ألا
تتواجد السينما العربية في مسابقة مهرجان كان، او في أي من تظاهراتها
الأساسية، فان هذا ليس الخبر. لقد اعتدنا أن نلحظ غيابها. الخبر هو أن
المسؤولين عن الثقافة في العالم العربي لا يعرفون ثمار هذا الغياب، ولا
تداعياته او نتائجه.
اذا كانوا
يجهلون فتلك مصيبة واذا كانوا لا يجهلون بل يتعمّدون التجاهل فالمصيبة
أعظم. وفي اعتقادي أنهم حتى يتعمّدوا التجاهل فان عليهم أن يكونوا في
الأساس على ضرب من الذكاء، وبما أن غياب السينما العربية هو ضرب من اللا-
ذكاء.. فسّرها بنفسك.
عرض فيلم
عربي واحد (لا يهم من أين أتى) من شأنه، لو وقع، أن يوفر ما يلي:
1)
التأكيد على أننا ننتمي الى هذا العالم المفكّر والمتفنن والباذل والمهتم
بالثقافة المصوّرة وبفن التعبير.
2)
الاسهام في تغيير الصورة التي باتت مرتسمة حولنا أكثر مما هي غائبة: مجتمع
متجمّد بقوانيه وأخلاقياته ومبادئه، وتغييرها لا يعني أننا لسنا محافظين
على قوانينا ومبادئنا وأخلاقياتنا، بل يعني أننا قادرون على تفسيرها ودعوة
العالم للنظر فيها- على الأقل.
3)
اشتراكنا بفيلم يعني أننا نعكس صورة حيّة للمجتمع العربي. صورة ايجابية
لأنها صادقة وصورة حيّة لأننا منحنا الفنّان الرعاية التي يحتاجها واهتممنا
به وشاركنا في وصوله الى المحفل العالمي.
4)
اشتراكنا رسالة للاعلام الغربي بأنه لا يستطيع التعميم، ورسالة الى
المناوئين لنا بأنهم خسروا الرهان على أننا لا نقرأ ولا نرى ولا ننتج. ثم
هو حالة احراج لأولئك الذين يبنون صرح بغضائهم على رهان أنه لا وجود لثقافة
عربية عصرية.
5) لأن
اشتراكنا هو نجاح. والنجاح عدو للفشل وعدو للفقر، في شتّى صوره حتى
المادية، ولأنه مطلب المجتمع الصحيح.
هل يجب
أن أضيف؟ كل سبب مما ذكرت يكفي لحديث طويل. وهذا اذا ما اشتركنا بفيلم
واحد. تصوّر فقط، لو أننا كنا قادرين على الاشتراك بثلاثة او أربعة أو
خمسة. اثنان في المسابقة وواحد في قسم أسبوع النقاد وآخر او اثنين في “نظرة
ما”.
نعم. هو
جهل واذا كان تجاهلاً فالمصيبة أعظم.
سينماتك
في 18 مايو 2007