لم يعد مهرجان الخليج السينمائي هو الملجأ المهم لكل السينمائيين
الخليجيين فحسب، بل أصبح كل كيانهم، باعتباره هو من يلقي الضوء على
أعمالهم، يسوقها ويدعمها ويبحث عن طرق شتى لوصولها إلى المحافل
السينمائية الدولية. هذا إضافة إلى أنه أصبح ملتقى ضروري لهم
للتعرف على بعضهم، والنقاش فيما بينهم، في مجمل القضايا الفنية
والسينمائية.
محتفلاً بعامه الخامس، جاءت هذه الدورة من المهرجان، محملة بالأمل
في المستقبل، وتحمل تراثاً تراكمياً كمياً ونوعياً من الأفلام
والتجارب، وذلك بعد خمس سنوات من التألق والمثابرة، من قبل
القائمين على هذا المهرجان الإستثنائي، وعلى رأسهم الناشط
السينمائي الأبرز في الخليج مسعود أمرالله آل علي.
سوق للسيناريو، كانت أحد أبرز الفعاليات الجديدة التي ابتكرها
المهرجان هذا العام، باعتبارها دفعة قوية من المهرجان للقيام
بالسينما في الخليج. وهي أيضاً فرصة لتطوير مهارات كتاب
السينماريو، وإعداد أعمالهم على أسس علمية وفنية، ليأخذها إلى رحاب
هذا الفن الجميل.
وهناك دورة تخصصية في التمثيل بصحبة الممثل الإيراني بهروز فوسوغي،
هذا إضافة إلى بقية الفعاليات وورش العمل المتخصصة، مثل إدارة
الإنتاج (الميزانيات، التخطيط، والعمل مع المنتجين)، والإدارة
الإبداعية في مجال الإنتاج التلفزيوني والسينمائي. وورشة عمل أخرى
في الصوت وتعديل الألوان.. وورشة عن علاقة الفيلم القصير بين
المخرج والموزع.
ليالي الخليج السينمائية:
كما كانت ليالي الخليج بمثابة الإستراحة الأخيرة ليوم شاق وطويل مع
مشاهدات مكثفة للأفلام والفعاليات الأخرى. أولى هذه الليالي كانت
مع المشرفين على سوق السيناريو للأفلام الخليجية، وهم المخرج محمد
خان، والمخرج ميشيل كمون، وكاتب السيناريو فريد رمضان، والذين
قدموا صورة متميزة لمجمل السيناريوهات المشاركة.
ويقدم كاتب السيناريو محمد حسن أحمد في أحدى هذه الليالي تجربته في
كتابة السيناريو وتحولها إلى أفلام، إضافة إلى تدشين أولى كتبه
التي تتضمن مجموعة من أبرز السيناريوهات التي كتبها.
أما مدير المهرجان مسعود أمرالله فقد كان له لقاء مهم مع الجمهور
ضمن هذه الليالي، لإلقاء الضوء على دور صانعي الأفلام من غير
المخرجين (التصوير، الديكور، الموسيقى..)،
تحت شعار "خلف الكواليس".
وكان لقاء مهماً استعرض مدى تأثير هذه العناصر على لغة الفيلم ورسم
ملامح المسهد السينمائي بأكمله. حيث شارك في اللقاء
خبير المونتاج والمؤلّف الموسيقي علي مطر، والمصوّر السينمائي
سمير كرم، والمؤلف الموسيقي البحريني محمد حداد، والمخرج الفني
أحمد حسن أحمد.
كما ألقى المهرجان الضوء على الجيل الجديد من المخرجين في المشهد
السينمائي الأردني، والذين ساهموا في تطوير الفن السينمائي في
الأردن، ووضعوا حجر الأساس لمستقبل السينما الأردنية.
كانت آخر هذه الليالي بعنوان "الخليج عن الخليج".. والذي يقدم فيها
المهرجان عدداً من المبادرات الداعمة للسينمائيين الخليجيين
والعرب، لتطوير صناعة سينمائية محترفة في الخليج.
احتفاء بالسينما في البحرين:
دورة بحرينية بامتياز.. هذا هو الإنطباع العام لدى ضيوف المهرجان
ومرتاديه.. أولاً لهذه المشاركة القوية للأفلام البحرينية في هذه
الدورة، والتي تم اختيارها من بين ما يزيد على 21 طلباً للمشاركة،
حيث شارك 18 فيلم منها في هذه الدورة (12 في المسابقة، 2 في قسم
أضواء، 4 في قسم كرز كياروستامي).. وثانياً للمستوى الفني الذي
تتجلى بها هذه الأفلام. هذا إضافة إلى الإحتفاء بشخصية السينمائي
البحريني بسام الذوادي، كواحد من رواد الفن السينمائي في البحرين
والخليج العربي، ضمن "تكريم إنجازات الفنانين". وهناك أيضاً تكريم
آخر للكاتب السيناريو البحريني فريد رمضان لمشاركته في سوق
السيناريو كمشرف على هذه الورشة الفنية المتخصصة. ليأتي ختام
المهرجان محملاً بفوزاً جميلاً للمخرج محمد راشد بوعلي بالجائزة
الثالثة للفيلم القصير، ومحمد إبراهيم محمد بالجائزة الثانية
لأفلام الطلبة.
وللحديث بقية.....
حسن حداد
أبريل 2012