أربعة أفلام عربية تشارك في الدورة السادسة والسبعين
لمهرجان كان
المهرجان يسعى لتحقيق المزيد من المساواة بين الجنسين في
مجال السينما.
تشهد الدورة السادسة والسبعون لمهرجان كان السينمائي تنوعا
من حيث عدد الأفلام ومواضيعها، ونوعية الفنانين الذين من المتوقع أن
يشاركوا في فعالياتها، لكنها أيضا تسجل تمكينا أكثر للمخرجات وحضورا عربيا
لافتا ضمن مختلف مسابقاتها.
باريس
- أعلن
مهرجان كان السينمائي الخميس قائمة المتنافسين في السباق على السعفة
الذهبية، مع حضور لافت للنجوم الأميركيين، وعدد قياسي من المخرجات
المرشحات، قبل خمسة أسابيع من انطلاق الدورة السادسة والسبعين من الحدث.
وتضم قائمة الأعمال المشاركة في مختلف مسابقات الدورة الجديدة من مهرجان
كان أفلاما من أربعة دول عربية هي المغرب والجزائر وتونس والسودان وتظهر
على قوائم المهرجان للمرة الأولى.
أول الأفلام العربية هو “بنات ألفة” للتونسية كوثر بن هنية،
وقامت ببطولته هند صبري وهو من تأليف وإنتاج حبيب عطية ونديم شيخ روحه، وتم
تصويره وتنفيذه في تونس العام الماضي.
وتقدم كوثر بن هنية تجربة سينمائية تجمع بين الوثائقي
والدراما حيث استلهم الفيلم من قصة حقيقية لامرأة تدعى ألفة في الأربعينات
من العمر تنحدر من بيئة فقيرة وهي ربة منزل وأم لأربع فتيات. يركز الفيلم
على كيفية تعاملها مع بناتها المراهقات وميولهن نحو التطرف وهروبهن إلى
ليبيا للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية وانتهاء الأمر بهنّ في السجن.
حصل الفيلم على جائزة 10 آلاف دولار من أيام القاهرة لصناعة السينما في
الدورة الثانية والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي.
وفي مسابقة “نظرة ما” ضمن المهرجان تشارك 3 أفلام عربية،
منها فيلمان من المغرب، الأول هو فيلم “كذب أبيض” للمخرجة أسماء المدير،
وهو الفيلم الذي شاركت مؤسسة الدوحة في دعمه إنتاجيا، وتدور قصته حول رحلة
أسماء لاكتشاف طفولتها مع متابعة قصة انتفاضة الخبز عام 1981 وكيف أثَّرت
هذه الانتفاضة في المجتمع المغربي.
◙
التونسية كوثر بن هنية تعود إلى المنافسة بفضل فيلمها "بنات ألفة" بعد
مشاركة فيلمها السابق "على كف عفريت"
حضور عربي
كذلك يشارك الفيلم المغربي “كلاب الصيد” للمخرج كمال لزرق
والذي يقدم من خلاله قصة أب يعيش مع ابنه في الضواحي الشعبية ويحاولان
البقاء على قيد الحياة يوميا بالعمل في العالم السفلي المحلي، ويتعرضان
لموقف صعب حين يجدان جثة رجل اختطف عن طريق الخطأ في سيارتهما، ويفكران في
كيفية إخفاء الجثة.
ويسعى المخرج من خلال الفيلم للتجول في الهوامش الحضرية
والشخصيات التي يبدو أنها تظهر من العدم في الأحياء الفقيرة. كذلك يشارك في
المسابقة الفيلم السوداني “وداعا جوليا” للمخرج محمد كردفاني، والذي يعد
أول فيلم سوداني يقع عليه الاختيار في مهرجان كان عبر التاريخ.
وفي لقاء له قبل تصوير الفيلم، قال منتج الفيلم أمجد
أبوالعلاء إن العمل أخذ وقتا طويلا في التحضيرات، وحصل على العديد من
الجوائز في مرحلة التطوير، منها 5 جوائز من مهرجان الجونة السينمائي وجائزة
من مهرجان البحر الأحمر.
وكشف المنتج عن قصة الفيلم التي تتناول ما وراء الصراع
السياسي في السودان، وهو الجانب الاجتماعي للصراع بين شمال السودان وجنوبه
الذي يبدأ من داخل البيوت.
كما تشارك الجزائر في عروض منتصف الليل بالفيلم الجزائري
“عمر الفراولة” للمخرج الجزائري إلياس بلقدار، وهو الفيلم الذي حصل أيضا
على منحة مؤسسة الدوحة للأفلام في عام 2020 لتطويره، ويتناول الفيلم قصة
محتال هارب في شوارع الجزائر يواجه مواقف غير متوقعة.
وفي هذه الدورة السادسة والسبعين، يتنافس تسعة عشر فيلما
لخلافة “تراينغل أوف سادنس” الحائز جائزة السعفة الذهبية العام الماضي،
والذي يتولى مخرجه السويدي روبن أوستلوند رئاسة لجنة تحكيم المهرجان هذا
العام.
منافسة كبرى
سيكون لنجوم هوليوود حضور قوي في المهرجان الفرنسي العريق
هذه السنة، إذ ستحضر الممثلتان جوليان مور وناتالي بورتمان لتقديم الفيلم
الجديد لتود هاينز (مخرج “آيم نات ذير” عن بوب ديلان، و”دارك ووترز”)،
إضافة إلى كوكبة من النجوم بقيادة المخرج ويس أندرسون الذي يشارك في
المنافسة عن فيلم “أستيرويد سيتي” من بطولة تيلدا سوينتون وأدريان برودي
ومارغوت روبي.
