الحلقات السابقة تقودنا لإعتبار أن الشكل التقني
الأوّل لسينما ما قبل السينما (اي لفن الظلال) انبثق عن فكرة المصباح
السحري....
أليس المصباح السحري إبتكاراً عربياً؟ أقصد ألم يكن عربياً الذي ابتدع أوّل
مصباح سحري؟
قرأت ذلك منشوراً
قبل سنوات طويلة في
كتاب او في مجلة ما عدت أذكر،
لكني حينها لم أكن معنياً
كاليوم بتاريخ السينما لذلك
-وللأسف
الشديد-
لم أحفظ
ما قرأت.
تراه من يكون ذلك المبدع العربي
الذي ابتكر أول فانوس سحري؟
ليس لي سوى الزميل إبراهيم العريس،
إذ كان يكتب، حتى وقت قريب، زاوية بعنوان »ألف وجه لألف عام« لابد تابعها
من مصادر عديدة وأحد هذه المصادر ذكرت الإسم المنشود.
وبالفعل جاء بالمعلومة: «إنه إبن الهيثم وهناك متحف له في فرانكفورت»، قال
الزميل واثقاً.
إبن الهيثم عاش في
القرن الهجري الرابع (الحادي عشر ميلادياً) وربما كان يلعب او
يفكّر حين أبتكر الفانوس السحري...
ذلك الفانوس الذي يحوي ضوءاً من داخله تمرر حوله صوراً من نوافذ صغيرة
فتبدو تلك الصور ظلالات متحركة على الجدار.
بعد محاولات روبرت باركر وفيليب جاك د لوثربورغ
وغيرهما ممن مرّ معنا في الأسبوع الماضي، وبحلول منتصف ثمانينات العقد
التاسع عشر (من
العام 1860 وصاعداً) أصبحت الفوانيس والأجهزة العارضة أكثر تطوّراً
مما كانت عليه في القرن السابع عشر.
خذ
مثلاً ما سُمّي بـ
Prexinscope
الذي كان إختراعاً عارضاً بواسطة المرايا توحي
بأن حركة ما تقع حين تواليها.
وكان هناك
استنباط لشكل فطري من الشرائح الفيلمية.
كل واحد
بحركة ما إذا تتابعت شكّلت حركة متواصلة.
حتى قبل ذلك، نحو 1833، كان هناك ذلك الإختراع الذي أطلق عليه إسم
Phenakistiscope
والذي هو تطوير متقن للفانوس السحري.
شكل هذا الفانوس هو مثل شكل مصباح الضوء قرب سرير النوم هذه الأيام مع
قاعدة من الصور المثبّتة فوق النوافذ وضوءاً في وسطها.
حرّك
القاعدة تحصل على الحركة.
في العام 1866 تم إختراع ما سُمِّي
بـ
Zoetrope
(وهو أيضاً
إسم
الشركة التي أنشأها فرنسيس فورد كوبولا في السبعينات من القرن العشرين)
وهذا كان عبارة عن شريحة من شكل مرسوم (رجل فاغر الفم وجرذ يقفز الى داخل
فمه) تتحرك الشريحة بتحريك اللولب الذي عليه فيبدو الجرذ وقد دخل الفم
فعلاً.
حين كنت طفلاً في مطلع الخمسينات وفي
عيدي الأفطار والأضحى كان هناك تطوّراً
ما للزوتروب.
آلة تشبه المنظار المكبّر تضعها علي عينيك وبعد أن تدفع لصاحبها قرشين او ثلاثة
يدعك تمر بأصبعك على محرّك فيها.
إذ
تفعل تتوالى «السلايدات» (الشرائح) واحدة تلو الأخرى فيبدو الأمر كما لو
كنت تشاهد فيلماً سينمائياً عن كثب.
يا إلهي...
كيف يستخف معظم الناس بهذا الفن الجميل؟
❊
في الأسبوع المقبل ننتقل الى العام 1890 وما بعد.
سينماتك
في 22 سبتمبر 2007