ملفات خاصة

 
 
 

"مهرجان الإسماعيلية الدولي الـ25":

تحية لغزّة لكنّ الترهّل كبير

الإسماعيلية/ محمد هاشم عبد السلام

الإسماعيلية السينمائي

الدورة الخامسة والعشرين

   
 
 
 
 
 
 

افتُتح، مساء 28 فبراير/شباط 2024، "مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة"، في محافظة الإسماعيلية (شرقي مصر)، على بُعد 100 كيلومتر تقريباً من القاهرة. يحتفل المهرجان بمرور 30 عاماً على انطلاقه، عام 1991، لكنّ دورته هذه تحمل الرقم 25. إنّه أوّل مهرجان متخصّص بالأفلام الوثائقية والقصيرة في العالم العربي، ومفتوحة دوراته كلّياً أمام الجمهور، كما أمام النقّاد والصحافيين والإعلاميين، من دون بطاقات اعتماد، أو حجز مسبق للتذاكر.

عرض، في الدورة الجديدة هذه، التي اختُتمت أمس الثلاثاء (5 مارس/آذار الجاري)، 121 فيلماً من 62 دولة، في مسابقات وأقسامٍ مختلفة. في المسابقات الأساسية، هناك 12 فيلماً وثائقياً طويلاً، و20 وثائقياً قصيراً، و20 روائياً قصيراً. في التحريك، هناك 18 فيلماً. أما في "أفلام الطلبة"، فشارك 17 فيلماً.

بمناسبة الاحتفال باليوبيل الفضي، نظّمت الإدارة الفنية، برئاسة الناقد السينمائي عصام زكريا، نشاطات عدّة، بدأت بوثائقي قصير في حفلة الافتتاح، استعرض أبرز المراحل والتطوّرات التي شهدها المهرجان في دوراته السابقة. في "البرنامج الفضّي"، هناك 20 فيلماً، طويلاً وقصيراً، عرضت في تلك الدورات، منها "درب السمّوني" لستيفانو سافونا، و"فعل القتل" لجوشوا أوبنهايمر، و"16" لسامح علاء، و"موج 98" لإيلي داغر.

فلسطين حاضرة

كما كرّم المنظّمون عاملين وعاملات في السينما الوثائقية: الممثلة سلوى محمد علي (لها 100 فيلم قصير، إلى عددٍ من الأفلام الطويلة)، وصدر كتاب عنها؛ والمخرج الأميركي ستيف جيمس، الذي عُرضت 3 أفلام له، كما قَدّم "ماستركلاس"، وصدر عنه "ستيف جيمس: سينما النضال الاجتماعي"، تحرير أروى تاج الدين. هناك أيضاً تكريمٌ لاسمي المُخرجَين الراحلين سميحة الغنيمي، ورائد السينما التسجيلية عبد القادر التلمساني، بعرض 3 من أفلامه، مع إصدار كتاب عنه بعنوان "عبد القادر التلمساني: في محبة الفن والحياة"، لابنته مي التلمساني.

وكان يُفترض بالمهرجان أنْ يُكرِّم، في حفلة الختام، المخرج الفلسطيني مهدي فليفل، بعرض 3 أفلام له، وكتاب "مهدي فليفل... سينما المنفى" لأسامة عبد الفتاح. لكنّ فليفل لم يتمكّن من المشاركة في هذه الدورة، لانشغاله بإنجاز مونتاج أول فيلم روائي له.

لهذه الدورة رسالة تضامنية مع قطاع غزّة، ومع تأكيدٍ على دعم المقاومة، ونصرة الشعب الفلسطيني وحريته وسيادته. في هذا الإطار، عُرضت أفلام فلسطينية، طويلة وقصيرة، أبرزها "الحياة الحلوة" لمحمد جبالي، المشارك في مسابقة الوثائقي الطويل. ونُظّمت ندوة بحثية مع المخرجة والباحثة الأميركية تيري غينسبرغ، عن كتابها "تصوير الأزمة الفلسطينية: تحليل نقدي لأفلام التضامن مع فلسطين".

تُقام هذه الدورة في ظروف دولية وإقليمية ومحلية مضطربة وعصيبة، أثّرَ كثيرٌ منها فيها، وأعاق إقامتها على النحو المأمول به، وأطاح بطموح إنجاز "دورة فضية" لا تُنسى. الجيد أنّ تكالب الظروف المعاكسة والعقبات لم يؤدِّ، على أي حال، إلى تعذّر انعقادها، إذْ كانت هناك هواجس بعدم الانعقاد. الظروف الصعبة المحيطة بالدورة، والدافعة إلى التماس أعذار، كانقطاع الكهرباء في عروضٍ مختلفة بسبب تقنين الكهرباء، ليست مُبرِّرة أبداً لأخطاء وزلاّت ومشاكل، فادحة أحياناً، كتب عنها كثيراً زملاء وزميلات في المهنة، لتكرارها وإنْ بوتيرة متفاوتة، في مهرجانات عربية، من دون فرق كبير بين مهرجان قديم أو جديد، تديره مؤسّسة حكومية أو قطاع خاص.

الذكر الدائم للعيوب نفسها، المتكررة في سنوات ـ دورات، في تاريخ هذا المهرجان أو ذاك، يُثير مللاً، وربما يأساً من جدوى النقد والكتابة، ولفت الانتباه أصلاً، طالما أنّه لن يجري تدارك الأمور، أو إصلاح أدنى مشكلة، غير متطلّبة لتدبير وتخطيط، أو لجهود طائلة، أو لتمويل مُبالَغ به، ولا تستلزم احترافاً إدارياً، أو خبرة سينمائية أو مهرجانية، بل مجرّد ترتيب أولويات وتنظيمات واستعدادات، ومواجهة الأمور، والعزم، والرغبة الحقيقية والصادقة والمخلصة في الإصلاح وتدارك الأخطاء والهفوات، والمضي في التطوير والتجديد، لا الاكتفاء بنجاح دورة، يطويها النسيان.

لذا، لا يُدهش المرء من أمور كثيرة حاصلة في الدورة الـ25 لـ"مهرجان الإسماعيلية الدولي"، لا تدلّ على وجود تجارب وخبرات ونجاحات متراكمة في 24 دورة. أمورٌ كثيرة مُستفزّة، ومشاكل وعراقيل متوافقة وحالة بلدٍ "يعشق" البداية من الصفر في كلّ مرة، ولا يتعلّم من الأخطاء؛ وحالة مجتمع يُعاني ترهّلاً ومشاكل جمّة، نتيجة عوامل عدّة وتراكمت عقوداً، وأفضت إلى تكلّس وجمود وانسداد أفق، وهذا كلّه مُنسحب على شتّى أوجه الحياة.

