أوضح في ندوة على هامش مهرجان القاهرة السينمائي أن المسرح
لا يحبه وكشف عن نصيحة فاتن حمامة له
كريم عبد العزيز ممثل
مصري لم يختلف على موهبته الجمهور أو النقاد، واستطاع تحقيق المعادلة
الصعبة بنجاح كبير، حيث قدم أعمالاً فنية مميزة حظيت بنجاح شعبي وجماهيري
في الوقت نفسه، واستطاعت تحقيق إيرادات ضخمة.
وعلى مدار أكثر من 24 عاماً قدم كريم نحو 20 فيلماً
سينمائياً، أبرزها "اضحك الصورة تطلع حلوة"، و"حرامية في تايلاند"،
و"الباشا تلميذ"، و"واحد من الناس"، و"محطة مصر"، و"الفيل الأزرق"، و"ليه
خليتني أحبك"، و"فاصل ونعود"، و"نادي الرجال السري"، و"البعض لا يذهب
للمأذون مرتين"، بالإضافة إلى عدد من المسلسلات، مثل "الهروب"، و"الزيبق"،
و"وش تاني"، و"الاختيار".
وحصل كريم على جائزة فاتن
حمامة تقديراً
لمشواره الفني في الدورة الـ43 لمهرجان القاهرة السينمائي.
أعظم حدث
قال كريم عبدالعزيز في تصريحات خاصة لـ"اندبندنت عربية"،
إنه "لم يسعَ للتكريم في أي مكان، لكن التكريم يشعره بالفخر، وبأن رحلته
الفنية كانت مثمرة، والناس يقدرونها، وهذا أهم شيء، لأنه يشعر بأن ما قدمه
له قيمة في أعين الآخرين، وتكريمه في مهرجان القاهرة تحديداً، وبجائزة سيدة
الشاشة العربية، فاتن حمامة، يعتبره أعظم حدث في تاريخه الطويل الذي يقترب
من ربع قرن، بخاصة أن المهرجان عريق، ويمثل مصر رسمياً، والجائزة باسم نجمة
النجوم في أعين كل صناع الفن في الوطن العربي، وهي السيدة فاتن حمامة".
وقد أقيمت ندوة على هامش المهرجان لتكريم عبدالعزيز وسط
مشاركة جماهيرية وفنية كبيرة، وحضرها رئيس المهرجان محمد حفظي، والممثل
أحمد الفيشاوي، والسيناريست تامر حبيب، والممثلة بشرى، والمخرج مروان حامد،
والمنتج محمد العدل، وعدد كبير من صناع الفن في مصر والعالم، وجهات إعلامية
متعددة. وأدار الندوة الناقد طارق الشناوي.
عائلة فنية
أشار كريم إلى أنه استفاد كثيراً من بيئته التي نشأ فيها،
حيث إن والده المخرج الكبير محمد عبدالعزيز الذي يعتبره نعمة في حياته،
لأنه تشرّب الفن منذ صغره، كما أنه شعر بخوف والده عليه منذ البداية، ولكنه
درس الإخراج، وهذا أفاده جداً في رحلته كممثل، ومع ذلك نفى أن يكون لديه أي
مشروع كمخرج على الرغم من أنه يحلم بذلك، ولم تمُت الرغبة داخله يوماً.
وكشف عن أنه كان يحلم أن يعمل مع الفنان عادل إمام والفنان
الراحل محمود عبدالعزيز والفنان الراحل أحمد زكي، مؤكداً أنه تربّى على
أفكارهم الثقافية والفنية والسياسية.
وقال إنه لو أراد أن يقدم أحد الأفلام التي جسّدها الفنان
عادل إمام، فسيكون "انتخبوا الدكتور سليمان عبدالباسط"، لأن عادل إمام تفوق
على نفسه، وقدّم شخصية مُغايرة لكل الشخصيات التي قدّمها من قبل، وكان
العمل من إخراج والده محمد عبدالعزيز.
أوضح أنه تمتع بدفء وجود النجوم الكبار، وهذا من حسن حظه في
بدايته في فيلم "اضحك الصورة تطلع حلوة" مع المخرج شريف عرفة والفنان
الراحل أحمد زكي والفنانة الراحلة سناء جميل والكاتب الكبير وحيد حامد،
مؤكداً أن "هذا توفيق من الله، بخاصة أن المخرج مروان حامد هو من عرض عليه
المشاركة في هذا الفيلم"، وتعرف على المخرج شريف عرفة الذي أعطاه دوراً
كبيراً لم يحلم به في بدايته بفضل الثقة فيه.
وحول الفيلم الذي لو عاد به الزمن سيعيد تنفيذه من أفلامه
التي قام ببطولتها، قال، "صراحةً، أتمنى أن أعيد أفلامي كلها، وإذا سألت أي
ممثل سيقول ذلك، فنحن نجسد أدواراً، وبعد مرور وقت نتغير، وننضج، ونشعر
بأننا كان من المفترض أن نؤدي بشكل أفضل، فالزمن يغير الناس وأذواقهم
وقدراتهم".
