تميزت الترشيحات العربية للأفلام المرشحة ضمن فئة أفضل فيلم
غير ناطق باللغة الإنكليزية خلال حفل جوائز أوسكار 2023، بوجود أربع سيدات
دفعة واحدة في مقعد الإخراج، وهو الأمر الذي لم نعهده كثيراً في السينما
العربية. فمن بين 5 ترشيحات عربية للمشاركة بفئة أفضل فيلم أجنبي في حفل
جوائز الأوسكار الذي يقام في مارس/آذار المقبل، وقع الاختيار على 4 مخرجات
من أربع دول عربية، هن دارين سلام، مها الحاج، مريم توزاني، أريج السحيري.
فهل يمكن أن يكون الإسهام العربي الأول في حفل الأوسكار بطله مخرجة؟ أو
يكون الترشيح مجرد بداية لفتح آفاق جديدة للتنوع السينمائي المقدم، ونافذة
يطل منها العديد والعديد من المخرجات العرب اللائي يبحثن عن فرصة لتقديم
إبداعهن.
المشاركة الأردنية
رشحت المملكة الأردنية الهاشمية المخرجة دارين سلام،
وفيلمها "فرحة"، لتمثيلها في المسابقة الرسمية، يأتي ذلك بعد عرضه الأول
بمهرجان تورنتو السينمائي. تعود أحداث الفيلم إلى نكبة عام 1948، وتسعى
دارين من خلال العمل على إبراز مجموعة من القصص الحقيقية التي عاشها
الفلسطينيون خلال تلك الفترة التاريخية الصعبة عبر عين فتاة صغيرة تبلغ 14
عاماً.
تبدأ أحداث الفيلم من خلال الفتاة الصغيرة "فرحة"، والتي
ينجح والداها في إخفائها عن عيون العصابات الصهيونية في المطبخ، خوفاً من
أن يتم العثور عليها، فتنال مصير القتل أو الاغتصاب، وهو المصير الذي نال
من العديد من الفتيات والأطفال خلال مهاجمة بيوت الفلسطينيين إبان نكبة عام
1948.
تميزت الترشيحات العربية للأفلام المرشحة ضمن فئة أفضل فيلم
غير ناطق باللغة الإنكليزية خلال حفل جوائز أوسكار 2023، بوجود أربع سيدات
دفعة واحدة في مقعد الإخراج، الأمر الذي لم نعهده كثيراً في السينما
العربية
تصبح حياة "فرحة" خالية تماماً من أي شخص، فكل من تعرفه
أصبح ذكرى، سواءً عائلتها أو صديقاتها التي فشلت في التعرف على مصيرهن،
علاوة على أنه أصبح يتعين عليها التفكير في المستقبل المجهول الذي بات في
انتظارها.
المخرجة دارين سلام قالت إن فيلم "فرحة" مستوحى من أحداث
حقيقية، وتعاونت في تأليفه مع الكاتبة ديما عزار، حيث عملت على تحويل
مجموعة القصص التي سمعتها صديقة جدّتها، إلى عمل فني يجسد المآسي التي تعرض
لها الفلسطينيون خلال الاجتياح الإسرائيلي للأراضي العربية.
وأضافت أن الشخصية الحقيقية، بطلة العمل، اسمها "رضية"،
إحدى الشخصيات التي نجت من نكبة 48، وهربت إلى سوريا، وهناك تعرفتْ رضية أو
فرحة إلى طفلة أخرى كانت جدّتَها. وقررت دارين أن تكون هذه هي القصة هي أول
عمل روائي طويل.
الفيلم الذي
تبلغ مدته 92 دقيقة، من بطولة كرم الطاهر، أشرف برهوم، علي سليمان، تالا
قموه، سميرة الأسير، وفاز الفيلم بجائزة لجنة التحكيم في الدورة الثانية
عشرة من مهرجان مالمو للسينما العربية
(Malmo Arab Film Festival)
في السويد، وتم عرضه عالمياً لأول مرّة ضمن الاختيار الرسمي للدورة الـ46
لمهرجان تورنتو السينمائي الدولي
(Toronto International Film Festival)
عام 2021 في كندا.
أما دارين سلام، فهي مخرجة أردنية من أصل فلسطيني، حصلت
خمسةٌ من أفلامها القصيرة على العديد من الجوائز، شاركت بها في المهرجانات
العالمية. من أعمالها أيضاً فيلم "لا زلت حياً" (2010)، و"الظلام في
الخارج" (2012)، وهو العمل الذي شاركت به في المهرجان الدولي للفيلم القصير
بمدينة تيزنيت، جنوب المغرب، ونالت عنه جائزة التنويه.
حمى البحر المتوسط
تشارك فلسطين في الأوسكار بفيلم "حمى البحر المتوسط"
للمخرجة مها الحاج، التي سبق لها الحصول على جائزة أحسن سيناريو عن الفيلم
في قسم "نظرة ما" بالدورة الأخيرة من مهرجان كان السينمائي.
