حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان كان السينمائي الدولي الخامس والستون

من توقيع شيخ المخرجين الفرنسيين آلان رينيه

«لم تشاهدوا أي شيء حتى الآن» احتفاء بالمسرح الفرنسي

كان - عبدالستار ناجي

يمثل المخرج الفرنسي الان رينيه حالة من الخصوصية والتفرد عبر مشوار حافل بالانجازات والبصمات التي رسخت حضوره كواحد من اهم صناع السينما في بلاده واوروبا، بل انه يحمل الآن لقب «شيخ المخرجين» حيث بلغ نهاية الثمانينيات من عمره، ولايزال يتمتع باللياقة العالية للانتاج حيث يقدم كل عامين فيلما جديدا. ويعود آخر فيلم قدمه الى عام 2009 حيث قدم فيلم «العشب المتوحش» واليوم يعود للسينما بفيلم «لم تشاهدوا أي شيء حتى الان».

فيلم يعتمد على نص مسرحية «هيروديس» لجان انوي مع اشتغال يمزج بين السينما والمسرح والعكس في احتفالية تحتفي بالمسرح الفرنسي وفرقة الكوميدي فرانسيس ومن قبلها الكاتب جان انوي وكبار نجوم المسرح الفرنسي الذين شكلوا فضاءات هذا العمل السينمائي الرائع. في بداية الفيلم تأتي مجموعة اتصالات من وكيل احد الفنانين لمجموعة من اصدقائه من كبار نجوم المسرح الفرنسي يخبرهم بان صديقهم النجم قد توفي وهو يدعوهم لزيارة بيته قبل المشاركة في العزاء من اجل مشاهدة عرض لمسرحية «هيروديس» مع فرقة جديدة، مشيرين الى ان جميع النجوم كانوا قد تعاونوا في تقديم هذا العمل مرات عدة سابقة

ويأتي الجميع حيث تمضي الاحداث بين المزج بين العرض الجديد والتجارب التي قدمها من ذي قبل كبار النجوم. احتفاء بالمسرح، ونجومه.. وتاريخ المسرح الفرنسي.. ورمزه .. مع تأكيد بانه لا خصومة بين المسرح والسينما او السينما والمسرح فكل منهما يكمل الآخر ويثريه . رحلة في عوالم العرض الذي يقدمه الصفوة وهو موجه في حقيقة الامر للصفوة. عرض عامر بالنجوم والاسماء الكبيرة وهي دعوة للاستمتاع باداء الكبار ومنهم بيير ارداتي وسابين ازيما وميشيل بيكولي وجيرار هاردي ولمبرت ويلسون وكم آخر من الاسماء التي ذهبت بعيدا في التقمص والمعايشة لهذا العرض السينمائي الذي يرتكز على نص هو الثراء الدرامي بكل معطياته. سينما من نوع مختلف، تذهب الى المتعة حيث الفكر والامتزاج بين الفنون والارتكاز على الارث المسرحي الخصب .

ونعود الى ذلك الشيخ الرائع الذي يقترن تاريخه بكم من الاعمال السينمائية التي طرزت تاريخ السينما العالمية ومنها «هيروشيما حبيبتي» 1959- وكم آخر من التحف السينمائية المهمة.

وحتى لا نطيل .. نقول «آلان رينيه» يمنحنا شحنة من الاوكسجين النقي للاحتفاء بالمسرح الفرنسي ومبدعيه العظام .

قدم فيلم «مثل امرئ عاشق»

الإيراني عباس كياروستامي يذهب إلى اليابان

كان - عبدالستار ناجي

يعتبر المخرج الايراني عباس كياروستامي احد اهم صناع السينما في ايران واسيا . مخرج محترف يمتاز بالطرح الفلسفي العميق، والرؤيا الابداعية العالية المستوى، وفي رصيد هذا المخرج القدير جائزة السعفة الذهبية عن تحفته «طعم الكرز» وايضا الاسد الذهبي لمهرجان البندقية السينمائي عن فيلم «ستذهب بنا الريح». فى تجربته الجديدة «مثل امرئ عاشق» يذهب الى اليابان حيث يصنع فيلمه الجديد هناك، في احتفاء عال المستوى بأعمال «اسيجيرو اوزو» الذي يعتبر من اهم صناع السينما الواقعية في اليابان، عبر حكاية بسيطة، تمضي احداثها على مدى 24 ساعة .

