·
نيللى تؤكد على عدم اعتزال التمثيل بعد استلام «الهرم
الذهبى».. ولمسة وفاء من كريم عبدالعزيز لأسرته وعرفة وحامد
·
خالد الصاوى يقدم فقرة عن ثقافة الاختلاف في أول ظهور بعد
تعافيه من أزمته الصحية.. واختلاف حول مشاركة على ربيع
·
«أوسكارزيما»
تضفى أجواء مبهجة بعزف موسيقى «الحياة معجزة» لكوستوريتسا
.. وهند عبدالحليم تغنى «سينما الحياة» على ألحان هانى شنوده
ردود فعل متباينة، شهدها حفل افتتاح الدورة 43 لمهرجان
القاهرة السينمائى الدولى، والتى أقيمت أمس، بالمسرح الكبير لدار الأوبرا
المصرية، فبينما نظر البعض لنصف الكوب الملآن، وأبرز الإيجابيات والعناصر
التى نالت إعجاب ضيوف الحفل، حرص آخرون على التوقف عند السلبيات، مثل المط
والتطويل في الاسكتشات والكلمات، وإلغاء عرض فيلم الافتتاح بشكل مفاجئ،
وبدافع الغيرة والحب، شعروا أن الحفل جاء أقل من التوقعات، خاصة أنه أقيم
بعد 24 ساعة فقط من احتفالية الأقصر التى أبهرت العالم.
بدأ الحفل فى التاسعة والربع مساء، بالسلام الوطنى، تبعه
عرض فيديو يضم مشاهد لأبرز أفلام السينما المصرية على مدار تاريخها، قبل أن
يصعد الفنان خالد الصاوى إلى خشبة المسرح فى أول ظهور له بعد تعافيه من
أزمته الصحية الأخيرة، ليقدم حفل افتتاح المهرجان للمرة الثانية، حيث كان
قد شارك من قبل فى تقديم الدورة 41.
ظهور «الصاوى» لم يكن عابرا، ولكن لتقديم «اسكتش» يدعم
ثقافة الاختلاف، مؤكدا خلال كلمته على أن الاختلاف فى الحياة بشكل عام
نعمة، والسينما المصرية تستوعب كل الاختلافات، ورغم عرض المهرجان «فيديو»
يجمع أشهر الفنانين غير المصريين فى السينما المصرية، إلا أن كثيرا من
الحضور شعروا أن «الاسكتش» يستدعى حالة الانقسام التى صاحبت عرض فيلم «ريش»
بمهرجان الجونة السينمائى قبل شهر تقريبا.
توقع الجميع أن ينتهى ظهور الصاوى مع نهاية عرض الفيديو،
بكلمات أغنية فيلم «حدوتة مصرية»، التى تقول: «لا يهمنى اسمك لا يهمنى
عنوانك يهمنى الإنسان ولو ما لوش عنوان»، خاصة أن «الصاوى» ختمها بجملة «هى
دى حدوتة السينما المصرية»، ولكن فوجئ الحضور بظهور الفنان الشاب على ربيع
الذى اشتهر بأدائه الكوميدى فى «مسرح مصر»، ليبدأ اسكتش آخر، البعض أحبه
لقدرته على انتزاع الضحكة، والبعض الآخر لم يستلطفه ورأى أنه لم يكن له
مكان فى افتتاح مهرجان دولى.
ظهر «ربيع» مستغلا اسكتش ثقافة الاختلاف، ليتحدث بشكل ساخر
مع «الصاوى» عن تجاهل دعوته من المهرجانات، مؤكدا أنه لم يحضر مهرجان
سينمائى فى حياته، ودار حوار طويل يبدو وكأنه ارتجالى، تناولا فيه المشكلة،
قبل أن ينصحه «الصاوى» بأنه إذا كان يريد أن يحضر المهرجانات، فلابد أن
يتعرف على محمد حفظى منتج أفلام المهرجانات، أو الفنانة يسرا، وهنا يتوقف
«ربيع» عن مواصلة الحوار مع «الصاوى» ويقرر أن يستغل فرصة وجوده لأول مرة
فى مهرجان القاهرة، ليلتقط صورة مع الفنانة يسرا، ورأى أنه محظوظ أكثر
بوجود الفنانتين ليلى علوى وإلهام شاهين، بجوارها.
عقب انتهاء الاسكتش، صعد رئيس المهرجان محمد حفظى إلى
المنصة، ليبدأ كلمته بممازحة على ربيع، قائلا: «عايز أقول إنى بطلت أفلام
مهرجانات والفترة القادمة عايز أنتج أفلام تجيب فلوس».
