يتحدث الفيلم عن كاثلين كيلي،
التي تمتلك مكتبة أطفال في نيويورك. مكتبة صغيرة لكنها عمل مربح من الحبّ،
إلى أن ظهرت مكتبة فوكس، وهي مكتبة كبيرة ضمن سلسلة المكتبات الممتازة،
لفتح فرع لها في نفس الشارع. والمدعو جوفوكس، هو السلطة التنفيذية بالعائلة
المالكة لهذه الشركة، وهو المسؤول بشكل مباشر عن هذا الفرع. وكاثلين بالطبع
تحتقر جو وكل شيء يسانده. فمستقبلها العملي مهدد. وبالتالي فهما في حياتهما
العملية عدوان لدودان، أما خارج العمل فهما صديقان عن طريق البريد
الإلكتروني في الكمبيوتر، بل يشتركان في وجهات النظر ويشتاقان لبعض لكنهما
لم يلتقيا قط، واتفقا على أن لا يتحدثان عن حياتهما الخاصة. ولا أحد
يشاركهما أو يعرف عن محادثاتهم الإلكترونية المجهولة الحميمة، التي تبدأ
بالكلمات السّحرية (وصلتك رسالة you've got mail).
فيلم (وصلتك رسالة) عبارة عن تجديد لفيلم قديم يعتبر من كلاسيكيات السينما
الكوميدية وهو (دكان في الزاوية The Shop Around the Corner). كما إنه
يختلف عن فيلم "إفرون" الأخير مع هانكس وريان (عديم النوم في سيتل)، حيث
تعجب ريان بهانكس عن طريق نداء الراديو أثناء العرض وتقضي بقية الفيلم
تحاول أن تعلق على الواقع.
(وصلتك رسالة) هو الإصدار الكوني لسيناريو القلوب الوحيد، كما إنه خجول
ومريح. ومشاهدة هذا الفيلم تبدو مثل من يرقّم صفحات خلال "متسوق الحي
الغربي"، كل شيء على الشّاشة يظهر بأنه يحمل تسعيرة، بما فيهم الناس.
فـ"زابار" و"ستاربوكس" يبدوان كما لو كانا مزارين، ولا شك بأنهما كذلك.
الحكاية الأساسية في هذا الفيلم ليست بين هانكس وريان، إنها بين إفرون وكل
حصون الأرستقراطية العليا للاستهلاك.
يحكي الفيلم عن جو فوكس (توم هانكس) الذي يقدّم لفرعه الجديد المجاور
لمكتبة الأطفال الموقّرين،"الدكان في الزاوية"، والذي تملكه وتديره كاثلين
كيلي (ميج ريان). وقد ورثت كاثلين هذه المكتبة عن أمّها؛ أما جو فهو سليل
عائلة غنية. هي مرحة وجميلة، خاصة عندما تقاتل القتال الشرس ضد هذا المتطفل
بثروته الضخمة ومقهى الـ"كبتشينو" الذي يملكه. وجو عميق مشدوه وغير عاطفي.
واللعبة هنا هي، بدون أن يدركا، أن هاتين الشخصيتين متعارضتين في الطباع
ولكنهما في نفس الوقت يدخلان في علاقة حميمية وجدية عن طريق البريد
الإليكتروني. والفيلم بالكامل يعرض كيفية معرفتهما في النهاية حقيقة كل
منهما الآخر.
هناك شبه كبير مع فيلم (The Shop Around the Corner)، لكنهما في فيلمنا هذا
يبدوان مشغولان بالعمل. وما يجعل الكوميديا لها قيمة هو علاقة الوئام بين
هانكس وريان. ثم أن عملهما لا يمسّ روحك بنفس الطريقة التي شعرناها مع جيمي
ستيوارت ومارجاريت سولافان في الفيلم الأصلي. فلم يكن الاثنان يمثلان مع
بعض فقط؛ بل كانا منسجمان في علاقة حميمية عميقة. إلا أن هانكس وريان أبدعا
في مجال مختلف: يعرفان كيف يلعبان ظاهريا بالسّحر الخفي لشخصيتيهما
السّطحية. يخدران الجمهور بذخيرة فنية كاملة من فلسفة العبث. في هذا الفيلم
العبثي، إنه هدية مفيدة. |