- تعرضت لحملات هجوم مختلفة لكني أتغاضى ولا ألتفت
- أتقبل النقد وأحاول معالجة أي أخطاء
- مهرجان القاهرة أصبح مركز لدعم صناع السينما المصريين
والعرب.. وهذا أهم إنجاز لي
- هذه أسباب اختيارنا لتكريم نيللي.. وكتاب هام يصدر عنها
بالمهرجان
- ننافس مع المهرجانات الدولية بالإدارة الجيدة والاختيارات
المميزة في الأفلام والتكريمات، والتركيز على الصناعة ذاتها
- الدورة الـ ٤١ كانت الأكبر في تاريخ المهرجان على صعيد كل
المستويات
- ميزانيتنا ارتفعت قليلًا عن العام الماضي لكنها أقل من ٤٠
مليون
- تحفظي على وجود أفلامي بقسم البانوراما المصرية ربما أحد
أسباب إلغاؤه
- حفلي الافتتاح والختام سيقاما بالمسرح الكبير
- الشراكة مع "تيك توك" مهمة لهذه الأسباب
في حوار خاص لـ "بوابة الأهرام" مع السيناريست والمنتج محمد
حفظي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، يتحدث فيه عن أهم ما حققه من إنجازات
على مدار أربعة سنوات في تاريخ توليته لرئاسة واحدًا من أعرق المهرجانات
الدولية، والذي انتقل به لمرحلة جديدة من التطوير ومواكبة لروح العصر؛ ما
رفعه أسهمه بالخارج وبات مسارًا لجذب أنظار صناع السينما محليًا وإقليميًا.
في هذا الحوار، يرد حفظي على الهجوم عليه ويؤكد على عدم
إلتفاته ومواصلة طريقه، ويتحدث عن أسباب اختيار النجمة نيللي للتكريم
بالدورة الجديدة الذي أثار تساؤلات البعض، وكيفية الاستفادة بالشراكة مع
منصة تيك توك كما يؤكد أن ميزانية الدورة الـ ٤١ كانت الأكبر في تاريخ
المهرجان، وأن أحد أسباب إلغاء قسم البانوراما المصرية تحفظه على مشاركة
أفلامه حاصدة الجوائز بها..تفاصيل آخرى في هذا الحوار
·
ذكرت في المؤتمر الصحفي أنك لم تكن تتوقع الاستمرار في
منصبك للعام الرابع على التوالي، هل هذا بسبب التحديات والصعوبات التي
واجهتك أم بشأن الهجوم المعتاد عليك والمطالبات بإستقالتك في ظل ما تقدمه
من دورات ناجحة؟
- ابدأ من الجزء الأخير، بالفعل هناك أكثر من مرة تعرضت
لحملات هجوم مختلفة لا أريد أن أقول أنها منظمة أو عشوائية، لكن ليس هذا
هو السبب الرئيسي فأنا يجدد لي في منصبي عام بعام أي أنني لست متعاقدا على
مدة محددة وبالتالي وجودي هنا بعد أربع سنوات يؤكد أنني صرت على المسار
الصحيح.
وسبق وواجهت صعوبات كثيرة، فهناك دورات دخلنها ونحن أمام
تحديات كبيرة مثل العام الماضي كما حدث في ظرف كورونا وتحديات السفر وصعوبة
التنقل في الحدود بخلاف مشاكل الميزانيات المتكررة وكيف نوفرها على سبيل
المثال.
·
ما تعليقك على الهجوم المستمر عليك والمطالبات باستقالتك؟
- بالرغم من وجود هجوم إلا أنه على الجانب الآخر، هناك
أيضًا احتفاء كبير يجعلني أتغاضى عن أي شى يضايق، ولا أحاول أن أتعامل مع
الأمور بحساسية، فأنا أعلم أنه في النهاية أي شخص في عمله لن يتمكن من
إعجاب الجميع وسواء النقد مبني على قناعة أو أسباب أخرى فأنا متقبله جدا
وأحاول معالجة أي أخطاء.
وهناك اختيارات لا يكون لها علاقة بالأخطاء لكنها لا تعجب
كل الناس أحيانًا، سواء على مستوى لجان التحكيم أو المكرمين واختيارات
الأفلام مثل الفيلم المصري الذي سيشارك لكن بشكل عام نفعل ما نراه صحيحًا
وفي الصالح العام ومن أجل تحقيق التوازنات المطلوبة.
