بلا كمامات.. الكروازيت تستعيد نجوم السينما العالمية
الفيلم الموسيقي "آنيت" يفتتح أول دورة حضورية لمهرجان كان
بعد الجائحة.
بأجواء أوبرالية من نمط موسيقى الروك، سجّلت السينما عودتها
الكبيرة مساء الثلاثاء من خلال افتتاح مهرجان كان الذي ألغيَ عام 2020 بسبب
جائحة كوفيد – 19، بحضور نجوم سُمح لهم بعدم وضع الكمامات على درج المهرجان
قبل انطلاقه بفيلم “آنيت” للمخرج ليوس كاراكس.
كان (فرنسا) – افتتح مساء الثلاثاء الفيلم الموسيقي “آنيت”
للمخرج الفرنسي ليوس كاراكس وبطولة آدم درايفر وماريون كوتيار مسابقة
الأفلام في مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الرابعة والسبعين.
وأثبت الفيلم أنه كان اختيارا مناسبا للعرض على الشاشة
الكبيرة في الافتتاح بعد إلغاء الدورة السابقة بسبب جائحة كوفيد – 19.
بيدرو ألمودوفار: من
الجيد الاحتفاء بسينما المؤلف على شاشة كبيرة
قصة مشوقة
القصة التي كان مقرّرا صدورها في ألبوم غنائي لثنائي موسيقى
الروك الأميركي “سباركس” تلقي الضوء على عالم فناني الأداء الموسيقي
والاستعراضي والآثار المدمرة للشهرة.
ويلعب درايفر دور الممثل الكوميدي هنري الذي يقع في حب
مغنية الأوبرا الخجولة آن، وتؤدّي دورها كوتيار، قبل أن تفسد قصتهما.
وتوقّعت بطلة الفيلم كوتيار أن يكون لهذا “العرض الكبير”
وقصة الحب المأسوية الجميلة التي يسردها الفيلم أثر قوي على الجمهور بعد
أشهر من الحجر والحياة الاجتماعية المعطلة.
وفي التقييمات الأولية لما بعد العرض نال البطل والبطلة
إشادة واسعة على أدائهما، بينما نوّه موقع إندي واير الفني المتخصّص بأداء
درايفر بشكل خاص.
وتأخذ قصة الفيلم منعطفا دراميا عندما ينجب الممثل الكوميدي
الذي يؤدّي دوره درايفر من مغنية الأوبرا التي تؤدّي دورها كوتيار طفلة
يسميانها آنيت، فتبدأ علاقتهما في التفكّك مع خفوت شهرة الزوج وتحقيق
الزوجة نجاحا أكبر.
ويتناول “آنيت” صعود وسقوط نجم وتتوافر فيه كل مقوّمات
إعجاب الجمهور ولجنة التحكيم على السواء، إذ يتضمن تلميحات مستوحاة من حركة
“مي تو” (أنا أيضا) التي شجّعت ضحايا التحرش والاعتداءات الجنسية على
التحدّث علنا عمّا تعرضن له، ويتطرّق إلى موضوع صعوبة التوفيق بين الشهرة
وبناء أسرة، وتتخلله مشاهد مذهلة على الدراجات النارية في ظلمة ليل لوس
أنجلس.
وشارك في حفل الافتتاح كل من كوتيار ودرايفر، حيث سارا على
السجادة الحمراء الشهيرة جنبا إلى جنب مع الممثلة والمخرجة الحائزة على
جائزة الأوسكار جودي فوستر، والتي حصلت في حفل الافتتاح على جائزة السعفة
الفخرية عن مشوارها السينمائي.
ولم يتم إقامة حفل مهرجان كان السينمائي العام الماضي بسبب
جائحة كورونا. وجرى إرجاء النسخة الـ74 من المهرجان من شهر مايو إلى يوليو
الجاري من أجل إتاحة المزيد من الوقت لتحسّن الوضع الصحي. وتم وضع عدد من
بروتوكولات النظافة والسلامة، شملت ارتداء الكمامات داخل دور السينما في
جميع الأوقات.
ويعدّ فيلم “آنيت” أول فيلم ضمن 24 فيلما سيتم عرضها خلال
فترة إقامة المهرجان التي تستمر أسبوعين. وسيتم منح جائزة السعفة الذهبية
لأفضل فيلم في 17 يوليو الجاري.
واختار المهرجان أربع مخرجات أفلام للمشاركة في المنافسة
على جائزة السعفة الذهبية، من بينهنّ ثلاث فرنسيات هنّ: ميا هانسن لاف،
كاترين كورسيني وجوليا دوكورنو، أما المخرجة الرابعة فهي المجرية إليديكو
إينيدي.
كما تم إدراج المخرج الروسي كيريل سيريبرينكوف في المنافسة
على الجائزة الرئيسية من خلال الفيلم “بيتروف فلو” أو “إنفلونزا بيتروف”
الذي عمل عليه خلال إقامته الجبرية بين عامي 2017 و2019.
