(الجميع يعرف أهمية الاعلام، وقوة تأثيره بشتي صوره
المرئية، المسموعة، والمقروءة، والجميع يعلم مكانة
السينما، والأفلام بين وسائل الاعلام المختلفة، فقد
أصبحت ذات تأثير كبير(ايجابي، وسلبي) علي مختلف
المستويات، من السياسة، الي المجتمع، الي الفرد.. تعرض
وجهات النظر، وتنتقدُ السلوك، وتؤثر علي الأذواق،
والميول، والمشاعر، ويُستفاد منها في تلمس المستقبل
العلمي، والاجتماعي، فضلاً عن كونها وسيلةً كبري من
وسائل الترفيه، أثبتت جدواها في كل مكان.
واذ تعتبر السينما الأمريكية الأكثر شهرةً، وذيوعاً،
وانتشاراً، ولأن عالم السينما واسعٌ، يحتوي علي الجيد،
والرديء، وعشاق هذا النوع من الفن في ازدياد، وانتاج
السينما يزدهر يوماً بعد يوم، وعاماً بعد عام.
لهذه الأسباب مجتمعةً، أُنشئ هذا الموقع كي يكون حلقة
وصل بين السينما، وعشاقها من العرب، يصلهم بأخبارها،
وجديدها، ويُطلعهم علي ما يحبون من معلومات حولها،
ويُرشدهم الي الجيد مما يستحق المُشاهدة، متضمناً
لآراء كبار النقاد، بعيداً عن تلك الأفلام التي يضيع
فيها الوقت، والمال......) ـ عن سينماك (بتصرف) ـ .
بقراءة الأخبار التي تتصدر الصحفحة الأولي لـ(سينماك)،
ينخدعُ القارئ (المُتصفح) بهوية الموقع، ويظن بأنه
يلاحقُ مُستجدات السينما في (بريطانيا، أو الولايات
المُتحدة)، وسُرعان ما يكتشف (سعودية) الموقع،
والمُشرفين عليه.
فقد تملكتني حالة من التشويش، عندما قرأتُ عن الأفلام
المعروضة في الأسواق(حالياً)، وسألتُ نفسي : أي أسواق
هذه، ولدي معلومات أكيدة عن غياب صالات العروض
السينمائية من كل المدن السعودية، بسبب تحريمها
دينياً، ونبذها أخلاقياً، هل يقصدُ الموقع بلداً آخر
غير السعودية، ويقدم ما يُعرض في صالاتها ؟
وبقراءة الزوايا، واحدةً بعد الأخري، وخاصةً(نظرة
أولي)، تذكرتُ سريعاً بأن (الأفلام) ليست غائبة عن
الجمهور السعودي، وهي تصله بعد شهور من عروضها
التجارية الأولي في العالم، و(ربما) قبل ذلك عن طريق
تجارة الأقراص المُدمجة، المشروعة، أو المُقرصنة، أو
المنسوخة من شبكة الأنترنيت.
وقد فهمت بأنها تلك الأفلام التي تباعُ في محلات
الفيديو، ولكن،هل توجد فعلاً هذه المتاجر؟ وما هو موقف
السلطة السياسية، والدينية منها ؟ .
وتذكرتُ أيضاً، بأن البيوت السعودية تحتوي علي أحدث
أجهزة الفرجة المنزلية، وأنا الذي كنت أعتقدُ، وما
أزالُ، بأن المشاهدة الحقيقية لا تتحقق الا في صالات
السينما .
حسناً،...من المنطقي بأن لا يتأتي تحريم الصالات،
لمداخلها، وقاعاتها، وكراسيها، ..فقط، ولكن، بالأحري،
لأنها أماكن لعرض الصور المُتحركة، اذاً، الأفلام هي
المُحرمة، وليست المباني .
ومن الطبيعي بأن تقودني هذه البديهية الي الاستفسار عن
منطق تحريم عرضها في صالات خاصة، يمكن التحكم فيما
تقدم، والتساهل مع التلفزيون بقنواته الأرضية،
والفضائية، وأكثر من ذلك، مع الأجهزة المنزلية، والتي
بواسطتها تمكن مشاهدة أفلام يصعب التحكم بطبيعتها،
ونوعيتها، وربما تتفوق بجرأتها(أقصد اباحيتها) علي
ماهو ممنوعٌ في الدول الغربية ـ الأكثر انفتاحاً،
وتحرراً ـ لمن هم تحت سن الثامنة عشرة .
