ملفات خاصة

 
 

عن الهوية وهموم الكاتب يتحدث الكاتب وحيد حامد مع "بوابة الأهرام"

 حوار سارة نعمة الله

عن رحيل كاتب السيناريو

وحيد حامد

   
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

عن الهوية وهموم الكاتب يتحدث الكاتب وحيد حامد في الجزء الأول من حواره مع "بوابة الأهرام" | صور

حوار – سارة نعمة الله

·      أحب التسوق وبنزل اشتري حاجتي بنفسي

·      مصر في الستينات كانت شرايين ثقافة

·      الثقافة المصرية تم غزوها بنظيرتها الإسلامية الزائفة بعد نكسة 1967

·      أعمالي سرقت أمام عيني وسكت لأن مبدأي أني الأصل ومن يقلدني لا يعنيني

·      التحرش لم يكن موجود وتربينا في مجتمع مفتوح وكان جوانا عسكري

·      اللي معندوش هم أحسنله ميكتبش ولا يخرج

·      لم أبع وطني ولا ضميري وكنت دائمًا مع الناس

لا أعرف منذ متى، نما بداخلي أنا وجيلي حب هذا الرجل، لكن الأكيد أنه ارتبط بأسماء ومشاهد أفلام كنّا نرى فيها نجومنا المفضلين عادل إمام و يسرا ، نشأت معنا منذ الطفولة..كانت مجرد لقطات عابرة، وباتت تشكل وعينا وإداركنا بكل تفاصيل المستقبل القريب، هنا تتلخص السطور في نموذج "استثنائي" عاش مخلصًا لقلمه..صادقًا في كلمته..ثابتًا على مواقفه.

وحيد حامد ، الذي توضع تحت اسمه كثير من الخطوط الحمراء، ربما لجرأته التي جعلته حائطًا منيعًا في مواجهة تيارات متطرفة أو مناقشته هموم المواطن المصري في مراحل تحولات سياسية واجتماعية هامة في تاريخ مصر أو ذكاؤه الذي جعل منه كاتبًا غير نمطي يحمل طازجة الأفكار والرؤى والشخصيات بداخله، ربما غير ذلك للكثير والمثير.

لكن تبقى كلمة السر في رحلة الكاتب الثرية "الاستمرارية" التي جعلت منه كاتبًا متجدد مع كل الأجيال.

ربما تتعدد الأسئلة والموضوعات التي طال الحديث فيها مع الكاتب الكبير نحو قضايا سياسية بعينها، إلا أننا حاولنا في حوارنا معه الوقوف لدى محطات معينة في حياته، وكانت المحطة الأولى في مرحلة الطفولة والعودة إلى الهوية التي باتت أزمة كبيرة في مجتمعنا الحالي.

 "على طاولته المعتادة المجاورة للنيل، يجلس الكاتب الكبير وبجواره حقيبته الكبيرة المحملة بالعديد من الأقلام والأوراق مختلفة الحجم، يحتسي كوبًا من الشاي الأخضر، تطوف عينه في لحظات مثل كاميرا الـ"زووم" تراقب هنا وهناك، يتأمل الآخر ويعود لورقته وقلمه يستكمل كتابته".

البدايات من القرية: "كنت خطيبًا للمدرسة وأكتب القصة القصيرة"

·      تحمل البدايات تفاصيل خاصة في حياة كل منا.. فكيف هي لدى وحيد حامد  وما الذي بقي من القرية بداخلك؟

أبدأ من الجزء الأخير، فما بقي بداخلي ووجداني من القرية، هو كل شىء شاهدته بها وتربيت عليه، لم أتخل عن أي جزء ولو صغير من خلال حياتي بها، فقد عشت حياة شاملة بها، وتنقلت من القرية الصغيرة ثم المركز ثم المديرية "أي أنني عشت القرية والبندر".

 وعندما حضرت للقاهرة عشت الأحياء الشعبية، حيث كنت أسكن بالسيدة زينب، فقدعشت المجتمع كله، لحد ما ربنا أكرمني وتعرفت على المجتمع الأعلى كنت زائر ليهم ثم أصبحت منهم "طبقة الفنادق".

لكن صلتي لم تنقطع على الإطلاق بالشارع المصري، وبحب أنزل اشتري حاجتي بنفسي، وبحب التسوق، والاختلاط بالناس وكل الناس صحابي من أول بتاع الجرايد والخضري والسوبر ماركت ومعايا تليفوناتهم أو العكس.

 أما البدايات فأتذكر منها المرحلة الإعدادية، كنت حينها في عهد الرئيس جمال عبدالناصر، وكنت خطيب المدرسة أقول الكلمة الصباحية يوميًا وكان لدى شعبية كبيرة، وفي المرحلة الثانوية كنت أقدم مجلات حائط، وخلال هذه الفترة بدأت أكتب القصة القصيرة، والتي بدأت معي بعد فوز قصتي في "نادي القصة"، والحقيقة أحيانًا يستخبى بداخلك شيء وأنتي لا تعلمي أنه سوف يكون المستقبل، بعدها جربت مرة تانية وكتبت، فقلت خلاص هذا هو طريقي.

·      لكن كيف تولدت حماسة الاستمرار في الكتابة ذلك الوقت؟

عندما حضرت في الستينات إلى القاهرة جئت مباشرة من الزقازيق لندوة الأستاذ نجيب محفوظ "كنت مصدق نفسي" وكان الراجل لطيف ومهذب، ويسألنا ماذا نكتب ويكون حريصًا على أن يحفز الموجودين "فالقاهرة في تلك المرحلة كانت تجبر أي شخص محدود الموهبة لتخلق منه شيء طيب.

·      مقاطعة: كيف؟

القاهرة كانت منارة ثقافية كان الكتاب متوفر ورخيص الثمن حتى أنه كان هناك كتاب يطرح كل ست ساعات في عهد وزير الثقافة الراحل محمد عبدالقادر حاتم، كما كانت المسارح تعمل بكل طاقتها، بخلاف نهضة السينما، وأذكر شارع عماد الدين حينها كان منور والبلد كلها شرايين ثقافة مليانة حيوية.

·      كثير من الآراء تشير أن نكسة ١٩٦٧ أخذت كل هذا اليابس معها، وكانت مرحلة الانهزام للشخصية الثقافية المصرية؟

​​بالعكس الثقافة المصرية حينها نشطت لكن للأسف الشديد تم الاستيلاء عليها وغزوها بنظيرتها الإسلامية الزائفة، وحاولت أنها تقضي على الثقافات الآخرى كالفلسفية أو الإنسانية أو الليبرالية وهذه هي المشكلة، فلم تعد الثقافة حرة.

وقد عايشت هذه الفترات وأعتقد أنها لعبت دورًا في تكويني النفسي والثقافي أيضًا،  ومن يتابع أعمالي من البدايات سوف يجد كل هذه التحولات لأنني دائمًا أواكب كل ما يحدث، ودون تعمد، فما كنت أشعر به كان يخرج مني بتلقائية مترجم في أعمالي.

بين الإبداع والإحباط

·      ذكرت منذ قليل خلال لقاءات البداية مع نجيب محفوظ  عبارة "كنت مصدق نفسي"، هل من الهام أن يصدق المبدع أن بداخله شيئًا ما مهما كانت الإحباطات من حوله؟

طبعًا لابد من ذلك، وبعض الناس من منطلق الغيرة والحقد كانوا يتهموني بسرقة أعمالي من أعمال آخرى على غير الحقيقة،  بالعكس أنا أعمالي اتسرقت قدامي عيني وسكت "لأن مبدأى أني الأصل ومن يقلدني لا يعنيني"،  وهناك أعمال سرقت مني على مستوى عالمي كبير وكان ممكن أرفع قضايا وأخد تعويض لكن لم أحب الدخول في هذه المنطقة.

هنا قررت بدلًا من الدخول في المنازعات القضائية استثمر الوقت في كتابة عمل جديد، "ومتنسيش في حاجة مهمة بترضي غرور أي انسان سوي مضمونها، هو انا أكره أن الناس تاخد مني".

·      لذلك هل من المنطقي أن يصدق المبدع في إبداعه أيًّا كانت الإحباطات؟

الإحباط لا يثني مبدع عن مشروعه مهما كان، فالكاتب يزرع الثقة بالناس والشرط الأساسي أن يكون واثق من نفسه، ولدينا مثل ظريف فاقد الشىء لا يعطيه، ومن يملك عطاءً طيب يراه الناس ويكون هو شاعر به، وهي مسألة ترتبط بنجاح الإنسان في عيون الآخرين.

