·
تعلمت قواعد اللغة السينمائية من خلال عملي بالمونتاج
·
"اللص والكلاب" أول فيلم اخرجه عن عمل أدبي كان نقلة في حياتي
·
مشكلة السينما المصرية مسؤولية ضخمة من الصعب أن تتحملها لجنة السينما
وحدها
·
تعاطف الجمهور مع شخصية يوسف وهبي في "ميرامار" كان استفتاء سينمائياً على
الأوضاع السائدة وقتها
بينما يستعد الآن لاقتحام مجال الخيال العلمي في أول تجربة سينمائية عربية
من نوعها، وفي نفس الوقت الذي أسند إليه رئاسة لجنة السينما بالمجلس الأعلى
للثقافة، والتي تحاول أن تخرج بالسينما المصرية من ظروفها العصيبة وأزمتها
الطاحنة التي تهدد كيان الصناعة العريقة.. حرصنا على إجراء هذا الحوار مع
المخرج الكبير كمال الشيخ (65 سنة).. أحد رواد الحركة السينمائية في مصر.
اشتهر بجديته ودقته وسيطرته على أدواته وضبطه لإيقاع الأحداث وقدرته على
تحقيق التوازن بين جماليات العمل ومضمونه. وميله نحو التجديد باستمرار ونبذ
الموضوعات التقليدية المألوفة.. فهو أستاذ أفلام التشويق والاثارة على
الشاشة المصرية بلا منازع..
بدأ كمال الشيخ مشواره السينمائي في سن مبكرة عندما التحق بقسم المونتاج في
ستوديو مصر عام 1939.. وفيه تعلم قواعد اللغة السينمائية وأجاد حرفته فأصبح
المونتير الأول بالأستوديو والمفضل عند كبار المخرجين في الأربعينات..
وفي عام 1953 بدأ كمال الشيخ مسيرته كمخرج بفيلم (المنزل رقم 13) الذي بشر
بميلاد مخرج متمكن وله أسلوبه المميز، واستمر في تقديم أفلام التشويق
والترقب حتى منتصف الستينات عندما حول اهتمامه للأفلام الاجتماعية، إلى أن
عاد مرة أخرى لتقديم النوعية التي أحبها وأتقنها في فيلمه الأخير
(الطاووس).
والآن يستعد كمال الشيخ لخوض تجربة جديدة ومثيرة حيث يقتحم مجال سينما
الخيال العلمي ليكون أول مخرج عربي يصنع فيلماً من هذا النوع.
أفضل مدرسة
·
ماذا استفدت من بدايتك كمونتير في عملك
بالإخراج؟
- تعلمت قواعد السينما أو قواعد اللغة السينمائية من خلال عملي بالمونتاج،
لأنني كنت أتعامل مع الوحدة الأساسية للفيلم: "اللقطة"، والتي تعادل
الكلمة، وحدة العمل الأدبي أو الصحفي، ومن المونتاج عرفت الكثير عن أسرار
صناعة السينما وفنونها. وانتهيت بأنني كنت أصحح الأخطاء السينمائية، كما
تصحح الأخطاء المطبعية. وأعدل ضبط الاتجاهات "اليمين والشمال" وهكذا..
وأهم استفادة حققتها من اشتغالي بالمونتاج هي تنمية قدرتي على ضبط إيقاع
الفيلم.. وهذا ما يميزني كمخرج.. لدرجة أنني أبدأ في ضبط إيقاع الفيلم من
مرحلة اعداد السيناريو، فأحذف كل ما هو زائد أشعر أنه قد يؤدي إلى خلل في
التتابع أو بطء في الإيقاع.
·
ولكنك رغم نجاحك كمونتير اتجهت
للإخراج، وهذا يؤكد أن رغبتك في العمل كمخرج كانت قوية من البداية؟
- هذا صحيح.. فعندما فضلت التدريب في ستوديو مصر على دراسة القانون، كان
ذلك لعشقي للسينما بوجه عام، ولتأثري بإخراج بعض الأفلام العالمية المبهرة
مثل الفيلم الأمريكي "الطوفان" الذي أدهشني فيه قدرة المخرج على تصوير
مشاهد العواصف والزلازل.