ملاحظات ضرورية

من أبسط الأمور، بل من "ألف باء" أي مهرجان أو نشاط سينمائيِّيَن، توفّر كلّ ما يتعلق بهما، من شأنه مساعدة ـ إفادة النقّاد والصحافيين والجمهور، وتسهيل متابعة العروض، وتخطيط برامج المُشاهدات. لكنّ حادثة في استيراد ورق الطباعة، وارتفاع أسعاره بشكلٍ جنوني، حَالا دون صدور مطبوعات المهرجان، بما فيها لوائح العروض والكتالوغ، وأيضاً الأبحاث والكتب، أو توفّر القليل منها، على الأقلّ، والاكتفاء بإتاحتها كاملة كـ"ملفات نصّية" (PDF). رغم هذا، يجري تداول الملفات بين الحضور، نظراً إلى عدم توفّرها على الموقع الإلكتروني للمهرجان، وهذا بدوره مُزعجٌ، لاستحالة الحصول منه على أي شيء. إلى أمور لوجيستية وفنية يُفترض بها أنْ تُيسّر عمل النقاد والصحافيين والإعلاميين، التي يجب أنْ تكون صميم أي نشاطٍ دولي، وغير ذلك أيضاً، كالإنترنت.

صحيحٌ أنّ أشياء كثيرة خارجة عن إرادة القائمين على المهرجان، كالقوانين والقيود والروتين والبيروقراطية والرقابة، واستحالة تجاوز هذا كلّه، في ظلّ ميزانية هزيلة جداً، تتراوح بين 4 و5 ملايين جنيه مصري كأقصى تقدير، غير كافية أصلاً لشراء سيارة حديثة بالأسعار الحالية في مصر. ميزانية كهذه، مرصودة لمهرجان دولي، تعجز عن تلبية أدنى المُتطلّبات. رغم هذا، يُعتَبر انعقاد الدورة الـ25 أعجوبة، ما يستدعي نقاشات طويلة وموسّعة وجادة حول كيفية إنقاذ وإنهاض كيانات فنية كهذه، راسخة ومهمّة، لكنّها متكلّسة، في ظلّ منافسات إقليمية شرسة. مع ذلك، هناك حلول كثيرة على الإدارة الفنية تداركها بسرعة، مع تضخّم وارتفاع أسعار رهيبين، لن يتوقّفا من دورة إلى أخرى، أيسرها المطالبة بزيادة الدعم، وجلب مزيد من الرعاة.

أيضاً، وأسوة بمهرجانات دولية عالمية، يُمكن الاستغناء كلّياً عن الطباعة الورقية، وتوفير تكاليفها، والاكتفاء بنشرة أو برنامج صغير قابل للطيّ، يتضمّن العروض اليومية ومواعيد الندوات وغيرها. في ضوء الطباعة السيئة ومشاكلها اللانهائية، يبدو ضرورياً، بل الأجدى توجيه الإنفاق إلى الموقع الإلكتروني وتطويره، وطبعاً توفير جميع المواد على الإنترنت، وتمكين المهتمّ من تحميل المطلوب، بسهولة وتنظيم، عوضاً عن ترك الموقع في حالة مخزية. كذلك، يُمكن الاستغناء عن طباعة الأبحاث والتكليف بها، في ظلّ عدم الجدّية، والسرعة، وانتفاء الإتقان، وضعف المستوى، وأساساً عزوف الجمهور عن متابعتها والاستفادة منها. وعند إقامة معرض صُوَر فوتوغرافية عن مخرج معيّن، من دون سياق محدّد، يجب الالتزام بالأبجديات المُتعارف عليها في فنون إعداد المعارض وتجهيزها وتنظيمها.

في "مهرجان الإسماعيلية" مشاكل وهفوات وهنات كثيرة، يُمكن تداركها بسهولة، إذا وُجِد مدير تنفيذي محترف، يضطلع بدوره فعلياً: ضبط مواعيد العروض والندوات والانتقالات وغيرها. وتضافر جهود فريق عمل تنفيذي يخدم متابعة العيوب والنواقص ومعالجتها، كي لا يُهدم الإنجاز الفني في اختيار الأفلام وبرمجتها. هذه أمور تُشكِّل قوام المهرجان في دورة هذا العام، علماً أنّ هناك إهالة تراب على مجهود أفراد، نتيجة أمور كثيرة يُمكن تداركها، لو انعقدت الهمم، وخلصت الجهود والنوايا.

صحيحٌ أنّه يصعب إلزام الجمهور، في مصر والدول العربية، بآداب المُشاهدة وسلوكياتها، المتعارف عليها، واحترام الوجود في القاعات، إذْ هناك سلوكيات ممجوجة ومزعجة تُفسد أبسط متطلّبات المُشاهدة. المثير للغرابة أكثر أنّ هذه السلوكيات صادرة من أناسٍ ينتمون، قلباً وقالباً، إلى صميم صناعة السينما وإقامة المهرجانات. يُفترض بالمنظّمين إلزام الحضور، كما في مهرجانات العالم، باحترام قواعد المشاهدة والهدوء، والتنبيه الشديد إلى عدم التقاط الصُّور، وتسجيل الفيديو في عرض الأفلام، وضرورة إغلاق الهواتف الجوّالة، وعدم التحدث هاتفياً، أو التعليق والسخرية على أفلام وأبطالها، أقلّه عبر عرض رسالة قصيرة تؤكّد على هذا قبل بدء عرض كلّ فيلم.

 

العربي الجديد اللندنية في

06.03.2024

 
 
 
 
 

«الإسماعيلية التسجيلي» يتجاوز «التقشف» ويطمح لدورة جديدة «أكثر حيوية»

الفيلم السعودي «المدرسة القديمة» يحصل على تنويه خاص بالنسخة الـ25

الإسماعيلية مصرانتصار دردير

اختتم مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة دورته الـ25 مساء (الثلاثاء) في محاولات «ترشيد الإنفاق»، إذ أقيم الختام في فندق إقامة أعضاء وضيوف المهرجان بدلاً من قصر ثقافة، حيث اقتصر على إعلان نتائج مسابقاته وتسليم الجوائز للفائزين، في حين غابت عنه وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني، وكذلك محافظ الإسماعيلية اللواء شريف بشارة، اللذان حضرا حفل افتتاحه، بينما شارك في توزيع الجوائز الدكتور حسين بكر رئيس المركز القومي للسينما ومدير المهرجان الناقد عصام زكريا.