لقاء يجمع بين صبية شابة ورجل كهل، ولكن ذلك اللقاء يذهب بهما بعيدا .الى ادق التفاصيل التي تدور حولهما، في نسق يذكرنا باعمال «اوزو» الشهيرة ومن «ربيع طوكيو» الذي يعتبر قصيدة في تحليل المجتمع الياباني .

إحداثيات ترصد كما من الحكايات والهوامش التي تسير في سياق النهج العام للحدث الدرامي، حيث ذلك الرجل الكهل «الرصين» يطلب من احد العاملين في ناد ليلي ان يرسل له فتاة يمضي معها بعض الوقت، فاذا به امام فتاة جامعية عفوية، مخطوبة وخطيبها يشك بها، ويلاحقها من مكان لآخر، ولا تنتهي تلك الليلة العابرة على خير، اذ تتداعى الاحداث الى حد المواجهة في اليوم التالي مع الخطيب الغيور، الذي يهدد بكل شيء حتى انه يقذف النافذة بحجر.. وهي الفضيحة الكبرى لذلك الرجل الكهل الذي لم يحترم نفسه وتاريخه واسمه ومشواره كاستاذ جامعي ومترجم ومؤلف .

هذا هو المحور، ولكن الامور عند عباس كياروستامي تذهب عبر سياق في الشكل يسير بذات الخط الابداعي الذي درج على تقديمه حيث المزج بين ما هو درامي وما هو توثيق للاحداثيات اليومية للمجتمع الياباني

كم من الحكايات والحوارات على طريقة «اوزو» يقدمها كياروستامي من اجل اثراء مضامين عمله السينمائي الذي يأسرنا حتى وهو يختلف عن اجواء ما درج على تقديمه في اعماله القادمة من ايران . هنا مرحلة جديدة، وهنا كياروستامي لا يجامل على حساب تاريخه واسمه، وانما يذهب الى التجربة مشفوعا بعشقه الكبير لاعمال «اوزو» الذي يظل متفردا ومهما في السينما اليابانية. سينما تذهب للموضوع في اطار الشكل الذي يريده مبدع حقيقي اسمه «عباس كياروستامي».

ويبقى ان نقول ... الايراني عباس كياروستامي يحتفي باليابان.

عبدالله بوشهري:

مؤسسة الدوحة للأفلام تدشن «شبكة المنتجين» في «كان»

كان - عبدالستار ناجي

يشارك المخرج الكويتي عبدالله بوشهري في فعاليات مهرجان «كان» السينمائي الدولي. وفي تصريح خاص أشار فيه الى ان مشاركته في اعمال الدورة الخامسة والستين لمهرجان «كان» السينمائي بمناسبة تدشين برنامج «شبكة المنتجين» الذي يأتي كمحصلة لاتفاقية التعاون التي وقعتها ادارة مؤسسة الدوحة للافلام مع مهرجان «كان» السينمائي

وكانت ادارة مؤسسة الدوحة للافلام قد وقعت عقد شراكة مع مهرجان كان السينمائي لتعزيز ودعم خمسة من منتجي الافلام في منطقة الشرق الاوسط من خلال دعوتهم للمشاركة في شبكة المنتجين في مهرجان «كان» السينمائي الدولي .

وأشار المخرج بوشهري في تصريح هنا في كان الى ان الهدف من هذا التجربة الرائدة بناء شراكة قوية مع المتخصصين في هذا القطاع الدولي. وتكريس مؤسسة الدوحة للافلام على بناء صناعة السينما بشكل ديناميكى في قطر ودول المنطقة والتركيز على رعاية صناع الافلام والاخذ بيدهم الى المزيد من التعاونيات السينمائية المشتركة. وأكد بوشهري على ان برنامج «شبكة المنتجين» يتضمن مجموعة من الورش واللقاءات والحوارات مع عدد من اهم نجوم الفن السابع في العالم. بالاضافة الى مناقشة عدد من احدث سبل الانتاج والتعاون الفني المشترك من اجل النهوض بصناعة السينما في دول الخليج العربية بشكل خاص والشرق الاوسط بشكل عام. وجاء اختيار الفنان المخرج عبدالله بوشهري بعد الانجازات الفنية التي حققها، وكان آخرها فوز فيلمه «ماي الجنة» بعدد من جوائز مهرجان الدوحة السينمائي الاول لدول مجلس التعاون الخليجي.