·      بالعودة للهوية.. هل أصبحت أزمة مجتمعنا الإبتعاد عن الجذور فنحن الآن نستنكر أصل هذا صعيدي وآخر فلاح؟

طبعًا جزء أساسي جدًا، أنك تتمسكي بأصولك هذه بذرة تكبر معاكي لحد ما تتمسكي بالوطن ذاته، وجميعنا بالطبع يطمح لللارتقاء والتطور لكن هناك ثوابت لا يجوز التخلي عنها، وهناك عادات وتقاليد لابد أن تزول.

·      مقاطعة: مثل ماذا؟

نحن نعيش في مجتمع يؤمن بالغيبيات حتى هذه اللحظة، فتجدي مثلا رئيس نادي يقول إن خسارة الفريق بسسب "عمل معمول؟" لكن المجتمعات تتطور صحيًا بمعنى أنك تتخلصي من كل ما هو لا يصلح لخدمة المجتمع والناس.

·      هل التخلي عن الجذور سبب في حدوث أزمات لم تكن لها نفس الانتشار في وقت سابق مثل قضية"التحرش"؟

لم تكن موجودة من الأساس إلى عهدًا قريب، وأحكيلك موقف خاص بالطلبة في الجامعة في السبعينات، فقد كانت الجريمة الكبرى عندما فصلوا الأولاد عن البنات في المدرجات، فالفضيلة هنا "وهم" وما حدث كان لأغراض سياسية وأقصد أنه تم غزو المجتمع، ومصر كلها ارتدت الحجاب وهذه كانت رسالة الإخوان المسلمين، وقديمًا بالدراما كانت الشخصيات القوية تخرج وتقول "والله يابلد لأبلسكم طرح".

·      لكن كيف تستقبل أخبار مثل قضايا التحرش؟

نحن عاجزون عن مواجهة مشاكل حقيقية وحلولها في أبسط الأشياء، فليس من المنطقي أن نخرج قانون لكل مشكلة وكأني عملت اللي عليا، فهذه القضية  أخلاقية بالآساس، وما نحتاجه أن نعيد السلوكيات المحترمة ولا نترك التعليم منذ الصغر عرضه لأي حد فلابد من تربية يتبعها سلوك قويم، فقد تربينا في مجتمع مفتوح ولاد وبنات وكان جوانا عسكري، وهذا ما أخذته من والدي ووالدتي، ومن كان يرتكب رذيلة كان يعاقب في لحظتها لكن دلوقتي ليس لدينا ذلك.

"يصمت في وجع من المشهد.. قائلًا: شفتي خلتيني أنفعل"، ابتسم وأعتذر وأعود لمواصلة الحديث".

هموم الكاتب

·      هل الحالة الاجتماعية التي يعيش فيها الكاتب تخدم فكرة معالجته للقضايا التي يتناولها؟

​طبعًا وخصوصًا في مصر، فجميع كتابنا الذين تربينا عليهم والجيل الحالي كلهم يعبر عن بيئة وقطاع كبير متأثرون به، فالحالة الاجتماعية تترك اثارها على إنتاج كل المبدعين ومن هنا يأتي الاختلاف.

·      البعض يرى أن السينما حاليًا تذهب لمخاطبة الغرب من أجل مشاركة العمل بمهرجان أو عرضه بمنصة إلكترونية ما يجعل القضايا المثارة بعيدة عن الواقع؟

كل سينمائي مهموم بقضايا تشغل رأسه، "ومن ليس لديه هم أحسن له لا يكتب ولا يخرج ولا يعمل صحفي"، فجميعنا شايل هم الناس، من ناحية العدالة والصحة والتعليم، فالهم هو الدافع للإبداع، أعمل حاجة حلوة فحياتك الناس تفتكرك بيها.

 وانا أحدثك بصدق شديد أنا أخلصت "يكررها ثلاث مرات" لكل كلمة كتبتها حتى لو كانت وحشة لكن تعاملت معها بحب شديد جدًا وهذا نمط حياتي كله، فلم أكذب على حد لذلك علاقتي مع الجمهور حتى الأجيال الحديدة مرتبطة بشغلي لأَنِّي كنت صادق.

·      مقاطعة: بالفعل، فعندما بحثت عن اسم " وحيد حامد " بموقع تويتر كل التعليقات "هذا الرجل عاش مخلصًا وصادقًا في كل ما يكتبه".

يستكمل: "لن أبالغ إذا قولت أنني الوحيد الذي لم يتغير رأيه في الإخوان قبل وبعد مجيئهم، لم أنافق ولم أبيع وطني ولم أبع ضميري وكنت مع الناس، ودوري في الموجودين وانتي تلاقيهم ماشاء الله "أراجوزات" في العلن".

·      لماذا لم تعد هموم المواطن هي هم  صناع السينما الأساسي؟

الافلأم الكبيرة يكون وراءها كاتب "الحرفة الجيدة" ثم يأتي دور المفكر الذي يبحث عن هموم المجتمع، "للأسف الشديد الفترة الحالية فيها صنايعية كتيرة بيخبطوا في صاج"، وهذا لعدة أسباب أولها النقل من موضوعات أجنبية وهذه عدوى انتشرت في التلفزيون، وأصبحت الدراما بشقيها لا تناقش الواقع على الإطلاق ومن النوادر أن تجدي عمل جيد، ثم ابتلينا بسينما رخيصة التي وجدت صدى عند ناس ويمثلوها كثر مثل رمضان وغيره، وفي النهاية المنتج عايز المكسب وبالتالي السينما ضاعت ولم تعد تأخذ من الناس حتى تعطيهم بهدف الارتقاء بهم، السينما "دلوقتي أكل عيش".

·      لماذا السينما دائمًا ملف مهمل وغائب؟

لأنه لا يوجد من يحب السينما والفن عموما من الأساس.

في الجزء القادم من حوار "الأستاذ" نتحدث عن صناعة السينما وأزمات الكتابة، وعما إذا كان يتدخل ويختار أبطال أعماله، ويؤكد بوضوح أن إنشغاله بهموم وقضايا مجتمعه أخذته من الاستمرار كثيرًا في كتابة الأعمال الرومانسية التي يعترف بحبه وتميزه بها، ويحكي عن واحدة من أهم ما كتبه في هذا المجال "أنا وأنت وساعات السفر" وكواليس صناعته كما يتحدث عن أزمة الفنان المثقف، وصداقته بالزعيم عادل إمام الذي أكد أنه لم يكن يكتب له خصيصًا على الإطلاق، ويكشف عن أكثر أعماله التي حيرته وتسببت له في أزمات كثيرة.

 

بوابة الأهرام المصرية في

17.11.2020

 
 
 
 
 

ورش السيناريو تشبه رداء المجذوب.. وحيد حامد يتحدث في الجزء الثاني من حواره مع "بوابة الأهرام"

حوار - سارة نعمة الله

- كنت كاتب فيلم هتخرجه ساندرا نشأت لكن كورونا ضاعفت اكتئابي

- لا أرتبط بتاريخ محدد لأعمالي والكاتب قد يصاب بعقم مؤقت

- مسلسل " أوان الورد " أصابني بمرض القلب

- لا أوافق على تحويل أفلامي لمسلسلات

- وراء كل سيدة ممول ينتج لها

في الجزء الثاني من حوار الكاتب وحيد حامد مع "بوابة الأهرام" يتحدث عن أزمة الكتابة حاليًا، وورش السيناريو التي شبهها برداء المجذوب، ويؤكد أن الكاتب قد يصاب بعقم مؤقت في أفكاره، ويشير لأكثر القضايا التي حيرته في معالجتها وأصابته بمرض القلب.

كما يحكي عن واحدًا من أبرز أعماله الرومانسية فيلم "أنا وأنت وساعات السفر" وقصة كتابته له، وأزمة الممثل المثقف وغيرها في السطور القادمة.

·      كيف ترى أزمة الكتابة الدرامية حاليًا، وهل تكمن في الكوميديا أم الدراما الاجتماعية؟

المبدع يكتب كل شيء، وأحيانا يكون الكاتب ظله خفيف فتمنحه هذا التصنيف تلقائيًا، لكن المشكلة أن معهد السينما يخرج ٧ أو ٨ من الكتاب كل عام، والحقيقة لدينا كتاب خصوصًا من النساء كثر مجتهدين ولم يدرسوا، لكن للأسف غالبية من الأجيال الجديدة تتجه للنقل ومحاكاة أعمال أجنبية أو غيرها، وبالتالي الكتاب لم يعد لديهم فرصة لمزاولة المهنة الحقيقية وآخذ الخبرات.