وعمل المهرجان على تقليص حجم ضيوفه من خارج مصر، كما أصدر نُسخاً محدودة من الكتب المطبوعة مكتفياً بنسخ «بي دي إف»، وخلت الدورة من المظاهر الاحتفالية التي اعتاد المهرجان تنظيمها على هامش فعالياته، وسط طموح مسؤوليه إلى تنظيم دورة جديدة العام المقبل تكون أكثر حيوية.

واحتفل المهرجان باليوبيل الفضي عبر برنامج ثري بالأفلام والفعاليات، حيث شارك به 121 فيلماً من 62 دولة من خلال مسابقاته للأفلام التسجيلية الطويلة والقصيرة، والأفلام الروائية القصيرة والتحريك، ومسابقة أفلام الطلبة، كما احتفى بمئوية المخرج كامل التلمساني، وتكريم المخرج الأميركي ستيف جيمس، والفنانة المصرية سلوى محمد علي، والمخرج الفلسطيني مهدي فليفل.

واحتلت السينما الفلسطينية اهتماماً خاصاً في فعالياته، وشاركت أفلام فلسطينية داخل مسابقاته، من بينها «الحياة حلوة» لمحمد الجبالي، و«أيوب» لأجود عبد جرادات، كما عُرضت أفلام ضمن يوم «السينما الفلسطينية»، من بينها «احكي يا عصفور» بحضور مخرجته اللبنانية عرب لطفي الذي صورته عام 1993، وفيلم «حي الساموني» للمخرج الإيطالي ستيفانو سافونا رئيس لجنة تحكيم الأفلام التسجيلية الطويلة، الذي صوره في غزة عام 2009، كما كرم المهرجان المخرج مهدي فليفل الذي لم يتمكن من الحضور وأرسل شريط فيديو يعبّر فيه عن امتنانه بتكريم المهرجان له.

وعَدّ الناقد عصام زكريا مدير المهرجان إقامة الدورة الـ25 بشكل جيد إنجازاً في حد ذاته، قائلاً في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «حرصنا من الناحية الفنية على مشاركة عدد كبير من الأفلام التي اختيرت بعناية، لأن المهرجان يعني أفلاماً جيدة بالدرجة الأولى، فهي التي تبقى في ذاكرة الجميع إلى جانب حوارات صناع الأفلام والورشات».

ولم ينفِ زكريا مواجهته لعوائق «لوجيستية»، لا سيما في ظروف التقشف وترشيد النفقات بالجهات الحكومية، وفي ظل الحرب على فلسطين، طامحاً للتوسع في ميزانية المهرجان الدورة المقبلة.

وأصدر المهرجان عدداً من المطبوعات المهمة، بصيغة الـ«بي دي إف»، منها ثلاثة كتب عن المكرمين، وكتاب «دراسات في السينما التسجيلية»، كما أقام حلقة بحث عن «الصحافة الفنية في مصر»، وورشات لصناعة الفيلم التسجيلي والتحريك، و«ماستر كلاس» لكلٍّ من المخرج ستيف جيمس، والباحثة الأميركية تيري جيسينبرغ، والمخرج المصري أشرف فايق.

وكانت لجان التحكيم قد أعلنت جوائز المسابقات، إذ يمنح المهرجان جوائز مالية للفيلمين الفائزين في كل مسابقة، الأولى قدرها 3 آلاف دولار، والثانية ألفا دولار، وفاز في مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة فيلم «حياة ذهبية» للمخرج بوباكار سانجار من بوركينا فاسو بالجائزة الأولى، وفيلم «مالكورديس» للمخرجة تانا جيلبرت من تشيلي بالجائزة الثانية، وحصل فيلم «كازابلانكا» للمخرج الإيطالي أدريانو فاليريو على تنويه خاص.

وفي مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة فاز الفيلم الإيراني «خشب» للمخرج مرتضى بايشيناس بالجائزة الأولى، وفيلم «مطاردة الشمس» للمخرجة الألمانية آنا بيلانكوف بالجائزة الثانية، ومنحت لجنة التحكيم تنويهاً خاصاً للفيلم الفلسطيني «أيوب». كما منحت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة برئاسة الفنان صبري فواز الفيلم الفلسطيني «مار ماما» للمخرج مجدي العمري الجائزة الأولى، والفيلم المصري «عيسى» الجائزة الثانية، وتنويهاً خاصاً للفيلم السعودي «المدرسة القديمة».

وفي مسابقة أفلام التحريك فاز فيلم «الصورة العائلية» من كرواتيا بالجائزة الأولى، والفيلم الإيراني «في ظل شجرة السرو» بالجائزة الثانية، وحصل كلٌ من فيلم «مرارة 25» من روسيا، وفيلم «نهاية رحلة» من كوريا الجنوبية، على تنويه خاص.

وحازت مسابقة أفلام الطلبة اهتماماً لتميّز أفلامها، وفاز بجائزتها الأولى فيلم «أحمر» للمخرجة جميلة ويفي، وفيلم «أشياء لا أعرفها» لكريم ندا بالمركز الثاني، وفيلم البديل لمازن فوزي بالمركز الثالث.

وأكد الناقد أحمد سعد الدين، الذي حضر فعاليات «الإسماعيلية التسجيلي»، أن المهرجان قدّم دورة مميزة في يوبيله الفضي تضمنت خمس مسابقات، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»، أن مسابقة أفلام الطلبة تُعدّ أهمها إذ تقدم رؤى جديدة وخيالاً خصباً لصناعها، مشيراً إلى نجاح المهرجان في عرض عدد من الأفلام المهمة؛ مثل الوثائقي «كازبلانكا»، و«صبيان وبنات» ليسري نصر الله في نسخة مرممة، و«عيسى» الذي حاز جوائز دولية، مشيراً إلى أن المهرجان احتفى بشكل جيد بالسينما الفلسطينية، وأنه مهرجان نوعي يعنى بالأفلام التسجيلية والقصيرة وهي لا تحظى بجمهور كبير كالأفلام الروائية الطويلة.

