|
نسرين إمام ممثلة مصرية، دخلت الفن بلا واسطة، آراؤها جريئة، واحياناً تثير
زوبعة من الجدل، فهاهي ترى أن سياسة احتكار الفنان تدعمه وتؤمن متطلباته
وليست ضده. حصلت على «أفضل ممثلة صاعدة» في استفتاء برنامج (البيت بيتك)
بناء على اختيار 27 ناقدا. هجرت العمل كمعيدة بالأكاديمية البحرية لتكتب
شهادة ميلادها الفنية في «حنين وحنان»، مع الفنان العالمي عمر الشريف،
وتوقع النقاد أن تصبح نجمة المستقبلبعد نجاح آخر مسلسلاتها . (الحواس
الخمس) اقترب منها وسألها عن بداية مشوارها الفني وحكايتها مع «أدهم
الشرقاوي» وخلافاتها مع دوللي شاهين، وتفاصيل أكثر في الحوار التالي.
·
بعد نجاح «أدهم الشرقاوي» هذا
العام ما الذي جذبك للقيام بدور صفية؟
ـ أنا كنت خائفة في البداية، لأن الفنانة الكبيرة لبنى عبدالعزيز سبقتني في
أداء الدور، وتوقعت أن يقوم الجمهور بوضعي في مقارنة معها، لكن عندما قرأت
السيناريو جذبتني الشخصية منذ قراءة المشهد الأول، لاحتوائها على الكثير من
المشاهد العاطفية التي دخلت قلبي من أول مرة، خصوصاً قصة الحب التي دارت
بين أدهم وصفية، التي ساعدته في محاربة الإنجليز على الرغم من أنها
إنجليزية وتعمل ممرضة في مستشفى القرية التي تربى فيها.
·
وهل كان هناك خلاف مع دوللي
شاهين بسبب أحقيتها في البطولة النسائية أمام محمد رجب؟
ـ لم تكن هناك خلافات مع دوللي كما روج البعض، لأن الكاتب محمد الغيطي أعطى
لكل فنان حقه، ولم يكن هنا أدنى مشكلة مع فريق العمل، ثم إنني بطلة رئيسية
ودوري محوري ولا يتعارض مع أي زميلة أخرى، كما أن دوللي نجمة سينما وأنا
نجمة دراما وكل منا تعرف قدر الأخرى.
·
إذا لم تكن هناك خلافات فلماذا
تقاضي دوللي شاهين الشركة المنتجة بسبب ترتيب الأسماء ومخالفة العقد
المبرم؟
أنا من ناحيتي لا أهتم أبدا بترتيب اسمي في تتر مسلسل «أدهم الشرقاوي»
وإنما أهتم بما أقدمه فقط من عمل جيد ودور مميز يترك أثرا وبصمة واضحة لدى
الجمهور، ويكفيني فخرا أن أول عمل قمت بتقديمه من خلال الشاشة الفضية كان
اسمي فيه ضمن كبار نجوم مصر على تتر «حنان وحنين»، ويكفيني شرفا أن يكون
أول عمل يعود به النجم عمر الشريف إلى التلفزيون بعد غياب سنوات.
طريق النجومية
·
يعتبر دورك في «أدهم الشرقاوي»
من أكبر الأدوار مساحة بين أعمالك فهل هذا بداية طريق النجومية؟
هذه المساحة الكبيرة كانت عبئا عليَّ، حيث حاولت المحافظة على تاريخي الذي
يمتد سنوات عدة، وإضافة شيء جديد من خلال أدهم الشرقاوي، لأنني أحب أن أترك
بصمة ترتفع كل فترة ويرتفع معها رصيدي عند المشاهدين، وأنا أشعر أن هذا
يتحقق يوميا بسبب الدقة في اختيار الأدوار، خصوصاً أنني أسير بخُطى بطيئة
لكنها ثابتة وناجحة وقوية عكس الفنانات اللاتي لا يهمهن سوى مساحة الدور
وكثرة الأعمال، وهذا الأمر من وجهة نظري يحرق الفنان ويجعله يشيخ مبكرا،
لذلك أعتبر أن «أدهم الشرقاوي» نقطة تحول في حياتي.
·
لماذا أقدمت على توقيع عقد
احتكار مع إحدى شركات الإنتاج على الرغم من أنك لاتزالين في بداية المشوار؟
سياسة الاحتكار من وجهة نظري تدعم الفنان وليست ضده، وتؤمن مستقبله وأعتبر
أن التعاقد الذي يربطني بشركة سنرجي خطوة مهمة في مشواري الفني، لأنها
ساندتني بقوة وقدمتني في أعمال محترمة تضيف إلى رصيدي الفني.