وفى رصيد بوشهري مجموعة من الاعمال السينمائية كمخرج ومنها «فقدان احمد» و«حكاية بطل» و«مهملات» بالاضافة لانتاجه لفيلم «الدائرة» للمخرج الاماراتي نواف الجناحي . هذا وتتواصل اعمال مهرجان «كان» جنوب فرنسا ويتنافس على السعفة الذهبية 22 فيلما ويشارك في لجنة التحكيم التي يترأسها الايطالي ناني موريتي النجمة الفلسطينية هيام عباس.

هيام عباس:

وجودي في لجنة تحكيم مهرجان «كان» ترسيخ للحضور العربي

كان - عبدالستار ناجي

أكدت النجمة العربية الفلسطينية هيام عباس ان اختيارها للمشاركة في عضوية لجنة تحكيم مهرجان «كان» السينمائي الدولي في دورته الخامسة والستين هو ترسيخ لحضور السينما العربية، وتقدير لمشوارها الطويل للعمل في السينما الفلسطينية والعالمية على حد سواء

وشددت ابنة الناصرة التي باتت اليوم واحدة من اهم النجمات في السينما والمسرح الفلسطيني بالاضافة الى مشاركتها في عدد مهم من الاعمال السينمائية مع مخرجين كبار . على اهمية مهرجان «كان» السينمائي ووصفته بانه المهرجان السينمائي الاهم .

كما أشارت الى ان اخر مشاركاتها في مهرجان «كان» السينمائي من خلال فيلم «اميركا» انتاج الشيخة الزين الصباح وقد عرض في تظاهرة «اسبوعا المخرجين».

كما عبرت هيام عباس عن سعادتها بما وصفته بـ «الدورة الاستثنائية» للسينما والحضور العربي، حيث يشهد المهرجان هذا العام عرض الفيلم المصري «بعد الموقعة» للمخرج يسري نصرالله في المسابقة الرسمية كما شهدت تظاهرة «نظرة ما» عرض الفيلم المغربي «خيول الله» لنبيل عيوش، بينما عرض الفيلم الجزائري «التائب» لمرزاق علواش في تظاهرة «اسبوعا المخرجين».

وشددت الفنانة هيام عباس على اهمية المشاركات العربية في هكذا ملتقيات سينمائية تمهد الطريق لايصال الصورة الحقيقية للانسان العربي وقضاياه المصيرية، وفي مقدمتها حقوق الشعب الفلسطيني

وحري بالذكر ان للفنانة الفلسطينية هيام عباس عددا بارزا من المشاركات السينمائية الدولية من بينها «ميونيخ» مع ستيفن سبيلبرغ و«الجنة الآن» مع هاني أبو أسعد «ويريل» لشانبيل

هذا ويترأس لجنة التحكيم الدولية لمهرجان «كان» السينمائي المخرج الايطالي «ناني موريتي» الحائز على السعفة الذهبية عن فيلمه «غرفة الابن».

حكايات وأخبار

كان - عبدالستار ناجي

لاتزال الامطار والرياح الشديدة تسيطر على ايام مهرجان «كان» السينمائي، ورغم ذلك لاتزال تقاليد البساط الاحمر تقام وبشكل اعتيادي. ومن ابرز النجوم الذين زينوا البساط نجوم افلام «حب» لمايكل هنيكيه» و«لم تشاهدوا شيئا بعد» لان رينيه

درس السينما هذا العام يلقيه المخرج اليوناني «فيليب كوفمان» والذي سيعرض له خارج المسابقة فيلما عن حياة الروائي «ارنست هنمغواي».

