المشاركة المصرية في المهرجان.. تنوع
مختلف
عن المشاركة المصرية في مهرجان الصواري
للأفلام نسلط الضوء على بعض الأفلام المشاركة وهي
أفلام تحمل سيناريو مركبا
يمتلئ بالشخصيات والأحداث المتداخلة، فيلم بعنوان
»سيكوتين ٥.٠١ ملجم« من
اخراج محمد صلاح.
لا توجد فى هذا الفيلم قصة تقليدية ولكن مجموعة من المواقف
الحياتية لعدد من الشباب الجامع الوحيد بينهم هو كورنيش
الاسكندرية، وعلى
الكورنيش تتداخل مصائرهم وتتشابك بالصدفة، ويمزج الفيلم فوق هذا بين المشاهد »الواقعية«
على مستوى الأداء التمثيلي واللغة المستخدمة وبين اللقطات
المتخبلة غير الواقعية، وأحياناً تجمع اللقطة الواحدة بين الاسلوبين،
كما
تنقسم أحيانا إلى أربع لقطات متجاورة وأهم شيء أن هناك فكرة وسياقا فنيا
متجانسا
وليس مجرد تجريب عشوائي
مشوش.
وعلى العكس من هذا الفيلم تماما نجد فيلما آخر
بعنوان »الميت مش هيزعل« اخراج عماد مبروك وهو فيلم خفيف الظل
يتميز بفكرته
الكوميدية اللامعة وسرده التقليدي المتقن،
والطف ما فيه مشهد لجنازة فى الطريق
العام يتوسط المشيعين فيها طفل يركب دراجة مربوطة بسلسلة فى نعش الميت تتوقف
حركة المرور بسبب الزحام فيدق الطفل »الكلاكس«
وعندما يسأله قريب الميت
منزعجا عن سبب دقه للكلاكس يجيب قائلاً:
»الميت مستعجل«.
هنا خيال كوميدي »فالت«
بدعمه تحريك ممثلين وأداء تمثيلي جيد خاصة من قبل الطفل ممدوح
جمال.
فيلم آخر مختلف فى أسلوبه وروحه هو فيلم »الآسانسير«
اخراج وسيناريو
هديل نظمي، فعلى العكس من »سيكونين ٥.٠١ملجم«
يدور هذا الفيلم داخل مكان
واحد بالغ الضيق هو سانسير عمارة قديمة وحول شخصية واحدة هى فتاة متوسطة
الطبقة
والجمال تحاصر داخل اسانسير معلق معطل،
وهو ليس من نوعية افلام الكوارث مثل
»بين
السماء والأرض« التى تفترض دخول الابطال فى أزمة تظهر معها شخصياتهم
الحقيقية، ولكن الاسانسير هنا هو المعادل البصرى والشاعرى لنوع الحياة التى
تعيشها الفتاة دائماً.
»ايكاروس«
فيلم آخر يحاول تجسيد حالة مشابهة من
التعلق بين السماء والأرض مستلهمة من اسطورة ايكاروس الذي صنع لنفسه أجنحة يطير
بها، ولكنه يسقط عندما يقترب من الشمس فتذوب الأجنحة.
إيكاروس الفيلم
شاب متوسط الحال يعاني من قهر عام،
فهو خاضع لأمه وأبيه عاجز عن التمرد،
تحبه فتاة لا يبادلها الحب ولكنه
يحب اختها التى تحب صديقه، وفى النهاية
يقف فوق سور السطح معلقاً
فى الهواء حتى يسقط، ولكن الفيلم لا
يعطيه حتى
شرف الانتحار، ففى المشهد التالى يواصل حالة الضياع نفسها محمولا على أذرع
اصدقائه!
»حد حقيقي«
هو عنوان الفيلم الذي أخرجه وكتبه محمد فتحى
(الشهير
بـ »كايزر«) وهو
يتسم بتصوير ومونتاج متميزين قام بهما كايزر نفسه
ايضاً، وقد نسيت ان أشير الى أن اصحاب الافلام
السبعة مشتركون فى صنع كل الافلام
من انتاج وتصوير ومونتاج ومساعدة اخراج واخراج وتمثيل وماكياج وسائر المهن
السينمائية.
وفيلم »حد حقيقي« يحمل تمرداً ورغبة فى القطيعة مع السائد
الفاسد.. وعلى العكس منه نجد فيلم »عروسة خيال« اخراج
يافا
جويلى.
يافا ابنة الكاتب نجيب الجويلي أحد الاعضاء المؤسسين لفرقة »الورشة«
المسرحية التى أعادت اكتشاف الكثيرين من الفناين الشعبيين وقدمتهم الى
جمهور المثقفين فى القاهرة.
من هؤلاء الفنانين الراحل أحمد الكومى فنان خيال
الظل.
ومن هولاء الجمهور يافا جويلى التى تربت على عروض هم أحمد الكومى وهذا
الفيلم يروى قصة يافا الطفلة مع خيال الظل، وينتهى بها فنانة خيال ظل مثله،
وهو فيلم بصالح بين الأجيال وبين فنى الخيال والسينما.
آخر الافلام السبعة »من
بعيد« اخراج محمد رشاد، وهو فيلم عن السينما والرقص والموسيقى والجمال
الانثوى وعن حب السينما التى تجسد كل هذه الفنون، وهى حالة الفنانين السبعة
وأساتذتهم من مجموعة »سمات« والأب فايز المشرف على النشاط الثقافي فى مركز
جيزويت الاسكندرية حالة العشق التى سيطرت عليهم وانتقلت الينا
خلال مشاهدة هذه
الافلام.
|