وخارج المسابقة الرسمية، يُرتقب حضور الممثل جوني ديب خلال
افتتاح المهرجان في 16 مايو مع فيلم “جان دو باري” للفرنسية مايوين. ويعود
النجم الهوليوودي عبر هذا العمل إلى الشاشة الكبيرة بعد المسلسل القضائي
الذي تواجه فيه مع طليقته أمبير هيرد. ويُتوقع أيضا أن تشارك ابنته ليلي
روز ديب في المهرجان، إلى جانب المغني “ذي ويكند” لمناسبة عرض “ذي أيدل”،
وهو مسلسل قصير يحمل توقيع مخرج “يوفوريا” سام ليفينسون.
◙
الممثل جوني ديب يُنتظر أن يكون حاضرا خلال افتتاح المهرجان في 16 مايو
ويُرتقب أيضا حضور نجوم آخرين من هوليوود، بدءا بهاريسون
فورد عن الجزء الجديد من “إنديانا جونز” الذي يُتوقع أن يكون الحدث الأبرز
في المهرجان، على غرار ما حصل من خلال عرض فيلم “توب غن: مافريك” العام
الماضي. ويحضر المهرجان أيضا إيثان هوك وبيدرو باسكال، نجم مسلسل “ذي لاست
أوف آس”، لتقديم فيلم قصير يحمل توقيع المخرج الإسباني الشهير بيدرو
ألمودوفار.
ويثبت هذا الحضور الأميركي القوي أن مهرجان كان الذي أمضت
رئيسته الجديدة إيريس كنوبلوك معظم مسيرتها المهنية في أستوديوهات “وارنر”
الأميركية، لن يسمح لمهرجان البندقية الإيطالي أن يستأثر بإطلاق الأعمال
الهوليوودية الجديدة.
لكن لا يزال يتعين إقناع مارتن سكورسيزي، الحائز على جائزة
السعفة الذهبية سنة 1976 عن فيلم “تاكسي درايفر”، بالمشاركة مجددا في
المنافسة ضمن مهرجان كان. وقد ينضم عمله الجديد “كيلرز أوف ذي فلاور مون”،
مع ليوناردو دي كابريو وروبرت دي نيرو، والذي يُعرض خارج المسابقة، في
اللحظات الأخيرة للسباق على السعفة الذهبية.
وقال المندوب العام للمهرجان تييري فريمو إن القائمين على
الحدث تقدموا بطلب إلى الشركتين المنتجتين للفيلم، “باراماونت” و”آبل تي
في”، بانتظار قرارهما في هذا الصدد. وقالت كنوبلوك التي خلفت في موقعها
رئيس المهرجان السابق بيار ليسكور، إن مهرجان كان يشكل عموما “نقطة انطلاق
مذهلة للأعمال السينمائية” ويثبت أن “شيئا لا يمكن أن يحل محل طرح الأفلام
في الصالات”.
المزيد من المساواة
كنوبلوك هي أول امرأة تترأس المهرجان الذي يرسل هذه السنة
مؤشرات عن عزمه المضي في المسار الشاق نحو تحقيق المزيد من المساواة بين
الجنسين في هذا المجال.
وأشار تييري فريمو إلى أن وجود ست نساء ضمن قائمة المرشحين
للسعفة الذهبية “عدد غير مسبوق” في تاريخ المهرجان الذي فازت بجائزته
الكبرى امرأتان فقط. وكانت المنافسة في دورة العام الماضي تضم خمس مخرجات.
ومن بين المرشحات هذا العام، يُثبت وجود أليس رورواكر
الحيوية المتجددة للسينما الإيطالية التي يمثلها أيضاً في المنافسة
المخرجان ماركو بيلوكيو وناني موريتي. كما تشهد المنافسة هذا العام على
عودة المخرجة كاترين بريا بعد عشر سنوات على فيلمها الأخير “أبو دو فيبلاس”.
◙
المهرجان يشهد عودة الأفلام الإيرانية والصينية بعد الأزمة
الصحية العالمية، من بينها عملان لمخرج الوثائقيات وانغ بينغ
كذلك، تعود التونسية كوثر بن هنية هذا العام إلى المنافسة
بفضل فيلمها “بنات ألفة”، بعد مشاركة فيلمها السابق “على كف عفريت” ضمن فئة
“نظرة ما” عام 2017. ويعكس وجودها على قائمة المرشحين، إلى جانب السنغالية
راماتا تولاي سي التي تشارك في المنافسة عن فيلمها الأول، رغبة القائمين
على المهرجان في توسيع المساحة الممنوحة للسينما الأفريقية.
وتضم المنافسة أيضا هذا العام مخرجين مخضرمين اعتادوا
المشاركة في المهرجان العريق، بينهم الياباني هيروكازو كوري - إيدا
والألماني فيم فندرز، مع فيلمين يشارك أحدهما في المسابقة الرسمية، إضافة
إلى المخرج البريطاني كن لوتش الحائز على جائزة السعفة الذهبية مرتين،
والياباني تاكيشي كيتانو الذي يقدّم فيلما تاريخياً من أجواء الساموراي
خارج المسابقة.
ويشهد المهرجان الذي يستمر حتى 27 مايو، عودة الأفلام
الإيرانية والصينية بعد الأزمة الصحية العالمية، من بينها عملان لمخرج
الوثائقيات وانغ بينغ، فضلا عن فيلم يمثل منغوليا للمرة الأولى في تاريخ
الحدث.
وكما في كل عام، قد تضاف أفلام أخرى إلى قائمة الأعمال
المشاركة في المهرجان قبيل انطلاق فعالياته. كما لا يزال من المرتقب
الإعلان عن أعضاء لجنة التحكيم الذين لم يُعرف منهم بعد سوى رئيسها. |