ولما قرر المرحوم أحمد سالم مدير ستوديو مصر وقتذاك، الحاقي بقسم المونتاج
الذي كان رئيسه الأستاذ نيازي مصطفى صدمت وشعرت بخيبة أمل واحباط شديد، لأن
حلمي بأن أكون مخرجاً قد تبدد.. على أني بمجرد أن بدأت العمل اندمجت فيه
وأحببت المونتاج وأتقنته تماماً. واعتبرت نفسي محظوظاً لأني بدأت مشواري
السينمائي في قسم المونتاج، لأنه كان خير مدرسة تعلمت فيها أصول الفنون
السينمائية عامة.
وبلغ اتقاني للمونتاج أني أصبحت المونتير المفضل لدى كبار المخرجين في
الأربعينات أمثال الأساتذة كمال سليم وأحمد بدرخان ونيازي مصطفى وغيرهم..
ونلت أول جائزة للدولة عن مونتاج فيلم (ليلة غرام) اخراج أحمد بدرخان عام
1951..
·
هل كان نجاح أول أفلامك كمخرج (المنزل
رقم 13)، وراء استمرارك في تقديم هذه النوعية من أفلام التشويق والاثارة
لفترة طويلة؟
- قبل أن أفكر في اختيار اللون المناسب لأبدأ به مشواري كمخرج شاهدت الفيلم
الأمريكي "امرأة في النافذة" اخراج فريتز لانج وكان من نوع التشويق
والاثارة، وشعرت على الفور بأني وجدت نفسي في هذه النوعية من الأفلام.
وحتى عندما جاءتني فرصة اخراج فيلم تقليدي من تأليف الأديب إبراهيم رمزي
وقطعنا شوطاً طويلاً في كتابة السيناريو، عدت وتراجعت واعتذرت عن اخراج
الفيلم، وبقيت رغبتي في تقديم الجديد من أول عمل، وبقيت ثلاث سنوات أعد
فيلم "المنزل رقم 13" وتحملت مسؤولية انتاجه..
كمال الشيخ – الاجتماعي
وتوقع معظم زملائي فشل الفيلم فشلاً ذريعاً عند عرضه، على أساس أنه ينتمي
لنوعية أفلام لم يعرفها الجمهور من قبل. ولكن الذي حدث هو العكس، فقد نجح
الفيلم ولهذا السبب بالذات.. فقد كان الجمهور متعطشاً لمشاهدة فيلم جديد
خارج عن الإطار المألوف للشاب والفتاة وقصة الحب التقليدية، وكان نجاحه
وراء استمراري في تقديم هذه النوعية التي أحببتها ونجحت من خلالها، ليس في
الأفلام البوليسية فقط بل استخدمت نفس الشكل في الأفلام الاجتماعية
والإنسانية.
تجده في الفيلم الإنساني "بين الحياة والموت"، وفي أفلام اجتماعية مثل
"اللص والكلاب" و"الخائنة".
واستخدمت الشكل ذاته في فيلم "وثالثهم الشيطان"، ولكن الجمهور لم يتعاطف مع
الفيلم، بينما حكم عليه بعض النقاد بأنه مجرد قصة معادة لأم خانت زوجها.
ويبدو أنهم لم ينتبهوا للمزج بين شخصية البطل في الحقيقة وكمؤدي لشخصية
هاملت في المسرحية. والحق أنه من العسير فعلاً أن تقدم عملاً كهذا الفيلم
لجمهور معظمه لا يدري شيئاً عن مسرحية هاملت وعن شكسبير نفسه عامة!.
·
اذن فسر لي سبب اخراجك لفيلم "سيدة
القصر" رغم أنه تقليدي جداً؟
- أخرجته مضطراً.. فقد كون المرحوم حسن رمزي شركة من الفنانين عام 1957
وطلب مني اخراج الفيلم الذي كتب فكرته حسين حلمي المهندس لتقوم ببطولته
فاتن حمامة وحاولت الاعتذار عن الفيلم على أساس أنه لا يناسبني، ولكن
الظروف أرغمتني على إخراجه فأنا لم أرغب في تعطيل مشروع شركة تحت الانشاء
وأصحابها من الفنانين بعدما اتخذوا خطوات تنفيذية للإنتاج وبنوا الديكورات
فعلاً، فقمت بإخراج الفيلم لإنقاذ الموقف.
