ظافر العابدين: «غدوة» يعكس الوضع الحالى فى بلدى تونس
حوار ــ محمد عباس:
•
عرض الفيلم بمصر كان مهمًا بالنسبة لى.. «القاهرة
السينمائى» عوضنى عن رفضه فى أيام قرطاج
•
خوض الإخراج حلم لم يفارقنى يوما.. وعملى كمساعد فى البداية
منحنى الكثير من الخبرات
•
كتبت قصة الفيلم عن تجربة شخصية مع شقيقى.. و«حبيب» شخصية
مركبة تجسد المعاناة
•
أنتظر طرح «العنكبوت» بدور السينما.. والجزء الثالث من
«عروس بيروت» على الشاشة الصغيرة
قدم الفنان ظافر العابدين نفسه للجمهور كمخرج وسيناريست
لأول مرة مع فيلم «غدوة»، وتأكدت تجربة النجم التونسى الأولى فى هذا
الاتجاه مع فوزه بجائزة النقاد «جائزة فيبريسى» من مهرجان القاهرة
السينمائى الدولى فى دورته الـ43.
وبعد الجائزة التقت «الشروق» بظافر العابدين الذى كشف عن سر
توجهه للإخراج، والصعوبات التى واجهته فى فيلمه الأول، وتحدث عن تطلعاته
للمستقبل، ومشروعاته المقبلة.
·
فى البداية سألناه.. كيف استقبلت حصول فيلم «غدوة» على
جائزة فيبريسى.. وكيف ترى ردود الفعل حول عرض الفيلم؟
أجاب: سعيد وفخور جدا بحصولى على جائزة بهذه الأهمية من
مهرجان هو الأعرق فى المنطقة العربية، خاصة وأن هذا أول فيلم لى كمخرج
ومؤلف، وردود الأفعال كانت رائعة والجمهور تفاعل مع الفيلم بشكل كبير، حتى
إن تذاكره نفدت فور إتاحتها بشباك التذاكر.
·
ما الذى جعلك تتجه إلى الإخراج؟
ــ فى بدايتى عملت كمساعد مخرج لمدة عام ونصف العام، وكنت
أحلم بأن أقدم فيلما من إخراجى فى يوم من الأيام، كما كان لدى حلم التمثيل
واستطعت أن أحققه، وبعد أن قطعت شوطا لا بأس به فى مشوارى كممثل، تذكرت
حلمى القديم وقررت أن أعود إلى عملى الأول وأن أخرج فيلما، لأننى أحب
الإخراج، فالمخرج يتحمل مسئولية عمل بأكمله من بدايته إلى نهايته، ويعمل
وفقا لوجهة نظره، من زوايا التصوير واختيار النص، وليس كالممثل يؤدى دوره
فقط.
·
لماذا لم تتخذ خطوة الإخراج من قبل؟
ــ لم أجد المشروع الذى يحمسنى، إلى أن كتبت قصة فيلم
«غدوة»، والتى فكرت بها بناء على قصة شخصية جدا، حيث إن شقيقى حاتم أصيب
بالسرطان، وكان من المفترض أن ينتظر عاما كاملا حتى يأتى دوره بالعلاج،
وفكرت كيف يكون إنسان مستقيم غير مفتعل للمشاكل ويقوم بعمله على أكمل وجه،
لا يجد فى بلده العلاج إذا احتاج لرعاية من أى نوع سواء طبية أو غيرها،
وكيف يقدم المواطن التونسى المساعدة لبلده، وهو مريض ولا يستطيع أن يحصل
على علاجه، وتطورت الفكرة ووصلت لأفكار أكثر، إلى استقررت على ما كتبت وأنا
سعيد به جدا، ولأننى كنت أنتظر أن أجد فكرة مناسبة لفيلم من إخراجى، وتحمست
للقصة لأنى صاحب فكرتها، ولأنها لم يقدم لها شبيه فى أى عمل من قبل.
·
وماذا كان الدافع وراء مشاركتك فى الإنتاج.. وكان يمكن ان
تكتفى بكونك مخرجا ومؤلفا وممثلا بالفيلم؟
ــ مشاركتى فى الإنتاج مع درة أبوشوشة، أعطانى فرصة لعمل
أحلم أن أقوم به، ولا يمكن أن تنتج عملا لترضى رغباتك كممثل لا ينجح؛ لأن
العمل يجب أن يكون كاملا ومبنيا على قصة قوية وإخراج جيد لها، لينتج فى
النهاية عمل متكامل يرضى الممثل والمخرج والمنتج.
·
كيف استعددت لتجربة الإخراج؟
ــ لدى خبرات فى الإخراج من خلال عملى فى بدايتى كمساعد
مخرج، وطوال الفترة الماضية التى عملت فيها كممثل، كنت أغذى روحى، بمشاهدة
ومراقبة المخرجين، حيث إننى بعد إنهاء تصوير مشاهدى فى أى عمل، كنت أجلس
خلف الكاميرا وأراقب المخرج وكيف يوجه زملائى، وتعلمت الكثير مما تلك
المشاهدات.
·
*ما
الصعوبات التى واجهتك بالفيلم؟
ــ لم أواجه أى صعوبة، بل على العكس كنت مستمتع بكل تفاصيله
واختيارات الديكورات والممثلين وزوايا التصوير، على الرغم من أن الفيلم تم
تصويره فى ظل ظروف صعبة مررت بها، حيث إن والدتى توفت بعد أسبوعين من بدء
تصوير الفيلم.
