مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة ينتصر للتنوع
المهرجان يراهن من خلال ورشاته على خلق جيل جديد من
السينمائيات.
ساهمت الكثير من السينمائيات من أمام الكاميرا أو من خلفها
في كشف الكثير من قضايا المرأة المسكوت عنها والمغيّبة، وتمكنت الكثير من
الأفلام على اختلاف أنواعها من التأثير بشكل لافت في واقع المرأة أينما
كانت. وإيمانا بالدور الثقافي والاجتماعي للسينما ينتظم سنويا مهرجان أسوان
الدولي لأفلام المرأة الذي يمثل رؤية بانورامية لأهم الأفلام التي تكون
المرأة محورها.
أسوان (مصر)- أعلنت
إدارة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، عن مشاركة 24 فيلما في مسابقة
الأفلام القصيرة للدورة السادسة للمهرجان والتي ستعقد في الفترة من الثالث
والعشرين إلى الثامن والعشرين من فبراير الجاري.
وأشار الناقد السينمائي أحمد شوقي، المستشار الفني
للمهرجان، إلى أن عملية اختيار الأفلام استفادت من التنوع داخل الفريق
الفني، فقال “وجود خبرات وخلفيات مختلفة تتمثل في المنتجة دينا العليمي،
الكاتبة والناقدة منة الله عبيد، الممثلة والمخرجة مريم الفرجاني،
والأكاديمية مريم حمدي، ساعد في صياغة برنامج حافل على كل المستويات، يضم
أفلاما متميزة من مختلف الأنواع والأشكال، يجمعها كلها الانشغال بقضايا
المرأة الملحة”.
أفلام متنوعة
يشارك بمسابقة الفيلم القصير من مصر فيلم “1+1”، تأليف
وإخراج آلاء محمود، وبطولة أمير المصري، سارة عبدالرحمن، وتدور الأحداث من
خلال فتاة تمشي في مدينة مدمّرة بحثا عن الطعام، وتشاهد المدينة وكأنها
تراها للمرة الأولى، ويلفت انتباهها حلّة وفستان زفاف يظهران في نافذة أحد
المتاجر، وترى لافتة مطعم فتدخل وتجد بعض الأطعمة المعلّبة، فتتفاجأ بأن
أحد أفراد جيش العدو يتواجد هناك.
المهرجان يقدم برنامجا حافلا على كل المستويات ويضم أفلاما
من مختلف الأنواع يجمعها كلها الانشغال بقضايا المرأة
كما ينافس أيضا على جوائز المسابقة من مصر فيلم “ما لا
نعرفه عن مريم”، تأليف وإخراج مراد مصطفى، بطولة دعاء عريقات، عماد غنيم،
أسامة عبدالله، وخلال الفيلم تذهب مريم إلى أحد المستشفيات الحكومية مع
زوجها وابنتها، لتخضع لكشف طبي بسبب آلام شديدة في المعدة، وأثناء وجودها
هناك تتحرك الأحداث بشكل مفاجئ وتأخذ مسارا مختلفا وغير متوقع بين أفراد
الأسرة.
ومن إنتاج مصري أميركي يشارك بالمسابقة فيلما “شم النسيم”،
تأليف وإخراج مارك لاتي، وتدور أحداثه من خلال طفلة تجبر على الخضوع لعملية
ختان في إحدى القرى الصغيرة، و”ميكروباص” تأليف وإخراج ماجي كمال، وبطولة
داليا شوقي، صبور أبوالدهب، وترصد الأحداث حياة فتاة شابة تتعرض لتجربة
تحرش تسبب لها هزة نفسية قوية.
وللدول العربية نصيب كبير في المنافسة على جوائز المسابقة،
حيث تشارك تونس بفيلم “عنقاء”، تأليف وإخراج بلسم الروح وخي، بطولة كنزة بن
دياب، مرام بن عزيزة، محمد داهش، وتدور الأحداث من خلال أمل، فتاة تبلغ من
العمر 15 عاما، تعاني من مرض غامض يجبرها على البقاء بعيدا عن الشمس.
ومن المغرب يعرض فيلم “جينز”، إخراج محمد بوهاري، تأليف
فدوى نايت مبارك، وخلال الفيلم تقوم سلمى بكيّ سروال الجينز الخاص بصاحب
عملها، وتحاول جاهدة إعادة القماش إلى رونقه باستخدام المكواة، وينتهي بها
الأمر بحرقه وتغادر المبنى، لكنها تجد نفسها وجها لوجه مع صاحب العمل.
كما يعرض من البحرين فيلم “عروس البحر”، إخراج محمد عتيق،
تأليف منصورة الجمري، بطولة ريما غريب، علي يحيى، برفين، عبدالحسين مرهون،
وخلال الفيلم تجد منال نفسها مرغمة على الزواج من مغتصبها، فعائلتها تتستر
على الجريمة خوفا من احتقار المجتمع لابنتهم، والقانون يمنحه خيار الزواج
منها في مقابل إسقاط عقوبته، لكن منال لا تقبل الرضوخ لإرادة الأهل وتحتكم
للقانون.
وتشارك البرازيل في المسابقة بفيلم “سماء أغسطس”، إخراج
جاسمن تينوتشي، تأليف سامي صادق، جاسمن تينوتشي، وتدور الأحداث أثناء
استمرار حرائق غابات الأمازون لليوم الـ17 على التوالي، حيث تجد إحدى
الممرضات نفسها مدفوعة للجوء إلى إحدى الكنائس غير المعتادة.