·      لماذا تعيش أعمال وحيد حامد في مقابل نظيرتها التي تنتج من الورش حاليًا والتي لا تدوم بالذاكرة إلا في وقت عرضها؟

الأفكار تبدأ دائمًا كمشروع بحث أو قصة وتشبه "فترة الحمل" قد تقصر وقد تطول، وفيلم مثلًا "ملف في الأداب" كتبته في سنتين، أما "الراقصة والسياسي" إنتهيت منه في ١٥ يوما، وعندما يخرج مولود لابد أن يكون صحيح الجسد قدر الإمكان لكن للأسف نحن حاليًا نتعامل مع قشور، وليس من المنطقي أن تأتي بخمسة عقول وأمزجة مختلفة وظروفهم الاجتماعية مختلفة يكتبون معًا، وهذه الأعمال تشبه رداء المجذوب لا تعيش.

·      كيف ترى مستقبل السينما في ظل طفرة المنصات الإلكترونية، هل سيعتزل الجمهور دور العرض؟

تظل المشاهدة الجماعية أنك تخرجي وتتفاعلي هي الوسيلة للمحافظة على السينما ومقاعدها.

مقاطعة: لكن أعتقد أن الذهاب إلى السينما ممكن يعيش في الخارج لكن للأسف احنا ارتبطنا بيها بيكون في مواسم الأعياد.

يستكمل: هناك جمهور من الشباب عمومًا، الذي يريد أن يهرب من المنزل، والسينما، قديمًا دور العرض كانت تمر بمراحل اقتصادية وأقصد أنه كان يوجد سينما في سوق الخضار في الساحل بشبرا، كانت شغالة كويس جدًا لسبب غريب جدًا، حيث كان التجار الذين يعملون به يقطعون تذكرة ويدخلون ينامون، وفي وقت من الأوقات كانت سينما ميامي هي أعظم سينما أما حاليًا فيوجد سينما المول التي أصبحت بديلة عن نظيرتها من دور العرض القديمة عنها.

·      ما رأيك في قصة هدم دور العرض؟

يقاطعني: السينمات بس، أشياء جميلة في مصر اتهدت ببساطة ولم نشعر وللأسف تحولت أماكن كثيرة إلى مسخ.

·      منذ فترة نراك بعيدًاعن السينما، هل هذا بمزاجك الشخصي أم يوجد مشاكل رقابية أم أنك لم تجد من يترجم أعمالك جيدًا؟

لا بمزاجي، وكتبت فيلم دمه خفيف كانت هتخرجه ساندرا نشأت لكن وقف بسبب الكورونا التي ضاعفت من الاكتئاب وأنا كسلت وهذا من جانب، من ناحية أخرى الفيلم أحداثه تدور في فندق، والفنادق كانت فاضية فأجلنا العمل لكنه مشروع قائم ثم انشغلت بالتحضير للجماعة٣ وتوقفت عن الكتابة أيضًا به بسبب ظروف الشهور الماضية والكورونا.

·      ما هي أكثر قضية شعرت في معالجتها بالحيرة؟

مسلسل " أوان الورد " كان محيرا جدًا لأنه ارتبط بقضية شائكة، فأنا مسلم أكتب في قضية فيها قبطي لذلك أخترت أن يكون المخرج الراحل سمير سيف هو شريكي في هذا العمل، حتى يكون مُلمًّا بالملف القبطي، والحقيقة المسلسل جابلي مشاكل كتير، وهو ما أصابني بمرض القلب لأن الأقباط أخذوا موقف ضدي ورفعوا دعوى قضائية للبابا.

·      لماذا؟

علشان فكرة أن مسيحية تزوجت مسلم وهذه مسألة تضايقهم كثيرًا.

·      برغم كل هذا التطور الثقافي لكن هذه المسألة لازال الحديث بها شائك؟

للأسف الأزمة في تشدد الفكر الديني لكلا الطرفين، ونسبة من المشايخ والقساوسة عندما يعتلون المنابر يحكون قصص وهمية على أنها مرجعية دينية برغم أنها ليس لها أساس، ولا أعرف كيف لا يمنع هؤلاء من الوقوف على المنبر.

·      وكيف كان شكل الدين والتدين قديمًا؟

كنّا بسطاء، نعرف ربنا من غير جلد ولا دعاة، ولم يكن هناك غلظة في الدين حتى خطباء المساجد ناس يتسموا بالسماحة.

·      متى يشعر الكاتب بعجزه عن صياغة أفكاره؟

الإحباط والعجز تحدث كثيرًا في حياة الكاتب وممكن تقعدي سنة أو أكثر ملكيش مزاج تمسكي القلم، لذلك أنا في شغلي عندما ارتبط بعمل لا أرتبط بتاريخ لأَنِّي عارف أن هذه الحكاية لابد أن تأخذ وقتها، وربما نصاب بعقم مؤقت.

·      عملت مع مدارس إخراجية متنوعة الثقافات والمراحل بداية من جيل حسين كمال مرورًا شريف عرفه ومحمد يس وصولًا لشريف البنداري من جيل الشباب، ما الذي يميز الجيل الحالي؟

كل جيل له ملامحه وثقافته، وكل جيل يأتي يقولون إنه "لن يتكرر"، فمثًلا صلاح أبو سيف وعز الدين ذو الفقار، ويوسف شاهين وحسن الإمام الجيل الذي جاء بعده أضاف له بالتأكيد، ونحن الآن أمام تكنولوجيا كبيرة في الصناعة أصبحت شيء مهم ساعد الأجيال الجديدة في إخراج مشروعاتهم بصورة أفضل، وإذا نظرتي لمخرج مثل نيازي مصطفى وفيلمه "رصيف نمرة خمسة" فأنظري لطريقة الأكشن فيه إذا فكرتي في تقديمه حاليًا، فقديمًا كان الأمر مقصورًا على سيارة تجري وراء أخرى وهذا كله من الجيل الجديد، والجيل الذي لا يستطيع تخطي الجيل السابق له بخطوة أو اتنين يصبح جيل فاشل.

·      من هم المخرجين الجيدين من وجهة نظرك، الآن ؟

طارق العريان، مروان حامد، محمد يس، هاني خليفة، محمد سامي جيد ولكن لا أحسبه على السينمائيين قوي، هادي الباجوري، محمد علي.

·      ومن يلفت نظرك من كتاب السيناريو؟

مهنة كتابة السيناريو مهنة الصبر وتأمل وهناك كثيرون لا يصبرون على ذلك، لكن لدينا كتاب جيدين مثل عبد الرحيم كمال وهو كاتب جيد جدًا، وناصر عبد الرحمن، ومن تلامذتي في المعهد والآثنان جيدين تامر عبد المنعم خريج سيناريو لكنه لا يحدد هدفه جيدًا، علا الشافعي ولكن للأسف راحت الصحافة لكنها كاتبة جيدة جدًا، وهنا أتذكر موقف كانت مساعدة ليا في فيلم "أضحك الصورة تطلع حلوة" عندما نزلت بنفسها صورت لي الاستديوهات في الأرياف.

·      هل يمكن أن توافق على تحويل أفلامك إلى مسلسلات بالتلفزيون؟

بمنتهى القوة والثقة "لا" أنا لا أستطيع مسخ أعمالي حتى لو كانت وحشة، هناك قاعدة مهمة فالدراما "اللي يتقال في عشرين ساعة ممكن تقوليه في ساعتين" أذن لماذا أمسخ عملي.

·      ما رأيك في فكرة منح البطولة المطلقة لبعض الأسماء التي لا تمتلك رصيد فني قوي؟

النصيب الأكبر غالبًا يكون للستات، ووراء كل ست "ممول" ينتج لها من الباطن، وهذا النوع موجود من زمان على مدار السينما كلها، "كان دائمًا في راجل مستخبي هو الي بيصرف ويدفع" وهناك من ينتج لنفسه، أو يستخدم الرشوة وهذا ليس مستبعدا.

·      هل يختار وحيد حامد شخصيات أعماله؟

لا، أنا أكون شريك فقط، أصل اختيار الممثل يكون شركة بين المؤلف والمخرج لكن الحق الأصلي للأخير، والمؤلف وهو بيكتب يكون بداخله نفس الشخصية التي يكتبها على الورق فينقل هذا الإحساس للمخرج في اختيار الممثل كيف يكون شكله ومواصفاته.

·      هل حمل هموم المجتمع وقضاياه أخذك من الكتابة عن الرومانسية وقصص الحب؟

الحقيقة آه بكل تأكيد، ويضحك:"رغم أني أما كنت بكتب في الرومانسية مكنش حد يقدر يطولني".