وعلي أي حال، لا أنتظر اليوم، أو غداً، اجابةً عن
تساؤلاتي، طالما أن المجتمع السعودي أوجد لنفسه بدائل
مُرضية، ليكون علي اتصال دائم، ومباشر مع المشهد
السينمائي العالمي، وخاصةً (السينما الأمريكية) الأكثر
جماهيريةً، بعد السينما المصرية، والهندية(ربما)، مع
أن(سينماك) تخير استبعادهما من أولوية اهتماماته.
دعونا اذاَ نتفق بأن الموقع يهتم بالسينما
الأمريكية،لأن المتفرج السعودي، والخليجي يفضلها عن
باقي السينمات، وفي هذه الحالة، يصبح الشعار الذي
رفعه(السينما العالمية برؤية عربية)، ويتصدر صفحته
الأولي، لا معني له، وبمتابعة الصفحات المُتتالية،
يتضح بأن المشرفين عليه لا تنقصهم الجدية عندما يقفون
تحريرياً ضد (السينما المُبتذلة) التي يضيع فيها
الوقت، والمال، ولكن، ليس بالنوايا الحسنة ـ ولا
بالسينما الأمريكية وحدها ـ يتطور الذوق السينمائي،
والمعرفي للمتفرج ـ أياً كان ـ، والاهتمام بالسينما
الأمريكية سوف يفرض عليه ذائقةً مضمونيةً، وشكليةً
واحدة، وتجعله لا يستسيغ سينمات أخري، السينما
الايرانية، أو الكورية مثلاً، ..أو تحمل السينما
الفرنسية،..
وسوف يساهم، وربما حدث ذلك منذ وقت بعيد، بتنميط ذوق
المتفرج السعودي، وتُأكيد قناعاته بأن السينما
الأمريكية هي الأفضل، وتُبعده هذه الفكرة عن
ضرورة(تعددية) مشاهدة سينمات العالم، بكل زخمها،
وتنوعها، وألوانها،..
ان ترويج فكرة السينما الأفضل،هي بالذات، ما تطمحُ،
وتسعي اليه السلطة السياسية، والعسكرية للولايات
المتحدة، والتي دخلت بواسطتها بيوتنا منذ زمن طويل،
قبل أن تطأ أقدام عسكري واحد أراضينا، ومهدت الكثير من
أفلامها لثقافة الخوف، والتخويف، وأوجدت حالةً من
(التطبيع) مع العنف، والقتل، والكوارث الطبيعية،
والبشرية، وأكدت علي مقولة مقدسة، بأن البطل الأمريكي
هو مُخلص البشرية من عذاباتها.
وكي لا يصبح (سينماك) موقعاً متخصصاً بالسينما
الأمريكية فقط، ويُروج لها مجاناً، فان تحقيق الشعار
الذي رفعه لنفسه، يتطلب ضرورة الانفتاح علي كل
السينمات، وحقيقة أن المتفرج السعودي يعشق السينما
الأمريكية، ويفضلها عن غيرها، لا تعفي المشرفين من
مسؤولية اثارة فضوله، وحثه علي مشاهدة أفلام من بلدان
أخري، والسعي للحصول عليها، كما يفعل تماماً مع
الأفلام الأمريكية.
جولةٌ في الموقع
يتوزع موقع (سينماك) علي عدة زوايا: آخر الأخبار، نظرة
أولي، مراجعات، مقالات، شخصيات، المُنتدي، حصاد
الموسم، تغطيات، جديد الأفلام والـDVD
. تنقل زاوية (أخبار) من مواقع أجنبية، وتقدم ترجمةً
لمُستجدات السينما الأمريكية، ويُحسب للمُشرفين
احتفاظهم بالأسماء الأصلية للأفلام، كي لا يضيع القارئ
بين ترجماتها المختلفة، من بلد لآخر.
أخبارٌ قليلةُ جداً عن (السينما العربية)، أكثر ما لفت
انتباهي منها، هذا الخبر:
(في برنامج (سين جيم) الذي تبثه اذاعة الكويت، قدم
المذيع (عبد العزيز الحداد)، وباشراف المخرج (محمد
الغانم) معلومات عن المخرجة السعودية (هيفاء المنصور)،
مُعتمداً حرفياً علي لقاء أجراه (سينماك) معها، ونحن
يُشرفنا، ويُسعدنا هذا الاقتباس، ولكن، تمنينا أن
يُذكر الموقع كمرجع، أو مصدر لتلك المعلومات.
كما يرجو (سينماك) من جميع الصحف، والمجلات التي تعتمد
علي ما يُنشر فيه أحيانا من مواد، بأن يتم حفظ حق
(سينماك) الفكري، بذكره كمصدر.
