مكتبة سينماتك

 
 

               

 

 

 
 

جديد الكتاب

 
 
 

الحياة كما عشتها

أحداث ومواقف وشخصيات

تأليف:

أمير العمري

إصدار مركز نظر للمعارف والفنون

القاهرة ـ 2024

 

 الحياة كما عشتها

أمير العمري

 
 
 
 
 

عن الكتاب

     
     
 

رحلة البحث عن معنى

محمود عبد الشكور

 
     
 

أعرف الناقد الكبير أمير العمرى منذ أكثر من 22 عامًا، التقينا وقت عودته الثانية إلى مصر، عندما انتخب رئيسًا لجمعية نقاد السينما المصريين، وبدأ نشاطًا مميزا للجمعية فى عروض الأفلام، وفى إصدار الكتب، وفى ظهور مجلة «السينما الجديدة» التى نشرتُ فيها مقالات كثيرة. منذ تلك السنوات البعيدة، توطدت علاقتى به، وتناقشنا واتفقنا واختلفنا، ولكنه ظل طوال الوقت واضحًا وصريحًا، لا يرتدى أقنعة، ولا يتردد فى الدفاع عما يؤمن بأنه الصواب.

ظننتُ أننى أعرف كل شىء عن حياته العامة والخاصة، ولكن كتابه الجديد «الحياة كما عشتها» الصادر عن دار نظر، أضاف إلى الكثير من الحكايات والأحداث والمواقف، ورأيت فيه ما يتجاوز فكرة «السيرة الذاتية»، إلى آفاق الشهادة على عصور وشخصيات مهمة، كتب عنها بطريقة سردية مشوقة، وبلغة فصيحة سلسة، تُعنى بالصورة والحركة والتفاصيل، وترسم أحيانًا لوحات فكاهية مرحة، وتنتقل ببراعة بين الأزمنة، وتجمع بين ترتيب الرحلة من الأقدم إلى الأحدث، والقفزات الزمنية الحرة داخل كل فصل، تتبعا لمسار شخصية أو فكرة أو ظاهرة.

وكأن خبرة العمرى كناقد يشاهد الأفلام، ويكتب عنها، قد تحولت هنا إلى فيلم طويل مكتوب، حافل بمفاجآت وأحداث عامة وخاصة، وكأنه يكتشف نفسه كحكاء يكتب بنفس طويل، بعد أن عرفنا عنه مهارة الحكى الشفاه»، وصولًا بالحكايات إلى تخوم الكاريكاتير الساخر.

السردية هذه المرة تمتزج فيها المتاعب بالمغامرة بتغيير المهنة والنشاط، وبالتحول من الطب إلى الصحافة والكتابة النقدية السينمائية والثقافية، وعبر نحو 400 صفحة نتابع رحلة ثرية حقًّا، بدأت بالميلاد قبل فترة وجيزة من نهاية الحقبة الملكية، وغالبًا، كما يقول، فإن والده، مهندس المساحة ودارس القانون، أطلق عليه اسم أمير ارتباطا بمولد الأمير أحمد فؤاد ابن الملك فاروق، بينما سيتشكل العمرى فى سنوات ما بعد 1952 بكل تحولاتها الضخمة:

سيتعلم فى مدارس عامة كانت أقرب إلى معاهد علمية ورياضية وفنية متكاملة، وسيشاهد الأفلام فى مدن كالمنصورة وطنطا ودمياط حيث درس وتعلّم، وسيرى العالم من خلال شاشة التليفزيون، الذى دخل إلى مصر فى العام 1960، وستصدمه هزيمة 1967، بعد أن كان مؤيدًا للتجربة الناصرية، ومجادلًا لا يلين لوالده الوفدى العتيد.