·
ماذا تقصد بهذه التوازنات؟
- كان لدينا مستهدف منذ سنوات بزيادة الأفلام ومشاركة
المخرجات في أقسام ومسابقات المهرجان المختلفة أو في ملتقى القاهرة
السينمائي أو في لجان التحكيم ونجحنا فيها إلى حدًّا كبير، كذلك الاهتمام
بتغطية أكبر عدد من المناطق الجغرافية وألا نغفل مناطق على حساب آخرى مثل
الأفلام الإفريقية التي كانت تحمل تجاهل بشكل كبير وكذلك الأفلام الوثائقية
بمعنى أن نقدم تمثيل متنوع وشامل لكل المناطق والأنواع، حتى أن يكون هناك
قسم لعروض منتصف الليل التي توفر أنماط مختلفة من الأفلام التي تقدم في
المهرجانات مثل سينما النوع كالإثارة والرعب بشكل عام والتي بدأت كثير من
المهرجانات تهتم به على مستوى العالم.
·
ما هو أهم إنجاز حققته خلال الأربع سنوات الماضية؟
- نلعب دور كبير في صناعة السينما من خلال دعمنا
للسينمائيين المصريين والعرب، بالإضافة أننا قربنا للجمهور بشكل كبير،
وأصبحنا ذو تأثيرعلى الصعيد المحلي و الإقليمي والدولي، فنحن نرى عروض
أفلام عالمية تبدأ من مهرجان القاهرة وهذا إنجاز كبير وهام من وجهة نظري،
وهذا ما نعمل عليه دائمًا ونحاول تحسينه.
·
على ذكر ما ذكرناه عن الاختيارات التي يتحفظ عليها البعض،
لماذا كان اختيارتكريم نيللي بالرغم من تصنيفها كنجمة تلفزيونية بشكل أكبر؟
- عادة تجمعنا جلسات متعددة مع اللجنة الاستشارية للمهرجان
من أجل اختيار قائمة المكرمين التي نناقشها كثيرًا قبل الاستقرارعلى أي
اسم، ومن الحاجات التي جعلتنا نختار نيللي أنها مرتبطة دائمًا في ذهن الناس
بالفوازير ولكن الكثير تناسوا أو لا يدركون جيدًا لرصيدها الضخم من الأعمال
السينمائية ومنها أفلام كثيرة مهمة، وللأسف التلفزيون غطى على هذا الأمر.
وربما يساعد هذا التكريم أن يتذكر الناس مشوارها السينمائي
بشكل أكبر بخلاف أنها على مدار الفترة الماضية كانت نجمة بعيدة عن الأضواء
الإعلامية ولذلك شعرنا باستحقاقها لتسليط الضوء عليها وعلى رحلتها
بمشوارها، وعلى مجمل أعمالها وأن تظهر ثانية حتى لو قررت الاكتفاء بما
صنعته لكن هذا لا يغني عن تكريمها.
هذا بخلاف أننا نحب دائمًا أن نكرم الفنانين وهم بإستطاعتهم
القدرة على التفاعل من خلال ندوة ولقاء مفتؤح من الجمهور والنقاد والإعلام
أي أنها مشاركة ليس لمجرد ظهور فقط على المسرح للحديث عن أهم أعمالها
ورحلتها ووجهة نظرها في الساحة الفنية، وهناك كتاب هام سيصدر عن النجمة
يرصد مشوارها المميز.
·
الآن وبعد مرور ٤ سنوات من توليك لمنصب "رئيس مهرجان
القاهرة السينمائي" كيف تقييم تواجده ومنافساته مع المهرجانات العالمية؟
- بالتأكيد هناك منافسة مع مهرجانات آخرى كبيرة لديها
إمكانيات أكبر منا لكن احنا نقدر ننافس بإمكانيات تانية غير المادية ليس
فقط المتمثّلة في العراقة والتاريخ لكن في الإدارة الجيدة والاختيارات
المميزة في الأفلام والتكريمات.
هذا بخلاف التركيز على الصناعة ذاتها من خلال أيام القاهرة
لصناعة السينما وما نحاول أن نقدمه من خلال هذه البرامج بالإضافة إلى أن
الضيوف الذين يحضرون إلى هنا يشعرون بخصوصية المعاملة ودفء وهذا ليس له
علاقة بالميزانيات والإمكانيات فهم يشعرون بالترحيب وحسن المعاملة
والاهتمام بكل التفاصيل وبيحسوا أنه في جو من المرح والتواصل، وانك تخرجي
بعلاقات جديدة على المستوى المهني والاحترافي فهذا ما نحاول توفيره.
