ندوات وعروض وتكريمات.. تداعيات كورونا والسوشيال ميديا فى
فعاليات «الإسماعيلية للأفلام التسجيلية»
أحداث «حفل موسيقى من الشرفة» عن الفيروس فى بولندا..
وتخصيص برنامج للأطفال فكرة حققت هدفها
كتب: سعيد
خالد, علوي
أبو العلا
بين ندوات وعروض وتكريمات، تتواصل فعاليات الدورة 23 من
مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة، برئاسة المخرج سعد هنداوى،
وبتنظيم من المركز القومى للسينما برئاسة زينب عزيز، لليوم الثانى على
التوالى، وسط تفاعل كبير من أهالى محافظة الإسماعيلية، ونجحت فكرة تحقيق
الجذب الجماهيرى، وأغلقت الفجوة التى طالما حاول صناع المهرجان تقليصها،
وخلقوا حالة من التواصل مع عشاق الفن والسينما بالإسماعيلية.
وحققت فكرة تخصيص برنامج للأطفال المرجو منها بوجودهم داخل
صالات العرض، سواء فى قصر ثقافة الإسماعيلية أو بسينما دنيا، البرنامج الذى
يتضمن عرض 12 فيلما، من بينها «أبيض وأسود» للمخرج خيسوس، فيلم «ديودروم»
للمخرج بازيل فوجت، فيلم «كوواب» للمخرج والسيناريست نيلز هيدينجر، فيلم
«مجرد طفل» سيناريو سيفيرن كوليس- سوزوكى، إخراج سيمون جامباولو، فيلم
«الأحد» جايل كيرياكيديس- فانى درير، الذى تدور قصته عن طرده من أسبوع
الآلة، الأحد يخوض مغامرة مع كيان غامض التقاه، معا يذهبان فى رحلة تأملية
تنتهى بالأحد قد عاد ليسوى حساباته مع الآلة.
فيلم «آخر أيام الخريف» للمخرج والسيناريست مارجولين
بيريتن، ويحكى العمل عن «حيوانات الغابة تجمع سرا أجزاء من الدراجات
المهملة، هدفها هو بناء دراجات تتناسب مع أحجامها وطبيعة أجسادها، والغرض
من ذلك بالطبع خوض سباق آخر أيام الخريف، فيلم «الطيور الملونة» للمخرج
والسيناريست اوانا لاكروا، فيلم «الثعلب والطائر» للمخرج صامويل جيلوم،
فريديك جيلوم، وفيلم «الطائر الصغير والنحل» للمخرج لينا فون دوهرين.
يمثل مصر فى المسابقة الأفلام الطويلة.. الحضور يشيد بـ«باب
الدنيا».. ومخرجه: حادث لزميلى وراء تقديمى الفيلم
شهد المهرجان عرض فيلم «باب الدنيا
Door
To The World،
للمخرج عبدالرحمن محمود، العمل الذى يمثل مصر فى المسابقة الرسمية للأفلام
الطويلة، وعقب عرض الفيلم تم عقد ندوة لمناقشة مخرجه، وتحدث خلالها
عبدالرحمن عن حادثة وفاة المخرج الشاب محمد رمضان ورفاقه فى رحلتهم إلى جبل
«باب الدنيا» فى فبراير ٢٠١٤، إذ كان «رمضان» زميلا له فى معهد السينما
ومخرجا واعدا ينتظره مستقبل واعد.
وأضاف: «كان رمضان صديقا لى وتأثرت بالحادثة سنة ٢٠١٤،
وكانت نقطة فاصلة وانتظرت ٨ سنوات حتى أفيق من هذه الصدمة القاسية لى
ولأصدقائى وقد استفدت كثيرا من تأخرى فى إخراج الفيلم حتى يخرج الفيلم بشكل
جيد».