كل ما هو ذاتى فى هذه الحكايات تصبح له دلالة عامة على حياة الطبقة الوسطى، التى ترفع من شأن التعليم والشهادة، ورغم رغبة الابن فى دراسة السينما، إلا أن مصير خريجى المعهد لم يكن مبشرا، ولا يمكن مقارنته بدراسة الطب فى جامعة عين شمس، التى كانت وقتها تشهد لحظات سياسية وثقافية كبرى، أتاحت للعمرى أن يؤسس ناديا شهيرا للسينما، وأن يكوّن مكتبة خاصة بالكليّة، وأن يقيم ندوات لشخصيات هامة عبر نشاط اللجنة الثقافية، وأن يكون شاهدا على اعتصامات ومظاهرات ما قبل حرب أكتوبر.

التجربة الخاصة بسنة الامتياز، واللوحات الواقعية والغرائبية للعمل فى الوحدات الصحية فى أسيوط، وكثير منها يمكن أن يتحوّل إلى أعمال درامية مشوقة، والكتابات السينمائية النقدية الأولى، واكتشاف الحياة الثقافية والصحفية من خلال أسماء كبيرة مثل عبدالفتاح الجمل، وصلاح عيسى، وفاروق عبد القادر، كل ذلك أيضا له دلالات عامة على فترة تحولات سياسية واجتماعية ضخمة، وعلى حياة تصطخب بالجدل والصراع الأيديولوجى، كما أن له دلالة على ظروف المجتمع الصعيدى المعلّق بين تراث قديم، وحداثة وافدة.

يستمر هذا المزيج بين الخاص والعام بصورة تلقائية، سواء فى سنوات عمل العمرى فى الجزائر، فنرى امتداد صراع الأفكار إلى سنوات الثمانينيات، أو فى مرحلة الانتقال للعمل فى الصحافة فى لندن، وهى فترة غريبة ظهرت فيها الصحافة العربية المهاجرة، بكل تعقيداتها، وفى فترة صعود التاتشرية اليمينية، وشهادة العمرى هنا لا غنى عنها لمن يدرس صحافة العرب فى أوروبا.

طوال الوقت كانت السينما حاضرة، بل هى الغاية والهدف، حتى حسم العمرى الصراع، وترك الطب نهائيا، وانطلق إلى تغطية المهرجانات والكتابة عنها، واستعادة تاريخ السينما عبر مشاهدة الأفلام الكلاسيكية، بل والانخراط فى دورات مكثفة منهجية لتحليل الأفلام، بل إنه فكّر فى استكمال دراسة السينما، بالالتحاق بمعهد موسكو الشهير، وفى الكتاب قصة هذا الحلم الذى لم يتحقق مع المخرج مجدى أحمد على، أثناء وجودهما معا للعمل فى الجزائر.

صار العمرى صحفيا وناقدا محترفا، وشارك فى تجارب هامة للغاية سواء بالكتابة فى صحف مثل «العرب» و«القدس»، أو بالعمل كمنتج ومدير نشرة أخبار فى تليفزيون بى بى سى العربى، وفى قنوات الجزيرة وأبو ظبى، وأجواء وكواليس هذه الوسائل الإعلامية مكتوبة أيضا بحس درامى مدهش، وفيها الكثير من الأزمات والمشكلات والحكايات الطريفة والساخرة.

فى نفس الوقت، لم ينقطع العمرى عن مصر، سواء بزيارات أو بإقامات لم تطل، أو بمحاولات المشاركة فى أنشطة ثقافية وسينمائية، فأدار مرتين مهرجان الإسماعيلية للسينما التسجيلية، وكانتا دورتين مميزتين للغاية، وانتُخب رئيسا لجميعة نقاد السينما، بعد وفاة صديقه الناقد الكبير الراحل فتحى فرج، وكان العمرى رئيسا لمهرجان القاهرة السينمائى فى فترة تغيّرات سياسية عاصفة، ولفترة لم تكتمل، وفى كل الأحوال، فإن الأجواء لم تكن مواتية، ولم يكن ممكنا لناقد مستقل أن يتواءم مع إجراءات بيروقراطية تليدة، ولعل سقف الطموح أيضا كان أعلى بكثير من واقع الإمكانيات والصراعات الفردية الصغيرة.

