·
قدمت أبرز المعارك التى خاضها الجندي المصري فى العمر لحظة
·
جميلة بوحيرد دعت «ماجدة» على العشاء
السينما المصرية ستقول الكثير عن ماجدة الصباحى الشهيرة
باسم «ماجدة» «عندما يتكلم الصمت»، لكونها هى «حدوتة مصرية» عرفت أن «العمر
لحظة» دومًا على الشاشة، فكانت خير رسول «للجنس الناعم»، وعاشت للسينما
وكأنها دعيت من «النداهة»، وتلك الأعمال التى قدمتها لعظماء الأدب فى مصر
والعالم ستظل أيقونة فى تاريخ السينما ولن تتحول إلى «السراب» إنها نموذج
«حواء على الطريق» التى كانت تعرف «شاطئ الأسرار» بكل ما به من «قصة
ممنوعة» مع «الحقيقة العارية»، إنها الممثلة التى منحتنا «البيت السعيد»
وكأنه «لحن الخلود»، المنتجة التى لم تبخل على السينما التاريخية والدينية
والوطنية سواء كممثلة أو منتجة.
«ماجدة»
استطاعت أن تكسب رواية النداهة وهجهًا وأن تضيف بأدائها المميز إلى إحدى
روائع الأديب يوسف أدريس بعدًا إنسانيا عند تحويلها إلى فيلم سينمائى
بطولتها مع شكرى سرحان وإيهاب نافع، مستعرضة إغراءات المدينة لأهل الريف،
كما كشفت ضجيج المدينة، الذى اغتال براءة فتحية التى لعبت دورها عندما
تتزوج من حامد حارس عمارة فى المدينة، وتنتقل للإقامة معه بها.. ويقوم أحد
سكان العمارة الذى قام بدوره الفنان إيهاب نافع، باستغلالها ومراودتها عن
نفسها فيعرف زوجها حامد بالكارثة، ويحاول قتل زوجته التى تقرر الهروب لكنها
تتوه فى المدينة وسط الصخب والضجيج اللامتناهى.
ثم قدمت للأديب يوسف السباعى فيلم العمر لحظة الذى تقع
أحداثه فى أواخر 1969 وأوائل 1970، خلال الفترة التى سميناها بحر
الاستنزاف. ولقد سجَّلت الفترة أروع بطولات الجندى المصرى فى معارك العبور
وضرب المدفعية وعمليات القناصة وتوغل الكوماندوز إلى أعماق مواقع العدو،
وفى معارك الجو والبحر التى أكدت قدرة الجندى المصرى فى المواجهة ومنحت
العدو أيامًا مرهقة، وأهدته أكبر قدر من الخسائر. ومن أبرز المعارك التى
خاضها الجندى المصرى وقتذاك معركة شدوان لتؤكد من خلال هذا العمل أن
المصريين حاربوا بعنف وضراوة.
وهناك رائعتها الجميلة الفيلم المصرى التاريخى من إنتاج عام
1958، يحكى عن أحد أهم الشخصيات فى تاريخ الجزائر وهى جميلة بوحيرد. إخراج
يوسف شاهين وتأليف عبدالرحمن الشرقاوى، على الزرقانى ونجيب محفوظ. الفيلم
لم يحك قصة جميلة فقط بل عرض نضال شعب الجزائر ضد الاحتلال الفرنسى. لنرى
جميلة «ماجدة» فتاة جزائرية تعيش مع شقيقها الهادى «سليمان الجندى» وعمَّها
مصطفى «فاخر فاخر» فى حى القصبة أثناء الاحتلال الفرنسى للجزائر، وتشاهد
جميلة مدى الظلم والجبروت والقسوة الذى يتعامل به الجنود الفرنسيون مع
أبناء وطنها، وتستيقظ روحها الوطنية عندما ترى تعذيب ومقتل زميلتها أمينة
بالمدرسة فقد كانت ضمن منظمة لمقاومة الاحتلال، وتنضم جميلة إلى الفدائى
يوسف «أحمد مظهر» وتقرر هى أيضاً مقاومة الاحتلال مع الفدائيين وتقوم مع
زميلتها بوعزة «زهرة العلا» بعملية فدائية يتم فيها القبض على بوعزة ثم يتم
قتل عمها أيضًا رميًّا بالرصاص، فتستمر جميلة فى عملياتها الفدائية ولكن من
خلال إحدى تلك العمليات يتم القبض على جميلة ويقومون بتعذيبها بشدة على يد
الكولونيل بيجار «رشدى أباظة» وذلك من أجل أن تعترف على أسماء جميع
الفدائيين الذين يعملون معها، وتقاوم جميلة شتى أنواع التعذيب، ويتطوع
المحامى الفرنسى جاك فيرجيس «محمود المليجى» للدفاع عنها ولكن تحكم المحكمة
عليها بالإعدام، وينتهى الفيلم على هذا الحكم، ولكن جميلة فى الواقع يتم
تبرأتها بعد ذلك لأن الجزائر حصلت على الاستقلال.