وبدأ «حفظى» حديثه، بتوجيه التحية لكل من شارك فى تنظيم
احتفالية الأقصر، مؤكدا: «رغم أننى كنت مشغولا جدا بالتحضير لافتتاح
المهرجان، ولم أشاهد احتفالية طريق الكباش بالكامل، لكننى فخور جدا إن
لدينا فنانين قادرين على صناعة حدث بهذا الشكل.
وقال «حفظى» إن حفل طريق الكباش أحد عناصر القوى الناعمة
لمصر، مثل مهرجان القاهرة السينمائى، وأم كلثوم، ونجيب محفوظ، ويوسف شاهين،
ومحمد صلاح، مشيرا إلى مكانة السينما المصرية فى العالم ومكانة المهرجان
على خارطة الفعاليات المتخصصة، كما قدم الشكر للدولة المصرية ووزارة
الثقافة على ثقتها ودعمها للمهرجان، قبل أن يقدم تحية لأرواح الفنانين
الراحلين خلال العام الماضى، عبر فيديو تفاعل معه الحضور بالتصفيق الحار.
وحرص حفظى على توجيه التحية لكل رؤساء المهرجان السابقين،
ومنهم عزت أبو عوف، وسمير فريد، وماجدة واصف، وكمال الملاخ وسعد الدين
وهبه، بالإضافة إلى حسين فهمى الذى كان متواجدا بين الحضور، وقدموا له
التحية.
كما قدم التحية أيضا لكل من واجه أزمة كورونا خلال العامين
الماضيين، وقرر أن يصنع فيلما، خاتما كلمته بجملة «السينما هتفضل مكملة».
من جهتها، قالت وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم، إن
مهرجان القاهرة، ولد كبيرا وتخطى صعابا وتحديات، قبل أن يشهد فى دوراته
الأخيرة تحديثا وتطويرا كبيرا أعاده أكثر شبابا ليؤكد أحقيته فى الحصول على
لقب المهرجان العربى الوحيد ضمن مهرجانات الفئة
A
فى تصنيف الاتحاد الدولى للمنتجين.
وأوضحت «عبدالدايم»، أن المهرجان خلال الدورات الأخيرة حظى
بدعم وافر من الدولة المصرية بجميع أجهزتها تنفيذا لتوجيهات الرئيس
عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، بمنح جميع الإمكانات للفعاليات الفنية
والثقافية المعبرة عن وجه مصر الحضارى ودعم القيادات الشابة، وذلك تأكيدا
على الإيمان بالدور الذى تقوم به السينما لتحقيق التواصل بين الثقافات
المختلفة وحفاظا على مكانة مصر باعتبارها قبلة للفنون والإبداع فى العالم.
ووجهت وزيرة الثقافة، التحية لرئيس وفريق عمل المهرجان، على
جهدهم المبذول لتخرج الدورة الثالثة والأربعون للنور بصورة مشرقة تليق باسم
مصر مرحبة بضيوفها واختتمت كلمتها بـ«تحيا مصر... عاصمة السينما العربية».
عقب كلمة وزيرة الثقافة، كان هناك استقبال مبهج لرئيس لجنة
تحكيم المسابقة الدولية المخرج الصربى العالمى إمير كوستوريتسا، حيث
استقبلته فرقة أوسكارزيما، بعزف موسيقى فيلمه
(الحياة
معجزةــ
life is a miracle)،
ومع صعوده إلى خشبة المسرح ضجت القاعة بالتصفيق وقوفا تقديرا واحتراما
لقيمته الفنية عالميا، قبل أن يوجه كلمة، عبّر خلالها عن سعادته للمشاركة
فى مهرجان القاهرة، مؤكدا: «خلال رحلتى مع الازدحام المرورى كنت أشعر
بنبضات القاهرة، لذلك أشعر بالخجل أن العمر مر به دون أن يزور مصر، متمنيا
ألا تكون الأخيرة».
وتابع: «كثير من الناس يريدون دخلون الجنة، ولكن لا أحد
يتمنى أن يموت»، مطالبا الجميع بالتفكير فى صناعة فيلم بدلا من التفكير
بالموت، خاتما كلمته: «الفيلم هو الوسيلة الأفضل لوقف الوقت والسفر إلى
عوالم أخرى.. وعندما تتحرك السينما فإنه لا يمكن وقف القطار».
عقب كلمة رئيس لجنة التحكيم، صعد الموسيقار الكبير هانى
شنوده إلى خشبة المسرح، ليعزف على البيانو أغنية المهرجان «سينما الحياة»،
والتى قامت بغنائها الفنانة هند عبدالحليم.