 

الشرق الأوسط في

06.03.2024

 
 
 
 
 

«عيسى».. والوعد بالجنة

خالد محمود

يجىء الفيلم الروائى القصير «عيسى» أو «أعدك بالفردوس» للمخرج مراد مصطفى، الفائز بالجائزة الثانية بمهرجان الإسماعيلية للسينما التسجيلية، ليشكل منحنى جديدا فى علاقة الجمهور بمثل هذه النوعية من السينما، التى تأتى محفزة للفكر بصورتها المتجذرة بعمق فى عوالم شخصياته التى تلقى بظلالها بطبيعة الحال على معايشة الواقع الاجتماعى المعاصر وربما التمرد عليه.

التف الجمهور حول الفيلم، مثلما أثنى عليه النقاد، حيث فاز بجائزة الجمهور بمسابقة أسبوع النقاد بعد حصوله على جائزة الرايل الذهبية فى نفس المسابقة بمهرجان كان السينمائى الدولى الـ76، وهو ما يعد نجاحا لمخرجه وكاتبه الشاب الذى قدم موضوعه برؤية سينمائية جذابة، واضحة المعالم رغم أنها تطرح الكثير من الأسئلة مع كلمة النهاية وتلازمك حتى بعد الخروج من قاعة العرض.

يعتمد الفيلم، عبر سيناريو حميمى ذى بعد سياسى، على اللقطات التأملية والرومانسية البسيطة وقليل من كلمات الحوار التى تترك مساحة للصمت والمشاعر، مشهد آخر لحياة اللاجئين، عبر تتبع قصة عيسى «كينى مارسيلينو»، وهو مهاجر إفريقى فى مصر يبلغ من العمر 17 عامًا، يحاول أن يسابق الوقت بعد حادث اقتتال عنيف فى الشوارع أدى إلى مقتل ثلاثة من أقرانه، لإنقاذ ما تبقى من أحبائه مهما كلفه الأمر، مُظهرًا إصرارًا وشجاعة، يسعى لتهريبهم خارج البلاد فى أسرع وقت ممكن.

مع كلماته القليلة تعكس ملامح عيسى حدة هادئة، كاميرا المصور مصطفى الكاشف المبدعة تركز دائمًا على نظراته، تظل عيناه ثابتتين على الدوام، تخترقان الفضاء الفارغ وهو يقود دراجته البخارية وأحيانا السيارة حول المناظر الطبيعية التى تبدو وكأنها ما بعد نهاية العالم.

يقودنا معه وهو يأخذ حبيبته وطفلها متوجهين إلى البحر نحو شعور بالحزن العميق، ووجوه تنظر إلى البحر البعيد فى خوف تام، ليست هناك حاجة للكلام أمام هذا المشهد، حيث يقول صاحب المركب أو مقاول التهجير بالبحر إن أموال عيسى ومن معه لا تفى إلا بسفر فرد واحد فقط.

يترك عيسى الفتاة «كنزى محمد» وطفلها لتسافر، وكم كان مشهد ميلودراما هرولة البشر نحو البحر واللحاق بالمركب، وتحقيق الحلم المحموم، مدهشا فى تصويره وموسيقاه وإضاءته التى عكست مستقبلا رماديا مجهولا.
قدم الممثلان كينى مارسيلينو وكنزى محمد أداء آسرا، ببث مأزق تلك الحياة فى شخصياتهم وبالتالى فى وجدان المشاهد، وقد ظهر كينى مراهقًا صامتًا، لكنه مصمم، لن يتوقف عند أى شىء لإنقاذ أحبائه
.

نادرًا ما سعت السينما إلى شىء بهذه القوة والبساطة، فالفيلم يعمل ضد الفكرة المعتادة المتمثلة فى السعى للتغلب على الزمن. وتمتد تداعيات العمل إلى ما هو أبعد من حدود مصر؛ سينما مفادها أن المرء حر فى أن يحب أى شخص، ويذهب إلى أى مكان، ويعيش ببساطة حياة سعيدة وكريمة.

نجحت قصة الفيلم الجذابة والمؤثرة رغم وجود بعض المبالغات، والسيناريو الذى شاركت فى كتابته سوسن يوسف، والأداء القوى، والإخراج الاستثنائى لمراد مصطفى وقدرته على التقاط جوهر المشاعر الإنسانية تتألق فى كل إطار والصورة المذهلة بصريًا بتعزيزها رواية القصة، فى أسر المشاهدين وشحنهم بالترقب منذ مشاهده الأولى.

كما تبدو بعض اللقطات كاللوحات، حيث يتردد صدى هذا السرد المشحون عاطفيًا بمهارة وبعمق مما يخلق تدفقًا سلسًا لدى الجماهير ويبقيهم على حافة مقاعدهم خاصة أن الفيلم يسلط الضوء على النضالات التى يواجهها الأفراد الذين وقعوا فى ظروف بائسة، مما جعله يحظى باحتفاء بين النقاد وردود أفعال إيجابية للجمهور وعشاق السينما على حد سواء.

أراد مراد مصطفى أن يكمل ما بدأه سابقا، أول فيلم قصير قام بإنتاجه كان بطولة امرأة سودانية، وأنا أعرف أنه ابن منطقة شعبية مشهورة بوجود الكثير من المهاجرين الأفارقة، وبالقطع ولدت الفكرة هناك التى عمل بها على مدى عامين.

هناك العديد من الأفلام التى تحدثت عن قضية الهجرة، والشىء المختلف والأصيل هنا أن المهاجر الإفريقى هو من يساعد ويسعى لتحرير المواطن الأصلى وإخراجه إلى بر الأمان، وكأنه يعدهم بالجنة من وجهة نظرهم.
خرج «عيسى» وحقق الهدف وانتظر الفيلم الروائى الطويل الأول لمراد مصطفى «عائشة لا تستطيع الطيران بعد الآن» الذى يعمل عليه حاليا، وأتمنى ألا تطول الفترة مثلما حدث مع آخرين من أبناء جيله، وأن يشكل إضافة مميزة لمخرجى السينما المستقلة الذين يشقون طريقهم نحو سينما مختلفة نتمناها ونترقبها متجاوزا «منطقة الفيلم القصير
».

 

الشروق المصرية في

06.03.2024

 
 
 
 
 

مشاهد من فعاليات المهرجان..