صدارة الترشيحات يتقدمها فيلم «حب» لمايكل هنيكيه ويأتي في المرتبة الثانية فيلم «الصدا والعظم» للمخرج جاك اوديار

تحضر من دولة الامارات العربية المتحدة المخرجة «مريم السركال» والتي تشارك مع عدد من المخرجين الشباب الذين يشاركون تحت مظلة مهرجان ابوظبي السينمائي الدولي

يتواجد عدد من الكوادر السينمائية الخليجية من بينها من الكويت عبدالمحسن الخلفان وعبدالله بوشهري وصادق بهبهاني وهشام الغانم، كما يتوقع وصول وليد العوضي والفنانة حياة الفهد .

أعلنت ابوظبي انها بصدد انشاء احدث الاستديوهات التي تؤمن انتاج اهم الاعمال والمشاريع السينمائية، كما تم نقل تبعية مهرجان ابوظبي من هيئة ابوظبي للتراث والثقافة والفنون الى لجنة ابوظبي للسينما .

عرض للنجمة الفرنسية ايزابيل هوبير فيلم «في بلاد اخرى» اخراج الكوري هونغ سونغ سو. وقد استقبل الفيلم بكثير من التحفظ، كما يعرض لها في المسابقة فيلم «حب» لمايكل هنيكيه.

النهار الكويتية في

23/05/2012

 

فيلم «الحب» يناقش تحديات أرذل العمر

كان - عبدالستار ناجي 

الحديث عن أساطير السينما يعني بالضرورة استعادة تاريخ حافل بالانجازات لمجموعة من نجوم هذا الفيلم، الذي يناقش قضية من اهم القضايا التي نظل نتغافل عنها ولا نحضر انفسنا اليها وكأننا سنعيش الشباب الى الابدية.

صاحب هذا الفيلم . وهو احد العبقريات السينمائية النمساوية المهمة الا وهو المخرج «مايكل هنيكيه» وهو باختصار شديد من مواليد ميونيخ «المانيا» عام 1942 ويحمل الجنسية النمساوية بدأ مشواره الفني في عام 1974 بالفيلم التلفزيوني «بعد ليفربول» وتمضي رحلته الابداعية . ليحقق عددا مهما من الانتاجات السينمائية ومنها فيلم «عازفة البيانو» عام 2001- الذي نالت عنه ايزابيل هوبير «نجمته المفضلة» جائزة افضل ممثلة، وفي عام 2009 قدم تحفته «الشريط الابيض» الذي نال عنه السعفة الذهبية لمهرجان «كان» السينمائي، حيث سلط الضوء على احداثيات الايام الاخيرة التي سبقت الحرب العالمية الثانية لقرية على الحدود النمساوية الالمانية .

وحينما يعود اليوم، فانه يقدم لنا فيلمه الجديد «الحب» و«حب» معتمدا على سيناريو قام بكتابته واستغرق عاما ونصف لمتابعته وعاما من التحضير للانتاج ونصف عام للتصوير والمراحل الفنية وكأنه كان يحضر لان تكون العودة من خلال مهرجان «كان» السينمائي حيث الموعد مع نقاد العالم وعشاق الفن السابع .

كما يعتمد مايكل هنيكيه على نجوم افذاذ . ومن هنا كانت الاشارة الى النجوم او المبدعين من الذين تحولوا الى اساطير حقيقية في عالم الفن السابع في السينما الفرنسية على وجه الخصوص.

ونذهب الى الفيلم ومن خلاله نتحدث عن النجوم.