·
هل تعتبر فيلم "اللص والكلاب" نقلة في
مسيرتك الفنية باعتباره أول فيلم من اخراجك يقدم فضية اجتماعية عامة؟
- قدمت قبل الفيلم أفلاماً اجتماعية أخرى، وإن كان فيلم "اللص والكلاب"
يتناول قضية اجتماعية أهم وأكثر شمولاً.. وفي نفس الوقت كان أول فيلم أقدمه
عن عمل أدبي مكتوب، ولمن؟ لأهم كاتب عربي معاصر نجيب محفوظ. فقد كانت كل
أفلامي السابقة له أما مؤلفة بشكل مباشر للسينما أو مأخوذة عن فكرة أو قيمة
عالمية، لهذا اعتبر الفيلم نقلة في مسيرتي فعلاً.
ميرامار
·
رغم أن فيلم "ميرامار" الذي أخرجته عن
قصة لنجيب محفوظ أيضاً يعد من أنجح أفلامك، إلا أنه أثار ضجة عند عرضه
واعتبره البعض خطوة سينمائية رجعية، فما رأيك؟
- أخرجت "ميرامار" وأنا أكثر فهماً ووعياً لأسلوب نجيب محفوظ، والفيلم أثار
ضجة فعلاً عند عرضه واعتبره البعض ثورة مضادة، لأن الجمهور تعاطف مع شخصية
الاقطاعي التي أداها المرحوم يوسف وهبي، ولأن شخصية الشاب الانتهازي التي
أداها يوسف شعبان كانت تنتمي للاتحاد الاشتراكي التنظيم السياسي القائم في
مصر وقتها، وأعتقد أن هذا التعاطف كان بمثابة استفتاء سينمائي على الأوضاع
السياسية السائدة وقتها!
·
"على من نطلق الرصاص" أنضج أفلامك
الاجتماعية.. هل يرجع هذا إلى أنه أول فيلم يناقش قضايا الفساد الاجتماعي
في حينها وبشكل مباشر في وقت كانت كل الأفلام تحاكي الماضي وتلعب على وتر
مراكز القوى؟
- في هذا الفيلم قدمنا القضية مجردة وتركنا للمجتمع وضع الحل لها، وهذا
واجب الفن عامة والسينما بصفة خاصة. أن نناقش القضايا بصراحة ووضوح. وأنا
أحيي الرقابة التي كانت موجودة وقتها وأجازت الفيلم في هذا الوقت دون أن
تحذف منه لقطة واحدة.
وكل مجتمع له سلبياته وايجابياته، والعبرة بالتناول وأسلوب طرح القضية
وتوقيت تقديمها..
·
كيف حققت المعادلة الصعبة في الجمع بين
المستوى الفني الرفيع والنجاح التجاري الكبير في أحد أفضل أفلامك "الصعود
إلى الهاوية"؟
- لم أتوقع للفيلم هذا النجاح الجماهيري الكبير.. كما لم أتوقع له أن يحقق
أعلى ثمن بيع للفيلم المصري في العالم.. فقط كنت واثقاً من ارتفاع مستوى
الفيلم فنياً، على أن نجاحه يرجع إلى سببين: الأول البعد القومي لانتصار
المخابرات العربية على المخابرات الإسرائيلية، والثاني موضوعية معالجة هذا
الانتصار حيث أعطى الفيلم لكل حق حقه ولم يبالغ أو يستهزئ بعقلية المشاهد..
وقد أكد الفيلم على حقيقة هامة وهي أن الفيلم الرفيع فنياً يمكنه أن يحقق
النجاح التجاري من غير تنازلات أو اللعب على وتر جماهيري رخيص.
·
أخبرني، لماذا عدت إلى تقديم أفلام
التشويق والاثارة مرة أخرى في آخر أفلامك "الطاووس"؟
- عندما أعود إلى تقديم أفلام التشويق والترقب فأنا أعود إلى نوعية محببة
إلى نفسي وأجيد صنعها.. وقد تعمدت تغيير اسم فيلمي الأخير من "زهرة بنفسج
في ضوء القمر" إلى "الطاووس" حتى لا يلتبس على البعض أنه فيلم رومانسي أو
عاطفي..