«الإسماعيلية السينمائي» يسدل الستار على دورته الـ25

كتب: سعيد خالد

أسدل الستار على الدورة 25 من مهرجان الإسماعيلية السينمائى، دورة الاحتفال باليوبيل الفضى، بما لها وما عليها، وعلى مدار 7 أيام شهدت الدورة العديد من الفعاليات بدءًا بعرض مجموعة مميزة من الأفلام فى مسابقات المهرجان، مرورًا بـالندوات، الورش، الماستر كلاس، وصولًا لاحتفاء وبرنامج خاص بالسينما الفلسطينية وبرنامج آخر نحت عنوان «نوستالجيا البكر»، وتكريم للفنانة سلوى محمد على والمخرج الأمريكى ستيف جيمس، بينما تم إلغاء حفل ختام دورة اليوبيل الفضى للمهرجان، والاكتفاء بتنظيم مؤتمر صحفى، لإعلان وتوزيع الجوائز، بفندق إقامة الضيوف، وجاء هذا القرار ترشيدا للنفقات، وغاب الجمهور من رواد المهرجان عن حضور الفعاليات، ونرصد فى هذا التقرير مشاهد من الدورة 25 للمهرجان.

عرض «صبيان وبنات» بعد إعادة ترميمه

بحضور المخرج يسرى نصرالله، قام المركز القومى للسينما الجهة المنظمة للمهرجان، بعرض النسخة المرممة الأولى لفيلم «صبيان وبنات» بعد 30 سنة من إنتاجه، وحظى بإقبال وحضور كبير وإشادة الكثيرين، رغم الأزمة التى واجهها عرضه بسبب انقطاع التيار الكهربائى لأكثر من 3 مرات فى قصر ثقافة الإسماعيلية.

ورش ناجحة وتواصل جيد مع أطفال الإسماعيلية

نجحت إدارة الإنتاج بالمركز القومى للسينما، فى تنظيم العديد من الورش التى لاقت إقبالا كبيرا من الأطفال فى الإسماعيلية، ومنها ورشة حكى تفاعلية للأطفال المدمجين تحت عنوان طبيعى وقدرات خاصة، ورشة تحريك المجسمات والعرائس، ورشة تحريك الورق المقصوص، وورشة تحريك الصلصال، ورشة الفن التشكيلى، ورشة اللايف أنيميشين.

تكريم عبدالقادر التلمسانى وسميحة الغنيمى

قامت وزيرة الثقافة د.نيفين الكيلانى، بتقديم تحية عرفان للمخرجة سميحة الغنيمى، وتسلم التكريم شقيقها محمود الغنيمى، وكذلك قامت بتكريم رائد السينما التسجيلية المخرج عبدالقادر التلمسانى وتسلمت التكريم مى التلمسانى، وتم عرض فيلمين من أهم أعماله هما «الفأس والقلم»، «نهاية خط بارليف».

اعتذار المخرج الفلسطيني مهدى فليفل عدم التكريم

اعتذر مهدى فليفل المخرج الفلسطينى عن عدم التكريم فى حفل ختام المهرجان، وأكد رئيس المهرجان عصام زكريا لـ«المصرى اليوم» أن اعتذار مهدى فليفل جاء بسبب انشغاله فى مونتاج فيلمه الجديد، الذى يواصل العمل عليه حاليًا، وطلب منه تسجيل كلمة لعرضها فى الختام وجاء رده بأنه سيقوم بذلك حال توافر له الوقت.

وكذلك اعتذر المخرج الفلسطينى الصاعد محمد الجبالى عن حضور عرض أحدث أفلامه الذى يحمل عنوان «الحياة حلوة»، دون كشف إدارة المهرجان عن سبب الاعتذار.

تأجيل العروض وتغييرات فى البرنامج

وجاءت شكوى من حضور المهرجان بسبب تعدد قيام منظمى المهرجان بتأجيل الفعاليات المدرجة ضمن البرنامج اليومى، وترحيل البعض الآخر، وبسبب انقطاع التيار الكهربائى فى أكثر من عرض رغم التنسيق السابق مع محافظة الإسماعيلية وشركة الكهرباء على رفع قصر ثقافة الإسماعيلية من جدولة تخفيف الأحمال وقت المهرجان.

ضيوف المهرجان يتساءلون: أين المطبوعات والكتب الخاصة بالدورة؟

كان رئيس المهرجان الناقد عصام زكريا قد أعلن عن طبع 7 كتب هامة ضمن فعاليات الدورة 25 للمهرجان، منها كتاب المدينة والفيلم.. اتساع بلا حدود، تأليف محمود قاسم، كتاب مدخل إلى دراسات السينما التسجيلية، تأليف د. ناجى فوزى، كتاب الصحافة الفنية فى مصر- 1952 إلى 1973، كتاب التكريم لستيف جيمس ويحمل عنوان سينما النضال الاجتماعى، إعداد أروى تاج الدين، كتاب التكريم لمهدى فليفل ويحمل عنوان سينما المنفى من تأليف أسامة عبدالفتاح، كتاب التكريم لسلوى محمد على، ويحمل عنوان فنانة و100 شخصية من تأليف إيمان كمال، كتاب التكريم لعبدالقادر التلمسانى ويحمل عنوان فى محبة الفن والحياة، تأليف مى التلمسانى، ولكن فوجئ كل ضيوف المهرجان بعدم استلام أى من تلك الإصدارات وطبع نسخ محدودة جدًا منها، وبسؤال المختصين فى المهرجان جاء ردهم: بسبب الميزانية!.

افتتاح كلاسيكى بسيط على نغمات الكامنجا

حفل افتتاح دورة اليوبيل الفضى استغرق قرابة 45 دقيقة فقط، بدأ بعزف إحدى الفرق الموسيقية مقطوعات على آلة الكامنجا، ولم يتضمن أى لمحة تعبر عن الاحتفالية بمناسبة مرور ربع قرن على أهم مهرجان دولى عربى فى السينما التسجيلية والقصيرة وأفلام التحريك.

انسحاب مدير الندوات بسبب نائب رئيس المهرجان

ومن المواقف التى أثارت جدلا أثناء انعقاد الدورة خلاف نشب بين مدير الندوات الكاتب سيد محمود ونائب رئيس المهرجان أروى تاج الدين، حينما هاجمته الأخيرة قائلة إن مستوى الندوات سسئ جدًا بسبب اختياراته السيئة للصحفيين لإدارة الندوات، وطلبت منه الاستعانة بشباب النقاد بجمعية النقاد المصريين لإدارة الندوات، وهو ما رفضه سيد محمود وانسحب واعتذر عن استكمال المهمة المكلف بها، هو والصحفيون الذين شعروا بالتجاوز من «تاج الدين» للتمييز بين الصحفى والناقد.