جورج «جان لوى ترنتنيان» واني «ايمانويل ريفا» يتقدم بهما العمر ويبلغان مرحلة متأخرة من الثمانينيات من عمرهما، اساتذة لتدريس الموسيقى، بعد احدى الامسيات حيث حضرا حفلا موسيقيا لأحد تلامذتهم يعودان الى البيت. وفي الصباح وخلال الحوار يلاحظ جورج ان زوجته ورفيقة دربه شاردة لا تستجيب لحواره او اسئلته او حتى الماء الذي وضعه على وجهها، وحينما يذهب الى تغيير ملابسه يسمعها تكلمه. وحينما يسألها عما جرى لها تخبرة بعدم معرفتها لكل ما جرى. ويقرر ان يذهبا الى الطبيب لانه يعلم بان مكروها قد اصابها، وتمضي الايام حيث تتواصل الضربات والازمات، وتتدهور حالتها الصحية، فمن الاجهاد الى الشلل ثم الى مزيد من التدهور، حتى الوصول الى عدم القدرة على النطق، بينما يظل وحده يتحمل تبعات رعايتها، حتى في ادق التفاصيل حينما تدخل حالة الشلل التام حيث يقوم بتنظيفها والقراءة لها وغيرها من الممارسات التي يقوم بها بحب كبير وعاطفة جياشة لان ما يجمع بينهما من حب هو الباقي، انها الاحاسيس التي تبقينا على قيد الحياة نتمسك بها ونعيشها، تظل تدفعنا لكى نواجه الحياة وايامها الصعبة، بل ارذل الايام بكل قسوتها ووحدتها

أجل وحدتها حيث الابنة «لور» ايزابيل هوبير بالكاد تمر على بيت اسرتها بين الحين والاخر، بل انها تطالب والدها بان يحمل والدتها الى المستشفى او دار العجزة، ولكنه يرفض .لانه يوفي بوعد كان قد قطعه على نفسه بان لا يرسلها الى المستشفى، لان الذهاب الى هناك يعني النسيان

يضحي بكل شيء، يتفرغ لها كليا، جل وقته يحوله الى خدمتها ورعايتها، ويصرف الكثير من المال على الممرضات من اجل تقديم شيء من الرعاية الاضافية . ولكن الحالة تتدهور اكثر بل تذهب الى مرحلة يصعب تحملها، وهو لا يتردد في التعبير عن حبه واحاسيسه والايام الجميلة بينهما، انه خلود الحب والعاطفة التي نضجت على نار الحياة الهادئة، حتى تعصف ريح الكبر وارذل العمر

يوما بعد آخر والشخصية تدخل في متاهات حيث الجسد يتهاوى ولا يمتلك اي مقاومة، مزيدا من الضربات والازمات والانحدار المجلجل. وحينما يصل الى مرحلة اللاعودة، وهو يرى من يحب يتألم، ويتعب، ولا يمتلك المقدرة على البوح او الحركة . يدخل هو الآخر لجة من البحث عن الخلاص . عن السبيل لإراحة من يحب . وتكون بما يسمى بالقتل الرحيم حيث يضع الوسادة على وجهها ويضغط... وتكون النهاية

لا نريد ان نناقش عادلة القتل هنا، بل نريد ان نذهب الى الفكر الذي يطرحه هذا السينمائي، والذي يأخذنا الى تلك المرحلة، حيث ارذل العمر. وحيث عدم مقدرة الجسد على تحمل المرض والتعب، وانهيار كل شيء الا العاطفة والحب

فيلم يفتح امام آفاق التفكير والحوار عبر طرح فلسفي الجوانب ثري بالمضامين، وايام الاداء السينمائي الاخاذ والاسر

يعتمد هينيكة على اسلوبه في التعامل مع الزمن والسيطرة على المكان لان جميع احداث العمل تتم داخل الشقة، كنوع من الانغلاق للشخصيات خلال تلك المرحلة الزمنية من عمرهما .

كما ان هنيكيه لا يستخدم الموسيقى التصويرية في هذا العمل او الكثير من اعماله السينمائية، لانه يؤمن بان الصورة وحدها قادرة على التعبير.

وامام اداء الثنائي جان لوي ترتنيان وايفا ريفا نشعر وكأننا نعيش احداثا حقيقية لمقدرتهما للذهاب الى الشخصيات والتطور الدرامي الرفيع المستوى والذي يتطلب لياقة عالية في التمثيل والتعبير الجسدي. كيف لا ونحن امام نجوم افذاذ، هم في الحقيقة «اسطورات» وأيقونات السينما الفرنسية العالمية.

