بينما تتحدث الفرنسية والإيطالية
والإنجليزية جيدا.
وعبرت الفنانة رجاء الجداوي عن سعادتها البالغة بتكريمها
خلال افتتاح مهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة، وقالت إنه أمر يدعو للفخر
لتكريمها من مهرجان ببلدها، وذكرت أنها عندما تلقت خبر الجائزة شعرت بنجاح
كبير وتتويج لما قدمته في مسيرتها.
وعن الصعوبات التي مرت بها، قالت إنها في بداية حياتها عملت
في جراج وكان أجرها 7 جنيهات فقط، وأضافت: "وقتها لم أخجل ورغبت في العمل
لتكون لي شخصية وكانت ظروف أمي المادية صعبة جدا بعد أن تم مصادرة أرضنا
الزراعية بالإسماعيلية".
الجداوي: حياتي كلها صدفة ولم أخطط لها
وسط إنصات الحضور واهتمامه، قالت "الجداوي": "كل حياتي صدفة
ولم أخطط لشيء بها، ففي يوم ما كنت في حفلة بحديقة الأندلس وكنت وقتها
نحيفة جدا لا أفرق شيء عن الرجل ويومها والدتي حلت ضفائري وسرت في الحديقة
لأشاهدها وأثناء سيري ألبسوني وشاح ووجدت نفسي أشارك في مسابقة ملكة جمال
القطن المصري وسبقها اختبار ثقافي ونجحت في الاختبار، الذي أداره كبار
الكتاب مثل مصطفى أمين وأنيس منصور وانتخبت ملكة جمال هذا العام، وأخبروني
أني سأسافر لفرنسا للمشاركة في مسابقة الجمال وحدثت مشكلة من إحدى
المتسابقات بعد أن شككت والدتها في النتيجة ورحلت دون جائزة ولكن يومها كان
يتواجد هنري بركات ورشحني للمشاركة في فيلم دعاء الكروان مع النجم أحمد
مظهر والنجمة فاتن حمامة".
"إشاعة
حب" الأصعب في مسيرتي.. وعمر الشريف ساعدني
واستكملت رجاء حديثها قائلة: "في أول يوم تصوير ذهبت للنجمة
الكبيرة فاتن حمامة غرفة المكياج ودخلت دون استئذان وطالبتني بالخروج من
الغرفة وطرق الباب، وتعلمت في هذا العمل حب الالتزام وكيفية التعامل مع
المحيطين بي ويومها قررت أن أفكر في كيفية فرض الاحترام على الآخر من خلال
تعاملي معهم".
وأكدت الجداوي أنها تعتبر مشاركتها في فيلم "إشاعة حب"
الأصعب في مسيرتها لأنها كانت في بدايتها وكان يشارك به قمم فنية مثل يوسف
وهبي وعمر الشريف وسعاد حسني، مشيرة إلى أنها كانت تخشي مواجهتهم ولكنهم
ساعدوها كثيرا لتظهر بشكل جيد لأنهم نجوم رائعة تحب وتساعد الجميع.
تركت الأزياء والموضة لأني حصرت نفسي في شخصية الفتاة
الأرستقراطية
وبسؤال الناقدة ماجدة موريس لها حول قرارها بترك عالم
الأزياء والموضة أجابت قائلة: "صاحب بالين كذاب ورغم أني كنت ملكة متوجة في
عالم الأزياء إلا أنني قررت ترك كل ذلك من أجل التمثيل فأنا ظلمت نفسي
وحصرتها في شخصية الفتاة الارستقراطية لاهتمامي وقتها بالأزياء ومسابقات
الجمال أكثر ولذلك قررت التركيز في التمثيل فقط لأخرج من هذه الشخصية".
مؤكدة أنها اعتزلت مجال الأزياء تماما "بعد زيادة وزني عقب
إصابتي بالغدة الدرقية".
وشددت رجاء الجداوي على أنها تعلمت من فاتن حمامة وسميحة
أيوب الالتزام والتمثيل وتعلمت من أشرف عبد الغفور اللغة العربية وعندما
عملت في مسلسل العائلة مع الفنان محمود مرسي نسيت اللغة العربية ولكنه
ساعدها وحفزها ووقف بجانبها طوال فترة التصوير لأنه كان يحبها كثيرا.
الجداوي: أبحث عن التنوع وتمنيت أن أكون سناء جميل
وأضافت: "ظللت حبيسة شخصية الفتاة الأرستقراطية إلى أن
شاركت في مسلسل أحلام الفتي الطائر مع النجم الكبير عادل إمام وقدمت الزوجة
الخائنة الشريرة وصدمت من رد فعل الجمهور لأنه كرهني بسبب الشخصية وقررت
البعد عن تقديم مثل هذه الشخصيات، ولكن عُرض علي المشاركة في آوان الورد
ورفضت وجسدت الشخصية كوثر العسال وتحولت وقتها لشخص جديد وبمرور الوقت
تنوعت الأدوار التي أقدمها، فأنا قدمت شخصية الأم في سن صغيرة رغم بعد
النجوم عن ذلك لأني لا أري عيب في هذا الأمر وكنت أبحث عن التنوع وتمنيت أن
أكون سناء جميل في فيلم بداية ونهاية لأني أحببت شخصية نفيسة وكذلك أحب
شخصيات النجمة سهير البابلي".
