بينما تقترب الدورة الخامسة والسبعون من مهرجان «كان»
السينمائي الدولي من الانطلاق في السابع عشر من الشهر المقبل، ما زالت
إدارة المهرجانات توالي العمل على التفاصيل والإعلان عن آخر الترتيبات التي
تقوم باتخاذها لأجل دورة جديدة ومهمّة.
واحد من هذه الترتيبات الإعلان عن لجان التحكيم الثلاث في
أقسام المسابقة الرسمية، ومسابقة «نظرة ما» وفي برنامج «الكاميرا الذهبية»
المخصصة لأفضل فيلم أول أو ثانٍ لمخرجه أو مخرجته.
-
الإيطالية تقود
هذا البرنامج الذي منح جائزته في العام الماضي إلى فيلم
كرواتي بعنوان «مورينا» لمخرجة شابّة اسمها أنطونيتا ألامات كوجينوڤيتش.
حينها قادت لجنة التحكيم المخصصة لهذه الجائزة برئاسة الممثلة الفرنسية
ميلاني تييري. هذا العام القيادة تحت قيادة ممثلة أخرى هي الإسبانية روزي
دي بالما التي كانت ظهرت في فيلم بدرو ألمودوڤار «قانون الرغبة» سنة 1987
ثم استمرّت معه فظهرت تحت إدارته في «نساء على حافة الانهيار العصبي»
(1988) و«عناق مكسور»
(2009).
باقي أعضاء لجنة التحكيم هنا تضم ممثلاً واحداً (سامويل لو
بيان) والمخرج لوسيان جان - بابتيست والناقد أوليڤييه بليسون وثلاثة آخرين
أبرزهم مدير التصوير الفرنسي جان - كلود لاريو.
بالنسبة لمسابقة «نظرة ما» ستحتل الممثلة المعروفة ڤاليريا
غولينو رئاسة لجنة التحكيم هذا العام. الممثلة الإيطالية كانت أدت بطولة
«عينان زرقاوان» في العام الماضي، ولديها فيلم جديد من إنتاجها هذا العام
عنوانه «الخطر المخفي»
(The Invisible Thread)
ولها أكثر نحو 100 دور في السينما بعدما كانت تركت أثراً جيداً عندما شاركت
في بطولة «ثلاث أخوات» للألمانية مرغريت ڤون تروتا سنة 1988.
وهي ظهرت كذلك في أفلام أميركية عديدة من بينها «رجل المطر»
أمام دستين هوفمن وتوم كروز (1988) و«الراكض الهندي» لشون بن (1991)
و«الهروب من لوس أنجليس» لجون كاربنتر
(1996).
تحت إدارتها في هذه اللجنة كل من الممثلة البولندية جوانا
كوليغ والممثل الفنزويلي إدغار راميريز والمخرجة الأميركية دبرا غرانِك
والمغني - الممثل الفرنسي بنجامين بيولاي.
في العام الماضي، تم تعيين المخرج الأميركي سبايك لي رئيساً
للجنة تحكيم الدورة 74، وهو ولجنته منح فيلم «تيتان» ليوليا دوكورنو
الجائزة الأولى. معظم المتابعين اعتبروا أن الفيلم لم يكن يستحق الجائزة
الكبرى، لكن هذا كثيراً ما يقع كردّة فعل على خروج فيلم غير مكتمل
المواصفات الفنية أو أقل مما توقعه النقاد منه بالجائزة الأولى في أي من
المهرجانات الرئيسية.
هذا العام يحتل الممثل الفرنسي ڤنسان لاندون مقعد القيادة
للجنة مكوّنة من ثمانية أعضاء آخرين. لاندون خرج سنة 2015 بجائزة مهرجان
«كان» كأفضل ممثل عن دوره في فيلم «مقياس رجل» لستيفاني بريزي، وهو ما زال
من أكثر الممثلين الفرنسيين نشاطاً، منجزاً ثلاثة أفلام في العام الماضي،
من بينها «تيتان» الذي فاز، كما ذكرنا، بسعفة المهرجان في 2021.