فيلم آسر، ورحلة موشاة بالالم والمعاناة ونهاية تفتح امامنا حوارا خصبا، ولمن قبل الحديث عن النهاية نتساءل هل جهزنا انفسنا لتلك المرحلة وهل نمتلك من الحب الحقيقي مع من نعيش لان نتجاوز تلك المرحلة بسلام.. الى النهاية المحتومة.

فيلم من نوع آخر.. سينما تذهب الى عقولنا وقلوبنا واحاسيسنا.. وهذا ما يختلف كليا عن النسبة الأكبر ما يحاصرنا من عروض سينمائية تخاطب جيوبنا...

ويبقى ان نقول

فيلم «الحب» تحفة سينمائية عالية الجودة من توقيع مايكل هنيكيه.

الصيد.. حينما تكذب البراءة!

كان - عبدالستار ناجي

ماذا حينما تكذب البراءة؟

ماذا حينما يجد مدرس نفسه في ورطة تدمر حياته.. ومستقبله؟!

هكذا هي احداثيات فيلم «الصيد» للدانماركي توماس فانتربيرغ الذي يعتبر احد مؤسسي منهجية «الدوغما» وهو نهج سينمائي يعتمد على الانتاج القليل الكلفة والمشاهد الطويلة

ودعونا نذهب الى الفيلم والحكاية

المدرس «لوكاس» ذو الاربعين عاما، تسند اليه مهمة التدريس في احدى رياض الاطفال .حيث يتمتع بعلاقات مقرونة بالمحبة والعاطفة الكبيرة مع جميع الاطفال، وبالذات احدى البنات وهي طفلة صديقه الحميم. حياة لوكاس بين التدريس واللهو مع الاطفال وايضا العلاقات الحميمية مع العديد من الاسر والاصدقاء وايضا رحلات صيد الغزلان في الغابات الدانماركية المترامية الاطراف .

ذات يوم تقبله تلك الطفلة فيقوم بنهرها لان تلك القبلة تبدو بالنسبة له كاحدى تصرفات الكبار ولكن تلك الطفلة تذهب الى الناظرة لتخبرها بأن المدرس «لوكاس» قد اعتدى عليها جنسيا .

فأي قدر؟ واي رحلة؟ واي زمان مقبل؟

إنها البراءة حينما تكذب، عندها يتدمر كل شيء، تتحول حياة «لوكاس» الى كارثة، يتم طرده من الروضة، وتتدهور علاقته مع جميع من يحيط به بالذات ابنه «ماركوس» ونسبة كبيرة من الاصدقاء، الذين يديرون له ظهورهم، الا القلة الذين يلتفون حوله من اجل دعمه كي يتجاوز الازمة والكارثة التي حلت به.

أيام مظلمة، يمنع من دخول السوق المركزي، ومن التجوال، ومن زيارة الكثير من بيوت الاصدقاء، لاننا امام حدث جلل، حدث يمس الاخلاق والتربية.

كل المجتمع يتحول الى حالة من الضدية، تنهار كل العلاقات وكل التاريخ الطويل والمعارف .

وتمضي الايام ليتعرض للتهديد تارة وللضربات تارة اخرى، حتى حينما يصل ابنه الذي يقيم مع والدته، ويواجه ذات التصرفات من الجميع

ولا يسلم «كلبه» من تلك التصرفات العدوانية حيث يلقى امام الباب بعد قتله.

ونصل الى حفل عيد الميلاد الذي يقام في كنيسة المدينة وهي فرصة للقاء جميع الاسر، عندها يقرر «لوكاس» الذهاب الى القداس، حيث تحدث المواجهة بينه وبين صديقه والد الطفلة التي ادعت عليه، عبر نظرات بها كثير من البوح والعتب، وكانه يقول له : - هل أنا من يقوم بمثل هذه الفعلة؟ وهل انا من يخون الصداقة ؟ وهل وهل وهل.. وعشرات الاسئلة التي راح يحاصره بها .. حتى يتحول العتب الى شجار .. ويتم اخراجه من الكنيسة . في ذات الليلة يأتي اليه صديقه والد الفتاة وهو يحمل له اكل عيد الميلاد، لانه يعلم بانه صديقه هو صديق عمره.. يعرفه ويخبره ويعلم تاريخه وتربيته.. ولكن كيف له ان يكذب ابنته وكيف له ان يكذب البراءة؟ سوال يظل يصدح حتى بعد نهاية الفيلم. سؤال يتمحور حول مجموعة من المضامين.. فهل اعتدى عليه، وهل كانت تتدعي تلك الطفلة، وكم آخر من الاسئلة، من بينها التحرشات التي يتعرض لها الاطفال في أنحاء العالم، وهو امر يثير الكثير من المخاوف لدى اولياء الامور والمؤسسات التربوية في انحاء العالم

