يتضح لمن شاهد فيلم (مستر كاراتيه- 1992) أنه فيلم ضعيف نسبيا، لا يليق
بمخرجه محمد خان ولا بكاتبه رؤوف توفيق ولا حتى ببطله أحمد زكي.. هذا
الثلاثي الفني الذي قدم من قبل الفيلم المتميز (زوجة رجل مهم).. والذي
وصلوا فيه إلى مستويات فنية راقية كإخراج وسيناريو وتمثيل. أما في (مستر
كاراتيه) فنحن أمام قصة عادية لا تحمل أي جـديد.. قصة ذات صياغة كلاسيكية
تقليدية.. تبتعد كثيراً عما قدمه محمد خان في اغلب أفلامه.
فالفيلم يحكي عن صلاح (احمد زكي)، الذي ترك قريته بعد حصوله على الشهادة
المتوسطة، ثم دراسة لمدة عامين في السكرتارية، وينتظر قرار توزيع القوى
العاملة منذ سبعة أعوام.. ترك قريته بعد ذلك قاصداً القاهرة ليحل مكان
والده المتوفى كحارس مرآب بإحدى العمارات السكنية الفخمة. وبالتالي يستطيع
إعالة أسرته الفقيرة في الصعيد عوضا عن والده. وفي القاهرة يلتقي صلاح
بنادية (نهلة سلامة) التي تعمل في محل تأجير أفلام الفيديو بالقرب من عمل
صلاح، فيتعارفان ويعجبان ببعضها البعض. وبالرغم من الفروقات الاجتماعية
الظاهرة بينهما، إذ أنها فتـاة طيبة لكنها تبدو عصرية لبقة حسنة المظهر،
وهو فقير يتحدث باللهجة الصعيدية، ثيابه رثة وعمله متواضع جدا.. لكن بالرغم
من ذلك إلا انهما يتواءمان في حسن الأخلاق والبساطة والأصالة. لكن هذه
الصفات تعرض صلاح للمشاكل في عمله، ويدرك انه لابد له من التصدي لها
بالطريقة القاسية ذاتها. لذا يتعلم الكاراتيه للدفاع عن النفس وترويض
الذات. وبالرغم من انه يتعرض أثناء عمله لحادث تنكسر معها رجله ويصاب
بعاهـة مستديمة، إلا أن ذلك لم يمنعه من ممارسة عمله بنفس أخلاقه ومبادئه
في الحياة، والتي تسبب له مشاكل كبيرة مع الجميع.
ونعيش مع أحداث الفيلم وإعجاب صلاح بلعبة الكاراتيه، ورغبته بإصلاح العالم
من حـوله وبين غرامه بنادية ومشاهده الغنائية الراقصة.. ونعيش أيضا مع أداء
أحمد زكي المدهش والذي أضفى على الفيلم نكهة خاصة، ونجح في شد انتباهنا
وإعجابنا لتصرفات الشخصية التي يؤديها. هذا بالرغم من ذلك الضعف الذي تعاني
منـه الشخصية في رسمها وتكوينها الدرامي. عموما، ينتهي الفيلم نهاية سطحية
ساذجة.. حيث عودة صلاح ونادية إلى قريته في الصعيد ليزرعا الأرض سويا.