وتابع: «كان من المفترض أن يسافر المخرج عبدالرحمن مع
المجموعة التى فقدت فى نفس الرحلة، لكنه انشغل ولم يذهب إلى الرحلة، ورأى
أنه يجب أن يخوض نفس الرحلة، ويوثق كل الحكاية، وتم التصوير بالكامل
بتليفونه الشخصى، وذلك بالتحاور مع الأشخاص الحقيقيين الذين عاشوا الحادثة،
ورغم أنه مهندس صوت إلا أنه خاض تجربة الإخراج لأول مرة، وكان يهرب من
لحظات وداعه.
وبعد ٨ سنوات من الحادث حاول المخرج أن يعرف الحقيقة بنفسه
حتى يتصالح مع نفسه، وتم تصوير الفيلم خلال رحلتين، الأولى كان يستكشف
بنفسه وبعدها قرر عمل رحلة أخرى خلال المسار الصحيح للرحلة من خلال البدو،
وبعد شهرين من الرحلة الأولى سافرت مرة أخرى لاستكمال المسار الصحيح
للرحلة». وأشار: «كنت أعمل على مدار ١٨ ساعة يومي حتى يرى العمل النور الذى
يعد تجربتى الأولى فى الإخراج والمونتاج معًا».
وتحدثت الناقدة فايزة هنداوى خلال الندوة عن أهمية الرحلة
واختياره للون الأبيض والأسود الذى جعلنا نعيش داخل الرحلة والحالة نفسها،
وأنه كان لا يرغب فى أن يخرج هذا الفيلم لأنه لا يتمنى أن تحدث هذه الحادثة
مرة أخرى، واختيار الأبيض والأسود ودرجات اللون الرمادى كان مبهجا جدا،
وهذا عكس الحالة التى كنا نعيشها. وعن عدم ظهوره بالفيلم قال إن هذا الفيلم
لا يخصه شخصيا لكنه يخص كل جيله.
وتحدثت المنتجة هالة القوصى عن إنتاجها لهذا الفيلم وعن
تحمسها لإنتاجه كان بعد الرحلة الأولى وتحمست لهذا الفيلم، واتخذت القرار
مع المخرج عبدالرحمن، وأنه لابد أن يعود مرة أخرى للجبل، وتحمس عبدالرحمن
للذهاب مرة أخرى للجبل لإكمال الفيلم، والفيلم قريب لقلبها، وأنه قام
بمجهود كبير فيه.
عرض فيلمى «الحلق» و«المحجر».. المخرج عواد شكرى: نقلت
مشاعر البسطاء ومعاناتهم من خلال التعايش معهم
اجتمع مجموعة كبيرة من السينمائيين والنقاد فى محبة وتكريم
المخرج التسجيلى عواد شكرى ابن الصعيد، كما يحب أن يطلق عليه، وتحدثت
الناقدة صفاء الليثى التى أدارت الندوة بكل مشاعر الحزن والمحبة التى جمعت
محبى عواد شكرى بعد عرض فيلمى «الحلق» و«المحجر» عن حياة البسطاء فى جنوب
الصعيد، مؤكدة أنهما يلخصان مصر والقيمة الفنية من قبل مطاردة الفن بالحلال
والحرام فى الوقت الراهن.
وقال عواد شكرى إنه حاول أن يقنع المخرج صلاح التهامى
بإنتاج فيلم «الحلق»، موضحا: بعد تخرجى فى معهد السينما عام ١٩٨٢، كنت
حريصا أن أنقل كل هذه المشاعر بكل صدق وحب من خلال التعايش معهم لنقل
معاناتهم.
وأشار إلى أن فيلم «المحجر» جاءت فكرته من خلال والده الذى
كان صاحب المحجر آنذاك، وحصل الفيلم على عدة جوائز عالمية من شدة الصدق فى
التعبير عن الحالة التى كان عليها.
