"بنات
عبدالرحمن" فيلم أردني يعالج مشكلات التمييز بين الجنسين
الفيلم الأردني يطرح العديد من القضايا النسوية الشائكة مثل
العنف الأسري وزواج القاصرات.
القاهرة- بعد
خمسة أفلام قصيرة ومشوار ممتدّ في المجال التلفزيوني قرّر المخرج الأردني
زيد أبوحمدان خوض تجربته الروائية الأولى مع فيلم “بنات عبدالرحمن” الذي
استغرق الإعداد له سبع سنوات ويتصدّى بشكل رئيسي لقضايا المرأة العربية.
والفيلم بطولة صبا مبارك وحنان حلو وفرح بسيسو ومريم باشا
وخالد الطريفي والطفلة ياسمينة العبد، وجاء عرضه العالمي الأول في مهرجان
القاهرة السينمائي الدولي، حيث يشارك في المسابقة الرسمية للدورة الثالثة
والأربعين.
ويتناول الفيلم قصة الرجل المسن عبدالرحمن الذي يملك مكتبة
صغيرة في منطقة الأشرفية بالعاصمة الأردنية عمّان وتوفيت زوجته بعد أن
أنجبت له أربع بنات، بينما يلصق هو بنفسه كنية “أبوعلي” في إشارة إلى الولد
الذي يظل يحلم به طوال عمره.
◄
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الحالية أربع
مسابقات رئيسية على رأسها المسابقة الدولية للأفلام الروائية والوثائقية
وتعيش كل واحدة من بنات عبدالرحمن حياة مختلفة تماما عن
الأخرى، الكبرى هي زينب التي كانت تحلم بدخول معهد الموسيقى، لكنها دفنت
موهبتها خلف أكوام الملابس التي تخيطها بعدما تحوّلت إلى خيّاطة الحي لضعف
عائد مكتبة أبيها الذي تكفّلت برعايته لعدم زواجها.
أما الثانية فهي آمال التي تزوّجت في سن صغيرة وانتقبت
وأنجبت عددا من الأطفال، لكنها تعيش مقهورة مع زوج يعنفها بشكل دائم ويريد
تزويج ابنتهما الصغرى وهي في سن الخامسة عشرة.
والثالثة هي سماح التي استطاعت الزواج من رجل ثري حقّق لها
المستوى المعيشي المناسب، لكنها لم تنجب منه لسنوات وتشكّ فيه دائما،
لتكتشف في نهاية الأمر أنه مثلي الجنس.
أما الرابعة فهي ختام التي تسبّبت في حسرة كبيرة لأبيها
بعدما سافرت إلى دبي للعيش مع صديقها دون زواج، وهو الأمر الذي جعل الأسرة
كلها تعيش منكسة الرأس في الحي ودفع شقيق الأب إلى مقاطعته.
ومع التقاء البنات الأربع في بيت الأب للمرة الأولى منذ
سنوات يكتشفن أنه خرج ولم يعد لتبدأ رحلة بحث طويلة عنه تحمل الكثير من
الشجار والمفارقات، وتكون في الوقت نفسه فرصة لكل منهنّ لإعادة النظر في
حياتها واتخاذ قرارات جريئة لتعديل مسارها.
زيد أبوحمدان: لا
نية لنا للهجوم على الرجال في الفيلم، لكننا نحكي قصة بنات
وفي إطار الحكي الرئيسي عن الأسرة والعادات والتقاليد
وتحديدا تربية البنات في المجتمعات العربية يعرّج الفيلم على قضايا شائكة
مثل العنف الأسري وزواج القاصرات والتمييز بين الجنسين والنقاب.
وقال مخرج الفيلم زيد أبوحمدان إنه استوحى الفيلم من بيئته
الاجتماعية المحيطة ومشاهداته وهو صغير في الأردن قبل السفر إلى الولايات
المتحدة حيث عاش هناك لعدة سنوات.
وأضاف أنه عكف على إعداد وكتابة الفيلم على امتداد خمس
سنوات، بينما استغرق التحضير للعمل عامين قبل عرضه العالمي الأول بمهرجان
القاهرة السينمائي الذي انطلق الجمعة.
وقال “لم تكن هناك أي نية للهجوم على الرجال في الفيلم، هذا
ليس هدفنا كتابة أو إخراجا أو إنتاجيا، لكننا نحكي قصة بنات، وإذا كانت
هناك نماذج سلبية لرجال فربما هذه فرصة للبعض لإعادة النظر بدورنا نحن
الرجال في المجتمع”.
وأضاف “أتمنى من كل شخص يشاهد الفيلم أن يقف دقيقة مع نفسه
ويفكّر بوالدته بطريقة مختلفة، ليس كسيدة محبة ترعاه وتهتمّ بشؤونه، لكن
يفكّر فيها كإنسانة.. هل هي سعيدة؟ هل حقّقت أحلامها؟ هل أحبت حياتها؟”.