واستكملت رجاء حديثها قائلة: "أنا أداة في يد المخرج لأحول
الشخصية إلى مشاعر يراها الجمهور وأحترم جميع المخرجين الذين عملت معهم
وتعلمت منهم الالتزام ولا أمانع كذلك في العمل مع شباب المخرجين". موضحة أن
أصعب المخرجين الذين عملت معهم كان المخرج نور الدمرداش.
الجداوي: عادل إمام علمني المسرح طوال 20 عاما وله الفضل
الأكبر
وقالت الجداوي أنها متصالحة جدا مع سنها و"لا أجد عيب في
تجسيد أي شخصية ولذلك قدمت الأم والجدة أمام العديد من الفنانات، وبدأت
العمل في المسرح بشكل احترافي مع الزعيم عادل إمام في مسرحية الواد سيد
الشغال والزعيم بعد عملي مع فرقة تحية كاريوكا وفايز حلاوة، وعلمني عادل
إمام طوال 20 عام احترام نفسي، وتقدير وحب الجمهور وتعلمت علي يده ما هو
المسرح وله الفضل الأكبر هو وسمير خفاجة في مسيرتي الفنية.
الجداوي نسبة إلى مدينة جدة.. وعمر أديب مذيع مختلف
واستثنائي
وأضافت رجاء: "جدي الثاني من مواليد السعودية وكان يملك
صنادل بحرية قبل أن ننتقل ونعيش في السويس ولقب الجداوي تم إطلاقه على
العائلة نسبة لمدينة جدة ومازالت لنا أصول تعيش هناك إلى اليوم، وأنا أحب
الفن والعمل وأشعر بالتوتر دائما قبل التصوير إلى الآن ولم أقدم كل ما لدي
بعد لأني مازلت أبحث عن التنوع، ولذلك قدمت برنامج منوعات عام 1990 في
الإذاعة يهتم بكل مشاكل الناس وحياتهم وكنت أصلح بين المتنازعين وهناك أيضا
تجربتي مع عمرو أديب في (أوربيت) وأنا أعتبره مذيع مختلف واستثنائي وبدأت
معه بفقرة اسألوا رجاء، وأنا أحب التمثيل كما أحببت تجربة الإعلام وأرغب في
الاستمرار بهما لأنهم يشعروني بحب الجمهور".
وتطرقت رجاء للحديث عن الشباب قائلة: "أنا أحب الأجيال
الشابة وأحب حبهم لي والزمن الآن سريع بعكس الماضي فقديما كانت العلاقات
الأسرية رائعة بعكس اليوم وأنا أرى أن الجيل الجديد رائع لأنه يعيش في ظروف
أصعب مما مررنا به، وأنا شخص لا يخجل من أي عمل ولا أمانع في المشاركة في
أي مهنة طالما شريفة وعلي الشباب أن يقبل بذلك ويتكيف مع واقعه ولا يخجل من
دخوله أي مهنة لأن عمله سيمون بداية الطريق لما يحب، وأنا لا أستطيع العمل
مع مخرج أو فنان أو حتى شخص عادي لا أحبه لأني شخص مسالم يحركه الحب وأحب
كل الناس وصلتي لا تنقطع بأحد والفنان الحقيقي هو الذي يشعر بزملاءه وكل من
يحيط به ويساعدهم".
وردا علي عدم تقديمها بطولة منفردة قالت رجاء: "بالفعل لم
أقدم أدوار بطولة ولكنني بطلة بما قدمت فالدور ليس بحجمه ولكن بقيمته
وتأثيره فما يفرق عندي من هو بطل المشهد وليس البطل العام للعمل الفني،
فهناك نجوم قدموا أدوار صغيرة وكانوا أكثر أهمية من بطل العمل، فكل منا يجب
أن يكون بطل في حياته، وأنا أري أن المسرح له قدسيته بدليل عملي مع عادل
إمام في عملين الأول 8 سنوات والثاني استمر 9 سنوات بسبب حب الجمهور
لمسرحيتي الواد سيد الشغال والزعيم ولم يعطلني عملي في المسرح عن السينما
والدراما ولم يتوقف عملي بهم أو تتأثر علاقتي بأسرتي فمن المسرح تعلمت
تقدير الوقت والاعتذار عندما أكون مخطئة وهو أمر لا يقوم به الكثير".
وختمت رجاء الجداوي حديثها بالكلام عن أسرتها قائلة: "أميرة
ابنتي هي أحلى استثمار في حياتي لأني استثمرت في تربيتها وهي اليوم ترد ذلك
باهتمامها بي ورعايتها لي فبيتنا أساسه قائم على الاحترام والحب وهو أمر
نفتقده الآن في مجتمعنا وأتمنى أن يعود الاحترام داخل الاسرة لأنه أقوى من
الحب وأنا حزينة لما وصل له حال بعض الأسر نتيجة انشغال الأهل عن أبنائهم
للبحث عن مورد رزق فنحن نحتاج أن تعود العائلة لدورها مرة أخرى وروح الأسرة". |