ماجدة موريس: الدورة مهمة

من جانبها كشفت الناقدة ماجدة موريس عن أهم ما يميز ويعيب الدورة 25 من مهرجان الإسماعيلية، قائلة: هذه الدورة مهمة وبها شغل واجتهادات، لتقديم أعمال مهمة، من بينها ماستر كلاس للمخرج يسرى نصرالله عن فيلمه «صبيان وبنات» الذى عرض فى المهرجان قبل 30 عامًا. وتوقفت كذلك عند كتاب تحت عنوان مدخل إلى دراسات السينما التسجيلية، تأليف د. ناجى فوزى، يكشف أهم صناع السينما التسجيلية فى بداياتها، وعند تكريم السينمائى الكبير عبدالقادر التلمسانى أحد رواد السينما التسجيلية فى مصر، والمخرجة سميحة الغنيمى التى قدمت أفضل فيلم عن رحلة العائلة المقدسة، وفيلما عن حياة نجيب محفوظ ونشأته فى الجمالية، وتكريم المخرج ستيف جيمس. وقالت إن المهرجان أخذ لنفسه منحى مهما هذا العام وهو الاهتمام بصناعة الفيلم التسجيلى وأهم صناعه، وإعادة تقديم أعمال مهمة ومن بينها الفيلم الفلسطينى «إحكى يا عصفور» الذى يقدم للناس العديد من المناضلات الفلسطينيات، وأفلام أخرى تناولت الحياة الإنسانية فى كل قارات العالم، ووثائقيات عن الحضارة فى أمريكيا اللاتينية وإفريقيا، والأفلام القصيرة جدًا كانت مهمة تعبر عن قضايا إنسانية.

وأضافت: «المهرجان للفيلم التسجيلى والقصير لا يعتمد على السجادة الحمراء وفساتين النجمات ولوك النجوم. الافتتاح كان ملائما ومناسبا، وأعيب على المهرجانات عدم توزيع المطبوعات رغم الإعلان عنها مسبقًا وهى شديدة الأهمية وهو ما أزعجنى وغيرى من الحضور، لكن جاء رد رئيس المهرجان الناقد عصام زكريا أن السبب فى ذلك هو غلاء مصاريف الطباعة والورق».

وشددت: «اعتذار المخرجين مهدى فليفل ومحمد الجبالى لظروف يعانيان منها، يهمنى الفيلم قبل المخرج، وأنا شاهدت لمهدى فيلم «عالم ليس لنا» قبل 7 سنوات وحصد أكثر من 20 جائزة دولية، ولمحمد الجبالى شاهدت فيلمين، بالتأكيد غيابهم نتيجة ظروف».

وعن أوجه القصور التى نحتاج لتفاديها فى الدورة المقبلة أكدت: «الأزمة بالنسبة لى كانت فى تغيير البرامج، وكنت أتمنى عدم اللجوء لهذا الأمر تنظيميًا، وأن يتم الالتزام بالبرنامج، والأمر الثانى كنت أتمنى الحصول على نسخ من الكتب الورقية لكن هذا لم يحدث».

أحمد سعد الدين: الإسماعيلية مهرجان نوعى

من جانبه أكد الناقد أحمد سعد الدين فى تصريحات لـ«المصرى اليوم: «الإسماعيلية يحتفى هذا العام باليوبيل الفضى على انطلاقه، وهو مهرجان نوعى وليس جماهيريا، الأفلام القصيرة والتسجيلية لها جمهور ولكن لا يصاحبها تواجد النجوم والبهرجة التى تشهدها المهرجانات الأخرى، وهو مهرجان دولى وصاحب قيمة وليس إقليميا».

وأضاف: «الدورة تضم بعض الأفلام الهامة، يكفى عرض النسخة المرممة لفيلم صبيان وبنات بعد إنتاجه بـ30 سنة، للمخرج يسرى نصرالله، بالإضافة لبرنامج الأفلام الفلسطينية الذى ضم تجارب هامة، ومن أهم ما تميزت به تكريم الفنانة سلوى محمد على، التى شاركت فى أكثر من 40 فيلما قصيرا، أجمل ما فى الدورة هذا العام الورش لأنها تفيد المهرجان وأهل الإسماعيلية وتحتاج لمزيد من التوسع لتعليم الشباب والتأثير فيه».

وأوضح: «حفل الافتتاح بالفعل كان بسيطا واتعمل بالكامنجا، ووجهة نظرى أن المهرجان فى محافظة الإسماعيلية التى اشتهرت بالسمسمية، كان يجب أن يضم الافتتاح مظاهر من تراث محافظة الإسماعيلية».

وتساءل أحمد سعد عن سبب عدم توزيع المطبوعات والكتب قائلًا: «لم نحصل عليها حتى نهاية المهرجان، هناك تنظيم جيد على المستوى الفنى ولكن هناك قصور إدارى».

واستكمل حديثه قائلًا: «أعيب على تكرار من يقدمون الماستر كلاس، التجديد مطلوب، وعلى سبيل المثال المخرج يسرى نصرالله قدم أكثر من ماستر كلاس فى المهرجان لماذا؟، وأطالب كذلك بضرورة أن تكون مناقشة الأوراق البحثية تخرج بنتيجة لصالح صناعة الفيلم التسجيلى».

وعن تنظيم العروض قال: «صادفنا مشكلة وقت عرض فيلم »صبيان وبنات« ليسرى نصرالله، بانقطاع التيار الكهربائى رغم أن القائمين على المهرجان أخطرونى بأن هناك تنسيقا مع المحافظة وشركة الكهرباء على تجنب انقطاع التيار فى القصر، لكن ذلك لم يحدث، وكان هناك أيضًا تأجيل وترحيل بعض العروض، نحتاج لتعديل بعض الأمور الإدارية».

وعن سبب غياب الجمهور أكد: «يحتاج المهرجانات مزيدًا من الدعاية لأهل الإسماعيلية للمشاركة فى الفعاليات والعروض والندوات، صناعة المهرجانات تحتاج لميزانيات ضخمة، ومهرجانات وزارة الثقافة ميزانيتها محدودة، وخروج الدورة فى ظل الظروف الاقتصادية الحالية يعتبر تحديا».

