عصام زكريا..
القدرة على الإنتاج فى ظروف صعبة الإنتاج
35
مسلسلا مصريا قمت بإحصائها، تُعرض خلال رمضان. ولم أحص بعد عدد الأعمال
العربية الشامية والخليجية والمغاربية وما بينها. ربما يزيد العدد، أو يقل،
قليلا حسب حسابات المنصات والقنوات وصناع الأعمال، ولكن سيظل يدور حول هذا
الرقم، وهو رقم كبير لا يملك المرء أمامه سوى الانحناء احتراما لهذه القدرة
الهائلة على الإنتاج فى ظروف يصعب خلالها إنتاج أى شىء.
رغم الظروف الاقتصادية والمناخ السياسى الكئيب والمشحون بنذر الكارثة
عالميا وإقليميا، لا يزال صناع المسلسلات المصرية (والعربية) فى وادٍ غير
الوادى الذى نسكنه وعالم غير العالم الذى نعيش فيه.
معظم هذه الأعمال الـ35 من النوع «النوعى»، أى الذى يطلق عليه «جنريك»،
يعنى ينتسب لأنواع فنية ووصفات جاهزة ومسبقة التعليب، والتى يمكن تقسيمها
مبدئيا إلى الفئات التالية، وفقا لأسماء موضوعاتها وأبطالها وجمهورها:
مسلسلات العضلات التى تصور بطولات وأمجاد ذكورها الفحول، من (العتاولة 2)
لـ«أحمد السقا وطارق لطفي» إلى (الغاوى) لـ«أحمد مكى» (الذى قرر هجر
الكوميديا مؤقتا) مرورا بـ(سيد الناس) لـ«عمرو سعد»، (حكيم باشا) لـ«مصطفى
شعبان»، (فهد البطل) لـ«أحمد العوضى»، (الحلانجى) لـ«محمد رجب» و(منتهى
الصلاحية) لـ«محمد فراج».
مسلسلات النساء التى تصور شقاء ودهاء بطلاتها الشابات أو المخضرمات على
رأسهن «غادة عبد الرازق» بـ(شباب امرأة) و«نيللى كريم» بـ(إخواتى) و«ياسمين
عبد العزيز» بـ(وتقابل حبيب) و«روجينا» بـ(حسبة عمرى)، بجانب أعمال لـ«مى
عمر وياسمين صبرى وريهام حجاج وأمينة خليل ووفاء عامر وأيتن عامر وحنان
مطاوع». وبالمناسبة النساء لهن النصيب الأغلب هذا الرمضان، ولعل ذلك يكون
مؤشرا لنرى شيئا مختلفا عن نساء المحروسة غير «الهرى» المعتاد الذى تدور
فيه فلك هذه النوعية من المسلسلات.
وفيما يبدو أن الرجال والنساء المصريين يعيشون فى جزر منعزلة فى هذين
النوعين، هناك أيضا النوع الاجتماعى الكوميدى الذى يلتقى فيه الجنسان
والأبطال الرجال والنساء، والحمد لله، لعل خير من يمثلها هو (عقبال عندكوا)
للزوجين «حسن الرداد وإيمى سمير غانم»، بجانب أعمال منها الجزء الثانى من
(أشغال شقة) التى أصبحت «جدا» والجزء الثالث من (كامل العدد) الذى أصبح
«++»!
تنتمى أعمال رمضان إلى أنواع أخرى مثل الخيالى الممثل فى الجزء الثانى من
(جودر) والصعيدى الذى يطل علينا بالجزء الثانى من (قلع الحجر) وعمل غريب
يكفى اسمه الغريب (ظلم المصطبة) للفت أنظار المشاهدين. وهناك أيضا نوع
الرعب المصرى متمثلا فى الجزء الخامس من (المداح) بجانب عمل غريب الاسم
أيضا هو (أهل الخطايا)(!).
من المبشر أن هناك أعمالا تحمل أسماء أبطال مطلقين لأول مرة مثل «أحمد مالك
وأحمد داود وعصام عمر وأحمد غزى» ما يعنى أن مسلسلات رمضان ستظل قادرة على
التكاثر وتقديم وجوه جديدة باستمرار، نتمنى أيضا أن تواصل تقديمها للكتاب
والمخرجين وللأفكار والأساليب الفنية الجديدة. |