قاطعته: تقصد حضرتك أيام مسلسلات الإذاعة وأفلام البدايات؟

نعم، وأقولك على ثلاثة أعمال محدش يقدر يناسهم :"الإنسان يعيش مرة واحدة"، و"كل هذا الحب"، و"أنا وأنتي وساعات السفر" فعندما كتبته وأذيع، لم يتوقف جرس تليفون البيت وكانت الآراء بين الغضب والرضا والقبول، وسيدات تحدثني وتقول لي "أنت ازاي تكتب قصة حياتي، انت تعرفني منين، وأخرى أنا فرحانة دي قصتي بالضبط".

الحقيقة أن ما يحدث يعطيكي رسالة "كيف كنتي قريبة من الناس"، وأحكي لك كيف كتبت قصة هذا الفيلم والتي أؤكد فيها على حماسة الإنسان في مراحل متقدمة في شبابه والتي يستطيع فيها القيام بأي شيء، فقد كنت من سكان مصر الجديدة وكنت في محطة مصر، وكان هناك تاكسيات بتاخد الفرد لحد روكسي وخلال انتظاري في ساعة الظهر كان هناك زحام شديد ولقيت الناس واقفة طابور لكن سمعت "سفارة القطر" فركبت الديزل من غير تذكرة وقولت أروح وأرجع "ملل وزهق".

طبعًا العربية كانت زحمة جدًا الساعة ٢ ظهرًا، وكان في سيدة قاعدة على الكرسي وكل الناس اللي واقفين بالقطر ينظرون للكرسي الفارغ بجوارها حيث كانت السيدة تحمي نفسها بحجز كرسين، ويبدو أنها تأملت الوجوه وتوسمت في خير وسلام، فشارورت لي بالجلوس وفتحت مجلة وقفلتها انا حتى خايف ابصلها ونزلت في سيدي جابر علشان اركب القطر التالي ومن هنا جاءت لي فكرة الفيلم.

وأقصد من هذه الحكاية أن الأفكار لا تأتي من فراغ حيث اكتشفت أن كل البنات التي أحببناها بعنف وبكينا عليهم وأتجوزوا ناس أكبر مننا بسنوات أنهم كونوا نفسهم" بهذه الطريقة، أي تحب زميلها في الجامعة لكن في النهاية تتزوج شخص آخر "جاهز"، وتظل متذكرة قصة الحب التي عاشتها، فالفكرة تأتي "من جوا الناس" تلك هي الحسبة، وأنا كنت شاطر جدًا فالكتابة الرومانسية.

·      أرى أن مشاهد المجاميع في أفلام بعينها مثل "الإرهاب والكباب"، "النوم في العسل،"، تأكيد على إزالة الفوارق بين الطبقات الاجتماعية، هل تتفق معي؟

يقاطعني بحزم ويؤكد: الناس.. الناس، معرفش أكتب صالونات، مينفعش في قضية مثل "النوم في العسل" تكون من غير ناس وأصرخ بصوت عالي، وهو أحد أفلامي التي ظلمت واتخذها الكثيرون بمفهوم جنسي، فالعجز الذي أقصده بالأحداث لا يحمل ذلك.

·      لماذا يظل عادل إمام ممثل استثنائي، وأقصد أنه هل الأدوار التي قام بها في أعمالك لم يكن غيره يصلح لها؟

انا لم أكتب ل عادل امام، لكن هناك حاجة مهمة بيني وبينه، كنت عندما أنتهي من فيلم أول واحد أدهوله عادل إمام ، إذا عجبه يعمله فورًا وإذا لم يعجبه يرفض، فنحن كنّا ومازالنا أصدقاء ولم أضع في ذهني عادل إمام وأنا أكتب، والدليل أن كل أفلامي حتى اللي معملهاش عادل تمثل المواطن المصري فكنت دائمًا بحاجة لممثل مثقف ومعجون بطبيعة الناس.

·      هل هناك أزمة في ثقافة الممثل وبالتالي تجد بعض تعثرات في تنفيذ مشروعاتك في الوقت الحالي؟

هذا يرجع لطبيعة الممثل وعمومًا أنا في عملي جاد كثيرًا، والحقيقة عندما يكون لدي دور مهم أشترط على الممثل لا يعمل في عمل آخر حتى يهضم الدور جيدًا ويدرسه الدراسة الكافية، بمعنى أني عايزه ينام في البيت متقمص الشخصية حتى يستشعر ما أكتبه.

في الجزء الثالث من حوار "الأستاذ" مع "بوابة الأهرام"، يكشف عن إقدامه على خطوة الإنتاج في الوقت الذي رفض فيه المنتجون إنتاجا واحدًا من أهم مشروعاته "طيور الظلام" والذي كبده خسائر كثيرة، ويتحدث عن المرأة ولماذا تظهر في أعماله بشخصية قوية، ويؤكد أن الحديث بين وبين نجله مروان يدور في الشأن العام أكثر من الفن، كما يشير إلى أن قضية "الإرهاب" لن تنتهي، وتفاصيل أخرى في الجزء القادم.

 

بوابة الأهرام المصرية في

20.11.2020

 
 
 
 
 

هل شغلت هموم المجتمع وحيد حامد عن الكتابة الرومانسية؟ الكاتب يجيب

سارة نعمة الله

على مدار رحلته الفنية الثرية، بقي الكاتب وحيد حامد مهمومًا بقضايا مجتمعه، وطال يفتش عن أزمات المواطن المصري ليصل به لتشريح دقيق جعله في حالة صداقة دائمة معه لكونه أكثر الكتاب الذين نجحوا في التعبير عنه.

لكن هل أخذت هموم المجتمع وقضاياه، الكاتب الكبير من الكتابة الرومانسية وقصص الحب، فبالرغم من وجود عدد من الأعمال المميزة له في هذا المجال إلا أنه لم يتوسع في الكتابة به بشكل كبير، وهو ما سألته عن "بوابة الأهرام" ويتحدث عن الأمر في السطور القادمة.

·      هل حمل هموم المجتمع وقضاياه أخذك من الكتابة عن الرومانسية وقصص الحب؟

الحقيقة آه بكل تأكيد، ويضحك: "رغم أني أما كنت بكتب في الرومانسية مكنش حد يقدر يطولني".

·      قاطعته: تقصد حضرتك أيام مسلسلات الإذاعة وأفلام البدايات؟

نعم، وأقولك على ثلاثة أعمال محدش يقدر ينساها: "الإنسان يعيش مرة واحدة"، و"كل هذا الحب"، و"أنا وأنتي وساعات السفر" فعندما كتبته وأذيع، لم يتوقف جرس تليفون البيت وكانت الآراء بين الغضب والرضا والقبول، وسيدات تحدثني وتقول لي "أنت ازاي تكتب قصة حياتي، أنت تعرفني منين، وأخرى أنا فرحانة دي قصتي بالضبط".

الحقيقة أن ما يحدث يعطيكي رسالة "كيف كنتي قريبة من الناس"، وأحكي لك كيف كتبت قصة هذا الفيلم والتي أؤكد فيها على حماسة الإنسان في مراحل متقدمة في شبابه والتي يستطيع فيها القيام بأي شيء، فقد كنت من سكان مصر الجديدة وكنت في محطة مصر، وكان هناك تاكسيات بتاخد الفرد لحد روكسي وخلال انتظاري في ساعة الظهر كان هناك زحام شديد ولقيت الناس واقفة طابور لكن سمعت "صفارة القطر" فركبت الديزل من غير تذكرة وقولت أروح وأرجع "ملل وزهق".

طبعًا العربية كانت زحمة جدًا الساعة ٢ ظهرًا، وكان في سيدة قاعدة على الكرسي وكل الناس اللي واقفين بالقطر ينظرون للكرسي الفارغ بجوارها حيث كانت السيدة تحمي نفسها بحجز كرسين، ويبدو أنها تأملت الوجوه وتوسمت في خير وسلام، فشارورت لي بالجلوس وفتحت مجلة وقفلتها أنا حتى خايف أبصلها ونزلت في سيدي جابر علشان أركب القطر التالي ومن هنا جاءت لي فكرة الفيلم.

وأقصد من هذه الحكاية أن الأفكار لا تأتي من فراغ حيث اكتشفت أن كل البنات التي أحببناها بعنف وبكينا عليهم وأتجوزوا ناس أكبر مننا بسنوات أنهم كونوا نفسهم" بهذه الطريقة، أي تحب زميلها في الجامعة لكن في النهاية تتزوج شخص آخر "جاهز"، وتظل متذكرة قصة الحب التي عاشتها، فالفكرة تأتي "من جوا الناس" تلك هي الحسبة، وانا كنت شاطر جدًا فالكتابة الرومانسية.