المناضلة جميلة أبوحريد تعتز بالفيلم لأنه كشف عن الفظائع
التى ارتكبها الاحتلال الفرنسى فى الجزائر. وخاصة أنهم صنعوا الفيلم وهى فى
الزنزانة محكوم عليها بالإعدام، وجميلة بوحيرد عندما قامت «ماجدة» الصباحي،
بزيارة الجزائر ذهبت إليها لتعزمها على العشاء ولكنها كانت على وشك مغادرة
البلاد.
و«ماجدة» التى كانت أيقونة الأعمال الأدبية، وأيقونة
الأعمال الوطنية قدَّمت لنا فيلم ثورة اليمن الذى يعتبر فيلمًا من الأفلام
الدعائية التى خرجت من ثورة يوليو، الفيلم من بطولة عماد حمدى و«ماجدة»
وحسن يوسف وصلاح قابيل والقدير صلاح منصور فى دور الإمام. كتب قصة الفيلم
صالح مرسى وأخرجه عاطف سالم عام 1966م، وتم تصويره فى صنعاء القديمة وتعز.
ويحكى الفيلم قصة الشاب منصور بن صمود «حسن يوسف»، الذى يعود من مصر بعد
دراسته هناك، وفى تعز يجد أسرته بانتظاره، كما يجد الإمام الذى يحكم اليمن،
والذى لايعجبه وجود شاب متعلم فى أوساط الشعب، ويحاول قتله، وتبدأ القصة من
هنا، حيث ينضم منصور إلى تكتل الأحرار الذين قاموا بالثورة ضد الإمام فى 26
سبتمبر من العام 1962م، بدعم من قيادة مصر آنذاك.
و«ماجدة» أول من تنبهت إلى سينما القضايا الشبابية وقدَّمت
المراهقات فيلم أنتج فى عام 1960 من بطولة «ماجدة»، رشدي أباظة ومن إخراج
أحمد ضياء الدين. وتدور أحداث الفيلم حول فكرة المراهقة وحياة المراهقات
وأحلامهم وواقعهم. عن ثلاث طالبات فى سن المراهقة، الأولى ندى تعيش مع أم
ذات عقلية رجعية، وأخ يفرض سيطرته بالحق وبالباطل على أخته. والثانية فقيرة
تحب ابن زوج أمها، الذى يتعامل مع الجميع بقسوة شديدة. والثالثة: سناء من
عائلة غنية منحلة، مبدأها اللعب على أكثر من حصان، تتعرف ندى على الضابط
الطيار عادل فى إحدى الحفلات عند زميلتها صفاء المتحررة، وتخرج معه فى
الطائرة التى يقودها، وتتغيب عن المدرسة مما يسبب لها المشاكل حيث تبلغ
الناظرة الأم، يتقدم عادل لخطبتها لكن أسرتها ترفض زواجها من الضابط
وتجبرها على أن تخطب من ابن خالتها بعد إهانتها وضربها. تصاب ندى بانهيار
عصبى لا يشفيه منها إلا عودتها لحبيبها الطيار فتوافق الأسرة على زواجهما
حتى تسترد الابنة صحتها، أما الثانية، فإنها تعانى عندما يطرد زوج أمها
القاسى ابنه الذى تحبه، بعد مواجهة بينهما، وهى حامل منه، وتحاول الثالثة
التحلل من عائلتها.