وأفلام التشويق تمثل قيمة درامية وسينمائية وإنسانية أيضاً رفيعة جداً..
إذا استخدم فيها أسلوب التحليل النفساني، لأنها تغوص في أعماق الشخصيات
وتكتشف ما في داخلها وهذا يجعلها أعمق وأقوى تأثيراً من أفلام أخرى
اجتماعية أو سياسية!
·
بمناسبة فيلم "الطاووس"، المقتبس عن
عمل أجنبي يقفز إلى رأسي الآن فيلمك "الليلة الأخيرة" وهو مقتبس أيضاً
وموضوعه غريب ورغم هذا فانه يعد من أفضل أفلام التشويق التي عرضت على
الشاشة المصرية، كما أننا لم نشعر للحظة بأن الفيلم غريب علينا فقد نجحت في
تعريبه تماماً. إلى أن حد تقتنع بضرورة الاقتباس في السينما المصرية؟
- انتشار الاقتباس في السنوات الأخيرة يرتبط بواقعنا السينمائي، فالسينما
المصرية منذ بداية الأربعينات تنتج 50 فيلماً في المتوسط سنوياً. فكان من
الطبيعي أن تلتهم كل الإنتاج الأدبي المصري، وبخاصة الأدباء الكبار مع
التسليم بضعف حركة النشر العربية وبخاصة أعمال الشباب، وبأن الأعمال
الأدبية ليست بالضرورة صالحة للسينما.
لهذا كان من الطبيعي أن تلجأ السينما المصرية للاقتباس عن أعمال أجنبية
سواء كانت روايات أو قصصاً قصيرة أو حتى أفلاماً. وينجح الفيلم عندما يأخذ
السيناريست أو المخرج الموضوع الأساسي للعمل الأجنبي فقط ثم يعرب أو يحصر
الصراع والشخصيات ويطوع الفكرة نفسها للواقع المصري.
ويفقد الاقتباس شرعيته إذا لم يذكر المصدر الرئيسي المقتبس عنه الفيلم،
بينما يتحول إلى سرقة لو تم بأسلوب النقل الحرفي للمشاهد ولقطات الفيلم
الأجنبي بدون تصرف من المخرج أو المعد!
علمي – خيالي – عربي
·
نأتي الآن لأحدث أعمالك "رحلة إلى
العالم الآخر" الذي طال إعداده وتستعد به الاقتحام مجال سينما الخيال
العلمي كأول تجربة من نوعها في السينما العربية. ماذا دفعك لخوض هذه
التجربة الجريئة التي لا تخلو من المخاطرة؟
- بدأ اعجابي برواية "قاهر الزمن" للأديب العلمي نهاد شريف منذ عشر سنوات،
ولكن الرواية بقيت حبيسة في درج مكتبي طوال هذه المدة –ولم أجرؤ خلالها على
عرضها على أي منتج لاقتناعي بأن ظروف السينما المصرية لا تسمح باقتحام هذا
المجال.
ولكن فوزي عامر منتج فيلم "الصعود إلى الهاوية" طلب مني رواية لينتجها بشرط
أن تكون فكرتها جديدة تماماً على السينما العربية، فلما عرضت عليه فكرة
"قاهر الزمن" فوجئت به يرحب بها ويتحمس لها إلى أبعد حد وكنت أميناً معه
فصارحته بأن انتاج هذا الفيلم مخاطرة تجارية لأن تكاليفه باهظة واستقبال
الناس إليه غير معروف ولكنه ظل على حماسه للفيلم وقال يكفيني أن يغطي
تكاليفه!
وشرعنا بالفعل في اعداد الفيلم وكتابة السيناريو مع السيناريست أحد
عبدالوهاب والفيلم يختلف تماماً عن أفلام الخيال العلمي التي يصنعها الغرب،
فأفلام حرب الكواكب وغزو الفضاء ظاهرة سينمائية طبيعية هناك لمواكبة التقدم
العلمي المذهل الذي وصل إليه الغرب فهم غزوا الفضاء فعلاً ومشوا فوق سطح
القمر. لذا يسهل تصديق أفلامهم الخيالية.