يضع العمرى للرحلة كلها عنوانا هو محاولة البحث عن معنى لحياته، ولما يقوم به، وربما يمكن أن نضيف إلى ذلك فكرة الشغف بالثقافة وبالسينما، والطاقة الهائلة للتمرد، والرغبة فى الانفتاح على العالم، والاتساق مع الذات، والرغبة العارمة فى الاستقلال عن كل المؤسسات، التماسا لحرية أكبر فى القول والفعل. ويبقى المعنى الأهم - فى رأيى - فى نظرته إلى النقد كأسلوب للحياة، وللإضافة إلى الثقافة الإنسانية، وليس كمجرد مهنة أو وظيفة.

شكرًا أمير العمرى على شهادتك المهمة والقيّمة.

 
     
 

* نقلاً عن الشروق المصرية، بتاريخ 11.01.2025

 
     
     
     
 
 
 
     
     
 

“الحياة كما عشتها”: أمير العمري يروي سيرة حياته ويستعيد ذكرياته

عين على السينما/ كتب سينمائية

 
     
 

في كتابه الجديد “الحياة كما عشتها” وهو الكتاب رقم 36 في سلسلة كتبه التي بدأت تظهر منذ عام 1993، الذي صدر مؤخرا عن مركز نظر للمعارف والفنون، يروي الكاتب والناقد السينمائي أمير العمري، الكثير من القصص التي ترتبط بذاكرته، من خلال سيرته الذاتية التي يسجلها في هذا الكتاب الذي يقع في 408 صفحات، مع ملحق للصور.

يضم الكتاب في فصوله الثلاثة الأولى سردا شيقا لطفولة المؤلف، وتأثير تلك الفترة وعلاقته بأسرته، وتأثير المناخ المتحرر الذي نشأ فيه على شخصيته، ويرسم صورة لما كان موجودا حوله في ذلك الوقت من الخمسينيات، ثم ينتقل الى سنوات الجامعة التي يعتبرها سنوات الوعي الحقيقي، ثم سنوات ممارسة النقد السينمائي في البداية منذ أن كان طالبا.

العنوان الفرعي للكتاب هو “أحداث ومواقف وشخصيات، لكون المؤلف يتوقف أمام الكثير من الأحداث العامة التي تأثر بها، وكذلك يسجل المواقف التي اتخذها وربما يكون قد دفع ثمنا باهظا لها، ويروي تجربته في العمل كطبيب داخل مصر، في الصعيد المصري والقاهرة، ثم سفره للعمل كطبيب في الجزائر في أوائل الثمانينيات، ويتوقف أمام الكثير من الأحداث والمواقف التي تركت تأثيرها عليه، ويروي قصصا مثيرة عن المتاعب التي واجهها خلال ممارسته مهنة الطب، قبل أن يتوقف أمام قراره الكبير بترك المهنة والذهاب الى لندن لخوض غمار تجربة جديدة.

ومن أكثر الفصول أهمية الفصل الذي يتوقف فيه عند تجربته في نوادي السينما المصرية وسفره لتقديم الأفلام في مدن الصعيد المصري والوجه البحري، حيث التقي بشخصيات سيبرز دورها فيما بعد، كما أنه يتوقف طويلا أمام عدد من الشخصيات من الذين عاصرهم من النقاد من أمثال سامي السلاموني ومصطفى درويش وسمير فريد وعلي أبو شادي، ومخرجين مثل محمد القليوبي ومجدي أحمد علي. والحقيقة أن الكتاب يتناول الكثير عن عشرات الشخصيات المصرية والعربية والأجنبية التي قابلها المؤلف واحتك بها أو كانت له معها بعض التجارب سواء في العمل أو في الحياة، في مصر أو خارجها. منها شخصيات غادرت الحياة ولكن الكثير منها لايزال يعيش بيننا. ويتميز هذا الجزء من الكتاب بالجرأة في سرد الوقائع والمواقف التي يوثق الكثير منها.