وعقب انتهاء الأغنية، مازح «شنوده» الحضور بكلمة سريعة قال
فيها: «قاعد على قلبكم وهفضل أعمل ألحان وهعمل موسيقى تصويرية وألحان وهخش
فى الراب كمان».
وعبّر عن سعادته بالعزف فى افتتاح المهرجان، مؤكدا على أنه
عزف فى العديد من الدول، لكن العزف على مسرح دار الأوبرا المصرية وبمهرجان
القاهرة كان حلما بالنسبة له، قبل أن يختتم كلمته قائلا: «كنت أتمنى ربنا
يعملى يد ثالثة علشان أرد تحيتكم لأن اتنين مش كفاية».
وخصص المهرجان الفاصل الأخير فى حفل الافتتاح للتكريمات
الرسمية، والتى بدأت بصعود الفنانة منى زكى إلى خشبة المسرح لتسلم زميلها
الفنان كريم عبدالعزيز جائزة فاتن حمامة للتميز، والتى عقّب عليها قائلا:
«أحمد الله على التوفيق، حتى وقفت أمامكم اليوم مكرما فى مهرجان بلدى»،
متوجها بالشكر لأسرته المكونة من والدته وزوجته، بالإضافة إلى والده المخرج
الكبير محمد عبدالعزيز، الذى عرّفه بالأستاذ والصديق، قبل أن يقدم له
الحضور التحية.
وقال «عبدالعزيز» إن فرحته بالتكريم لثلاثة أسباب، أولها
أنه من مهرجان الدولة، وثانيها أنه يحمل اسم سيدة الشاشة العربية فاتن
حمامة، وثالثها، أن من سلمته له رفيقة رحلته الفنية منى زكى، مؤكدا أن أول
بطولة له فى السينما كانت أمامها قبل 24 عاما، ومنذ هذا التاريخ وهما
أصدقاء.
وختم «عبدالعزيز» كلمته بأنه شكر الله على أن جيله تربى على
يد أساتذة علموه احترام الشغل، فاحترمه الجمهور، مرجعا الفضل فى رحلته لأول
من آمنا به ومنحاه الفرصة الكاتب الراحل وحيد حامد، والمخرج شريف عرفة.
كان مسك الختام بصعود الفنان الكبير سمير صبرى، إلى خشبة
المسرح لتقديم تكريم جائزة الهرم الذهبى التقديرية إلى الفنانة الكبيرة
نيللى، ليكشف عن أن أول عمل لها بالفن كان من خلال مسلسل إذاعى، شاركت فيه
بصوتها دون أن يعرفها أحد أمام موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، ولشدة جمال
صوتها ورقتها، طالب مجلس الشعب حينها بوقفه.
وفور ظهور نيللى على خشبة المسرح، وقف كل من بالقاعة
احتراما وتقديرا وتحية لها ولمشوارها الكبير، ليسلمها «صبرى» باقة من الورد
إلى جانب الجائزة، قبل أن يدور بينهما حوار عفوى ارتجالى، كشفت عبره أنها
لم تعتزل التمثيل وإنما اختارت الابتعاد برغبتها، ولذلك ترفض كل العروض
التى تأتيها.
وحرص صبرى على أن ينهى حديثه مع نيللى بغنائهما أغنية
«مبروك للعروسة» من فيلم «أهلا يا كابتن».
وقد تفاعل كثير من النجوم على مواقع التواصل الاجتماعى مع
حفل الافتتاح وتكريم نيللى وكريم عبدالعزيز، ومنهم الفنانة شريهان التى
كتبت عبر حسابها بموقع «تويتر»: «انطلق مهرجان القاهرة، وأراه بقلبى ونفسى
هذا العام، مهرجانا استثنائيا بتكريم حبيبتى الرائعة على جميع المستويات
القيمة الإنسانية والفنية النجمة نيللى، والنجم الرائع المبدع حبيبى
الموهوب موهبة غير عادية والسهل الممتنع كريم عبدالعزيز».
وكان من المنتظر عقب انتهاء الحفل، عرض فيلم «المسابقة
الرسمية ــ
Official Competition»،
إخراج ماريانو كوهن، جاستون دوبرات، من إسبانيا والأرجنتين، وبطولة
بينيلوبى كروز، أنطونيو بانديراس، وأوسكار مارتينيز، ولكن فوجئ الحضور،
بعدم عرض الفيلم، دون توضيح السبب من المهرجان، الذى اكتفى بتنويه من مقدمة
الحفل منى عبدالوهاب، أن الفيلم سيعرض فى اليوم التالى، وهو ما أزعج عددا
من النقاد الذين حضروا الافتتاح خصيصا لمشاهدة هذا الفيلم. |