بالتأكيد، مايطلبه المشرفون علي الموقع، هو من أبسط
بديهيات حقوق المُلكية الفكرية، لكننا، وفي نفس
(الزاوية)، نجد بأن 95 بالمئة من الأخبار المنشورة
فيها مترجمة عن مواقع أجنبية، وموقعة بأسماء مُستعارة
(تقليدٌ متعارفٌ عليه في المواقع الخليجية، لا أعرف
أسبابه).
ومن خلال ذلك الخبر المُوجز، فهمتُ أيضاً، بأن (ظاهرة
النقل، والانتحال، والسرقة) منتشرةٌ في كل الوسائط
الاعلامية العربية، وبدون رادع، أو خجل ـ ولي عودةٌ
الي هذا الموضوع ـ .
في زاوية (نظرة أولي)، يقدم الموقع قائمةً شهريةً
بالأفلام الجديدة التي تُعرض في الأسواق حالياً، مع
تاريخ عرضها، ولكن، أين ؟، هل يتحدث الموقع عن الأفلام
المعروضة في بلد آخر غير السعودية ؟
وبالدخول الي كل فيلم، يقدم الموقع بطاقته التقنية،
والفنية، وملخصاً موجزاً لأحداثه، وهي أيضاً معلومات
مترجمة عن موقع
IMDB.
في زاوية (مُراجعات)، يبدأ الموقع باكتساب أهميته،
وفيه نقرأ كتابات مكثفة عن عشرات الأفلام الأمريكية
(مرتبةً وفق الأبجدية اللاتينية)، ومنها فيلمُ واحدُ
فقط (أحلام المنفي) لمخرجته (مي المصري)، ربما ضل
طريقه، وهي من كتابة: يزن الأشقر، مهند الجندي،...
وأسماء كثيرة مستعارة !، وتتأرجح بين الانطباعات
الشخصية، الاقتباس، والترجمة...
وفي زاوية (مقالات)، تبدأ أهمية الموقع بالازدياد، ولا
تقتــصر موضوعاتهــــا علي السينما الأمريكية، ولكن،
تتخــــطاها، لتصل الي السينما الأوروبية، وحتي
الايرانيـة، مروراً بشرح مصطلحات سينمـــائية تقنية
الي العربية، والعودة الي ايزنشنين الرائد السينمائي
الذي أنهكته السياسة، وحينما نطقت السينما، واستيقظ
الحوار، ... وصولاً الي السينما الرقمية.
وتتوزع مقالات هذه (الزاوية) في عمودين، الأول يضم تلك
التي كُتبت خصيصاً للموقع، والمُنتدي، والثاني قائمة
بتلك المنشورة في الصحف، والمجلات، وخاصةً صحيفة(الشرق
الأوسط)، مقالات، ودراسات لـ(فهد الأسطاء، حازم
الجريان، حسام الحلوة، محمد الظاهري).
ولمن يحب قراءة نبذة شخصية عن حياة، ومسيرة الشخصيات
الفنية، سوف يجد ضالته في زاوية (شخصيات)، ومن بين
عشرات، معظمها أمريكي، يجد القارئ نبذةً عن الممثل
السوري أندريه سكاف، والفنانة الراحلة (سعاد حسني)،
..فقط .
وفي (حصاد الموسم) تغطيات لمهرجانات كان، فينيسيا،
تورنتو، وصندانس، نُشرت سابقاً في صحيفة الشرق الأوسط
بقلم محمد الظاهري، وللأسف، يمكن العودة الي الصحيفة،
بدون العثور علي المقالات المُعلن عنها، وهي مشكلةٌ
تقنيةٌ ربما تكون في طريقها للحل.
وفي مكان آخر، قوائم بالجوائز التي تمنحها جمعيات
النقاد في الولايات الأمريكية المختلفة، ونقابة
الممثلين، والمحررين السينمائيين، والمصورين، وأيضاً
جوائز السيزار، الأكاديمية البريطانية، الأوسكار،
والغولدن غلوب. وفي زاوية(جديد الأفلام) تقدم قائمة(مع
البطاقة التقنية) للأفلام المُتوفرة في الأسواق
السعودية علي أشرطة
VHS،
أو
DVD.