ووصف الدورة 25 للمهرجان بأنها: «إيجابياتها أكثر من سلبياتها رغم أنها مؤثرة، ولكن يمكن تلافيها فى الدورات المقبلة».

جوائز دورة اليوبيل الفضى

كشفت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام التسجيلية عن جوائز مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة، وفاز الفيلم الإيرانى «خشب- wood» للمخرج مرتضى بايسيناس بالجائزة الأولى وقيمتها 3000 دولار، بينما حصل الفيلم الكرواتى «مطاردة الشمس الشط» للمخرجة آنا بيلانكوف على المركز الثانى وقيمة الجائزة 2000 دولار، ومنحت اللجنة تنويها خاصا للفيلم الفلسطينى أيوب، إخراج أجود جرادات.

جوائز مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة

وأعلن عصام زكريا فوز فيلم «حياة ذهبية»، من بوركينا فاسو، إخراج بوبكار بالجائزة الأولى وقيمتها ٣ آلاف دولار، بينما ذهبت الجائزة الثانية وقيمتها 2000 دولار للفيلم الشيللى «مالكوريدس» إخراج تانا جيلبرت.

ومنحت لجنة التحكيم تنويها خاصا للفيلم الفرنسى- الإيطالى «كازابلانكا»، إخراج أدريان فاليريو.

 

المصري اليوم في

06.03.2024

 
 
 
 
 

المخرج يسري نصر الله: "صبيان وبنات" يجسد حقيقة المجتمع وسبب انطلاقي لأعمال أخرى

أكد لـ "العربية.نت" أن فيلم "صبيان وبنات" محطة مهمة في حياته المهنية

القاهرة - محمد حسين

شهدت الفترة الماضية عودة عدد من المخرجين بعروض أفلامهم الأولى والتي تعتبر حاليا من الكلاسيكيات، بدأت بالمخرج خيري بشارة بأسبوع عروض لأفلامه التي تم ترميمها، ثم ترميم فيلم "حب البنات" للمخرج خالد الحجر والذي لاقى إقبالاً شديداً.

وأخيرا قيام مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة بعرض نسخة مرممة من فيلم المخرج الكبير يسري نصر الله "صبيان وبنات" ضمن فعالياته، حيث كان العرض الأول للفيلم ضمن فعاليات مهرجان الإسماعيلية أيضا عام 1995.

محطة مهمة

ويعتبر نصر الله فيلم "صبيان وبنات" محطة مهمة له في حياته المهنية، حيث خرج من خلاله عن تجاربه السينمائية الأولى التي كانت داخل محيط العائلة دائما، حيث تدور أحداث الفيلم في قالب وثائقي عن حياة الفنان باسم سمرة الذي كان حينها يعمل مدرسًا في إحدى المدارس الصناعية، لتكون أولى الخطوات لسمرة في مجال الفن مع المخرج يسري نصرالله، كما يلتقي الفيلم بدائرته المقربة من العائلة واﻷصدقاء، ويتفرع الفيلم إلى موضوعات مختلفة، على رأسها موقف المجتمع من مسألة الحجاب.

وعقب يسري عن لقائه بالشباب بعد عرض الفيلم بالمهرجان قائلاً "ألوم نفسي كثيرا عندما أتحدث مع الشباب وبدون قصد أعطي لهم إحساسا أن الماضي الذي عشته أفضل من حاضرهم ومستقبلهم، وهذا ليس حقيقيا، فالحياة دائما صعبة، والإنسان دائما يجد طريقة ما ليتخطى بها الصعاب التي يقابلها، يفهم بها العالم الذي يعيش فيه، ليخترع ويبدع ويضع مسارا لطريقه".

صدمة

وقال في تصريحات خاصة لـ"العربية.نت" عن كواليس عمله في السينما "أول فيلمين لي كانا في الوسط العائلي، ويعتبر فيلم "صبيان وبنات" بالنسبة لي خروجا عن المألوف، وكان محطة مهمة، ونقلة فتحت لي سكة جديدة ومختلفة، وأرى أن كتابة أي فيلم ليست وليدة اللحظة، ولكنها تكون سنوات من عمرك، والاختبار الأساسي لأي عمل أقدمه هو الموضوع والحماس والفكرة التي أريد تقديمها، وعندما أرى في الشاشة أنه تم تقليص تحضير الشهور والسنوات إلى ساعة ونصف مدة الأفلام أصاب بصدمة".

وحول بداية فكرة فيلم "صبيان وبنات" أشار بالقول: "بدأت فكرته عندما قرأت حوارا في "روزاليوسف" مع أحد المتهمين في قضية اغتيال الرئيس السادات، عندما سأله وزير الداخلية وقتها، لما أنت مبتسم، فكانت إجابته "لأننا انتصرنا" والحجاب في كل مكان، بالإضافة لخبر بعدها عن فتاة ارتدت الحجاب عند ذهابها لمدرستها في فرنسا، فتعرضت للتنمر، وسواء الخبر هذا أو ذلك، فقد تم استفزازي، ومن هنا جاء الفيلم، ولكن في حقيقة الأمر "صبيان وبنات" قادني بعدها لطرح أسئلة مختلفة، وأحببت كل أبطال الفيلم، وتحدثت معهم عن شكل العلاقات والحب والزواج والطموح والعمل.

لماذا تم اختيار باسم سمرة؟

عن اختياره لباسم سمرة بطلاً لفيلمه أشار: "كان وقتها باسم شابا صغيرا عمل معي كممثل، وتحدثت أمامه عن أفكاري لعمل فيلم وثائقي، فطرح علي فكرة التصوير مع عائلته، في البداية لم أكن متحمسا، ولكن بعدها أحببت الأبطال، خاصة أنني ظللت عامًا كاملًا أتعرف عليهم، وبعدها بدأت التصوير معهم، بالإضافة أن باسم لديه حركة اجتماعية واسعة ومركبة، فهو شاب طموح يريد العمل في التمثيل وموجود في أماكن التصوير واختبارات الكاميرا، وأيضا مُدرس في مدرسة ثانوي صناعي، وأصوله من بلقاس بالدقهلية، وانتقل مع أسرته للقاهرة ويعيش في منطقة نزلة البطران في الهرم".