فيلم " أنا وأنت وساعات السفر " لعب بطولته الفنان يحيى الفخراني، و نيللي ، وإخراج محمد نبيه، ويحكي عن رحلة سيدة في القطار الذي يتجه إلى الإسكندرية، وبالصدفة تقابل حبيبها القديم من أيام الجامعة والذي فضلت عليه رجلًا غنيًا، ويتعطل القطار ويتبادلا أطراف الحديث.

ويتحدث الكاتب الكبير في الجزء الثاني من حواره مع "بوابة الأهرام" عن أزمة الكتابة حاليًا، وورش السيناريو التي شبهها برداء المجذوب، ويؤكد أن الكاتب قد يصاب بعقم مؤقت في أفكاره، ويشير لأكثر القضايا التي حيرته في معالجتها وأصابته بمرض القلب، والفنان المثقف، وعلاقته بالزعيم عادل إمام الذي أكد أنه لم يكتب له خصيصًا.

 

بوابة الأهرام المصرية في

20.11.2020

 
 
 
 
 

هكذا أنقذ وحيد حامد فيلم «سكة سفر» لصديقه «بشير الديك»

الصداقة التي جمعت بين الكاتبين  وحيد حامد و بشير الديك تبدو استثنائية، فقليلًا ما نجد شخصين يوجد بينهما منافسة قوية ويحملان لبعضهما كل هذه المحبة والدعم.

في السطور القادمة يحكي الكاتب « بشير الديك » لـ «بوابة الأهرام» كيف قام شريك الرحلة والصديق بإنقاذه في إحدى مواقف حياته الحالكة، عندما أقدم على تجربة تقديم فيلمه « سكة سفر ».

وقال «الديك»: «خلال تحضيري لفيلم ( سكة سفر ) كان من المفترض أن يقوم بإخراجه أحد المخرجين الكبار، وبالفعل قمنا بمعاينة أماكن التصوير والانتهاء من كافة التفاصيل لكن أكتشفت أن المخرج مش حاسس الفيلم صح».

وأضاف «كنت حينها في قمة ضيقتي وغضبي، حينها هاتفت «وحيد» وشرحت له الموقف، ليتصل بعدها بالمنتج ويقول له «انا سمعت عن قصة الفيلم، ماتعملوه مسلسل» لكن الأخير رفض وأخذت مشروعي وقمت برد العربون له».

وأكمل «هنا أعاد لي وحيد حامد الروح بعد أن كان لدي أزمة في إنقاذ مشروعي حتى لا ينفذ بشكل خاطىء، وبالفعل قدمت الفيلم وقمت أنا بإخراجه وخرج بالشكل الذي يرضيني».

فيلم « سكة سفر » تأليف وإخراج بشير الديك ، ولعب بطولته الفنان نور الشريف ونورا وأحمد بدير وعبد المنعم إبراهيم.

 

بوابة الأهرام المصرية في

21.11.2020

 
 
 
 
 

وحيد حامد: أحب المرأة القوية..

ومن لا تستطيع قول "لا" تتنازل عن حقوقها

يحرص الكاتب وحيد حامد دائمًا على تقديم صورة قوية "للمرأة" في أفلامه، بعيدًا عن تلك الصورة النمطية المعتادة بالدراما ما بين "مهزومة" أو ضعيفة الشخصية، والأهم في توصيف المرأة لدى "الأستاذ" هو الإصرار على مواصلة الرحلة.

ولأن المرأة دائمًا قوية في أعمال وحيد حامد ، بالتأكيد أنها صاحبة تأثير كبير في حياته، هنا دار الحديث معه عن قوة تأثيرها بحياته، وكيف يراها الآن شخصية قوية أم ضعيفة، وهل أخذت حقها كما يتردد دائمًا؟

الحديث على لسانه في السطور التالية..

·      تظهر المرأة دائمًا في أعمالك شخصية قوية، فما هي قوة تأثيرها في حياتك؟

تربيت في منزل لجدة قوية جدًا من ناحية الأم، لأن جدة والدي كانت متوفية، والحقيقة أنها أشرفت على تربيتي في الطفولة، ولذلك أحب المرأة ذو الشخصية القوية، وحتى عندما أقدمت على الإرتباط أخترت امرأة قوية ، أما والدتي كانت سيدة طيبة وماتت في سن مبكّر جدًا عن عمر ٣٩ عامًا.

هذا بخلاف أنني على مدار حياتي اصطدمت بسيدات شخصياتها قوية و"جامدة" لذلك أنا لا أحب الإنسان المهزوم والمنكسر.

ودعني أقول لك: أنا في مرحلة الشباب لم أتعامل في حياتي مع سيدة رخيصة، وحتى في قصص الحب عندما أصطدم وأجد الفتاة التي أمامي ضعيفة أو "هايفة" كنت أتركها، لأَنِّي لم أجد المستقبل فيها.

·      عاصرت المرأة على مراحل زمنية مختلفة، لكن حتى الآن لاتزال محصورة في قالب محدد تفرض فيه بعض السلطة عليها؟

هناك مثل شعبي يقول"اللي بيحني ظهره بيرتكب"، المرأة هي التي تنازلت عن حقوقها وأصبحت في موقف لا تحسد عليه، لكن المرأة زمان كانت "عود" أي صلبة وكانت تستطيع أن تقول لا، وخديها قاعدة "المرأة التي لا تستطيع قول " لا " تتنازل عن حقوقها.

·      لكن لماذا لم تعد المرأة تقول كلمة "لا" برغم تطور المجتمع؟

لسبب بسيط جدًا، عليها ضغط في الداخل والخارج، وأنقل لكي مثلًا شكوى أم مثقفة لديها ابنة "٢٧" عامًا لم تتزوج حتى الآن وحزينة جدًا بسبب ذلك وتحاول ممارسة الضغط في هذه النقطة عليها، فالمرأة مطحونة من أسرتها في الداخل قبل الخارج.

·      هل المرأة آخذت المكانة التي تستحقها؟

لا، كل ما يحدث أمامك حاجات شكلية، وليس معنى وجود وزيرة في الحكومة أن المرأة أخذت حقوقها، والدور الفاعل للمرأة في المجتمع ليس ذلك.

 

بوابة الأهرام المصرية في

24.11.2020

 
 
 
 
 

وحيد حامد: لم أخش تهديدات المتطرفين..

وجماعة الإخوان تاريخها بالأساس مبني على الدم

طال الحديث عن قضية " الإرهاب "، ولعل الكاتب وحيد حامد أكثر من عبر عنها وتحدث فيها سواء على مستوى أعماله أو في مقالاته أو حواراته التليفزيونية، ولكن متى ينتهي الإرهاب ، فالتاريخ على مستوى العالم حتى اللحظة التي نكتب فيها هذه السطور يؤكد أنها قضية شائكة ستظل لسنوات قادمة.

«بوابة الأهرام» سألت "الأستاذ" بشكل مباشر "متى سينتهي الإرهاب ؟"، ولمن نرجع هذه الأزمة للثقافة أم الخطاب الديني أم أمر آخر؟

·      متى ينتهي الإرهاب ؟

قدامنا كتير، انظر لسلوكياتنا، فنحن نمارس فرض الإرادة بالقوة في كل شيء، وليس شرطًا أني أذبحك أو أضربك بالسلاح، ولكن حتى طريقة التهديد في الحوار وأسلوب الحديث، مثلًا في علاقة الرجل بزوجته هو نوع من الإرهاب ، فنحن سرقنا من الحياة سهولتها، عذوبتها وإنسانيتها.

·      لمن نرجع قضية الإرهاب ، للخطاب الديني أم الثقافة والوعي أم لأسباب أخرى؟

نحن نريد إعادة التوعية في ثقافتنا، فلابد من تغيير ثقافة الناس على جميع المستويات «وتشمل ثقافة ذهنية وسمعية وموروثا شعبيا»، والحقيقة أغلب المنابر والمشايخ بداخلهم داعشي صغير يخرج منهم بحكم الذي درسوه وقرأوا منه، فأين هي سماحة المشايخ ولطفهم أي زهدهم؟، والمفروض نسميه "تغيير" وليس تجديد الخطاب الديني.