ويعود هذا العام المخرج الإيراني الحائز على جائزة أوسكار
أصغر فرهادي إلى مهرجان كان، حيث سيعرض فيلمه “إيه هيرو”. ويترأس المخرج
الأميركي الحائز على جائزة أوسكار سبايك ليهيئة الحكام لهذا العام، ليكون
أول شخص من أصحاب البشرة السوداء يتولى هذا المنصب.
جودي فوستر: في
هذا العام الانتقالي، كانت السينما طوق نجاتي
عودة البريق
قبل انطلاق العرض العالمي الأول لفيلم “آنيت” أعطى أربعة من
كبار الفن السابع هم بيدرو ألمودوفار وسبايك لي وجودي فوستر وبونغ جون هون
إشارة الانطلاق الرسمية للمهرجان ولعودة السينما إلى نشاطها المعهود بعد
أشهر طويلة من التوقّف بسبب جائحة كورونا.
وقالت الممثلة والمخرجة الأميركية جودي فوستر (58 عاما)
بفرنسيتها المتقنة بعد تسلّمها السعفة الذهبية الفخرية من المخرج الإسباني
بيدرو ألمودوفار عن مجمل مسيرتها “في هذا العام الانتقالي، كانت السينما
طوق نجاتي”.
وسبق لفوستر أن حصلت خلال مسيرتها على جائزتي أوسكار، ومن
أبرز الأفلام التي شاركت فيها خلالها “تاكسي درايفر” (1976) و“سايلنس أوف
ذي لامبس”
(1991).
أما ألمودوفار المخلص لمهرجان كان والذي لم يسبق أن حصل هو
نفسه على أي جائزة فيه، فأوضح أنه شاء أن يكون “حاضرا بمناسبة عودة السينما
والمهرجان”، وأن يتمكّن من “الاحتفاء بسينما المؤلف على شاشة كبيرة”.
وانضم إلى ألمودوفار وفوستر رئيس لجنة التحكيم المخرج
النيويوركي سبايك لي مرتديا بزة بلون زهر الفوشيا تتناسب مع نظارته،
والمخرج الكوري الجنوبي بونغ جون هون الحائز السعفة الذهبية عن فيلم
“طفيلي” (باراسايت) عام 2019 في الدورة الأخيرة من المهرجان قبل الجائحة.
وأضافت فوستر “لقد أمضى كُثر منا السنة داخل فقاعاتهم
الصغيرة، وأمضاها كثر في عزلة، بينما واجه آخرون المعاناة والقلق والألم
والخوف القاتل، وها نحن أخيرا، بعد عام لا مثيل له، مجتمعين بملابسنا
الجميلة”. وتابعت مازحة “هل اشتقتم إلى البريق؟ قليلا؟ أنا أيضا”.
واغتنم سبايك لي يوم الافتتاح لإعطاء نبرة سياسية للدورة
الجديدة من المهرجان، حيث قال “هذا العالم يحكمه رجال العصابات”، حاملا
بشكل خاص على رئيسي روسيا فلاديمير بوتين والبرازيل جايير بولسونارو، وذلك
خلال مؤتمر صحافي سبق حفل الافتتاح اعتمر خلاله قبعة سوداء عليها الرقم
“1619”، في إشارة إلى سنة وصول طلائع العبيد إلى الولايات المتحدة.
وتطرّق أولا إلى مصير السود في الولايات المتحدة، وهو موضوع
في صلب التزامه السياسي والفني لم يكفّ عن استكشافه في أفلامه خصوصا عبر
فيلم “دو ذي رايت ثينغ”.
ولفت إلى أنه بعد مرور أكثر من 30 سنة على عرض الفيلم لأول
مرة “كان يمكن أن يُخيّل لنا أن ملاحقة السود مثل الحيوانات توقّفت”، قبل
الإشارة إلى السود ضحايا عنف الشرطة في الولايات المتحدة مثل “الأخ إريك
غاردنر” أو “الملك جورج فلويد”.
كذلك خاض أعضاء في لجنة التحكيم في مواضيع مختلفة، من
المخرج البرازيلي كليبر ميندونسا فيليو عن الوضع السياسي في بلاده، إلى
الممثلة ماغي جيلنهال عن مكانة المرأة في السينما، مرورا بالفرنسية ميلاني
لوران التي تطرّقت إلى القضايا البيئية.
وتواصلت العروض الرسمية ضمن المسابقة الأربعاء مع فيلم “تو
سيه بيان باسيه” لفرنسوا أوزون، من بطولة أندريه دوسولييه وصوفي مارسو، وهو
يتناول موضوع الانتحار بمساعدة الغير.
وعرض كذلك فيلم للمخرج الإسرائيلي ناداف لابيد.
وشكّلت عودة المهرجان نوعا من قيامة لاقتصاد المنطقة المحلي
المنكوب بسبب الجائحة، ولو أن من غير المتوقّع أن يصل عدد الحضور خلاله 40
ألفا كما في العام 2019، إذ يؤكّد المفوّض العام للمهرجان تييري فريمو أن
العدد الجملي المتوقع حضوره في الدورة الحالية “ما يقرب من 28 أو 29 ألفا”،
حيث لوحظ تراجع بنسبة 30 إلى 35 في المئة في عدد الصحافيين المصرّح لهم
بحضور فعالياته بسبب صعوبات السفر. |