وكان جزء كبير من التصوير والحوار ارتجاليا، والفيلم تم تصويره على مدار عام كامل في 75 ساعة، بينما استمر مونتاج الفيلم لمدة 9 أشهر، فكان الأمر أشبه بالولادة، فلقد كنت حريصا جدا على الأمانة في ترتيب الأحداث والحوار، وكنت رقيبا على نفسي، لنقل صورة حقيقية لا تسيء لأي بطل من أبطال الفيلم، خاصة أنني أحببتهم جميعا".

الخروج عن القيود المفروضة

وأضاف أن "أكثر شيء جذبني في أهالي منطقة نزلة البطران هي قدرتهم على التحايل والخروج عن القيود المفروضة عليهم، وهذا به تمرد وذكاء وخفة دم، وأنا لا أميل لفكرة أن أضع لنفسي كودا أخلاقيا ،هذا الفيلم لم أستطع أن أتعامل معه بخفة، وهذا حال أي فيلم يتم تقديمه وكأنني أضع روحي به، وكنت دائما أحذر باسم سمرة أنه لا يمثل في الفيلم ويكون واقعيا ولكنه لئيم لأنه ممثل وأتقن الواقعية في الأداء، وهو أحد أهم الممثلين الذين عملت معهم، وأيضاً كان مساعد مخرج في الفيلم لأنه كان يعرفني على الناس وكان يفجر أحداث العمل ويطرح الأسئلة على أصدقائه".

وأكد نصر الله أن "الفيلم يقدم العديد من الموضوعات، على رأسها موقف المجتمع من مسألة الحجاب، فالحجاب كان عنصرا ثانويا في الفيلم، والأساس في موضوع الفيلم هو العلاقة بين الجنسين في مجتمع متحفظ، حيث إن الحجاب ارتبط بفكرة سفر الرجال للعمل في الخليج، والحقيقة أن هذا الموضوع هو ما قادني لبداية الفيلم ولكن أحببت بعدها شكل العلاقات بين الصبيان والبنات، وخلال لقطات الفيلم، أتجاذب أطراف الأحاديث مع أصدقاء باسم سمرة، وأسرته، وزملائه حول حياتهم، وتلقي هذه المناقشات الهادئة، الضوء على مقتطفات من المعلومات التاريخية والاجتماعية والسياسية التي يعيشها المجتمع وقتها".

الهجوم على الحجاب

وأشار إلى أنه فوجئ بعد العرض بهجوم شديد عليه داخل مصر انطلاقا ممن ظنوا أنه يريد الهجوم على الحجاب، كما تعرض لهجوم أيضا خارج مصر ممن اعتقدوا أنه يروج له، وفي الحالتين كان موقفه عنيفاً من الطرفين، مؤكدا أن الفيلم كشف كيف أن بعض أفراد هذا المجتمع يعانون من مشاكل في كودهم الأخلاقي فهم يحرمون أشياء لغيرهم، ثم يحللونها لأنفسهم.

وعن سبب حماسه لتقديم هذا العمل بشكل تسجيلي وليس روائياً قال "لم يخطر في بالي لحظة تقديم الفكرة روائيا، بل طوال الوقت وأنا متحمس لعمل فيلم تسجيلي، خاصة أني أعشق السينما إذا تم تقديمها بشكل فني".

وهناك مخرج كبير في عالم السينما التسجيلية التقيت به، وتحدثت معه عن سبب تخصصه في هذا النوع من السينما، فقال بتلقائية إنه اللون الذي يستهويه، فاكتشفت أنه يقدم السينما التسجيلية بشكل روائي رائع، فأردت أن أخوض التجربة، ولم أكررها لأنني لا أعمل شيئا إلا إذا كنت متحمسا له.

ولم يحدث أن تحدثت لفكرة دفعتني لتكرار التجربة، ولذلك أعتبر أن فيلم "صبيان وبنات" كان نقطة انطلاق لأعمال أخرى مثل فيلم "المدينة" الذي حكى فيه قصة باسم سمرة الشاب الذي يعشق التمثيل، بينما أسرته تريده العمل بإحدى الدول العربية، وهي جزء من قصة حياته حينما أراد البحث عن ذاته فسافر للبنان وعمل بها 4 أعوام.

 

العربية نت السعودية في

07.03.2024

 
 
 
 
 

تنويه بفيلم سعودي

"تسجيلي" بوركيني يحصد جائزة مهرجان الإسماعيلية

البلاد/ مسافات

فاز فيلم (حياة ذهبية) من بوركينا فاسو بجائزة أفضل فيلم تسجيلي طويل في مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة. وحصل فيلم (مالكوريدس) من تشيلي على المركز الثاني، كما نوهت لجنة التحكيم بفيلم (كازابلانكا) من إنتاج إيطاليا وفرنسا.

كما نوهت لجنة التحكيم بالفيلم السعودي (المدرسة القديمة) للمخرج عبد الله الخميس.

وألغى المهرجان حفل ختام دورته 25 مساء الثلاثاء، واكتفى بإعلان الجوائز في مؤتمر صحفي عقده في مقر إقامة الوفود المشاركة في أحد الفنادق.

ولم يعلن المهرجان الذي ينظمه سنويُا المركز القومي للسينما أسباب إلغاء الحفل، كما غاب عن الختام المخرج الفلسطيني مهدي فليفل الذي كان مقررًا تكريمه في نهاية الفعاليات، وأرسل عوضًا عن ذلك تسجيلًا مصورًا وجه فيه الشكر لإدارة المهرجان.

وفي مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة، فاز بالجائزة الأولى فيلم (خشب) من إيران، وجاء في المركز الثاني فيلم (مطاردة الشمس: الشط) من كرواتيا.

ونوهت لجنة التحكيم بالفيلم الفلسطيني (أيوب) للمخرج أجود عبد جرادات.

الأفلام الروائية القصيرة

وفي مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، فاز بالمركز الأول الفيلم الفلسطيني (مار ماما) للمخرج مجدي العمري، وحل الفيلم المصري (عيسى) للمخرج مراد مصطفى في المركز الثاني.

ونوهت لجنة التحكيم بالفيلم السعودي (المدرسة القديمة) للمخرج عبد الله الخميس.

وفي مسابقة أفلام التحريك، فاز بالمركز الأول فيلم (الصورة العائلية) من كرواتيا، وحصل على المركز الثاني فيلم (في ظل شجرة السرو) من إيران.

وكان المهرجان الذي انطلق في 28 فبراير قد عرض أكثر من 120 فيلمًا من نحو 60 دولة.

 

البلاد البحرينية في

06.03.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004