وأشار إلى أن انضمام منتجات تحديدا للفيلم ومشاركة بطلات
العمل في المرحلة النهائية للإعداد ساعده على تقديم حكايته بشكل أفضل
وتفاصيل نسائية أكثر صدقا.
ويضمّ مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الحالية
أربع مسابقات رئيسية، على رأسها المسابقة الدولية للأفلام الروائية
والوثائقية، حيث تتنافس فيها هذا العام ثلاثة عشر عملا منها الفيلم المصري
“أبوصدام” والتونسي “غُدوَة” والفرنسي “رقيق” والأرجنتيني “سبعة كلاب”
والذي تدور أحداثه حول شخصية “إرنستو” الذي يعيش مع كلابه السبعة في مبنى
سكني بمدينة قرطبة بالأرجنتين، ويدير روتينه اليومي حول احتياجات حيواناته
الأليفة ومشاكله الصحية والمالية.
وينظم جيران إرنستو جلسة ويحثونه على إخراج حيواناته
الأليفة من الشقة، إلاّ أنه لا يريد العيش دون كلابه، ولا يمكنه تحمل
تكاليف الانتقال إلى مكان آخر، وبفضل تعاطف الأشخاص الذين يعانون أيضا من
الوحدة، ويتشاركون كل يوم في مساحات مشتركة تربطهم ببعضهم البعض، يجد
إرنستو طريقة لحل الخلاف.
وتشمل جوائز المسابقة الدولية الهرم الذهبي لأفضل فيلم
ويمنح للمنتج، والهرم الفضي لأفضل مخرج، والهرم البرونزي لأفضل عمل أول أو
ثان ويمنح للمخرج، بالإضافة إلى جوائز لأفضل ممثل وأفضل ممثلة وأفضل
سيناريو وأفضل مساهمة فنية.
أما بالنسبة إلى المسابقة الدولية للأفلام القصيرة، فتضم
اثنين وعشرين فيلما منها “ولا حاجة يا ناجى، اقفل!” من مصر، و”قصيدة لقرية
نائية” من الصين، و”زهور البراري” من المكسيك، و”الدوران الثالث” من
البرتغال و”هابي تاون” من كولومبيا.
ومن بين الضيوف الذين حلّوا على الدورة الجديدة من المهرجان
المنتج والموزّع السينمائي اللبناني ماريو جونيور حداد الذي تدير عائلته
شركة إنتاج أفلام منذ أكثر من مئة عام وتمتلك دور عرض في لبنان والعراق
والسعودية.
محمد حفظي: لدينا
إصرار كبير على أن تعود الحياة إلى طبيعتها
وقال المنتج اللبناني “إن مهرجان القاهرة أهم مهرجان في
الشرق الأوسط، لأنه أقدمها وأعرقها، ومصر هي أساس الإنتاج السينمائي في
البلدان العربية”، مضيفا أن إقامة المهرجان على الرغم من كوفيد – 19
والظروف التي يمرّ بها العالم العربي هو “إنجاز مهم”.
وتعرض الدورة الثالثة والأربعون للمهرجان حوالي مئة فيلم من
ثلاث وستين دولة، وهو ما يمثل زيادة ملحوظة في عدد الأفلام مقارنة بالعام
الماضي.
ويعقد المهرجان الذي انطلقت فعالياته في الفترة الممتدة بين
السادس والعشرين من نوفمبر الجاري والخامس من ديسمبر القادم تحت رعاية
وزارة الثقافة المصرية.
وقال رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي محمد حفظي إن
“زيادة عدد الأفلام بالمهرجان هذا العام يرجع إلى عودة الحياة الطبيعية
تدريجيا نظرا إلى نجاح الإجراءات الاحترازية ضد فايروس كورونا في مصر
وتوافر اللقاحات”.
وأضاف حفظي “لدينا إصرار كبير على أن تعود الحياة إلى
طبيعتها، وقد بدأت دور العرض في العمل بكامل طاقتها.. وبدأت المهرجانات هذا
العام في العودة إلى النشاط وتقام على أرض الواقع وليس بشكل افتراضي”.
وأوضح أن هذا العام شهد زيادة في عدد الأفلام المشاركة وعدد
الضيوف بشكل كبير مقارنة بالعام الماضي، وأيضا زادت الفعاليات، وقال “لدينا
أفلام على مستوى عال جدا”، مؤكّدا أن هناك حالة من التشبث بحب السينما.
ويعدّ مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي تم إطلاقه في
عام 1976 والمصنف ضمن الفئة “أ” من قبل الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي
الأفلام، أقدم مهرجان سينمائي سنوي في العالم العربي وأفريقيا والشرق
الأوسط. |