عمّان تحتفي بالسينمائيين الشباب تمهيدا لمستقبل أفضل للفن
السابع
56
عملاً من 19 دولة تتنافس في مسابقات الأفلام الروائية والوثائقية والقصيرة.
عمّان
- افتتح
مهرجان عمان السينمائي الدولي – أول فيلم دورته الرابعة مؤخرا في مركز
الحسين الثقافي بعمان، والتي تأتي تحت شعار “حكايات وبدايات” مستقطبة عددا
من أبرز الأفلام العربية الدولية.
ويشارك
في المهرجان 56 عملاً من 19 دولة تتنافس في مسابقات الأفلام الروائية
والوثائقية والقصيرة.
هذا الحدث الذي يستمر حتى الثاني والعشرين من أغسطس الحالي،
يركّز على “الإنجازات الأولى في مجال الأفلام من حول العالم”، خصوصاً “من
المنطقة العربية”، بالإضافة إلى “العروض السينمائية التي تسلط الضوء على
أصالة وقوة الشكل في استخدام الفيلم كأداة”، بحسب الموقع الرسمي للمهرجان
الذي يشارك فيه 120 ضيفاً أجنبياً.
واستعرضت الأميرة ريم علي مؤسسة ورئيسة المهرجان، في كلمة
ألقتها خلال حفل افتتاح المهرجان، تاريخ السينما العربية منذ عشرينات القرن
الماضي، حيث كانت الأفلام الأولى صامتة، وانطلقت أولى الإنتاجات من مصر عام
1927 بفيلم روائي طويل “ليلى”، ثم سوريا بفيلم روائي طويل بعنوان “المتهم
البريء” عام 1928، ولبنان “مغامرات إلياس مبروك” عام 1930.
ونوهت في الحفل الذي قدمته الفنانة زين عوض بأن بدايات
السينما العربية حفلت بالكثير من الحكايات المتنوعة والغنية كتنوع العالم
العربي، والتي ميزت هذه البدايات وروت الكثير من حكايات الناس التي “تعكس
همومنا وهواجسنا وأفراحنا واهتماماتنا وتكشف تجارب الناس ومشاعرهم”.
وقالت مؤسسة ورئيسة المهرجان “وإذا كانتْ بدايات السينما
العربية ذات تأْثير قوي على الناس في العالم العربي فإنها لم تنتشر في
أماكن أخرى من العالم إلا منذ عقود قليلة”، لافتة إلى أنه كلما تطورت
السينما العربية وانتشرت في العالم، زاد عدد الناس الذين يعرفون همومنا
وهواجسنا وأفراحنا واهتماماتنا ويشاركوننا فيها في هذه الدورة الرابعة
لمهرجان عمان السينمائي الدولي – أول فيلم، ونتطلع إلى سماع الأصوات
الجديدة التي ستروي حكاياتنا في العقود القادمة وهذه ميزة مهرجان يـحتفي
بأول فيلم”.
وأشارت إلى أن هذه الدورة تأتي في وقت يهتز فيه عالم
الثقافة والفن في جميع أنحاء العالم بسبب انتشار الذكاء الاصطناعي والقضايا
الأخلاقية التي يثيرها، لافتة إلى أن الذكاء الاصطناعي يستمد معلوماته من
المحتوى الموجود على شبكة الإنترنت، وهذا المحتوى مازال حتى يومنا هذا
غريبا في مجمله.
ودعت إلى أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز رواة
حكاياتنا ودعمهم وليس لاستبدالهم، مشيرة إلى أهمية فهم منتجي الأفلام
ووعيهم في هذا الشأن.
وعبرت عن فخرها بجهود صانعي الأفلام الشباب الذين سيقدمون
أعمالهم في هذه الدورة.
وقالت إن “الثقافة السينمائية مع حكايات تعبر عن آراء
وأفكار مختلفة ضرورية لإنشاء حوار بين شرائح المجتمع المختلفة وبين
المجتمعات المختلفة أيضا، لأنها تجعلنا نستمع لبعضنا البعض ونفهم بعضنا
البعض ونرى بعضنا البعض من منظور الإنسانية والمساواة”.
وثمنت دور الهيئة الملكية الأردنية للأفلام لتقديم الدعم
إلى منتجي الأفلام الشباب في المنطقة، الذين أرادوا سرد حكاياتهم والتعبير
عن هويتنا العربية.
وأعربت في كلمتها عن شكرها لصانعي الأفلام لدورهم المهم
وأصواتهم المهمة، ولأعضاء لجنة التحكيم والضيوف، وللتعاون الوثيق من قِبل
الهيئة الملكية الأردنية للأفلام.
وستختار لجان تحكيم دولية في المهرجان أفضل فيلم عربي روائي
طويل، وأفضل فيلم عربي وثائقي طويل، وأفضل فيلم عربي قصير.
كما سيختار الجمهور فيلمه الدولي المفضل لمخرج في عمله
الأول.
المهرجان يتطلع إلى سماع الأصوات السينمائية العربية
الجديدة التي ستروي حكاياتنا في العقود القادمة وتقدمها للعالم
ويحصل الفائزون على منحوتات “السوسنة السوداء”، والزهرة
الوطنية للأردن، من تصميم الفنان الأردني الراحل مهنا الدرة مصنوعة من
البرونز.
وبموازاة عروض الأفلام ستنظم ورشات عمل وندوات وثلاث منصات
تسويق لدعم مشاريع أفلام قيد التطوير أو في مرحلة ما بعد الإنتاج.
وافتتح المهرجان الثلاثاء بعرض فيلم “أسبوع غزاوي” للمخرج
الفلسطيني باسل خليل، وهو عمل مشترك فلسطيني – بريطاني تتمحور قصته حول
انتشار وباء في وسط إسرائيل يجعل من قطاع غزة ملاذاً آمناً، فيما يحاول
فلسطيني تهريب شخصين يحملان الجنسيتين الأميركية والإسرائيلية إلى خارج
إسرائيل ما يعرّضه لمشاكل عدة.
ويحمل هذا الفيلم الروائي مسحة من الكوميديا أيضا، حيث
تتصادم عوالم الصحافي البريطاني وصديقته الإسرائيلية مع سكان غزة، فيدركان
قسوة الحياة في المنطقة، أو كما يسميها المخرج “عبثية هذا السجن المكشوف
والاحتلال والمعاناة التي يعيشها أهل غزة”.
وصعد إلى خشبة مسرح مركز الحسين في الافتتاح طاقم الفيلم
الذي ضم ممثلين من الأردن وفلسطين وأجانب، حيث عبر مخرجه باسل خليل عن
سعادته بالمشاركة في الدورة الرابعة للمهرجان، مبينا أن الفيلم هو من النوع
الكوميدي الساخر ومستوحى من الحس الفكاهي لدى أهل غزة رغم الظروف القاسية
التي يعيشونها.
وتُعرض خلال المهرجان سبعة أفلام طويلة عربية ذات إنتاج
فرنسي مشترك، منها فيلم “عَلَم” الروائي (فلسطيني – فرنسي – سعودي – قطري)
للمخرج الفلسطيني فراس خوري، وفيلم “ملكات” الروائي (مغربي – فرنسي)
للمخرجة المغربية ياسمين بنكيران.
ومعظم الأفلام المشاركة في المهرجان تُعرض لأول مرة في
الأردن، وبعضها يُقدّم في عرض عالمي أول. |