تامر حبيب:
وحيد حامد «استثنائي» لأنه يعي لغة الشارع..
وهذه حكاية «عمارة يعقوبيان»
سارة نعمة الله
«اللي ملوش كبير.. يشتريله كبير»... هكذا يتحدث التلميذ عن الأستاذ الذي
يكن له كل المحبة والتقدير، ويعتبره «الأب الروحي» له، هكذا تشكلت العلاقة
بين السيناريست تامر
حبيب والكاتب
الكبير وحيد
حامد ،
علاقة تحمل المحبة والدعم بين كلاهما للدرجة التي جعلت التلميذ يؤكد أنه
تعلم من أستاذه أكثر مما تعلمه من والده.
ويروي السيناريست تامر
حبيب علاقته
بأستاذه التي بدأت منذ أن كان طالبًا بقسم السيناريو بمعهد السينما.
ويحكي عن واقعة منح «الأستاذ» له رواية « عمارة
يعقوبيان » ليقوم
بكتابتها ولماذا اعتذر عنها، وكيف تعلم منه «دهاليز الشغلانة» بحسب وصفه،
ويجيب عن التساؤل الرئيسي لـ «بوابة الأهرام»، ولماذا يعد وحيد
حامد كاتبًا
استثنائيًّا؟
ويقول تامر
حبيب «مبدئيًا
أريد أن أتحدث عن استثنائية وحيد
حامد ،
والتي تتعدد أسبابها وفي مقدمتها إنتاجه الغزير والمميز فقد قدم أعمال
تتنوع بين الكوميديا والسياسة والأكشن والرومانسية، كما عمل في جميع
المجالات: سينما، مسرح، تليفزيون.
وتابع «الأستاذ لديه موهبة كبيرة، والقصة ليست في أنه قارئ واعي ونابغ، لكن
لأنه يمتلك ملكة خاصة، والحقيقة أنه عنده ميزة هامة كنت أتمنى أن أحققها في
نفسي وهي أنه يجلس للكتابة يوميًا من الساعة التاسعة إلى الخامسة مساءً،
فهو لديه الكتابة شيء مقدس، وأحيانًا كثيرة جدًا يكون متعب، لكن يجلس للعمل
فهو شخص دؤوب».
وأردف «خلال دراستنا لم نكن نأخذ محاضراتها بالمعهد لكن نذهب له في مكانه
المفضل على النيل، وورثت منه فكرة الكتابة بالورقة والقلم لأنه لايزال يكتب
بيديه، وتعلمت منه «دهاليز الشغلانة»، خصوصا عندما يكون لدي أزمات مع أحد
المنتجين، فأنا أعتبره "أبويا الروحي" الذي تعلمت منه دروس في الحياة أكثر
مما تعلمته من والدي، فهو أب دافئ وحنون ويحمل عذوبة كبيرة كما أنه يتمتع
بروح الطفولة والدعابة والمرح».
واكمل «استمرارية وحيد
حامد مرتبطة
بكونه شخص مواكب ومتطور مع الأحداث والزمن، فمن يشاهد أفلامه سيجد ذلك في
اللغة التي يتحدث بها في أعماله "أي أنه يتحدث بلغة الشارع" فهذا جزء من
استثنائيته حتى نصل إلى عام 2050 سيظل متطور بهذا الشكل لأن سقف طموحه لا
يتوقف».
ويستكمل «حبيب» حديثه عن «الأستاذ» ويحكي عن قصة فيلم « عمارة
يعقوبيان »:
«في يوم من الأيام، أعطاني الأستاذ رواية عمارة
يعقوبيان وقال
لي اقرأها واكتبها، وبعد انتهائي منها قولت له: «محدش هينفع يكتبها غيرك
لأَنِّي مش حاسسها»، حينها رد عليا قائلًا: «يابني أنا مش عارف هفضل أحبك
وأحترمك كدا لحد أمتى»، والحقيقة رفضه أنه يكتب الفيلم في البداية كان بسبب
شخصية محمد إمام التي رأها أنه كتب شبيهة لها في مسلسل «العائلة».
وأردف «وبعد عرض الفيلم في مهرجان كان، مشي جنبي وقال لي مش ندمان،
فأجابته: أندم إزاي وأنا شايف الفرحة دي في وشك، أستاذ وحيد بالفعل أبويا
الروحي، تعلمت منه كثير في رحلة الحياة والمهنة، وتكريمه بمهرجان القاهرة
السينمائي فخر لنا جميعًا». |