تدور أحداث الفيلم حول "وليد" الذي يعيش برفقة عائلته،
ويعاني من الاكتئاب بسبب عدم تحقيق أي شيء في مهنة الكتابة، إلى أن يتعرف
على جاره المحتال (جلال)، وتنشأ بينهما علاقةُ صداقة تتحول بعد ذلك إلى
مأساة.
من بين 5 ترشيحات عربية للمشاركة بفئة أفضل فيلم أجنبي في
حفل جوائز الأوسكار الذي يقام في مارس/آذار المقبل، وقع الاختيار على 4
مخرجات من أربع دول عربية: دارين سلام، مها الحاج، مريم توزاني، أريج
السحيري. فهل يمكن أن يكون الإسهام العربي الأول في حفل الأوسكار بطله
مخرجة؟
الفيلم يتناول الخيباتِ التي يعاني منها المواطنون
الفلسطينيون بسبب الواقع المرير الذي يعيشونه يومياً تحت وطأة الاحتلال،
وهي الأوضاع التي تؤثر على الأشخاص والظروف المحيطة بهم بطريقة مباشرة.
الفيلم من
إخراج وكتابة مها الحاج، وترشح للجائزة ضمن فئة أفضل فيلم دولي، وهو بطولة
عامر حليحل، وأشرف فرح، وعنات حديد.
المخرجة مها الحاج من مواليد عام 1970، وهي كاتبة ومخرجة
فلسطينية من مواليد مدينة الناصرة، تمتلك رصيداً فنياً يبلغ أربعة أفلام،
وشاركت في عدد من المهرجانات والمسابقات الدولية، حيث سبق لها عرض فيلم
"أمور شخصية" ضمن تظاهرة "سينما فلسطين"، والتي أقيمت في مدينة تولوز
الفرنسية، كما فاز فيلمها القصير "برتقال" بجائزة الفيلم القصير المفضل لدى
الجمهور مهرجان مونبلييه في فرنسا عام 2012.
القفطان الأزرق
المخرجة مريم التوزاني صاحبة التميز الفني لفيلم "القفطان
الأزرق"، الترشيح المغربي للمشاركة في القائمة المبدئية لأفلام الأوسكار
غير الناطقة بالإنكليزية. وهو فيلم درامي، تدور أحداثه حول الزوجين "حليم"
و"مينة" الذين تزوجا منذ فترة طويلة، ويعملان على إدارة متجرهما الخاص ببيع
القفطان المغربي في مدينة سلا المجاورة للرباط، حيث يلتحق بهما شاب يدعى
يوسف، ويسعى إلى تعلم فنون الخياطة من معلمه حليم، إلا أن دخول يوسف إلى
حياة الزوجين يكشف عن سرٍّ دفين يخفيه الزوجان، وذلك ما يجعل أحداث الفيلم
تتغير.
فيلم القفطان الأزرق من بطولة صالح بكري، ولبنى عزبال،
وأيوب مسيوي، ويشاركهم مجموعة أخرى من الممثلين المعروفين لدى المشاهدين في
المغرب، مثل مونية لمكيمل، وحميد الزوغي.
الفيلم يعتبر التجربة الإخراجية الثانية في فئة الأفلام
الطويلة بالنسبة للممثلة وكاتبة السيناريو و المخرجة مريم التوزاني، حيث
سبق لها أن قدمت فيلم "آدم" عام 2019، وهو العمل الذي حصد العديد من
الجوائز العالمية، ورشحته المغرب ليمثل المملكة، ويتنافس على جائزة
الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي عام 2020.
من الأعمال الفنية المتميزة الأخرى للمخرجة مريم التوزاني
فيلما "عندما ينامون"، و"آية والبحر"، وهما من الأفلام القصيرة، علاوة على
تقديم فيلم وثائقي بعنوان
"Much Loved" (الزين
اللي فيك).
المنتج نبيل عيوش صاحب شركة الإنتاج الخاصة بفيلم "القفطان
الأزرق"، وزوج المخرجة مريم التوزاني، يراهن على فيلم "القفطان الأزرق"،
والذي يناقش موضوع المثلية الجنسية، وهو أحد الموضوعات محرمة التناول في
المغرب والعالم الإسلامي عموماً.
التعاون الثنائي بين عيوش والتوزاني، أثمر عن عدد من
الأفلام التي تلقي الضوء على بعض القضايا الهامة، حيث تناول "الزين اللي
فيك" لهذا الثنائي قضيةَ العمل في الجنس في المغرب، والفيلم لا يزال
ممنوعاً من العرض في المغرب حتى الآن. كما قدم الثنائي عيوش والتوزاني فيلم
"آية والبحر" عام 2015، والذي يتطرق لموضوع استغلال الطفلات كخادمات منازل.