صعوبات وقواعد
تحدث كريم عن الصعوبات التي تعرض لها في بدايته، وقال إن
"أي بداية للطريق تكون صعبة، والمهم أن تركز في هدفك، وتحاول أن تجتهد،
وتؤمن بنفسك، حتى تصل إلى ما تتمناه بصبر وَتَرَوٍّ". وأشار إلى أن "أي عمل
له صعوبات، لكن الفنان لكي ينجح يجب عليه احترام المواعيد والالتزام، وأن
تبني نفسك، وتدرس، وتقدم أعمالاً جيدة، ثم تحافظ على ذلك، ثم تختار أعمالاً
مميزة، حتى تحافظ على ما قدّمته".
وأوضح أنه في البداية قدّم أدواراً كوميدية ورومانسية،
وفجأةً وجد الكثير من الأدوار التي تعرض عليه في السياق نفسه، لكنه كان
يعتذر بلطف، على الرغم من أنه كان في البداية، وكان يجب أن يكون منتشراً
وموجوداً، لكنه فضّل التنوع الكيفي عن الوجود الكمّي منذ أول طريقه.
وعن عدم وجوده في المسرح، قال إنه قدّم مسرحية واحدة فقط،
وهي "حكيم عيون" مع الفنان الراحل علاء ولي الدين، موضحاً أن المسرح لا
يحبه، وفكرة الالتزام كل يوم لم تحبه.
عمليات التجميل
وتساءل بعض الحضور عن طرق كريم عبدالعزيز للحفاظ على وسامته
وآثار التقدم في العمر بوسائل مثل عمليات التجميل، فرد قائلاً، "إنه متصالح
مع نفسه، ولا يشعر بتغيرات عمرية كبيرة، بل هو راضٍ بكل شيء، ويحب مظهره،
ولا يجد أي إزعاج. والرجل لا يميزه جماله، وإن الرجل له معايير أخرى، وإن
العمر لا يفرق معه". وأكد أنه كفنان لا يخشى التقدم في العمر، ولن يجرى
عمليات تجميل، فالفنان في النهاية له رسالة يقدمها هي التي تبقى، وليس
الشكل.
وأضاف أنه في البداية التفت إليه البعض لوسامته، لكنه لم
يرغب أن يعتمد على شكله، وكان حريصاً على ذلك طوال مشواره الفني.
وعن أعماله القليلة في الدراما قال كريم عبدالعزيز، إنه
يعشق السينما مع تقديره للدراما، لكنه درس الإخراج السينمائي، ويرغب أن
يعمل سينما أكثر. وأشار إلى أن فيلم "الفيل الأزرق" أكثر فيلم تأثر به
نفسياً بشكل كبير.
أدوار الشر
وعن القضايا والأدوار التي يتمنى تقديمها قال إنه لم يقدم
أدوار الشر حتى الآن، ويستفزه جداً أن يقدم عملاً شريراً ليرى نفسه فيه
بشكل جديد، كما أكد أن القضية التي يريد أن يقدمها في السينما هي قضية
التحرش، لأنها قضية مهمة بالنسبه إليه. كما أعلن عن شغفه فى تقديم الأدوار
التاريخية والدينية، وإن عُرضت عليه سينفذها فوراً، لأنه لم يقدم تلك
النوعية من قبل.
السينما السعودية
ورداً على سؤاله هل يمكن أن يشارك بفيلم سعودي،
قال، "أرحب جداً بالفكرة، وليس لديّ أي مانع من التجربة، فأنا أحب
المغامرة، وأعشق السينما وأفكارها المتجددة".
وعن أعماله الجديدة، قال كريم عبدالعزيز، إنه يصور حالياً
شخصية أحمد عبدالحي كيرة في فيلم "كيرة والجن"، من إخراج مروان حامد،
وبطولته مع أحمد عز، وهند صبري، كما أنه يُحضّر لمسلسل "الاختيار"، الجزء
الثالث، بمشاركة أحمد عز وأحمد السقا، كما يستعد أيضاً لتقديم فيلم سينمائي
عام 2022 مع المخرج والمنتج وائل عبدالله الذي تعاون معه في الكثير من
الأعمال.
وعن الجزء الثاني من مسلسل "الزيبق"، قال كريم، إن تكلفته
ضخمة، وهو في الطريق إلى تصويره. وأشار إلى أنه تعاون مع معظم المخرجين،
بدايةً من شريف عرفة، ومروان حامد، وأحمد نادر جلال، وساندرا نشأت، وأن كل
مخرج له بصمته التي أثرت فيه، واستفاد جداً منه في مشواره الفني.
نصيحة فاتن حمامة
وعن اختفائه الدائم من المناسبات الفنية، قال إن النصيحة
التي قالتها له الفنانة الراحلة فاتن حمامة كانت أن يقلل من ظهوره في
المناسبات، وهو بالفعل اتّبع نصيحتها، ولا يرغب في الظهور في الإعلام، إلا
لو كان لديه أعمال فنية جديدة. |