وداعا يوسف شعبان.. آخر نزلاء بنسيون «ميرامار»
كتب سهيرعبدالحميد ومحمد عباس
يبدو أن عام 2021 مصر عام ألم وحزن على الوسط الفنى الذى
فقد واحدا من أعمدته وهو الفنان يوسف شعبان صاحب التاريخ الفنى الكبير
والذى استمر نحو 60 عاما من الابداع وقدم خلاله ما يقرب من 300 عمل فنى قدم
فيها الحبيب والزوج والصعيدى والفلاح والضابط والطبيب والسياسى والنصاب فهو
صاحب ميرامار وزقاق المدق وكشف المستور وقضية سميحة بدران وعيلة الدوغرى
والشهد والدموع والمال والبنون ورأفت الهجان والسيرة الهلالية وغيرها من
الأعمال المحفورة فى أذهان الجمهور.
وخلال السطور القادمة نرصد مواقف ومحطات فنية فى حياة فقيد
الفن الفنان يوسف شعبان:
1-تسبب
فى خلاف بين شادية والعندليب
حدث خلاف كبير قبل البدء فى تصوير فيلم معبودة الجماهير سنة
1967والسبب أن الفنان الكبير عبد الحليم حافظ كان غير مقتنع به بينما العكس
عند الفنانة شادية المقتنعة به لأنهما قدما أفلامًا ناجحة معًا فى السنوات
القليلة الماضية، فهددت شادية بترك الفيلم إذا لم يتم التعاقد مع يوسف
شعبان وبدوره قرر يوسف شعبان ترك الفيلم كحل وسط للخلاف القائم بين النجمين
الكبيرين ولكن ذكاء الفنان عبد الحليم حافظ كان أكبر من هذا الخلاف البسيط
واجتمعت جميع الأطراف فى منزله وتم حل المشكلة وديا ووافق على مشاركة يوسف
شعبان معهما فى بطولة الفيلم وأصبحا صديقين حميمين.
2-الجامعة
ونصيحة كرم مطاوع
تلقى تعليمه الأساسى فى مدرسة الإسماعيلية والتعليم الثانوى
فى مدرسة التوفيقية الثانوية، وبسبب تفوقه فى مادة الرسم قرر الانتساب فى
كلية الفنون الجميلة ولكن عائلته رفضت بشدة، وأجبرته على الانضمام لكلية
الحقوق فى جامعة عين شمس، وهناك تعرف على أصدقاء عمره الفنان كرم مطاوع
والفنان سعيد عبد الغنى والكاتب إبراهيم نافع وقرر بناء على نصيحة كرم
مطاوع الالتحاق بفريق التمثيل فى الكلية ثم قدم أوراق اعتماده فى المعهد
العالى للفنون المسرحية. وبسبب ضغط الدراسة فى الكلية والمعهد قرر التركيز
فى دراسة المعهد وسحب أوراقه من كلية الحقوق وهو فى السنة الثالثة، تخرج فى
المعهد العالى للفنون المسرحية من سنة 1962.
3-المنافسة
الشرسة
بدأ مسيرته السينمائية سنة 1961 فى فيلم فى بيتنا رجل مع
عمر الشريف والمخرج بركات ثم توالت أعماله السينمائية التى تعدت 110 أفلام
سينمائية، لاقى فى بداياته السينمائية منافسة شرسة ولكنها شريفة من أبرز
نجوم فترة الستينات وهم رشدى أباظة، كمال الشناوي، صلاح ذو الفقار، حسن
يوسف، وشكرى سرحان، وكان بعضهم يغرى المنتجين بتخفيض الأجر الذى يحصل عليه
للتأثير عليهم لاختيارهم وعدم اختياره.
4-أزمة
حمام الملاطيلى
فى
فترة السبعينات قدم شخصية مثيرة للجدل فى الفيلم حمام الملاطيلى حيث أدى
دور الرجل الشاذ، وعلى الرغم من اللغط الذى دار فى مصر وخارجها فقد حصل على
العديد من الجوائز المحلية والعالمية وتقرر تدريس دوره فى هذا الفيلم فى
«معهد السينما» وأكاديمية الفنون.