وأعتقد أن هذه الروح تجعل الضيوف يخرجون من هنا ويعودون
إلينا مجددًا ويتحدثون جيدًا عن المهرجان كما حدث في السنوات الأخيرة
ونستمع إليه في المهرجانات العالمية عندما نذهب إليها وهذا يشجعنا اننا
نكون حريصين على الاستمرار بنفس الطريق وحتى عندما يكون هناك إدارة جديدة
للمهرجان سواء أنا او آندرو محسن وغيرنا، فأنا أقوم بتكوين منظومة مبنية
على أفراد، وأتمنى أن يبدأوا يعملوا بشكل مؤسسي أكثر بنفس القيم والكفاءة
التي نحاول ترسيخها لذلك أرى أن دور الفرد هنا مهم جدًا من أصغر شخص لأكبره
أو من المتطوعين الذين نراهم في أماكن العرض أو مع الضيوف أوصناع الأفلام
وهذا ما نحاول الاهتمام به دائمًا.
·
هناك عدد من البرامج تم إلغاءها من جدولة المهرجان مثل
الواقع الإفتراضي، الدولة ضيف الشرف، البانوراما المصرية ، هل الميزانية
سببًا في ذلك؟
- ميزانيتنا هذا العام أكبر شوية من العام الماضي ، مقاطعة
"بوابة الأهرام" أقل من ٤٠ مليون؟
بالفعل أقل من هذا الرقم وعندما نقارن ميزانيتنا بآخرى من
المهرجانات العالمية فهي ضئيلة جدًا عشرات الآضعاف، فنحن نحاول تقديم عمل
مميز بإمكانيات محدودة وفي الوقت ذاته الفلوس ليست كل شيء فهناك عوامل آخر
ذكرنها من قبل تؤثر على نجاح المهرجان.
·
قسم البانوراما المصرية كان من أكثر برامج المهرجان تفاعلًا
على المستوى الجماهيري، بصراحة هل إلغاؤه بسبب اختيارات لأفلام جزء منها
قمت بإنتاجه وحصد العديد من الجوائز الدولية الهامة؟
- يضحك، بصراحة اه ممكن يكون هذا أحد الأسباب لكن السبب
الرئيسي كنّا عايزين نقلل عدد العروض والأفلام وكان الهدف الأساسي عندما
قدمنا هذا القسم أن نظهر للضيوف العالميين الذين يحضرون إلى المهرجان
"السينما المصرية" وتحديدًا الأفلام المهمة التي أنتجت في العام السابق.
·
على ذكر الضيوف، أنخفضت أعداد الحضور منهم بالعام الماضي،
فماذا عن الدورة الحالية؟
- في العام الماضي كان الضيوف الأجانب نصف العدد أو ٤٠
بالمئة تقريبًا "٢٠٠ ضيف" بعكس الدورة الـ ٤١ كنّا فوق الـ ٤٥٠ ضيفا ،
ويمكن زدنا شوية في عدد الضيوف هذا العام، لكن دعيني أؤكد أننا لم نصل
للأرقام التي وصلنا إليها في الدورة الـ٤١ على أي مستوى سواء من حيث
الميزانية أوالفعاليات أوعدد الضيوف فقد كانت أكبر دورة على جميع المستويات
وكانت مرهقة أيضًا على المستوى المادي، وفي العام الماضي حاولنا تسديد
الديون والتداعيات التي تراكمت من الدورة الـ "٤١".
وفي العام الماضي خفضنا الميزانية بسبب الكورونا وأن هناك
ضيوف أقل وكان لابد أن نتأقلم على الظروف التي نمر بها.
·
هناك شراكة مع منصة "تيك توك" هذا العام من خلال مسابقة
تقام ضمن فعاليات المهرجان، كيف ستكون معايير الاختيار خصوصًا وأن هناك
مرحلة سيكون التصويت فيها للجمهور الأمر الذي قد يحمل تحيزًا لبعض الأشخاص؟
- بعض المسابقات والجوائز تكون موازية وغير رسمية من شركاء
أو رعاة للجوائز أو المهرجان بشكل عام، ففي العام الماضي دخلت بعض المؤسسات
المدنية أو دولية مثل جائزة"NUT"،
وهنا تكون لجان تحكيمها هما اللي بيختاروها، وفي حالة "تيك توك" سيكون
بتصويت الجمهور، لذلك نحن لا نتحكم فيها بنسبة مائة بالمئة؛ لأنها جوائز
غير رسمية.