·      متى استشعرت أن هناك خطرا من الإرهاب وقررت أن تواجهه بسلسلة من الأعمال وتحاربه، وكم تهديدا تلقيته بحياتك؟

لم أخف من تهديدات الإسلاميين المتطرفين، لكن خفت من الكشف الذي عمله الموساد الإسرائيلي وكان هناك مجموعة من المصريين المستهدفين، وبالنسبة للإخوان كان لي منهم أصدقاء، وكنا نتناقش ونتحاور رغم اختلاف الفكر بشكل جذري، فهم كانوا يعلمون جيدًا أنني ضدهم تمامًا، والحقيقة كنت أظن الخلاف سيستمر صراعا فكريا فقط.

·      ما الذي جعل الصراع مع الإخوان من الفكر إلى الدم؟

جماعة الإخوان لا تؤمن  بالحوار مما جعلهم يلجأون للعنف وتاريخها بالأساس مبني على الدم.

 

بوابة الأهرام المصرية في

26.11.2020

 
 
 
 
 

وحيد حامد: لدي مشكلة كبيرة في الجزء الثالث من «الجماعة»

ينتظر الكثيرون خروج الجزء الثالث من مسلسل "الجماعة" إلى النور، هذا العمل الذي يمثل توثيقًا لمراحل مهمة في تاريخ مصر السياسي، وسردًا بعناية دقيقة لتاريخ الجماعة الإرهابية .

وتواصلت «بوابة الأهرام» مع الكاتب الكبير وحيد حامد عن ما سنشاهده في الجزء الثالث من "الجماعة"، وعما إذا كان سيعمل على المزج بين المرحلة الحالية والماضية، وهل بدأ بالفعل في كتابته أم لا، وكان رده كالآتي:
«حتى هذه اللحظة، لدي مشكلة كبيرة في الجزء الثالث من "الجماعة" نظرًا لخطورته، الله أعلم هيطلع شكله إيه، لا أستطيع أن أقول كيف سيخرج وماذا سأفعل به، وبالفعل بدأت أكتب فيه، لكن أقول لك "تعبير واضح" هو كتابة غير مستقرة».

 

بوابة الأهرام المصرية في

26.11.2020

 
 
 
 
 

أكلته المفضلة «الكوسة» ويشرب القهوة والشاي الأخضر..

تفاصيل من حياة «الأستاذ» وحيد حامد

كثيرون من محبي الكاتب الكبير وحيد حامد يعرفون الكثير عن أعماله، لكنهم لا يعرفون بعض الأشياء عن حياته الخاصة.

وتستعرض « بوابة الأهرام » في السطور التالية بعض التفاصيل من حياة «الأستاذ»، على النحو التالي:

- يعمل "الأستاذ" يوميًا ويبدأ يومه في الصباح الباكر حتى وقت العصر.

- يجلس "الأستاذ" دائمًا يمارس معشوقته "الكتابة" بجوار النيل، فمنذ بداياته وهو يجلس في مقعده المخصص له في الفندق الشهير بمنطقة جاردن سيتي، هذا المكان الذي يعرفه جميع العاملين به وتجمعه بهم صداقة بتواضع كبير منه.

- يصمت "الأستاذ" كثيرًا من شدة تأثره وألمه في الحديث عن قضية شائكة أو سلوك المجتمع من حوله ثم يعود ويتحدث بصوت قوي وساخط تأكيدًا على استشعاره بالأزمة.

- تتواجد مع "الأستاذ" دائمًا شنطة عمله التي تحتوي على العديد من الأقلام مختلفة الألوان، والأوراق متعددة الأحجام ما بين أوراق كبيرة، وريقات صغيرة يدون بها ملاحظته.

- الأكلة المفضلة لـ «الأستاذ» هي «الكوسة» أما المشروبات، فهي القهوة والشاي الأخضر.

- يتمتع «الأستاذ» بخفة ظل كبيرة، ويمزج أحاديثه بحكايات من الموروث الشعبي المشوقة.

- ينتمي الكاتب الكبير لبرج السرطان، ومتزوج من الإعلامية القديرة زينب سويدان، ونجله هو المخرج المتميز مروان حامد.

- بالرغم مما وصل له الكاتب من مكانة كبيرة، إلا أنه يحرص على التواصل مع الناس والاحتكاك بهم حيث يذهب لشراء مشترياته الحياتية، كما ذكر في حواره مع « بوابة الأهرام » حيث قال: «بحب أنزل اشتري حاجتي بنفسي، وبحب التسوق، والاختلاط بالناس وكل الناس صحابي من أول بتاع الجرايد والخضري والسوبر ماركت ومعايا تليفوناتهم أو العكس».

 

بوابة الأهرام المصرية في

26.11.2020

 
 
 
 
 

وحيد حامد يحكي كيف أنقذ منى زكي من إحباطها في بداية الرحلة..

ويؤكد: صاحبة حضور قوي

يروي الكاتب وحيد حامد في السطور القادمة،  في السطور القادمة كيف أنقذ الفنانة منى زكي التي تكرم معه بالدورة ال ٤٢ ل مهرجان القاهرة السينمائي ، من  الدخول في دائرة الإحباط  والحزن في بداية رحلتها بعد تعرضها لحادث أليم، وذلك خلال تحضيرهم لمشروع فيلم "اضحك الصورة تطلع حلوة"، وكيف يقيمها كممثلة باتت صاحبة جماهيرية كبيرة مع الجمهور.

الحديث على لسانه بالسطور التالية..

"أول ظهور لها بالفعل كان معي في مسلسل"العائلة"، ودورها مثلًا في فيلم "دم الغزال" كان استثنائيا وكبيرا، وبعد ذلك في شخصية "تهاني" في فيلم "اضحك الصورة تطلع حلوة"، بالإضافة إلى فيلم "احكي ياشهرزاد".

وأحكيلك موقفا مهما، يصمت ويقول "والله انا عملت حاجات كويسة في حياتي"، ويستكمل: خلال تحضيرنا فيلم "اضحك الصورة تطلع حلوة" تعرضت منى لحادث وآصيبت في عمودها الفقري، وقتها طلبت من شريف عرفة الانتظار شهرين حتى تسترد صحتها وحينها قال لي "معقولة هتستنى احنا حضرنا وداخلين نصور"، فقلت له "يعني واحدة راقدة أكمل عليها بالإحباط".

والحقيقة أنا عملت كدا لأَنِّي في البدايات كتبت مسرحية اسمها "أحزان الفتى المسافر" وكان زمان في رقابة مسرح وسينما، ورقابة المسرح رفضتها لجرأة فكرتها وعندما ذهبت إلى اعتدال ممتاز رئيسة الرقابة حينها، قرأت الملخص واندهشت ثم قرأت المسرحية فوجدت بها فكرة فـذة في تاريخها اتخذت القرار على مسئوليتها، وقالت "مش ممكن ألاقي مسرحية بهذه الجرأة وأعمل إحباط لشاب صغير لِسَّه بيبدأ طريقه"، شوفي بقى مردود ده حصل ازاي بعد سنين ومع مين.

منى زكي عندها حضور قوي وموهوبة، وكنت بضحك كتير جدًا أما بتفرج عليها في مسرحية "كدا أوكيه" وكنت مندهشا من قدرتها على إجادتها لشخصية الفلاحة رغم أنها تنتمي للطبقة الأرستقراطية.

 

بوابة الأهرام المصرية في

27.11.2020

 
 
 
 
 

عن الإنتاج والعائلة والمجتمع..

وحيد حامد يتحدث في الجزء الأخير من حواره مع «بوابة الأهرام» | صور

حوار – سارة نعمة الله

·      الدول العربية رفضت شراء «طيور الظلام» وخسرت فيه

·      وجود وزيرة في الحكومة لا يعني أنها أخذت حقوقها

·      لا أتحدث مع مروان ابني في الفن؛ بل في الشأن

·      تركيا تبتز أوروبا بمهاجرينها.. وتحاول إثبات أن العالم العربي ليس لديه قدرة على الفعل

·      السوشيل ميديا منحت مساحة كبيرة لمعتوهين

·      هل كانت تجربة الإنتاج مثمرة لك؟

متقدريش تاخدي رأي فالموضوع ده؛ لأَنِّي كنت بنتج بهدف ليس من أجل الربح، ولكن لكي أقول ما أريده، وما كنت أتحصل عليه من أموال في حالة حصولنا على «سلفة توزيع عن البيع الداخلي والخارجي» وأحيانًا كان المنتج من قبل ما ينتج الفيلم يأخذ حصته من الأول، وهذا يؤثر على إنتاج الفيلم بالطبع، وكنت أحاول أن يغطي الفيلم نفسه وأطلع بأجره وأكون كسبان.

