علي سعيد لـ"اليوم": رقم هاتف قديم بناء فني غير تقليدي
يجسد أزمة منتصف العمر
أكابر الأحمدي-جدة
يندرج فليم رقم
هاتف قديم ضمن
إيقاع "السينما الشعرية"، إذ رسم مخرجه المشاهد استلهامًا من ريشة مظفر
النواب الشعرية.
يناقش الفيلم تعاطي الإنسان مع أزمة منتصف العمر، ويحمل
الكثير من ملامح السينما المستقلة، وقُدم بمحتوى غير تقليدي، كما أنه يعرض
ضمن عروض أفلام مهرجان
البحر الأحمر السينمائي
الدولي خلال الفترة 5 – 9 ديسمبر 2022.
التقت "اليوم"، بمؤلف ومخرج العمل علي سعيد في هذا الحوار.
إيقاع السينما الشعرية
- عنوان الفيلم مقتبس من عنوان قصيدة الشاعر العراقي مظفر
النواب، ما الذي جذبك لهذه القصيدة؟
شعر مظفر النواب العاطفي والإنساني عموما مليء بالصور،
وخلال كتابتي لمشهد من فيلم "رقم هاتف قديم" وجدت نفسي مستسلمًا لصورة من
صوره، حين يقول: "وأدرت الأرقام الممسوحة مرات، مرات رد الصمت، لقد كانوا
بالأمس هنا". وهكذا رسمت المشهد مستلهمًا من ريشة مظفر الشعرية.
-هل توافقني الرأي أن إيقاع الفيلم يندرج ضمن «السينما
الشعرية»؟
هكذا وجده النقاد، لكنني حين كتبته لم أقرر مسبقًا أنه
شعري، أنا فكرت في كتابة فيلم وفقط، ربما كان إيقاع وتقنية الفيلم الجمالية
اتجهت إلى ضفة الحساسية الشعرية، ربما، ذلك لأن موضوع الفيلم وحبكته تطلبت
ذلك.
صورة سينمائية جمالية
-أكدت في حوار سابق لك أن فيلم «رقم هاتف قديم» يحمل الكثير
من ملامح السينما المستقلة.. حدثنا عن مقصدك
صحيح، بداية من أسلوب التصوير والإخراج غير المتكلف، إلى
جانب محاولة اقتراح وكشف جماليات خاصة بالمكان، فنحن هنا نرى صورة سينمائية
ذات جمالية سعودية محضة، على مستوى التكوين أو اللون، وكل هذا ينتهي لثقافة
السينما المستقلة أو السينما الفنية، أو ما يسمى "بينما الفن".
هنالك قرب من الشخصية وأبعاد الحالة الفوتوغرافية
الاستعراضية الفائضة، دون التخلي عن المقترحات الجمالية كما أسلفت.
العودة للمكان الأول
- يناقش الفيلم تعاطي الإنسان مع مرحلة وأزمة منتصف العمر..
حدثنا عن ذلك؟
أجل، هي مرحلة مراجعة مسارات الحياة، وتأتي غالبًا، في
منتصف الثلاثينات والأربعينات، وفي الفيلم حاولت أن أصور هذه المسألة من
خلال الشخصية وتحول مساراتها.
- لماذا صورت الفيلم في المنطقة الشرقية؟
-كل سينمائي يحب أن يعود بالكاميرا إلى مكانه الأول
لاكتشافه فنيًا وجماليًا.. أنا من المنطقة الشرقية، وقد صورت في الدمام
وسيهات وطريق الرياض.. وهذه أماكن أعرفها جيداً، وجميع مواقع التصوير كانت
من اختياري ومدير التصوير حسن سعيد.
البطل ينفخ الروح في الفيلم
-صورت بطلك بشخصية العاشق المثقل بالذاكرة وهو غير مألوف
كثيرًا في أعمالنا الدرامية والسينمائية؟
الرجل في ثقافتنا السعودية كائن مصفح، مدرع، صعب اختراقه،
الطبيعة والعادات والتراكم الثقافي التاريخي جعلت من الرجل إنسانًا لا يبوح
بدواخله، رغم أن الرجل هو كأي رجل في العالم، يحب ولديه عاطفة وميول، لكن
العادات واللغة المتداولة تقف حائلا بينه وبين أن يعبر عن دواخله.
في "رقم هاتف قديم"، أردت أن أظهر هذه الحالة في موقف
درامي، لدينا عاشق قديم لكنه لا يجيد الكلام والتعبير عن دواخله.
- تؤكد أن الفنان يعقوب الفرحان تعاطى مع الفيلم بطاقة
وإيقاع شعري رائعين، ما دور البطل في إنجاح العمل؟
هو الروح التي تنفخ في الفيلم، نحن نكتب كلمات ويأتي الممثل
ليعيشها. ويعقوب الفرحان هو دون شك شاعر الأداء السينمائي، ويجيد لغة الصمت
بقوة إجادته لغة الحوار والحركة في المكان.
أزمة منتصف العمر
- كتب الفيلم عام 2017 لماذا ظل حبيس الأدراج طيلة الفترة
الماضية ؟
لم يكن هنالك دعم ولم تكن المملكة، قد شهدت هذه النهضة
الثقافية والسينمائية التي نشهدها الآن.
- تحول مسارك الفني من كاتب سينمائي إلى مخرج.. ما سب هذا ؟
ربما أزمة منتصف العمر، تماما كبطل الفيلم نفسه ؟ لا أعرف،
كل ما اعرفه أني حتى بلوغي الأربعين، لم أفكر يوما بإخراج أي فيلم، كان
مشروعي ولا يزال هو كتابة السيناريو، إلى أن قررت أواخر عام 2020 وبداية
2021 أن أحقق طموحي بأحد نصوصي المنسية، فكان فيلم "رقم هاتف قديم".
جذب أنظار السينمائيين
- ما أهمية مشاركة الفيلم في مهرجان البحر الأحمر السينمائي
؟
مهرجان البحر الأحمر السنيمائي الدولي من المهرجانات
الواعدة في المنطقة، هذه هي دورته الثانية واستطاع أن يجذب أنظار
السينمائيين في المنطقة العربية.
مشاركتنا بفيلم "رقم هاتف قديم" هي فرصة للتواصل مع جمهور
المهرجان في جدة، وكذلك السينمائيين في المنطقة. |