·
يرى البعض أن معظم مشاهد الفيلم
«close»
على «حبيب» بطل الفيلم.. وديكورات المنزل اتسمت بالألوان
الباهتة.. فماذا تقصد من هذه الاختيارات؟
ــ تعمدت أن تكون أكثر المشاهد
«close»
على ملامح «حبيب»، وأن تتابعه الكاميرا فى كل مكان، لكى يكون المشاهد قريبا
من الشخصية، ويعيش معها حالته، ويشعر بمعاناتها، وأنها أهم شيء بالفيلم،
أما بالنسبة لديكورات المنزل أردت أن تكون باهتة لكى تعكس الوضع الاجتماعى
الحالى فى تونس، وهو الانطفاء بعد السطوع والازدهار.
·
وهل يعنى ذلك أننا أمام فيلم سياسى؟
ــ الفيلم ليس سياسيا؛ لأننى فنان لا أحب أن أقحم نفسى فى
السياسة، ولكنه فيلم إنسانى يرصد علاقة أب بابنه، وسط الأحداث التى تمر بها
بلدهم تونس، وأن علاقتهم تمثل العلاقة بين الماضى والحاضر والمستقبل، وأن
الابن هو يمثل الجيل القادم الذى سينهض بالبلاد.
·
وما الذى كنت تقصده بالجملة التى تكررت كثيرا «الحقيقة،
العدالة.. ثم المصالحة»؟
ــ هى جملة لا تنطبق على أى طرف، ولم أذكر طرفا سياسيا،
فموضوع الفيلم ينطبق على الكل وكل من يخطئ، فالزوج يخطئ مع زوجته، والأب
يخطئ مع أبنائه، أنا أخطئ بحق صديقى، وكل منا يظن أن الآخر هو الذى أخطئ،
فتظهر الحقيقة عندما نتحدث ويطرح كل منا وجهة نظره، وتتحقق العدالة بعد طرح
كل وجهات النظر ونصل إلى سبب الخطأ، فيتحتم على المخطئ أن يكفر عن خطئه
بالاعتذار على سبيل المثال، ثم تأتى المصالحة بأنه إذا اعتذرت لى أتفهم
وجهة نظرك وأسامحك.
·
كيف ترى شخصية «حبيب» دراميا؟
ــ شخصية «حبيب» جديدة ومختلفة كليا عما قدمته فى الفترات
الأخيرة، وأحببت أن أقوم بالدور لأننى أتمنى تقديم شخصية بأبعاد نفسية
مختلفة وبها عمق، وهى نوعية مختلفة لا تعرض على كممثل فى الفترة الأخيرة،
وإذا عرضت على شخصية مثلها فى أى عمل مناسب سأوافق عليها فورا لأن بها
أبعادا كثيرة ومختلفة تجذب أى ممثل.
·
هل واجهت أى ضغوطات إضافية كممثل كونك مخرج العمل؟
ــ لم أواجه أى ضغوط، وكان هذا يدفعنى لإخراج أفضل أداء
عندى. لا أحب أن تؤثر على الشخصية كثيرا، فأنا قبل التصوير أضحك مع
الموجودين وأكون على طبيعتى إلى أن نبدأ التصوير، أندمج مع الشخصية، وفور
انتهاء التصوير أعود إلى طبيعتى وأمزح مع من حولى، هذا فى الطبيعى، أما فى
«غدوة» فكان من المهم أن أفعل ذلك بسرعة وألا أركز على نفسى فقط، لأننى
مخرج العمل وأتحمل مسئولية كل الممثلين المشاركين معى والذى آمنوا بى
ووضعوا ثقتهم فى، فيجب أن أركز معهم لأحصل منهم على أفضل أداء.
·
الجمهور دائما ما يراك فى منطقة الـ«جان» الرجل الوسيم
والرومانسى.. فهل تجسيدك لشخصية «حبيب» خروج من هذه المنطقة؟
ــ أول عمل لى بمصر كان شخصية «ضياء» بمسلسل «فيرتيجو» وهى
شخصية رجل فاقد السمع، ويتكلم بالإشارات وكانت شخصية مركبة جدا، غير مرتبطة
بالشكل أو بالوسامة، ولكن الجمهور وضعنى فى هذا القالب، أنا أهم شيء
بالنسبة لى فى الدور أن يسعد الناس، وأن يكون به قضية وشيء مختلف، ودائما
ما أحاول أن أقوم بشخصيات مختلفة من خلال أعمالى التى قامت بها مصر وتونس
ولبنان وحتى فرنسا وإنجلترا.
·
لماذا لم يكون العرض الأول فى تونس واخترت أن يكون فى مصر؟
ــ عرضنا الفيلم على مهرجان قرطاج، لأنه فيلم تونسى يتحدث
عن تونس وكنا نرغب أن يعرض بها، ولكن لجنة المهرجان رفضته، وعرض الفيلم
بمصر كان مهما بالنسبة لى، فكما أن تونس بلدى فالقاهرة احتضنتنى، ولها
مكانة خاصة فى قلبى.
·
هل سيعرض الفيلم تجاريا بتونس ومصر.. وهل ترى أن اللهجة
ستشكل عائقا عند عرضه بمصر؟
ــ بالتأكيد سيعرض تجاريا بتونس، ويهمنى كثيرا عرضه بمصر
وبالعديد من الدول العربية، وسأحرص على أن يكون متاحا للمشاهدة من خلال
المنصات الرقمية، ولا أعتقد أن تشكل اللهجة عائقا فعندما عرض الفيلم
بمهرجان القاهرة تقبله الجمهور وتفاعل معه بشكل كبير جدا، ونفدت تذاكر
الفيلم منذ فتح شباك التذاكر.
·
ماذا عن أعمالك القادمة؟
ــ أنتظر طرح فيلم «العنكبوت» قريبا بدور العرض المصرية،
كما أنتظر عرض الجزء الثالث من مسلسل «عروس بيروت» قريبا على الشاشة
الصغيرة. |