·      لماذا كنت تذهب للإنتاج بعيدًا عن إيمانك بفكرة ما؟.. هل كنت تجد تعثرات وعدم حماسة من المنتجين لأعمالك؟

نعم.. فمثًلا فيلم مثل «طيور الظلام» مكنش حد هينتجه؛ لأنه مكنش هيجيب مكسب حتى أنا نفسي لم أربح منه، على الرغم أن كل أفلام عادل إمام، كانت بتجيب ربح مضمون، كما أنني لم أبع الفيلم للخارج بسبب رفض الدول العربية شراءه؛ نظرًا لطبيعة المرحلة حينها، بالإضافة إلى أن السينمات كانت بتخاف تعرضه.

·      ما الذي تغير بالمجتمع ويسبب لك إحباط؟

الفوضى الموجودة في الشارع المصري، والتي ظهرت قبل سنوات، حتى إن الشارع لم يعد هناك حاكم له.

·      مقاطعة: وبناءً عليه معدل الجريمة زاد؟

ويستكمل: معدل الجريمة والفوضى والقذارة وكل شيء، وحالة الناس النفسية والصحية كمان، كل هذا يسبب لي إحباط ووجع.

«المرأة»

·      تظهر المرأة دائمًا في أعمالك شخصية قوية.. ما قوة تأثيرها في حياتك؟

تربيت في منزل لجدة قوية جدًا من ناحية الأم؛ لأن جدة والدي كانت متوفية، والحقيقة أنها أشرفت على تربيتي في الطفولة، ولذلك أحب المرأة ذا الشخصية القوية، وحتى عندما أقدمت على الارتباط اخترت امرأة قوية، أما والدتي كانت سيدة طيبة وماتت في سن مبكّرة جدًا عن عمر 39 عامًا... بخلاف أنني على مدار حياتي اصطدمت بسيدات شخصياتها قوية؛ لذلك أنا لا أحب الإنسان المهزوم والمنكسر.

ودعني أقول لك: أنا في مرحلة الشباب لم أتعامل في حياتي مع سيدة رخيصة، وحتى في قصص الحب عندما أصطدم وأجد الفتاة التي أمامي ضعيفة أو "هايفة" أتركها، لأَنِّي لم أجد المستقبل فيها.

·      عاصرت المرأة على مراحل زمنية مختلفة، لكن حتى الآن لا تزال محصورة في قالب محدد تفرض فيه بعض السلطة عليها؟

هناك مثل شعبي يقول"اللي بيحني ظهره بيتركب"، المرأة هي التي تنازلت عن حقوقها وأصبحت في موقف لا تحسد عليه، لكن المرأة زمان كانت "عود" أي صلبة وكانت تستطيع أن تقول لا، وخديها قاعدة "المرأة التي لا تستطيع قول لا تتنازل عن حقوقها.

·      لكن لماذا لم تعد المرأة تقول كلمة "لا" برغم تطور المجتمع؟

لسبب بسيط جدًا، عليها ضغط في الداخل والخارج، وأنقل لكي شكوى أم مثقفة لديها ابنة "٢٧" عامًا لم تتزوج حتى الآن وحزينة جدًا بسبب ذلك وتحاول ممارسة الضغط في هذه النقطة عليها، فالمرأة مطحونة من أسرتها قبل الخارج .

·      هل المرأة أخذت المكانة التي تستحقها؟

لا، كل ما يحدث أمامك حاجات شكلية، وليس معنى وجود وزيرة في الحكومة أن المرأة أخذت حقوقها، والدور الفاعل للمرأة في المجتمع ليس ذلك؟

"العائلة "

·      كيف يكون الحوار بين كاتب مخضرم ومخرج موهوب، وهي حالة فقدت في الوسط الفني حاليًا؟

المخرج هو مؤلف بداخله فهو يأخذ السيناريو يضيف إليه خياله وكل ما كان المخرج مهتم بالشأن العام وعلى تواصل مع الناس، يعزف بنفس اللحن مع الكاتب، ودعيني أقول لك أني أما بقعد مع مروان لن نتحدث في أمور الفن تمامًا، لكن نتحدث في الشأن العام وما نبحث ونكره وما يضايقنا في الشارع.

·      مقاطعة: معقول.. لا يوجد حديث بينكم عن الفن

يوجد حديث مثل هذا عمل جيد وهذا سيئ، أو يرشح كلًا منا فيلمًا أو مسلسل للآخر أو آخذ رأيه في حوار خاص بي.

·      لكن وجود إعلامية مخضرمة بالمنزل مثل زينب سويدان، ربما يفرض حديثًا عن الإعلام؟

هي بتتفرج على التليفزيون، لكن كل مدة طويلة تبدي استياءها وعدم رضاءها، لكنها تتغاظ كثيرًا عندما تشاهد نشرة الأخبار وترى مذيعين ومذيعات لا يجيدون نطق اللغة العربية وتتساءل من خرج هؤلاء على الشاشة مع صرخة عالية.

·      لماذا دائمًا قضايا صناعة السينما ليست محل نقاش في البرلمان؟

"كلًا يبكي على ليلاه"، الناس التي تنفق ملايين للدخول لمجلس النواب ماذا يهدفون هل أهدافهم مشروعة أم لا، فالجميع يذهب للحصانة فقط ومصالحهم الشخصية وللأسف يمتصوا الضحية لآخر نفس.

·      هل وجود أسماء مثل يحيى الفخراني وسميرة عبد العزيز يعود بفائدة مجلس الشيوخ؟

التاريخ يعيد نفسه، فقديمًا كان المليجي وأمينة رزق به من قبل، وهو تقليد وقد يكون هناك رؤية في ذلك، وربما يكون هناك أشخاص آخرون مهمومين بالثقافة تكون فائدتهم أكثر فائدة من الفنان.

·      متى ينتهي الإرهاب؟

قدمنا كتير قوي، لأَنِّي احنا بنعلم الإرهاب للناس، وانظري لسلوكيتنا فنحن نمارس فرض الإرادة بالقوة في كل شيء، وليس شرطًا أني أذبحك أو أضربك بالسلاح، ولكن حتى طريقة التهديد في الحوار وأسلوب الحديث حتى مثلًا في علاقة الرجل بزوجته هو نوع من الإرهاب، فنحن سرقنا من الحياة سهولتها، عزوبتها وإنسانيتها.

·      لكن قضية الإرهاب لمن نرجعها، للخطاب الديني أم الثقافة والوعي أو أخرى؟

نحن نريد إعادة التوعية في ثقافتنا فلابد من تغيير ثقافة الناس على جميع المستويات "وتشمل ثقافة ذهنية وسمعية وموروث شعبي"، والحقيقة أغلب المنابر والمشايخ بداخلهم داعشي صغير بيخرج منهم بحكم الذي درسوه وقرأوا منه، فأين هي سماحة المشايخ ولطفهم أي زهدهم؟، والمفروض نسميه "تغيير" وليس تجديد الخطاب الديني.

·      متى استشعرت أن هناك خطرا من الإرهاب وقررت تواجهه بسلسلة من الأعمال وتحاربه، وكم تهديد تلقيته بحياتك؟

لم أخف من تهديدات الإسلاميين، لكن خفت من الكشف اللي عملوا الموساد الإسرائيلي وكان في مجموعة من المصريين المستهدفين، وبالنسبة للإخوان كان لي منهم أصدقاء وكنا نتناقش ونتحاور رغم اختلاف الفكر بشكل جذري، فهم كانوا يعلمون جيدًا أنني ضدهم تمامًا، والحقيقة كنت فاكر أنها ستسمر صراعا فكريا فقط.

·      لكن ما الذي جعل الصراع مع الإخوان من الفكر إلى الدم؟

العجز أولًا ثم الفشل في إقناع طرف آخر بالحوار مما جعلهم يلجأون للعنف لأنك بتكوني مستعجلة على النتيجة، وجماعة الإخوان تاريخها بالأساس مبني على الدم.

·      ماذا عن الجزء الثالث من "الجماعة" هل يشهد مزج بين المرحلة الحالية والماضي، وهل بدأت بالفعل في كتابته أم لا؟

حتى هذه اللحظة، لدي مشكلة كبيرة في الجزء الثالث من "الجماعة"، نظرًا لخطورته، اللهم وأعلم هيطلع شكله إيه، لا أستطيع أن أقول كيف سيخرج وماذا سأفعل به.