كما أن امكانياتهم المادية تساعدهم على صنع هذه الأفلام بحيث تبهر المشاهد،
أما إذا قدمنا نحن هذه الموضوعات فلن يصدقنا الجمهور بل وسيسخر منا
بالتأكيد! لذا فإننا نقدم تجربة الخيال العلمي في حدود ظروفنا وواقعنا، فهي
قصة عالم عربي خياله يسبق عصره ويؤمن بنظريات مستحدثة وان كان لها أصولها
في الحضارة المصرية القديمة وخاصة فيما يتعلق بالتحنيط والبعث..
وأنا متفائل من استقبال جمهورنا للفيلم رغم ظروفنا الحالية!
·
مرة أخرى تم اختيارك رئيساً للجنة
السينما التابعة للمجلس الأعلى للثقافة والفنون وفي وقت حرج جداً بالنسبة
للسينما المصرية. هل تعتقد أن لجنة السينما قادرة على الخروج بالسينما
المصرية من أزمتها الحالية؟
- اختفت لجنة السينما من الوجود من أكثر من عام، وذلك بسبب كثرة عدد
الأعضاء فكان الوقت يضيع في الكلام ولا نخرج بشيء، خاصة وان كثيراً من
الآراء لم تكن موضوعية أو على مستوى المسؤولية. لهذا كان من الطبيعي وقف
نشاط هذه اللجان وتصفيتها إلى أن أعيد تشكيل لجان المجلس الأعلى للثقافة من
جديد. وراعوا هذه المرة ألا يزيد أعضاء أي لجنة من اللجان عن 12 عضواً.
وبدأنا نشاطنا بقرار اصدار دليل سينمائي واف يتضمن كل الأفلام المنتجة في
السينما المصرية منذ بدايتها، مع أسماء العاملين وملخص كل فيلم. كما وافقنا
على اقتراح بإقامة مهرجان سينمائي سنوي للفيلم المصري تعرض خلاله كل أفلام
الموسم ويتم تقويمها في حينه، ووافقنا أيضاً على توصية بترجمة أمهات الكتب
السينمائية إلى العربية.
ومن بين قرارات اللجنة أيضاً وضع برنامج شامل للمحاضرات والندوات التي
يشترك فيها السينمائيون والنقاد مع تلاميذ وطلاب المدارس والجامعات في
محاولة لرفع ذوق الجمهور المصري من جديد!
أما مشكلة السينما المصرية الراهنة فهذه مسؤولية ضخمة من الصعب أن تتحملها
لجنة السينما وحدها.. لذلك عقد وزير الثقافة مؤتمراً موسعاً ضم حشداً
كبيراً من النقاد والسينمائيين والمنجين وأعضاء نقابة السينمائيين وغرفة
صناعة السينما وانتهى المؤتمر إلى تشكيل لجان عمل سينمائية تتولى دراسة
أوضاع السينما المصرية من مختلف الجوانب الفنية والصناعية والاقتصادية
والرقابية.
وبمجرد انتهاء هذه اللجان من دراسة كل الأوضاع الخاصة بصناعة السينما
سيجتمع المؤتمر الموسع مرة أخرى ويضع الاقتراحات والتوصيات بالحلول وقد وعد
الوزير بتنفيذ كل الاقتراحات التي يخرج بها المؤتمر بمجرد صدورها.
·
أفهم من ذلك أن دوركم في لجنة السينما
قاصر على اصدار الدليل ورفع ذوق الجماهير؟
- لا بالطبع.. فقط نحن نتابع اجتماعات هذه اللجان المنبثقة عن المؤتمر
وننتظر ما سوف تسفر عنه، وفي نفس الوقت نحاول ترشيد الإنتاج السينمائي علنا
بذلك نرتقي بالفيلم المصري..
فمع ايماننا بالسينما التجارية وشرعيتها فإننا نشترط أن تكون نظيفة وأن
ترتفع فوق الاسفاف وبهذا نحاول أن نرفع نسبة الأفلام الجيدة والجادة عما هي
عليه الآن، ونبحث سبل تشجيع المنتجين على تحقيق مستوى فني مقبول..
هذا ما نطمح فيه ونهدف إليه وربنا يوفقنا!