وأشاد المخرج جمال قاسم بجمال الفيلمين، فيما أطلق على عواد
أثناء الندوة التى أقيمت اليوم فى قاعة قصر ثقافة السينما فى أولى فعاليات
المهرجان فى دورته الـ٢٣ برئاسة المخرج سعد هنداوى ورئيسة المركز زينب عزيز
أنه نصير الغلابة.
وقال مدير التصوير محمود عبدالسميع إن المخرج عواد شكرى
فنان مخلص لفنه لأن لديه فكرا مختلفا وعقلا منتجا لأفكار تهم المهمشين فى
جنوب الصعيد.
وأكد محمود عبدالسميع أنه فى السابق كانت لديه علاقة كبيرة
بعمه المخرج العظيم ممدوح شكرى بفيلمه السينمائى «زائر الفجر» وعمه عدلى
شكرى المدرس كاتب السيناريو عن عدالة عمر بن الخطاب.
وقال المخرج على إدريس إنه سعيد جدا بالاحتفال والاحتفاء
بمخرج مثل عواد شكرى قائلا: للأسف خسرناك كمخرج روائى، مضيفا أن الأفلام
تعبر عن مدى صدق ووجع الشخصيات المصرية.
وقالت الناقدة ماجدة موريس إنها سعيدة جدا بعرض الفيلمين
لأنهما يعبران عن شخصيات واقعية وحقيقية.
وبسخرية من المخرج عواد شكرى قال: لا أستطيع أن أخرج فيلما
عن الزمالك والتجمع لأنهما ليست لهما علاقة بخلفيتى الصعيدية وتأثيرى بعالم
الجنوب.
وقالت منار حسنى إنها سعيدة بتكريم المخرج عواد شكرى
وبتكريمه وتذكرت أثناء الندوة أنها كانت المونتيرة لفيلم «الخال» من قبل،
وأوضحت منار حسنى أنه يوجد استراتيجية من المركز القومى للحفاظ على التراث
السينمائى.
وطلبت السيناريست زينب عزيز من عواد شكرى الحديث عن تفاصيل
فيلم «المحجر» وعلاقته بشادى عبدالسلام فقال: طلب منى إبراهيم الموجى أن
يصنع فيلما عن «المحجر» أيام ما كان مسؤولا عن السينما التجريبية لأنه كان
يعلم مدى حبى لهذا العالم، وطلب عواد شكرى من زينب عزيز أن تقوم بترميم
فيلم الطلعة».
الأفلام التجريبية تعطى الجمهور فرصة ذهبية لاختيار الفكرة
المناسبة لمشاهدتها
تم عرض عدد من الأفلام التجريبية الهامة هى «بعد الحريق، خط
الضباب، السيدة التى تضع البودرة» بحضور المخرج جاك بيكونت وتم تنظيم ندوة
أدارها عمرو خالد توكل.
وقال مخرج فيلمى «السيدة التى تضع البودرة»، «بعد الحريق»
jacques perconte
أنه يترك المشاهد لمعرفة ما يحكيه من خلال الصورة ووضع الموسيقى التى تناسب
الحالة المعروضة، مضيفا أن الأفلام التجريبية تعطى فرصة ذهبية للمشاهد أن
يختار الفكرة المناسبة لمشاهدته، فيما يعطيك أفكارا جديدة ومتنوعة من خلال
الأفلام التجريبية.
وأكد المخرج أن المخرجين القائمين على صناعة الأفلام
التجريبية دائما ما يحاولون تقديم مضمون مختلف وغير شائع فى الأفلام
الأخرى.
وأشار إلى أن هوليوود لا تسعى للتغيير أو للجديد، لكن تسعى
فقط لأعمال تجنى أموالا.
وأقيمت أيضًا عدة عروض أفلام مسابقة الطلبة بسينما دنيا،
أدارها الكاتب الصحفى عرفة محمود، وتم خلالها مناقشة فكرة الأفلام الخمسة
لمسابقة الطلاب، وقالت بسمة شيرين، مخرجة فيلم «كيف تجعل اثنين يقعان فى
الحب»، إن الدكتور المشرف عليها قد طلب منها القيام بعمل فيلم داخل فيلم
وبه إثارة وتشويق للجمهور، ومن هنا جاءت لها فكرة الفيلم.