وبالفعل بدأت أكتب فيه، لكن أقول لك تعبيرا واضحا هو "كتابة غير مستقرة"، فأنا حريص ومخلص للقضية التي أعالجها لأَنِّي لا أقدم عمل دعائي أنا مش عايز اتصور، أنا عايز شىء يعيش في وجدان الناس.

·      ماذا عن محاولات تركيا بفرض السيادة على المنطقة العربية؟

تركيا لابد أن تجد من يردعها، فهي تبتز أوروبا بالمهجرين "اللي عندها" والأخيرة عاجزة أمامها، وتبرز العالم العربي أنه ليس لديه قدرة على الفعل.

·      لماذا سيرة أحمد زكي أصبحت مشاعا بعد وفاة الابن، ما بين حديث عن مقتنايته ومنزله، وموقع باسمه ومشروع درامي؟

انا كصديق شخصي له لأحمد زكي، وك وحيد حامد مكنتش أحب أن هذا يحدث، فأنا حزني على الابن أكثر من الأب، وبصراحة كل ما أستطيع قوله ربنا يرحم الاثنان.

·      يحمل تكريم مهرجان القاهرة خصوصية كبيرة لك، هل من المهم أن تكون الجائزة التقديرية ليست باسم فنان أو فنانة؟

ليس شرطا، هي جائزة المهرجان أفضل وليس باسم فنان أو فنانة، لأنه مهما بلغت شهرة الفنان هتكون محدودة في بلده، طبعا على راسي فاتن حمامة لكن عندما تمنحي الجائزة لأجنبي جايز ميعرفش الممثل صاحب الجائزة ج بعكس ما تمنحيها ل مصري، ومازالت جائزة فاتن حمامة موجودة لكن لابد أن تكون محلية ولا تمنح لضيف أجنبي.

·      وماذا عن هذا التكريم؟

على مدار مشواري، حصلت على جوائز كثيرة فرحت بها، من بينها مهرجان دبي عندما كان قائمًا، وقيمة التكريم بقيمة الجهة المانحة، ومهرجان القاهرة مهرجان كبير ومش صغير، وبناء عليه التكريم منه يشكل إضافة لما سبق لي من تكريم.

·      هل التكريم الأهم يكون من الجمهور؟

بالتأكيد، وما أراه على السوشيل ميديا يصنع عندي سعادة عندما أرى أجيال جديدة تعرف أعمالي جيدًا، وأقولك على شيء، في إحدى محن المرض لأي مررت بها طلعت إشاعه أني توقيت وفي التعليقات وجدت محبة كبيرة وحزن شديد منهم عليا، ففرحت جدًا.

·      من بين المكرمين معك بالمهرجان، الفنانة منى زكي التي ظهرت على يدك وشريكة نجاح في أعمالك، كيف ترى تطورها على مدار الرحلة؟

أول ظهور لها بالفعل كان معي في مسلسل"العائلة"، ودورها مثلًا في فيلم "دم الغزال" استثنائي وكبير، ومذلك شخصية "تهاني" في فيلم "أضحك الصورة تطلع حلوة"، بالإضافة إلى فيلم "احكي ياشهرزاد".

وأحكيلك موقف مهم، يصمت ويقول "والله انا عملت حاجات كويسة في حياتي"، ويستكمل: خلال تحضيرنا فيلم "أضحك الصورة تطلع حلوة" تعرضت منى لحادث وآصيبت بصمودها الفقري، وقتها طلبت من شريف عرفة الانتظار شهرين حتى تسترد صحتها وحينها قال لي "معقولة هتستنى احنا حضرنا وداخلين نصور"، فقلت له "يعني واحدة راقدة أكمل عليها بالإحباط".

والحقيقة أنا عملت كدا لأَنِّي في البدايات كتبت مسرحية اسمها "أحزان الفتى المسافر" وكان زمان في رقابة مسرح وسينما، ورقابة المسرح رفضتها لجرأة فكرتها وعندما ذهبت إلى اعتدال ممتاز رئيس الرقابة حينها، قرأت الملخص واندهشت ثم قرأت المسرحية فوجدت بها فكرة فاذة في تاريخها واتخذت القرار على مسئوليتها، وقالت "مش ممكن ألاقي مسرحية بهذه الجرأة وأعمل إحباط لشاب صغير لِسَّه بيبدأ طريقه"، شوفي بقى مردود ده حصل ازاي بعد سنين ومع مين.

والحقيقية منى زكي عندها حضور قوي وموهوبة، وكنت بضحك كتير جدًا في مسرحية "كدا أوكيه" وكنت مندهش من قدرتها على إجادتها لشخصية الفلاحة رغم أنها تنتمي للطبقة الأرستقراطية.

·      إذا سألتك عن روشتة تقدمها للشباب، ولمن هم يهتمون بحب الكتابة ويريدون مزاولة المهنة؟

أقول للشباب لا تنسوا جذوركم، ولا تتنكروا للواقع بتاعكم عيشوه وحاولوا تطوره قدر الإمكان لأن زمن المعجزات انتهى.

أما من يريدون أن يكونوا كتاب بنفس الموهبة والقدر والتواصل مع الجمهور، يعملوا اللي عملوا وحيد حامد ، وهي مسألة بسيطة أنه لم ينفصل عن الناس ثانية واحدة، وفي النهاية لم أترك نفسي فقد بحثت عن المعرفة بكل وسائلها ومازالت حتى هذه اللحظة أبحث عنها وأدور عنها وأتعلم من الأصغر مني، والعلم لايوجد فيه كبير وصغير.

وفي بداية جلستنا سألتيني، لماذا تتعمد العمل مع الشباب، وأقول لك أنني أحب كثيرًا التعاون مع الجيل الجديد لأنه بيعرف حاجات انا معرفهاش مثل لغة الناس، فقد تطورت وغيري "بينبهني ليها" أي أني بعيش ثقافة وفكر مختلف، ومثلًا أنتي حاليًا في مرحلتك العمرية لديكي إحساس بالمجتمع أكثر من إحساسي لأن "اللي في دماغي تراث"

·      هل تتفاعل مع السوشيل ميديا، وهل هي سبب فيما وصلنا له من عوار بالمجتمع؟

لا أتفاعل معها، وبكل تأكيد تسببت في عوار كبير لأَنِّي أراها نميمة لكنها منحت مساحة كبيرة أيضًا لمعتوهين وجهلة أن يتصدوا لعقلاء، وكثرة السفهاء على السوشيل ميديا للأسف حاصرت العقلاء وقضت عليهم.

·      الفترة الماضية كانت حرجة بسبب أزمة "كورونا"، هل يمكن أن تكتب عملًا ليس عن المرض ولكن عن فكرة صناعة الخوف والقلق؟

مشعارف هذا الكابوس المحيط بالكرة الأرضية لابد أن يولد شيء عند كثر، لكن لا نعرف ماذا سيخرج، وبدون شك نحن تأثرنا كثيرًا خصوصًا أن مسألة الخوف التي لا زالنا نعيش فيها مرتبطة بمرض فتاك.

 

بوابة الأهرام المصرية في

27.11.2020

 
 
 
 
 

إن المخرج أوليفر ستون يقدم من خلال فيلمه هذا، إدانة جديدة لأمريكا وجنودها، كما يقدم إدانة لكل الحروب بشكل أو بآخر. لقد قدم المخرج فيلماً متقناً في حرفيته، يعد من بين أهم أفلام الحركة والتكنيك السينمائي الأمريكي، ولكن هذا لا يجعله يتميز كثيراً عن الجيد من أفلام حرب فيتنام.

 

بوابة الأهرام المصرية في

17.11.2020

 
 
 
 
 

إن المخرج أوليفر ستون يقدم من خلال فيلمه هذا، إدانة جديدة لأمريكا وجنودها، كما يقدم إدانة لكل الحروب بشكل أو بآخر. لقد قدم المخرج فيلماً متقناً في حرفيته، يعد من بين أهم أفلام الحركة والتكنيك السينمائي الأمريكي، ولكن هذا لا يجعله يتميز كثيراً عن الجيد من أفلام حرب فيتنام.

 

بوابة الأهرام المصرية في

17.11.2020

 
 
 
 
 

إن المخرج أوليفر ستون يقدم من خلال فيلمه هذا، إدانة جديدة لأمريكا وجنودها، كما يقدم إدانة لكل الحروب بشكل أو بآخر. لقد قدم المخرج فيلماً متقناً في حرفيته، يعد من بين أهم أفلام الحركة والتكنيك السينمائي الأمريكي، ولكن هذا لا يجعله يتميز كثيراً عن الجيد من أفلام حرب فيتنام.

 

بوابة الأهرام المصرية في

17.11.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004