وسيظل رائعة أنف وثلاث عيون عن قصة لإحسان عبدالقدوس. انتج
عام 1972 وأخرجه حسين كمال من الأعمال الهامة سينمائيا وحصل الفيلم على
جائزة الإخراج فى المهرجان القومى. والفيلم بطولة «ماجدة»، نجلاء فتحى،
محمود ياسين، ميرفت أمين، صلاح منصور، حمدى أحمد. وتناول قصة الدكتور هاشم
«محمود ياسين» رجل ناجح فى عمله وله مغامرات نسائية عديدة. تعجب به أمينة
«ماجدة» رغم أنها متزوجة من عبدالسلام «حمدى أحمد»، تنجح فى إقامة علاقة
معه. ينصحها هاشم أن تتركه وتعود لزوجها فتعمل بنصيحته مضطرة، لكنها ما
تلبث أن تملَّ من الحياة مع زوجها وتطلب الطلاق وتعود للدكتور هاشم الذي
يحاول أن يتهرب منها رغم حبها الشديد له. وفى النهاية يقابل أمينة من جديد
فى أحد البارات بعد أن أصبحت تبيع نفسها لمن يدفع. ويدرك أنه السبب فى
ضياعها ولكن بعد فوات الأوان.
وقدَّمت من أعمال نجيب محفوظ «السراب» وتم إنتاجه فى سنة
1970. ومع الأديب فتحى غانم قدَّمت الرجل الذى فقد ظله مع كمال الشناوى
وصلاح ذو الفقار و«ماجدة» وإخراج كمال الشيخ وساعده فى الإخراج داود
عبدالسيد وسيناريو وحوار على الزرقانى مقدمة شخصية الخادمة مبروكة التى
يعتدى عليها والد الصحفى يوسف السيوفى وبعد موته يطردها يوسف مع ابنها،
لكنها تعرف الطريق إلى النضال حتى لا يكون هناك ضحايا جدد مثلها.
وقدَّمت فيلم الجريمة والعقاب الفيلم المصرى مأخوذ عن رائعة
فيودور دوستويفسكى الجريمة والعقاب أنتج الفيلم فى عام 1957 والفيلم يختلف
اختلافًا كليًا عن الرواية الأصلية من حيث تناول الأسماء والأماكن
والشخصيات.
وفيلم بائعة الخبز عام 1953، من إخراج حسن الإمام، عن قصة
بائعة الخبز لكزافييه دومونتبان وتدور قصة الفيلم حول مطامع الريس
عبدالحكيم زكى رستم فى سرقة أموال المصنع الذي يعمل به وبالفعل يتم قتل
صاحب المصنع وسرقة أمواله ويتم تلفيق الجريمة للعاملة خديجة أمينة رزق ثم
يتحدث الفيلم عن المصاعب التى واجهتها خديجة عقب خروجها من السجن فى إطار
درامى.
وهناك فيلم هذا الرجل أحبه إنتاج 1962م. مأخوذ عن الرواية
الإنجليزية جين أير للكاتبة شارلوت برونتى، وكتب السيناريو والحوار للفيلم
حسين حلمى المهندس ولعبت دور صابرين الفتاة اللقيطة، التى تربت فى الملاجئ
حتى تبلغ سن الرشد وعليها أن تذهب للعمل فى بيت ثرى يقيم مع ابنته فى
مزرعة، وعليها الاعتناء بالفتاة عندما تذهب إلى القصر تفاجئ أن هناك أشياء
غريبة وحزناً يعلو البيت، تعتنى بالطفلة عديلة، ويثق بها مراد بك الذى يعيش
حياة قاسية ويكاد يصدمها يومًا بجواده، وهو يقيم فى غرفته يكاد لا يخرج
منها، تقترب منه الفتاة وينمو الحب فيما بينهما، تعرف صابرين أنه مصاب
بتجربة فاشلة مع فتاة لاهية، وأنه لا يثق فى النساء، تحاول أن تسرى عنه
همومه، وينمو الحب بينهما، فى حذر شديد، ويبدأ فى الانفتاح على الحب، فيقيم
حفلًا بهيجًا. تعرف صابرين أن فى البيت امرأة مجنونة، تحاول إثارة الخوف فى
المنزل، وأنها ترتكب المزيد من الحماقات، وأنها بثينة قريبة مراد، يقرر
صاحب القصر أن يتزوج من صابرين، لكن المأذون يرفض، حيث يثبت أن بثينة هى
أخت لصابرين، وأنها زوجة لمراد، تقوم الزوجة المجنونة بإحراق المنزل، ويصاب
مراد بإصابات بالغة وهو يحاول إطفاء الحريق. يفقد مراد بصره، وتموت بثينة،
وتقرر صابرين الوقوف بجانبه.
