أصدر الناقد البحرينى حسن حداد أحدث كتبه عن الفنانة الراحلة فاتن
حمامة بعنوان "سيدة الشاشة العربية فاتن
حمامة" وذلك عبر موقع سينماتك، وهو بذلك يكمل سلسلة كتبه عن الرموز مثل المخرج عاطف
الطيب، وكتابه عن رائد الواقعية صلاح أبو سيف، وكتابه المكون من جزئين عن الأفلام
التي لا تغادر الذاكرة.
وقد كتب عن الإصدار الجديد الناقد عصام زكريا: فاتن حمامة بلا شك أكثر الممثلات
العربيات شهرة وشعبية وتقديرا من قبل الجمهور والنقاد، وهي أيضا أكثر من كتب عنها
ما بين مقالات وملفات وأعداد خاصة وكتب كاملة، ولذلك يبدو التصدي لتأليف كتاب جديد
عن فاتن حمامة تحديا صعبا، فما الذي يمكن أن يضيفه المرء حول مسيرتها الفنية
وأعمالها؟!
يقسم حسن حداد مسيرة فاتن إلى خمس محطات أو مراحل أساسية، يتسم كل منها بغلبة نوعية
معينة من الأفلام والأدوار والأداء التمثيلي، من مرحلة الصبا والشباب وصولا إلى
محطة النضج الفني الختامية. وببساطة مدهشة تتبدى أمام القارئ غير المتخصص أبرز
الخطوط والتضاريس لهذه المسيرة الطويلة المركبة.
هذه الصورة المرسومة بخطوط سريعة مثل اسكتش تخطيطي، يتبعها فصل عن استقبال ومردود
هذه المسيرة في المهرجانات المحلية والعالمية، في وقت لم يكن عدد وحجم المهرجانات،
أو كيفية الوصول إليها، مثلما هو اليوم.
أما الفصل التالي المعنون بـ"من أبرز أفلام فاتن حمامة" فهو قراءة تحليلية متعمقة
لبعض الأدوار المتميزة لسيدة التمثيل الأولى، التي عملت مع كبار المخرجين
والمؤلفين، من محمد كريم وعز الدين ذو الفقار لخيري بشارة وداود عبد السيد ومن طه
حسين ويوسف إدريس إلى حسن شاه وسكينة فؤاد.
وإذا كانت الفصول الأولى رأسية، فإن هذا الفصل الذي يضم خمس مقالات حول خمسة أفلام
هو بمثابة كتابة أفقية، تعمق من الصورة المرسومة لفاتن، وتعطيها بعدا ثالثا.
ويختتم الكتاب ببعض الرتوش التكميلية للصورة من خلال خمسة فصول أحدها سرد شامل
لفيلموغرافيا النجمة التي شاركت في أكثر من مئة فيلم ومسلسل، وفصل عن مذكرات فاتن،
التي نشرت في الخمسينيات على صفحات مجلة "الكواكب"، والضجة التي أثارتها إعادة نشر
المذكرات عقب وفاة النجمة، وفصل يضم بعض ما قيل عنها من قبل زملائها وزميلاتها
والنقاد وما كتبته بعض الصحف العالمية عنها. وأخيرا يضم الكتاب بروفايل تعريفي يلخص
بالتواريخ والأرقام مسيرة هذه الفنانة الاستثنائية.
هذه الفصول الخمسة عشر المقسمة إلى ثلاثة أبواب محاطة ومزدانة بعشرات الصور الشخصية
والفيلمية لفاتن حمامة في مراحلها المختلفة، فلا ينسى حسن حداد أن الصورة هي لغة
السينما وأن العين تقرأ قبل الأذن. |