رئيس الأقصر للسينما الإفريقية: الرعاة تخلّوا عن المهرجان
كتب
آية رفعت
أيام قليلة وتنطلق الدورة الثانية عشرة من عمر مهرجان
الأقصر للسينما الإفريقية.. المهرجان الوحيد بمصر الذى يهتم بالوحدة
السينمائية الإفريقية من خلال استضافة عدد من صناع السينما فى القارة
السمراء. ومن بين أكثر من 250 فيلمًا قَدِّمت للمشاركة بالدورة الجديدة تم
الإعلان عن اختيار 55 فيلمًا من 32 دولة فى مسابقات المهرجان المختلفة.
ورغم جهود إدارته لكى يظهر بشكل يليق باسم مصر، إلا أن
مشكلة الميزانية لا تزال تلاحقه خاصة مع تغير سعر الدولار والذى أدى إلى
انسحاب عدد من الرعاة.. مما جعل هذه الدورة تشكل تحديًا كبيرًا لكل فريق
العمل وعلى رأسهم السيناريست «سيد فؤاد» رئيس المهرجان والذى فتح ملفاته
أمام «روزاليوسف» فى الحوار التالى:
فى بداية حديثه قال إن انسحاب بعض الرعاة تسبب فى مأزق
بالنسبة لتحضيرات الدورة الجديدة، خاصة مع ارتباك سعر الدولار.. مؤكدًا أن
الدولة لم تترك المهرجان لإدراكهم مكانته بين الدول وقيمته فنيًا وسياحيًا
أيضًا.. حيث أضاف قائلًا: «الدولة بمختلف جهاتها دعمتنا كثيرًا، فوزيرة
الثقافة «د. نيفين الكيلاني» تتابع تفاصيل المهرجان لحظة بلحظة.. ناهيك عن
اهتمام محافظة الأقصر والدعم المادى والمعنوى من وزير الخارجية «سامح
شكري»، والذى يقدم كل الدعم إيمانًا منه بأهمية الدبلوماسية الثقافية».
·
ما أبرز التحديات التى قابلت المهرجان أثناء التحضير
للدورة؟
كلها متعلقة بالميزانية وبحجوزات الطيران وغيرها من
الإجراءات المادية.. أما بالنسبة للتحضيرات الفنية فنحن كفريق عمل أصبحنا
ذوى خبرة فى تخطى كافة المشاكل التى تقابلنا، فلا ننسى الأيام الصعبة التى
مرت على المهرجان فى أوقات الثورات والتوترات السياسية التى مرت بها
البلاد، بالإضافة إلى أزمة كوفيد 19 بالطبع.. فهذا العام اعتدنا على
التحديات وقمنا بتأمين فعاليات الدورة الفنية بشكل جيد.
·
«السينما
خلود الزمن».. ما سبب اختيار ذلك الشعار للدورة الـ12؟
-
هذا الشعار يعبر عن رؤيتنا للسينما فهى تحمل عدة رسائل ومنها الترفيه
والوعى ومناقشة القضايا الوطنية والإجتماعية وغيرها.. بينما هناك دور أساسى
لها وهو التأريخ وحفظ الذاكرة للمكان والزمان والوضع الاجتماعى وغيرها من
ملامح حياتنا.. فهى تقوم بتخليد التاريخ وتدوينه مثل النقوش التى دونت
الحياة السابقة على جدران المعابد التى تملأ مصر وخاصة مدينة الأقصر.
·
هل هذا ما جعلك تهتم بفكرة مناقشة ترميم الأفلام القديمة
بهذه الدورة؟
-
بالفعل، فالفيلم شاهد على التاريخ ويجب علينا الحفاظ على تاريخنا
السينمائى.. لكن للأسف المهرجان لا يملك الإمكانيات الكافية لترميم بعض
الأفلام لأنها تحتاج إلى ميزانية وجهد كبير.. ولكننا نؤكد على دعمنا لباقى
الهيئات والمهرجانات التى ستتولى فكرة الترميم.. بالإضافة إلى تخصيص جزء من
برامج الدورة الجديدة لعرض بعض الأعمال السينمائية المرممة.
·
لماذا اخترت اسم «الدياسبورا» لتطلقه على مسابقة الأفلام
الإفريقية؟
- «الدياسبورا»
كلمة معناها الشتات، وبما أن تلك المسابقة مسئولة عن الأفلام التى صنعها
أبناء القارة الإفريقية فى خارج نطاقها.. فرأينا أنها كلمة معبرة عن وصف
المسابقة.. وتلقينا عددًا كبيرًا من الأفلام من الأفارقة المتواجدين خارج
القارة وأيضًا أفلامًا صنعت عن القارة ومشاكلها ولكن من صناع أفلام أجانب..