سبق لعيوش أيضاً إخراج فيلم "مكتوب"، والذي يتناول تجارة
المخدرات في المغرب، ويحظى هذا المخرج بالكثير من المديح من جانب النقاد
ومحبي السينما المحلية، بسبب جرأة الموضوعات التي يتناولها.
أريج وشجر التين
فيلم "تحت شجر التين" هو الاختيار التونسي للمخرجة أريج
السحيري، وهو العمل الذي عُرض في قسم "نصف شهر المخرجين" بالدورة السابقة
من مهرجان كان السينمائي، ونال استحسان الكثير. تدور أحداث الفيلم حول
مجموعة من الشباب والفتيات الذين يعملون معاً خلال موسم الحصاد الصيفي،
وتنشأ بينهم أحاسيس الحبّ للمرة الأولى.
يعكس الفيلم الأوضاعَ الاجتماعية لمجموعة من الفتيات
الشابات اللائي نسين أحلامهن من أجل مساعدة أسرهن التي تعيش على حافة
الفقر، وتحت ظلال أشجار التين، تجد الشابات أنفسَهن أمام تجربة حياتية
جديدة هي الحب. ويعكس الفيلم أيضاً الأوضاعَ المعيشية الصعبة التي يعاني
منها بعضُ الفئات داخل المجتمع التونسي، خاصة في ظلِّ الظروف الاقتصادية
الحالية.
تراهن المخرجة أريج السحيري على مجموعة من الأحاسيس التي
يعكسها العمل، كذلك على الصورة البصرية المقدمة دون تكلف، مثل صور الفرح
الخاصة بالفتيات وهن يستقبلن موسم الحصاد، المعاناة لدى الفتيات، مشاعر
الحب الأولى، وفرحة الأسر بعودة بناتهن أملاً في تغير الأوضاع المعيشية.
الترشيح الأخير
أما السينما الجزائية فقد اختارت فيلم "إخواننا" ممثلاً لها
في القائمة المبدئية لأفلام الأوسكار، للمخرج رشيد بوشارب، تدور أحداث
الفيلم حول واقعة حقيقية عن مقتل مهاجر جزائري في فرنسا يدعى مالك أوسكين،
على يد الشرطة الفرنسية خلال مشاركته في أحد الاحتجاجات الطلابية عام 1986.
يسعى المهاجرون العرب خلال الفيلم للترويج لقضية العنصرية
داخل المجتمع الفرنسي عقب مقتل المهاجر مالك أوسكين، والذي يبلغ من العمر
22 عاماً، حيث تلقى ضرباً مبرحاً على أيدي الشرطة، ليلة 6 كانون
الأول/ديسمبر 1986، وبات بعدها رمزاً للكفاح ضد العنصرية وعنف الشرطة في
فرنسا، وهي الحادثة التي خرج بسببها مئاتُ الآلاف من الطلبة والصحافيين إلى
الشارع في مظاهرات سلمية، في 36 مدينة بفرنسا.
يتم الإعلان عن القائمة القصيرة في 24 يناير 2023 وهي قائمة
الأفلام التي ستشارك في حفل الدورة 95 لجوائز أكاديمية علوم وفنون السينما
الأميركية (أوسكار) في الحفل الذي يقام في مدينة لوس أنجلوس بولاية
كاليفورنيا يوم 12 مارس
الفيلم بطولة
كوكبة من الممثلين الجزائريين أو من أصول جزائرية، من بينهم رضا كاتب، لينا
خوذري، سمير قاسمي، وهو من كتابة كوثر عظيمي، وإخراج رشيد بوشارب.
يحاول المخرج رشيد بوشارب أن يستلهم من مخزون التجارب
المعيشية التي عاصرها عقب الهجرة مع عائلته إلى فرنسا، ويعمل على تحويل تلك
التجارب إلى صور فنية على الشاشة. سبق له تقديم أفلام مثل "شاب" (عام
1991)، وفيلم "العصا الحمراء"، وفيلم "غبار الحياة"، علاوة على فيلم
"بلديون" الذي عرض في مهرجان كان عام 2006، وسلط فيه الضوء على تجنيد فرنسا
للأفارقة للجيش، وإجبارهم على المشاركة في الحرب العالمية الثانية.
تجدر الإشارة إلى أن كل دولة يحق لها ترشيح فيلم واحد
للمنافسة على جائزة أفضل فيلم غير ناطق باللغة الإنكليزية، وهي مسابقة
الأفلام الروائية الطويلة التي يتم إنتاجها خارج الولايات المتحدة، قبل أن
يتم الإعلان عن القائمة الأولية للترشيحات المقبولة في 21 كانون
الأول/ديسمبر.
فيما يتم الإعلان عن القائمة القصيرة في 24 كانون
الثاني/يناير 2023، وهي قائمة الأفلام التي ستشارك في حفل الدورة 95 لجوائز
أكاديمية علوم وفنون السينما الأمريكية (أوسكار) في الحفل الذي يقام في
مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا يوم 12 أذار/مارس. |