5-على
مقعد النقيب
فى سنة 1997 نجح فى انتخابات نقابة الممثلين فى منصب رئيس
النقابة، واستطاع خلال فترته تسديد جميع الديون المترتبة على النقابة وأنشأ
ناديا كبيرا فى القاهرة لاجتماع جميع الممثلين وعالج العديد من الفنانين
الذين لم يكونوا يستطيعون دفع مصاريف علاجهم، واستطاع أن يستمر فى منصبه
دورتين متتاليتين قبل أن يخسر فى انتخابات 2003أمام الفنان أشرف زكى.
6-أدوار
صنعت نجوميته
أكثر من 250 عملا فنيا قدمها النجم الراحل يوسف شعبان ما
بين سينما وتليفزيون ومسرح لكن هناك أدوار تعتبر علامات فى حياته الفنية
وصنعت نجوميته أبرزها «سرحان البحيرى» فى فيلم «ميرمار» و«فرج» فى فيلم
«زقاق المدق « وحافظ رضوان فى مسلسل «الشهد والدموع» وسلامة فراويلة فى
مسلسل «المال والبنون» ومحسن ممتاز فى مسلسل «رأفت الهجان» ووهبى السوالمى
فى مسلسل «الضوء الشارد» ودرويش فى مسلسل «الوتد».
7-أعمال
لم يرها
رغم إعلان الفنان يوسف شعبان عن اعتزاله الفن قبل أربع
سنوات لكنه تراجع عن القرار وقبل المشاركة فى عدد من الأعمال منها مسلسل
كان يتم التحضير له وتعود به الفنانة سميرة أحمد للشاشة بعد غياب 10 سنوات
والذى حمل عنوان «بالحب هنعدى» بجانب تحضير الجزء الثالث من مسلسل «الشهد
والدموع» الذى كان يحلم بخروجه للنور أيضا هناك مسلسل «ملوك الجدعنة» الذى
انتهى من تصوير مشاهده بالكامل فى لبنان قبل أن يصاب بكورونا وهو بطولة
مصطفى شعبان وعمرو سعد ورانيا يوسف وياسمين رئيس وإخراج أحمد خالد موسى.
فى آخر تصريحاته لروزاليوسف
يوسف
شعبان: أعيش مع أعمال شكسبير
القراءة بالنسبة للفنان الراحل يوسف شعبان كانت هى له
الحياة التى عوضته عن قلة أعماله الفنية فى السنوات الاخيرة حيث كان يعتذر
عن معظم الاعمال التى تعرض عليه بسبب تدنى مستواها والتى لا تتناسب مع
تاريخه الفنى فقرر الابتعاد واختيار الحياة الهادئة فى منزله بعيدا صخب
الاضواء هذا وفقا لآخر تصريحاته لروزاليوسف قبل وفاته بشهور والتى قال
فيها: قبل سنوات اخترت الابتعاد عن الفن والعيش اكثر مع اولادى وكان الرفيق
الذى لا يمل ابدا هو الكتاب حيث اعدت فى السنوات الاخيرة قراءة الأعمال
الكاملة لشكسبير التى درستها فى معهد الفنون المسرحية فى شبابى مثل هاملت
وعطيل وماكبث واستمتعت بها جدا.
وأشار شعبان إلى أن من أهم أسباب ابتعادى عن الفن هو عدم
الاحترام من الأجيال الجديدة فعندما اسمع فنانا شابا يقول انه رقم واحد
فهذا اعتبره عدم احترام لزملائه من اجيال مختلفة وفشل فى نفس الوقت لأن
تقييم الفنان يكون من الجمهور خاصة اننا لسنا فى مزاد.
واضاف شعبان انه يسعد جدا عندما يقابله الجمهور فى الشارع
ويناديه باسماء شخصيات له مثل «محسن ممتاز» أو «سلامة فراويلة» أو «وهبى
السوالمى» أو سرحان البحيرى معتبرا ان هذا هو كنزه الحقيقى. |