وتشارك فرنسا في المسابقة بفيلم “أسرّة باردة”، تأليف
وإخراج ليتيثيا مارتينوتشي، وتدور الأحداث في إحدى الليالي الشتوية الباردة
في منتج تزلج بجبال الألب الفرنسية، وتحاول منى العاملة إيطالية الأصول،
العثور على مأوى تختبئ فيه من الطقس البارد، والرحلة الكابوسية تقربها أكثر
من حاضر مجهول.
وتنافس إسبانيا في المسابقة بفيلم “صمّاء”، إخراج نوريا
مونوز- أورتن، إيفا ليبريتد، تأليف إيفا ليبريتد، وتدور الأحداث من خلال
أنجيلا، وهي شابة صماء تعيش مع حبيبها داريو، بصحبة 6 دجاجات و4 كلاب
ومزرعة خضروات، والعديد من أزمات التواصل أيضا، والآن هم أيضا ينتظرون طفلا.
ومن المملكة المتحدة يعرض فيلم “أنا بخير، ماذا عنك”، تأليف
وإخراج موللي ماننج ووكر، وتدور الأحداث من خلال مراهقة في الـ16 من عمرها،
تدفعها السلطات إلى التعرض لهزة نفسية عنيفة.
كما يعرض بالمسابقة من رومانيا فيلم “قصص حب على عجلات”،
إخراج كارينا جابريلا داسيوفيانو، وخلال الأحداث تحاول لي لي ذات الست
وثلاثين عاما إنقاذ زواجها بالعمل كسائقة تاكسي لمساعدة زوجها الصياد
المتواكل داني.
التشجيع على الدخول إلى فن السينما
تكريمات وورشات
يكرم مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة في افتتاح دورته
الحالية الممثلة والمخرجة الفرنسية مارلين كانتو، تقديرا لمشوارها
السينمائي الطويل الذي قدمت خلاله عددا كبيرا من الأفلام التي نالت عن
بعضها جوائز مهمة أبرزها جائزة سيزار كأفضل فيلم قصير عام 2007.
وأعربت مارلين كانتو عن سعادتها بالتكريم في مهرجان أسوان
لأفلام المرأة وبزيارة مصر، والتواصل مع السينمائيين المصريين من خلال
مهرجان متخصص في أفلام المرأة.
وتعد مارلين كانتو من أهم الأسماء التي تألقت في السينما
والتلفزيون والمسرح الفرنسي الحديث، وظهرت كممثلة لأول مرة وهي في سن
العاشرة، ودرست المسرح رغبة منها في التحصيل الأكاديمي وصقل موهبتها
بالدراسة المتخصصة، وحصلت على دبلوم المسرح الوطني لستراسبورج، مما أتاح
لها فرصة العمل مع المخرج المسرحي جاك لاسال.
قررت إدارة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، منح
الصومالية هيباق عثمان، مؤسسة حركة كرامة لإنهاء العنف ضد المرأة في الشرق
الأوسط وشمال أفريقيا، جائزة نوت للإنجاز في مجال قضايا المرأة، وتكريمها
في افتتاح الدورة السادسة.
¸ ورشة
"تقنيات الإخراج"(مشروع سينما أسوان الجديدة) ممولة بدعم من الاتحاد
الأوروبي وتحت إشراف صانعي الأفلام المستقلين ماريهان الضوي ومنة علي
وعلاوة على العروض والتكريمات تخصص إدارة المهرجان جزءا
هاما من فعالياتها لورشات التدريب، وهذا العام وقعت إدارة المهرجان اتفاقية
تعاون مع هيئة بلان إنترناشيونال إيجيبت، لإطلاق أول ورشة متخصصة في جنوب
مصر لتخريج المدربات المؤهلات على العمل في ورش التدريب التطبيقية لإنتاج
الأفلام للمبتدئين، باسم “مدرسة الكادر”، وهو برنامج تدريبي متخصص وموجه
للشباب وخاصة الفتيات أطلقه مهرجان أسوان لأفلام المرأة منذ 5 سنوات في
أسوان.
ويطلق المهرجان مدرسة الكادر كتتويج لمشروعه التدريبي الأهم
مع هيئة بلان أنترناشيونال إيجيبت، بالتوسع في تدريب الفتيات في كل مدن
جنوب الوادي على إنجاز الأفلام بأياد وعقول وأفكار جيل جديد من المدربات،
ويتعاون الطرفان على تخريجهن خلال السنوات القادمة. وسوف تكون محافظة
أسوان، والتي امتد نطاق عمل هيئة بلان أنترناشيونال إيجيبت إليها حاليا،
على رأس محافظات جنوب مصر التي سوف يشملها هذا التعاون.
ويستهدف المشروع الذي يبدأ من يوليو 2022 تدريب نحو 50 فتاة
من جنوب الوادي على إنتاج الفيلم القصير بأنواعه وصولا إلى إنتاج عدد من
الأفلام في فبراير 2023 على يد نخبة من هؤلاء الفتيات، مع تهيئتهم من خلال
عدد من الورش التقنية على إدارة فرق عمل صغيرة في مشروعات أفلام، تعبّر عن
واقع وآمال قطاع أكبر من النشء في قرى الجنوب التي عانت من التهميش لعقود
طويلة.
الورشة الثانية من برنامج الورش هي ورشة “تقنيات الإخراج”
(مشروع سينما أسوان الجديدة) والممولة بدعم من الاتحاد الأوروبي وتحت إشراف
صانعي الأفلام المستقلين ماريهان الضوي ومنة علي، فيما سيبدأ الجزء الثاني
من الورش مع انطلاق فعاليات المهرجان. |