ومع هذا العدد الضخم من الأفلام، وما لم تُحصيه
القائمة، وماهو قابلٌ للقرصنة، فقد أصبح من العبث
التفكير بأن المتفرج السعودي يفتقدُ مشاهدة الأفلام،
ولكن، باشارة الموقع الي اهتمامه الواضح بالسينما
الأمريكية، فان الثقافة السينمائية الأمريكية تُسيطر
تماماً علي عقول، وأذواق المتفرج السعودي، والأخبار،
وحتي المقالات، والدراسات، والتعريف بالممثلين،
والمخرجين، يوضح بأن القائمين علي موقع (سينماك)،
باهتمامهم، وملاحقتهم، وشغفهم بالسينما الأمريكية، هم
أكثر تخصصاً من نقاد سينمائيين يكتبون في الصحافة
العربية، اذا استثنيا منهم اللبناني محمد رضا، والذي
يُعتبر مشاهداً مواظباً للسينما الأمريكية (وكل
السينمات)، وأرشيفاًُ معلوماتياً متنقلاً عنها.
وفي قراءتي هذه لموقع (سينماك)، فقد تخيرت تأجيل
الحديث عن (مُنتداه)، علي أن يكون لـ(مُنتديات المواقع
السينمائية العربية) موضوعاً مستقلاً، لأنها في مجملها
تكشف عن جمهور السينما(الافتراضي)، وعلاقته مع الثقافة
السينمائية التي تمنحها له، والتي أصبحت ـ أحيانـاً ـ
وسيطاً بين القارئ، والصحف، والمجلات المطبوعة، وفي
نفس الوقت، عوضته عن المجلات السينمائية المُتخصصة
التي بدأت تختفي يوماً بعد يوم، ولم يبقَ منها الا بعض
العناوين.
موقع (سينماك)، وعلي الرغم من سيطرة السينما الأمريكية
علي معظم (زواياه)، لشغف المُشرفين، واقتصار مشاهداتهم
علي ما هو متوفر في الأسواق السعودية من أفلام، يبقي
موقعاً مهماً، يُضاف الي قائمة المواقع العربية
السينمائية، انه علي الأقل، يُحرض المتفرج علي مشاهدة
الأفلام، ويثير فضوله المعرفي، ويجعل من المُشاهدة
السينمائية نشاطاً انسانياً، ويُزيح عنها فكرة
التحريم، ويُخلصها من قيود الأفكار المُسبقة،
والمُكتسبة.
ولكن، مهما كانت العادات، والتقاليد، والتفسيرات
الدينية صارمة في حق السينما، ومشاهدتها، فانها لم،
ولن تستطع الوقوف في وجه التطورات التقنية الجديدة.
وأن يشاهد المتفرج السعودي أفلاماً أمريكية، هندية،
ومصرية.. والقليل من السينمات الأخري، وأن يتصفح
موقعاً مثل (سينماك) القادر علي الانفتاح نحو آفاق
سينمائية متعددة... أفضل بكثير من غياب السينما عنه.
وهذا ما تؤكده كلمات احدي المُتابعات للموقع:
(هل أنا الوحيدة التي شعرتُ بتغير كبير بعد دخولي لهذا
العالم منتدي سينماك ، وهو ما كنت أبحث عنه منذ فترة
طويلة، والتغير الذي أتكلم عنه هنا، يتعلق بمشاهداتي
للأفلام، فقبل دخولي للموقع، كنت أحرص علي مشاهدة كل
جديد فقط، ولا أبحث عن غيره أبداً، وأشاهد المُتوفر
منه، لم أكن أتخيل لوهلة، بأنني سوف أشاهد أفلاماً
صُنعت جتي قبل ولادتي..!!
بعد دخولي، وتسجيلي في هذا المنتدي منذ بضعة أشهر،
انقلبتُ رأساً علي عقب، فأصبحت أبحث عن أفلام لم يكن
يخطر في بالي مشاهدتها، ولم يعد يهمني قديمة، أم
جديدة، ولا سنة الانتاج، لدرجة أني أعاود مشاهدة بعض
الأفلام، لأكتشفها بنظرة أخري غير نظرتي السابقة،
وصرتُ أبحث عن تحف سينمائية خالدة، وأشاهدها بمتعة
أكثر، وبتذوق أكبر، أصبحت أركز علي السيناريو،
الاخراج، الموسيقي.
موقع سينماك:
http://www.cinemac.net
هامش:
رسالةٌ شخصية من المهندس(عبد الله العيّاف) ـ مدير
موقع سينماك ـ إلى (صلاح سرميني) بتاريخ 9 يوليو 2005.
ملحق:
رسالة من المهندس "عبدالله العياف" مدير موقع
"سينماك".. تجدها في الأسفل. |