ينتقل المؤلف بعد ذلك إلى سنوات لندن الأولى وهي فترة صاخبة، عاشها بكل عنفوانها، والتحق بالعمل في الصحافة، وانتقل من الصحافة المكتوبة الى التليفزيون، ومن أهم تجاربه في الصحافة تجربته في صحيفة القدس العربي منذ تأسيسها تقريبا في 1989 حتى منتصف 1994 حينما التحق بالعمل في مؤسسة بي بي سي البريطانية في التجربة التليفزيونية الأولى التي انطلقت بشراكة بين شركة أوربت السعودية والبي بي سي وانتهت الى التوقف بعد اقل قليلا من عامين.

يتوقف العمري خلال سرده أمام الكثير من الشخصيات التي عرفها ومعظمها من الشخصيات العامة التي يروي عنها الكثير من الأمور التي لا يعرفها القاريء عنها، ومنها أيضا شخصيات تراجيدية، بدأت بدايات حالمة كبيرة وانتهت نهايات مؤلمة.

يتكون الكتب من مقدمة و20 فصلا وخاتمة، ومن أهم الفصول التي يتضمنها الكتاب الفصل 19 الذي يروي فيه الملابسات التي أحاطت باختياره رئيسا لمهرجان القاهرة السينمائي لدورة لم تتم، وما تعرض له من هجوم وجدل. لكنه سيتوقف قبل ذلك أمام تجربته في إدارة دورتين من دورات مهرجان الإسماعيلية السينمائي في ظروف صهبة للغاية.

 
     
 

* نقلاً عن موقع "عين على السينما"، بتاريخ 16.12.2024

 
     
     
     
     
 
 
 
 

من مقدمة كتاب "الحياة كما عشتها"......

 
     
 

(وقد وجدت، بعد أن شرعت في تدوين هذه المذكرات والذكريات، أن من الصعوبة بمكان، أن أحافظ على استقامة السرد التاريخي للأحداث، من الميلاد إلى الشيخوخة، مرورا بفترات الشباب والنضج، من خلال المنهج الزمني وحده، بل وجدت من الأفضل كثيرا أن أتبع أسلوب السينما الحديثة، أو السرد المتعرج بعض الشيء، الذي يمكن أن ينتقل من لحظة ما في الماضي، ليقفز منها إلى المستقبل، مسلطا مزيدا من الأضواء على الشخصية أو الحدث في جذوره وتداعياته وامتداداته، وهو أسلوب أرى أنه يحافظ على تماسك الأفكار التي تنبع من بين ثنايا القصص الشخصية الكثيرة التي أرويها في هذا الكتاب.

وعلى الرغم من الطابع "الذاتي" الحتمي في مثل هذا النوع من الكتابة، إلا أنني حاولت أيضا أن أستخدم الرواية الذاتية لكي أسلط الضوء على الظرف التاريخي أو السياسي الذي أحاط بكثير من المواقف والأحداث، بحيث يشعر القاريء أيضا بالظرف الموضوعي العام الذي أنتجها. ولم يكن هناك بالتالي مفر من العودة إلى بعض الأحداث الكبيرة التي عاصرتها، سواء في الداخل، أي في مصر العزيزة، أو في الخارج خلال رحلة الاغتراب والبحث عن معنى لحياتي المستمرة إلى أن يقضي الله قدره المحتوم).

 

كتابي الذي أروي فيه سيرتي الذاتية وذكرياتي عن بلاد وتجارب وشخصيات كثيرة عشتها وعايشتها.... وسيتوفر خلال أيام في المكتبات.. يتكون الكتاب من 20 فصلا، ويقع في 408 صفحات من مقاس 17 في 24 سم، مع ملحق صور ووثائق،

وصادر عن مركز نظر للمعارف والفنون- القاهرة. وسيوجد في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025.

أمير العمري

 

 
     
  * نقلاً عن صفحة الكاتب على الـ FaceBook ، بتاريخ 13.12.2024  
     
     
 

سينماتك في

 
 

14.12.2024

 
     
     
     
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004