وقال مروان المسلمانى، مخرج فيلم «منكش»، إن بداية فكرة
الفيلم تدور حول مشاجرة وقصة عصابات رجال الأعمال غير المشروعة يجتمعون من
أجل عملية كبيرة تجمعهم لأول مرة معا حتى ينتهى بهم الأمر بخيانة بعضهم
البعض وبقتلهم جميعا.
وأوضح أحمد عادل مخرج فيلم لحظات أن فكرة الفيلم عن التنمر
فكانت الفتاة هى الأولى التى تتنمر على نفسها وعلى شىء طبيعى خلقه الله
بها.
وأشار أحمد رؤوف مخرج فيلم «دى أول مرة» عن أحداث فيلمه
التى تدور حول الخوف من المجهول ووجود أشياء بالحياة لا نستطيع رؤيتها.
وقال زياد غريب، مخرج فيلم الشاطر حسن، الذى جسد فكرة أطفال
الشوارع، وأن هناك أطفالا لا يلقون أى عون، فمنهم من ينام بجانب مدرسة
ويحلم بدخولها، ومنهم من يلتقط الطعام من القمامة، وهكذا، متمنيا أن يلقى
هذا الموضوع اهتماما من الدولة.
وأشاد الحضور بالأفلام والأفكار المقدمة من خلالها، متمنين
أن تلقى فكرة فيلم «أطفال الشوارع» اهتماما، حيث إن موضوع الفيلم شائك جدا،
وظاهرة منتشرة، يجب أن تصل الرسالة للجهات المعنية للقضاء عليها.
3 عروض ببرنامج «حتى لا ننسى».. «تايم لاين» محاكاة بصرية
ووجدانية لحالة إنسانية فى مواجهة الخوف أثناء الأزمات
تضمنت الفعاليات عرض 3 أفلام ضمن برنامج «حتى لا ننسى» بقصر
ثقافة الإسماعيلية، هى «حفل موسيقى من الشرفة»، تسجيلى، دارت أحداثه خلال
الموجة الأولى من انتشار فيروس كورونا فى بولندا وخلال أحد الأيام يقرر أحد
الجيران تنظيم حفلة موسيقية لباقى جيرانه، إضافة لفيلم «أرجل وأيادى» روائى
إسبانى، ٥ دقايق، يحكى عن لورينا وألبرتو.
وهما زوجان غيرت حالة الإغلاق بسبب تداعيات انتشار فيروس
كورونا العلاقة الجنسية بينهما، وأخيرًا الفيلم التسجيلى المصرى «تايم
لاين»، ويعتبر محاكاة بصرية ووجدانية لحالة إنسانية فى مواجهة الخوف الذى
قد يكون وهميا فى بعض الأحيان بسبب كثرة الأخبار المشوشة وما يتم تداوله
على وسائل التواصل الاجتماعى أثناء الأزمات.
وعقب العروض عقدت الناقدة شاهندة محمد ندوة لمناقشتها مع
صناعها وتحدث فى البداية تميم النويرى مخرج فيلم «تايم لاين» عن كواليس
تصوير الفيلم، مشيرا إلى أن صناعة العمل استغرقت حوالى ١٢ شهرا، حاول من
خلاله التأريخ لفترة زمنية هامة، تتعلق بمدى تأثير فيروس كورونا، مؤكدًا:
«حاولت توثيق كل ما يدور بالفترة الزمنية وقت بداية تفشى كورونا، بعدها
بدأت فى الكتابة، وكان واضحا تأثرى بوسائل التواصل الاجتماعى، وعزلة بطل
الحكاية بسبب الأخبار السلبية التى تحيطه من كل جانب، حتى قراره نهاية
الفيلم بضرورة استمرار الحياة». |