·
ماهي الاستفادة من هذه الشراكة مع تيك توك؟
- انا على قناعة أن صناع المحتوى في المستقبل سيحضرون من
منصات الديجيتال ومواقع التواصل الاجتماعي سواء تيك توك أو فيسبوك أو تيك
توك، فهم الذين سيتولون مهمة صناعة الأفلام والمسلسلات والبرامج، ومن
المميز أن نلقي الضوء على المواهب اللي ممكن يكونوا بيعملوا فيلمهم
بإمكانيات ضئيلة بالموبايل مثلًا لمدة ٣ دقائق على الشاشة لكن يحمل لغة
سينمائية مميزة تناقش أفكار بشكل جديد على المستوى السينمائي.
وبالعكس أرى أن التعاون مع "تيك توك" مبادرة جيدة وبها
استفادة لهم ولنا ولصناع أفلامها بعضهم من الممكن أن يتحول لصناع أفلام
تعرض تجاريًا أو تشارك في مهرجانات دولية.
·
هل كان لديك تدخلات هذا العام في اختيارات الآفلام؟
- لا إطلاقًا هذا العام، فصحيح هناك أفلام رأيتها لكن
المهمة تولها آندرو محسن "مدير المكتب الفني" كاملة بعكس العام الماضي كان
لدي تدخلات إلى حدًّا ما في الاختيارات.
·
أرى أن هناك تمثيل لبناني حاضر في العديد من لجان تحكيم
المسابقات، هل ذلك في إطار الدعم والمؤامرة للشعب اللبناني في ظل ما يمر به
من أوضاع؟
- الأمر جاء صدفة وليس توجيه منا، فدائمًا أختار أنا وآندرو
محسن "مدير المكتب الفني" أعضاء اللجنة الدولية، والأعضاء المصريين الذين
يتواجدون فيها يكونوا من قبل اختيار أعضاء اللجنة الاستشارية العليا لكن
مديرو المسابقات لديهم إستقلالية في اختيار أفلامه ولجان تحكيمه فمن الممكن
أن يكون مخرج مثل المخرج هادي زاكاك في مسابقة "آفاق السينما العربية"
وخالد مزنر في المسابقة الدولية صدفة ولا يوجد ما يمنع أن يكون هناك عضو
لبناني في أكثر من مسابقة.
·
إلى مدى كان هناك أهمية لتغيير شكل المكتب الفني هذا العام
وتحديدًا أيام القاهرة لصناعة السينما والتي وجه لها كثير من الإنتقادات؟
- كما نقول أن التغيير بعد عدد من السنوات أمر صحي،
فالأشخاص الذين قاموا بدور جيد ولديهم مساحة لتولي مسئولية أكبر فأنا أدعم
هذا الإتجاه، وربما يكون التغيير لأسباب شخصية من علياء زكي لأسباب لها
علاقة بإنشغالها بأعمال آخرى، وأرى أن مسئولة أيام القاهرة ميريام دغيدي
ومديرها شادي زين الدين، يقومون بعمل جيد في هذا الصدد.
وعلى الجانب الآخر، تولى آندرو محسن هذا العام مسئولية
كبيرة "مدير المكتب الفني" لكن كل واحد بالفعل له بصمة ودور، حتى الناس
الجديدة التي عملت معنا هذا العام من المبرمجين مثل ماجي مرجان ويوسف هشام
للعام الثاني على التوالي يلعبون دور مهم بخلاف مديرين المسابقات مثل مروان
عمارة الذي كان له دور في السنوات الماضية في مسابقة أسبوع النقاد وللمرة
الأولى يتولى مهمة برنامج مسابقة الأفلام القصيرة، وصحيح كل مدير مسابقة
لديه إستقلالية لكن في النهاية هناك تنسيق وعمل جماعي بحيث نصل لأفضل
النتائج.
·
أقيم حفلي الافتتاح والختام في العام الماضي بمسرح النافورة
فما الوضع هذا العام؟
- الحفلان سيتم إقامتهم بالمسرح الكبير بدار الأوبرا
المصرية في عودة إليه كما كنّا في السنوات الماضية. |