أخي حسن حداد
أشكرك علي موقعك المهم والضروري.. المهم لأنه يتيح لنا كتاب ونقاد السينما
أن
نتابع كتابات الزملاء والأصدقاء رفاق درب المعرفة السينمائية,
ونتعرف علي
أعمالهم , ونكتشف في السكة جيلا جديدا من كتاب ونقاد السينما الشباب الجدد.
إن
الموقع الذي أسسته, يبني هكذا جسرا بين الأجيال من كتاب ونقاد ومحبي
السينما, ويكشف
عن عشقهم وولعهم بهذا الفن الأثير, الذي مازال مهانا ومحتقرا للأسف , وينظر
إليه
علي أنه زارع ومؤسس للفساد , وقلة الأدب , والعهر
والشرمطة, ولحد الآن لم تكتسب
السينما الاحترام الذي تستحقه في بلادنا. السينما مازالت نكتة, يضحك عليها
السياسيون, وهي مصدر للدعابة ومعرفة أخبار النجمات أين سهرن , ومع من ,
وعند من
كانت الحفلة إياها .إنها مازالت صديقي جلسة مسامرات, ومتابعة لأخبار
الفضائح
,
ولاحظ كيف لم تجد مجلة أسبوعية إماراتية , لم تجد ما تكتبه عن مهرجان
القاهرة
السينمائي الدولي الفائت28 سوي الحديث عن فساتين
السواريه التي ظهرت بها هذه
الراقصة أو تلك في حفل افتتاح المهرجان, وتكشف عن مفاتنهن.هذه هي السينما
في بلادنا
,
التي تحولت إلي تفاهات وسخافات , وضحك علي العقول واستخفاف بها ,
وانه لأمر محزن
حقا , أن يكون الفن الأكثر جماهيرية في العالم, أن يكون مجرد نكات وتعليقات
سخيفة
علي أعمال هذه النجمة التي نامت مع أمير, أو تلك التي صارت مرافقة
لوزير, وإياك أن
تفتح حديث السينما الجاد , مع أي موظف أو مسئول كبير , وإلا ظن انك تمزح,
أو فقدت
وعيك, وسوف تكتشف أيضا إن أجيالا من الصحافيين المرتزقة , دلفوا أيضا إلي
ساحة
النقد السينمائي , من باب الكتابة عن النجوم وأنصاف المواهب
وفتيات الدعاية, وصاروا
رؤساء تحرير, وصارت السينما بالنسبة إليهم صور الممثلات الجميلات وأخبارهن,
وقصفنا
يوميا بأخبار وصور تقطيع تورتة ما احتفالا ببدء التصوير في فيلم
جديد من نوع "
فول الصين العظيم " وغيرها من التفاهات السخيفة, وصارت حياتنا كلها, هذه
الحياة
التي يصنعها لنا التجار الحقراء, لنتابع أخبار هذه النجمة أو تلك,
بلا قيمة
ولا هدف, حتى صرنا مسخا في بلادنا وتغربنا عن واقعنا, ولم يعد أمر هذه
السينما,
سينماهم, التي هي عبارة عن حفلات واستعراضات وزفة سياحية يهمنا في شيء..
سينماتيك موقع ضروري لأنه أشبه ما يكون بفضاء حر للكتابة والإبداع عن الفن
الذي
نحب ونعشق, ونستطيع أن نكتب فيه بحرية ومسئولية ,وبخاصة في باب " خاص
بسينماتيك "
التطوعي.
واري أن موقعكم تنقصه 3 أشياء:
القراءة الدورية أولا للمطبوعات والمجلات السينمائية المتخصصة الأجنبية
الانجليزية والفرنسية والإبلاغ عن الدراسات أو التحقيقات المهمة التي
تنشرها ووضع خريطة أو دليل ثانيا لعروض الأفلام العربية والأجنبية التي
تعرض في
العواصم العربية ومن خلالها نتعرف علي الأفلام التي يشاهدها
جمهور السينما في
بلادنا, ونعلم بالعزلة التي تعيشها السينما العربية المتخلفة بسنوات عن
حركة
السينما العالمية, وإنها حقا لمأساة , أن تكون كل شاشات العرب, مكرسة
لأفلام
السينما الأمريكية وحدها, وغالبا في أحط نماذجها,
وكذلك أفلام السينما المصرية
الفكاهية السخيفة التافهة, ويكون هذا كله طعام وغذاء العرب من السينما في
العالم، وعلي أمل أن يهجر جمهورنا مثل هذه القاعات, والسخافات أو السموم
التي تقدمها. كما ينقص الموقع ثالثا قسم خدمات, لتعريف الشباب بمعاهد
السينما ومدارسها
وجامعاتها في العالم, وتعريفهم بمناهجها, والرد علي رسائلهم ,
وتوجيههم نحو
الدراسة الصحيحة والجادة لهذا الفن, واري انه من الواجب رابعا- هذا إن
استطعتم
وسمحت لكم إمكانياتكم- اري انه من الواجب أن تفردوا بابا للتعريف بالكتب
والإصدارات
السينمائية الجديدة والإشارة إلي بعض المواقع السينمائية العربية والأجنبية
الاخري
المهمة من خلال موقعكم
وبعد مرور عام, علي إطلاق موقعكم الهام والضروري, الذي يستحق كل دعم
وتشجيع، كل عام وموقع "سينماتيك" بخير.. والي الأمام.
وتقبل أخي حسن خالص تقديري واحترامي
صلاح هاشم
كاتب وناقد سينمائي مصري مقيم في باريس
27 ديسمبر 2004