يُلاحظ أنها المرّة الأولى التي يسند فيها مهرجان «كان»
قيادة لجنته التحكيمية الرئيسية إلى ممثل فرنسي منذ 2009 عندما قامت إيزابل
أوبير باحتلال هذا المقعد. وكان إيف مونتان قد ترأس لجنة التحكيم سنة 1987
عندما احتفل المهرجان بمرور 40 سنة على إطلاقه، تلاه جيرار ديبارديو سنة
1993 (المناسبة الـ45) ثم إيزابيل أدجياني في سنة 1997 بمناسبة مرور 50 سنة
على تأسيس المهرجان الفرنسي.
مع الرئيس الحالي ڤانسان لاندون في مهمّته لفيف من الممثلات
الأوروبيات إذ تحيط به كل من البريطانية ربيكا هول والممثلة السويدية
ناوومي راباس والممثلة الهندية ديبيكا بادوكون والممثلة الإيطالية ياسمين
ترينكا. ثم أربعة من المخرجين هم الفرنسي لادي لي والإيراني أصغر فرهادي
والأميركي جف نيكولز والنرويجي يواكيم تراير.
-
أفلام مُضافة
على صعيد الأفلام المشتركة في مظاهرات المهرجان المختلفة
(التي أشرنا إليها سابقاً) يعلمنا المهرجان أنه وافق على طلب المخرج ميشيل
أزانافيسيوس على تغيير عنوان فيلمه في آخر لحظة.
الفيلم ما زال اختيار المهرجان لافتتاح الدورة الجديدة
وعنوانه كان
Z.
وهذا العنوان، يقول مقرّب من المخرج، تم اعتماده منذ أشهر طويلة قبل أن
تدخل القوات العسكرية الروسية الأراضي الأوكرانية بشاحنات ودبابات تحمل
الحرف ذاته.
في نشرة توضيحية عبر المهرجان، كتب المخرج الفرنسي
أزانافيسيوس أن العنوان قد اختير رمزاً سائداً لوصف أفلام الزومبيز، «لكن
من بعد الغزو الروسي لأوكرانيا لم يعد ممكناً استخدام العنوان حتى لا يتسبب
ذلك في غموض أو حيرة».
العنوان الجديد هو «فاينال كَت»
(Final Cut)
والفيلم كوميديا حول فريق تصوير لفيلم صغير كان منشغلاً بتحقيق فيلم حول
الزومبيز (ما يفسر العنوان السابق) عندما يتعرّضون لهجوم فعلي من زومبيز
حقيقيين. وكان المخرج (الفرنسي أيضاً) كوستا - غافراس قد استخدم حرف
Z
في فيلمه السياسي الشهير سنة 1969 الذي دار حول مسؤول حكومي يقرر فتح
التحقيق في جريمة قتل سياسي خلال مظاهرات وقعت في مدينة يونانية استيحاء عن
رواية لڤاسيليس ڤاسيليكوف.
كذلك، تمت إضافة ثلاثة أفلام للمسابقة الرسمية ليصل عدد
الأفلام فيها إلى 21 فيلماً (كون فيلم أزانافيسيوس سيعرض خارج المسابقة).
هذه الأفلام هي «جبل أوتو» (إيطاليا) و«بيير الصغير» (فرنسا) و«عذاب فوق
الجزيرة» (إسبانيا).
إلى هذه الأفلام الثلاث تمّت إضافة 14 فيلماً آخر في أقسام
مختلفة. تظاهرة نصف الليل تحتوي الآن على فيلم «ثائر» لعادل العربي وبيلا
فلاح، وهما مخرجان يعملان في هوليوود حالياً بعد دراستهما السينما في
بلجيكا. يتولى الفيلم الجديد، الذي يحمل الهوية البلجيكية بدوره، حكاية
بلدة عربية تتعرّض لمخاطر أمنية تهدد أبناءها. من الممثلين المشاركين في
هذا الفيلم لبنى أزابال وتارا عبود وكمال محمود ونديم ريماوي.
وفي عداد قسم «كان برميير» ثلاثة أفلام فرنسية جديدة؛ «دون
جوان» و«الليلة الثانية عشرة» و«مفكرة اتصال مؤقت».
وشهدت تظاهرة «نظرة ما» إضافة خمسة أفلام جديدة بينها ثلاثة
أفلام عربية: «حمى متوسطية» لمها هاج (فلسطين) و«زرقة القفطان» لمريم
توزاني (المغرب) و«هاركا» للطفي نتان (تونس). |