مهرجان كان السينمائي يفرش السجادة الحمراء
ما أكثر ما سيثير الجدل في كان هذا العام؟
انتهت الاستعدادات لانطلاق مهرجان كان السينمائي الذي ينطلق
اليوم بحضور نجوم الفن السابع الذين سيتابعون الأفلام المنافسة على السعفة
الذهبية وسط غضب النقابات العمالية الفرنسية التي تدعو إلى تحركات خلال
المهرجان.
كان (فرنسا)
- يفرش
مهرجان كان السينمائي السجادة الحمراء لدورته السادسة والسبعين التي تنطلق
اليوم الثلاثاء، بمشاركة كوكبة من النجوم، من بينهم هاريسون فورد وجوني ديب
وناتالي بورتمان، مع تنافس 21 فيلما على السعفة الذهبية، في ظل توقعات
بنشوب احتجاجات مطلبية.
من سيخلف السويدي روبن أستلوند، الفائز بالسعفة الذهبية في
العام الماضي عن فيلمه “تراينغل أوف سادنس” ورئيس لجنة تحكيم دورة هذه
السنة من المهرجان؟ في انتظار صدور النتائج، توضَع اللمسات الأخيرة على
جادة لا كروازيت لاستقبال حوالي 35 ألف مشارك في المهرجان.
ويُعدّ كان أكبر مهرجان سينمائي في العالم، وأُقيم لأول مرة
سنة 1939 بديلا عن مهرجان البندقية السينمائي الذي تأثر بالحكم الفاشي
آنذاك.
ويشتهر ببرنامجه الذي يختار بعناية أفلاما تألقت في جوائز
الأوسكار أو أطلقت شرارة مسيرة مخرجين مثل كوينتين تارانتينو.
ووُضعت الأحد قبالة واجهة قصر المهرجانات في كان لافتة بطول
25 متراً وعرض 11 متراً تظهر عليها النجمة كاترين دونوف، وهو الملصق الرسمي
للنسخة السادسة والسبعين من الحدث. وكانت هذه الصورة التُقطت للممثلة
الفرنسية الشهيرة بالأبيض والأسود عام 1968 خلال تصوير فيلم “لا شاماد”
لآلان كافالييه.
وإضافة إلى السعفة الذهبية يتضمن المهرجان جوائز أخرى، منها
الجائزة الكبرى وجائزة لجنة التحكيم وجائزة أفضل مخرج وجائزة أفضل ممثل
وجائزة أفضل ممثلة وجائزة أفضل سيناريو وجائزة أفضل فيلم قصير.
وفي تجسيد للإرث الذي يمثله المهرجان، تتولى كيارا
ماستروياني، ابنة كاترين دونوف ومارتشيلو ماستروياني، تقديم حفلة الافتتاح
اليوم، وسيكون الختام في السابع والعشرين من شهر مايو الجاري.
وتوضع السجادة الحمراء الشهيرة الممتدة على 60 مترا اليوم
الثلاثاء على سلالم قصر المهرجانات في كان. وفي إطار السعي لتقليل الأثر
البيئي، عمد المنظمون إلى “قسمة وتيرة تغيير السجادة إلى النصف” منذ 2021،
بهدف توفير “ما يقرب من 1400 كيلوغرام من المواد”.
ومن بين النجوم المشاركين في المنافسة على السعفة الذهبية
أسماء معتادة على الحدث مثل البريطاني كن لوتش البالغ من العمر 86 عاما
والحائز جائزة المهرجان مرتين (2006 و2016)، والألماني فيم فندرز الفائز
بجائزة المهرجان سنة 1984 عن فيلم “باريس، تكساس”، والإيطالي ناني موريتي.
كذلك يشهد المهرجان عودة السينمائي الفنلندي أري كوريسماكي،
وأيضاً الإيطالي ماركو بيلوكيو (83 عاما)، فيما سيقدم الياباني هيروكازو
كوري – إيدا الحائز جائزة المهرجان سنة 2018 فيلمه الجديد “مونستر” غدا
الأربعاء.
وبعد مرور خمسة عقود على نسخة 1973 حين كانت السويد تترأس
لجنة التحكيم بشخص إنغريد بيرغمان، والتي أثار فيها فيلم “ذي بيغ فيست”
فضيحة، ما أكثر ما سيثير الجدل في كان هذا العام؟
قد يحصل ذلك مع فيلم الافتتاح “جان دو باري”، إذ تواجه
مخرجته مايوين دعوى مرفوعة من الصحافي إدوي بلينيل الذي أقرت السينمائية
باعتدائها عليه داخل مطعم.
ويؤدي بطولة الفيلم الممثل جوني ديب، نجم “بايرتس أوف ذي
كاريبيين” الذي بات من الأسماء غير المرحب بها على مواقع التصوير الأميركية
منذ الاتهامات بالعنف الأسري ثم تبادل تهم التشهير بينه وبين زوجته السابقة
أمبير هيرد.
كما يُتوقع أن يثير عرض فيلم “لو روتور” لكاترين كورسيني في
اليوم التالي ضمن المسابقة تعليقات كثيرة، بعد سحب التمويل الحكومي عنه
بسبب إغفاله الإعلان صراحة، بموجب القانون، عن وجود مشهد جنسي فاضح (رغم
أنه غير حقيقي)، تشارك فيه ممثلة دون سن السادسة عشرة.
وعلى غرار السنوات الماضية، تقام الدورة السادسة والسبعون
من المهرجان “وسط إجراءات أمنية مشددة”، حسب توضيح المسؤول في منطقة غراس
القريبة من كان، جان جوني، المكلف بتنسيق الإجراءات الخاصة بحوالي ألف عنصر
من الدرك والشرطة الوطنية والبلدية وعناصر من الأمن الخاص.
غير أن هذا لم يهدئ سوْرة غضب نقابة “سي جي تي” (الاتحاد
العمالي العام) التي أعلنت عن عدة تحركات في إطار معارضتها مشروع التقاعد
الجديد في فرنسا. وأول هذه التحركات مقرر في التاسع عشر من مايو الجاري إثر
دعوة إلى تجمع “ثابت” في باحة فندق كارلتون.
وفي نهاية الشهر الماضي حذر الفرع المتخصص في الطاقة ضمن
هذه النقابة من حدوث “اضطرابات في الطاقة” خلال المهرجان، أي إمكان إطفاء
أضواء كاشفة أثناء الحدث بسبب قطع الإمداد بالتيار الكهربائي. |