مهرجان برلين السينمائي: من الأرض إلى العالم الافتراضي
لندن- عين على السينما
من المقرر أن يغير مهرجان برلين السينمائي (البرليناله)،
وهو أحد أكبر مهرجانات السينما في العالم، ويعتبر بؤرة رئيسية لتجمع ممثلي
صناعة السينما العالمية، دورته الـ 71 بشكل جذري حسبما قالت مجلة فارايتي
الأمريكية المتخصصة في صناعة السينما.
وكان من المقرر أن يقام المهرجان كحدث حقيقي على الأرض كما
جرت العادة، في الفترة من 11 إلى 21 فبراير، لكن ارتفاع عدد الإصابات
بفيروس كوفيد -19 في ألمانيا أجبر القائمين عليه على إعادة التفكير.
ويتطلع المهرجان الآن إلى تنظيم قسم للمسابقة عبر الفضاء
الافتراضي في أوائل شهر مارس مع تنظيم سوق الأفلام الأوروبية كحدث رقمي في
نفس الوقت.
ويتم التخطيط حاليا لاقامة المهرجان على نطاق ضيق مع سلسلة
من العروض العالمية الأولى للأفلام على أرض الواقع في أوائل يونيو القادم.
ورفض متحدث باسم البرليناله التعليق، لكنه قال إن المهرجان
سيعلن عن خططه في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.
وكانت إدارة المهرجان تأمل في اقامة الدورة كحدث مادي في
شهر أبريل بدلاً من شهر فبراير، لكن الحكومة – التي تساهم مساهمة كبيرة في
تمويل المهرجان- لم ترغب في الالتزام بالتكلفة عندما يكون من غير الواضح ما
إذا كانت معدلات الإصابة بفيروس كوفيد-19 ستتحسن بحلول ذلك الوقت. وبلغت
الميزانية السنوية لبرليناله 27.2 مليون يورو (33 مليون دولار) في عام 2020.
علاوة على ذلك، كان من الممكن أن يتعارض وقت اقامة الدورة
أبريل مع موعد انطلاق عروض فيلم جيمس بوند الجديد المرتقب “لا وقت للموت”.
وقالت مجلة فارايتي أن مالكي دور السينما المحلية كانوا
مترددين في السماح للمهرجان بحجز الشاشات التي يرغبون في تكريسها لفيلم
جيمس بوند الذي طال انتظاره. أما فيما يتعلق بممثلي صناعة السينما، فيسكون
تنزيم سوق الأفلام الدولي افتراضيًا في مارس أفضل من انتظار سوق مادي مفترض
قدد لا يحدث في أبريل، ويضمن استضافة سوق رئيسي واحد على الأقل خلال الربع
الأول من عام 2021.
وبينما كان معظم المهنيين كانوا يأملون أن يتم عقد السوق
الدولية للأفلام كحدث مادي، فقد جادل الكثيرون بأن شهر أبريل سيكون مبكرًا
جدًا على سفر الجميع، وفي الوقت نفسه بعيدًا جدًا لأغراض عقد الصفقات.
بالإضافة إلى ذلك فإن الإبقاء على السوق في أوائل شهر مارس
يمنع أي صدام محتمل مع مهرجان كان السينمائي، سواء تم نقل مهرجان كان من
شهر مايو إلى أواخر يونيو أو يوليو أم لا.
و تأتي أخبار التغييرات بعد أسبوع وصلت فيه معدلات الإصابة
بـكوفيد- 19 في ألمانيا إلى مستويات قياسية. وأبلغت وكالة مكافحة الأمراض
في البلاد، معهد روبرت كوخ، عن تسجيل 952 حالة وفاة يوم الأربعاء، وهو أعلى
عدد وفيات يومية في البلاد منذ بداية جائحة فيروس كورونا.
وسجلت ألمانيا أيضًا 27728 إصابة جديدة مع دخولها في إغلاق
أكثر صرامة، مما أدى إلى إغلاق المدارس ومعظم المتاجر في جميع أنحاء
البلاد، وفقًا لدويتشه فيله.
ويعد مهرجان برلين السينمائي حدثًا رئيسيًا لصناع السينما
في العالم، وحضره في 2020 أكثر من 18 ألف ضيف من 132 دولة، بالإضافة إلى
3447 صحفيًا من 82 دولة، ويعتبر بشكل عام حدثًا ضخمًا لجمهور مدينة برلين،
حيث بلغ إجمالي عدد المترددين على عروضه في 2020 نحو 480 ألف شخص.
وعرض المهرجان 341 فيلمًا في برنامجه العام، و 732 فيلمًا
في سوق الفيلم الأوروبي الذي يتزامن مع المهرجان. واحتل المهرجان 15 صالة
سينما لروضه العامة، بلغ مجموعها 29 شاشة. ومع اضافة عروض السوق، بلغ
المجموع 40 شاشة. |