ووقع اختيارنا على 6 أفلام منها وخصصنا لجنة تحكيم خاصة لها.
·
كيف سيتم الاحتفاء بدولة السنغال كضيف شرف المهرجان؟
-
بالطبع قمنا باختيار مجموعة من صناع السينما فى دولة السنغال لمشاركتها هذه
الدورة.. فسيتم تكريم المخرج السنغالى الكبير «منصور صورا واد»، بالإضافة
إلى وجود المخرج «عثمان سيمبين» بلجنة تحكيم مسابقة المهرجان الرسمية. كما
ستقام حلقات نقاشية حول السينما فى السنغال ومعرض خاص لأفيشات أشهر الأفلام
على مدار تاريخها.
·
ما رأيك فى استمرار مشكلة مشاركة الأفلام المصرية بمسابقة
الأفلام الطويلة؟
-
اخترنا الفيلم الوثائقى (بعيدًا عن الوطن) لينافس وحده بالمسابقة نظرًا
لعدم وجود أعمال روائية يمكن الاعتماد عليها.. فجودة هذا الفيلم تليق
بالمهرجان ولكننا كنا نتطلع لمشاركة أفلام روائية أيضًا وانتظرنا عدة أفلام
كان من المقرر الانتهاء منها خلال الفترة الماضية ولكن للأسف وقت المشاركة
كان قد فات بالفعل والأعمال لم تنجز حتى الآن. وللأسف لا نستطيع أن نظلم
أحدًا فالإنتاج السينمائى بالفعل قليل ويجب أن نهتم بعودة صناعة السينما
لرونقها.
·
هل تتعمد أن تختار أعمالًا وأسماء للمكرمين خارج إطار
المألوف فى المهرجانات الأخرى؟
-
نعم، فكل ما نقدمه فى مهرجان الأقصر خارج عن المألوف فلا نلتزم بتيمة معينة
للأفلام، حتى النوعية الكوميدية التى قد يعتبرها البعض أقل عمقًا عن باقى
الأفلام المشاركة بالمهرجانات نقوم بعرضها ونهتم برسالتها. وكذلك الأمر
بالنسبة للمكرمين فنبحث دومًا عن أصحاب التاريخ الذين لم يحظوا بتكريم يليق
بهم، وأيضًا الفنانين الشباب المتميزين بشكل عام وليس بسوق المهرجانات فقط.
·
هل كنت متوقعًا الضجة التى حدثت حول تكريم الفنان «محمد
رمضان»؟
-
لا.. كنت أتوقع ضجة أكبر بكثير. ولكنى أؤكد على نظريتى السابقة فتكريم نجوم
الشباب لا يعنى بالضرورة عملهم لسنوات عديدة فى السينما ونحن قمنا بتكريم
عدد من الفنانين من قبل مثل «عمرو سعد» و «نيللى كريم» ولم تكن لهما
إنجازات سينمائية ضخمة وقتها. كما أن «رمضان» له أعمال مميزة، ربما تكون
قليلة لكن التكريم بشكل عام يحمل الفنان المسئولية ويجعل اختياراته أكثر
دقة فيما بعد.
·
ما ردك على منتقدي اختيارك للفنان «محيى إسماعيل» لسرد
تجربته السينمائية؟
-
على العكس فـ«محيى» على المستوى الفنى والشخصى شخص ثرى جدًا بتجاربه ووجوده
مثير للنقاش وتبادل وجهات النظر.. وبالمناسبة لا يمكن مقارنته مع غيره لأنه
له تاريخ ببصماته الفنية فى كل دور يقدمه. فهو لم يهتم بالكم بقدر اهتمامه
بانتقاء الأدوار.. فهو رجل له تجارب مهمة فى الفن والحياة ولا يقبل تقديم
أى دور إلا إذا كان سيترك بصمة.
·
المهرجان يسعى لتوطيد العلاقات الفنية بين مصر والدول
الإفريقية.. فما الذى ينقص لتقديم تعاون حقيقى داخل القارة ؟
-
الأمر كبير ويحتاج إلى مجهود أكبر من هذا المهرجان.. فيجب أن يكون هناك
إرادة ثقافية وسياسية فى التعاون المتبادل بحيث يتم توزيع أفلامنا بالدول
الإفريقية والعكس. بالإضافة إلى فتح سوق توزيع وإنتاج مشترك بيننا.. فالأمر
يحتاج لسنوات وخطة قوية لتحقيقه. |