و«ماجدة» الممثلة الوحيدة التى اهتمت بالأفلام الدينية
وقدَّمت بلال مؤذن الرسول إنتاج عام 1953 بطولة يحيى شاهين و«ماجدة» ومن
إخراج أحمد الطوخى، تدور أحداث الفيلم حول نشأة وسيرة بلال بن رباح الذى
يقوم بدوره «يحيى شاهين»، وفيلم هجرة الرسول أنتج عام 1964م، مع إيهاب نافع
وهدى عيسى ومحمد أباظة.
واعتزلت «ماجدة» التمثيل من سنوات بسبب المرض وهى من بدأت
التمثيل وهى لا تزال فى سن المراهقة بعد أن عرض عليها المخرج سيف الدين
شوكت المشاركة فى بطولة فيلم «الناصح» الذى صورته سرًا دون علم أسرتها،
وبعد خلاف بين صناع الفيلم وأسرة «ماجدة»، تم الاتفاق على استكمال عملها
الفنى، لتواصل من بعدها التمثيل فى عشرات الأفلام منذ ذلك الوقت وحتى منتصف
التسعينيات، ولم تكتف «ماجدة» بالتمثيل، بل أنتجت كذلك العديد من الأفلام
من خلال شركة الإنتاج الخاصة بها، ومنها: «هجرة الرسول، أين عمرى، من أحب،
النداهة، العمر لحظة»، وأخرجت فيلم «من أحب».
الوسط الفنى يودع ماجدة الصباحى
شيعت بعد ظهر أمس من مسجد مصطفى محمود جنازة الفنانة
الكبيرة ماجدة الصباحى التى رحلت عن عالمنا الخميس الماضى عن عمر يناهز
«89» عامًا، لفَّ الجثمان بعلم مصر، حضر صلاة الجنازة، الفنانون عزت
العلايلى وسمير صبرى وأشرف زكى ومحسن علم الدين ونهال عنبر ودلال عبدالعزيز
ورانيا محمود ياسين وأيمن عزب، ورشوان توفيق، وسيف عبدالرحمن وبوسى شلبى،
إلى جانب عددٍ كبيرٍ من جمهور الفنانة الراحلة.
رافقت غادة نافع ابنة الراحلة ماجدة الصباحى جثمان والدتها
فى سيارة نقل الموتى بصحبة الإعلامية بوسى شلبى وكانت في حالة حزن شديد.
وكانت الفنانة الكبيرة ماجدة الصباحى انتقلت إلى جوار ربها
بعد رحلة من الشقاء مع أمراض الشيخوخة، بعد حياة حافلة بالعطاء الفنى لم
تكتف فيها بالتمثيل وبطولة الأفلام التى أصبحت علامات فى تاريخ السينما
ولكنها أسست شركة إنتاج عام 1958 وأنتجت عددًا من الأفلام المهمَّة، قدَّمت
من خلالها عددًا من النجوم، فضلًا عن الأفلام الاجتماعية ومنها «أين عمرى»
و«ومن أحب»، و«المراهقات» الذى تم تصنيفه كأحد أهم الأفلام فى تاريخ
السينما، كما أنتجت شركة أفلام ماجدة عددًا من الأفلام الوطنية والدينية،
منها «العمر لحظة» الذى حدث عن فترة النكسة وجرائم إسرائيل وحرب أكتوبر
وأفلام دينية، ومنها: هجرة الرسول وعظماء الإسلام ومن أم الأفلام التى
أنتجتها ماجدة فيلم «جميلة» الذى تحدَّث عن بطولة المناضلة الجزائرية جميلة
بوحريد وسط الأضواء على ممارسات الاحتلال الفرنسى في الجزائر. |