سينما تقول الكثير، سينما تعتمد التحليل والبحث في ادق التفاصيل الحياتية.

سينما لا تذهب الى الهامش بل الاساس بكل معطياته، التي تفتح ابواب الحوار على مصراعيها

ونعود الى السؤال من جديدة:

- ماذا حينما تكذب البراءة ؟ 

- أي كارثة تلحق بالانسان وبمستقبله؟ 

- ولكن علينا قبل هذا السؤال ان نسأل، ماذا اذا كان الادعاء حقيقة، عندها يستحق ذلك الانسان العقاب.. وأشد. مخرج شاب ولكنه ينطلق من زخم فكري وابداعي لانه مخرج صقلته التجربة، وهو هنا يتجاوز لغة البحث عن الشكل الى ترسيخ المضامين بكل ابعادها . يتميز بدور لوكاس النجم الدانماركي مادس ميكلسون، وايضا الطفلة «كيارا» التي قدمتها الطفلة الموهوبة انيكا ويدركوب، في اداء تمثيلي سلس ومتطور يتجاوز كل التقليدية التي عرفناها في التمثيل لسنوات طويلة.

ويبقى ان نقول : ماذا اذا كذبت البراءة .. عندها تكون الكارثة .

محمود عبدالعزيز:

25 يوماً متبقية لإنجاز «باب الخلق»

كان - عبدالستار ناجي

أكد النجم العربي القدير محمود عبدالعزيز انه لم يتبق على تصوير عمله الدرامي الجديد «باب الخلق» الذي سيكون جاهزا للعرض خلال الدورة الرمضانية المقبلة سوى 25 يوما

وقال في تصريح خاص بـ «النهار» خلال تواجده في مدينة «كان» الفرنسية انه حرص على اخذ اجازة لمدة عشرة ايام فقط لحضور جوانب من فعاليات مهرجان «كان» السينمائي الدولي حيث يحرص سنويا على متابعته هذا العرس السينمائي المهم

وأشار الى انه تابع عددا من الاعمال السينمائية المهمة، ومن بينها عروض المسابقة الرسمية للمهرجان ومن بينها الفيلم العربي المصري «بعد الموقعة» اخراج يسرى نصرالله والذي وصفه بانه احد الرهانات الحقيقية لمستقبل السينما المصرية نظرا للموضوعية التي يتمتع بها في تحقيق اعماله وجدية الموضوعات التي يتصدى لها

وأشار الى ان السينما المصرية على وجه الخصوص امام مرحلة جديدة من مشوارها وامام معطيات جديدة نظرا لفضاء الحرية والمتغيرات التي عاشتها مصر مع «ثورة 25» وما اعقبها من احداث كبيرة .

وتوقع النجم العربي محمود عبدالعزيز ان يشاهد جمهور السينما في العالم العربي مضامين جديدة في فكر وطروحات السينما العربية وايضا الدراما العربية والمصرية بالذات .

وأكد أن عجلة الانتاج بدأت تتحرك وبشكل ايجابي على مستوى الانتاج الدرامي التلفزيوني وايضا الانتاج السينمائي، وهذا ما يعطي مؤشرات ايجابية لآفاق المرحلة المقبلة من تاريخ الحركة الفنية في مصر والعالم العربي على حد سواء بالذات دول الربيع العربي .

وتمنى الفنان محمود عبدالعزيز ان يشاهد مجددا عودة السينما الكويتية الى نشاطها شأنها شأن الدراما الكويتية التي باتت ضيفا مرحبا به في كل بيت عربي.

النهار الكويتية في

22/05/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)