·
نرجع إلى الوراء قليلاً، حيث
بداياتك، هل تخيلت نفسك تقفين أمام كاميرا بعد أن كنت معيدة بالأكاديمية
البحرية؟
حلم التمثيل لم يبارحني لحظة واحدة، ولكنني أمام رغبة أبي حصلت على
الثانوية العامة من إحدى دول الخليج والتحقت بالأكاديمية البحرية بالقاهرة،
وتخرجت عام 2005 وتم تعييني معيدة، وعندما كنت ذاهبة إلى دار الأوبرا
المصرية لمشاهدة الفنان عمر خيرت والاستمتاع بموسيقاه وجدت أن بداخلي ماردا
نائما، فبدأت أقلد سعاد حسني ويسرا فعرضت عليَّ إحدى صديقاتي عمل اختبار
أمام المخرجة إيناس بكر التي تبحث عن وجه جديد، ومن دون تفكير توجهت إلى
بلاتوهات مسلسل «حنين وحنان».
وبالفعل قابلتها فوجدتني خجولة أمام الكاميرا لكن بعد مصافحتي لعمر الشريف
وجدت أن الطاقة الفنية الموجودة بداخلي قد انفجرت فاقتنعت بي ووضعتني ضمن
فريق العمل، ولكن كان في دور آخر غير مريم ابنة عمر الشريف، فأخذت
السيناريو وقرأته وظننت أنها البداية وسوف تكون بسيطة.
وبعد أسبوعين اتصلت بي المخرجة وطلبت مني قراءة دور «مريم»، ووقتها لم
تسعني الدنيا من الفرحة، خصوصاً أنني كنت أتوقع أن يتم إسناد الدور للنجمات
منى زكي أو ياسمين عبدالعزيز أو هند صبري، حيث رفض مساعدو المخرجة إسناد
الدور لي، ووجدت أنه تحد، ولابد أن أنتصر.
خصوصاً أنه أول دور أمثله في حياتي من دون دراسة تمثيل، وكانت المفاجأة
حينما انبهر عمر الشريف بأدائي، وقال لي بالحرف الواحد «فعلاً إنت بنتي
لأنك شبهي»، وقام بدعوتي للعشاء في أول يوم تصوير واحتواني بدفء الأب،
وشعرت وقتها أن هناك تفاهما كبيرا بيني وبينه.
·
وماذا كان موقف والدك بعد تركت
دراسة الأكاديمية والمستقبل العلمي لتقفي أمام الكاميرات؟
كادت أصولي الشرقاوية تكون سببا في حرماني من أمنية حياتي، حيث رفض والدي
بإصرار عملي في التمثيل، إلا أن المخرجة إيناس بكر تدخلت في الوقت المناسب
بعد أن وجدت الخلاف يحتدم بيني وبين أسرتي التي منعتني من مغادرة المنزل،
وبصعوبة شديدة وافق والدي بشرط أن تكون أعمالي بلا إسفاف.
حنان وحنين
·
وهل وجدت صعوبات أخرى مع فريق
المخرجين المساعدين الذين رفضوك في البداية؟
المشكلة لم تكن في مساعدي المخرج، لأنهم عندما علموا بأن النجم الكبير عمر
الشريف قام باحتوائي وإرشادي بطيبته وذكائه التف الجميع حولي، وقام المخرج
المسرحي كمال عطية بتدريبي وأعطاني كورسات مكثفة في التمثيل أفادتني جدا في
استكمال المشوار، حيث أثنى على أدائي كبار الفنانين أمثال يحيى الفخراني
ويسرا ونور الشريف وعزت العلايلي ونادية الجندي ومحمود عبدالعزيز، وأحسست
وقتها أنني في حلم جميل لا أحب أن أستيقظ منه، كما أبلغني محمود سعد مقدم
برنامج البيت بيتك بأنني حصلت على اختيار 27 ناقدا كأفضل وجه صاعد.
·
ولماذا لم يحقق مسلسل «حنان
وحنين» النجاح المتوقع على الرغم من تلك الثناءات؟
نحن نعمل والتوفيق من عند الله، لأن كل عمل له ظروفه في العرض والتوقيت
ونوعيات المحطات التي يذاع عليها، لكنني أعتبر نفسي الفائزة الأولى بهذا
المسلسل الذي كتبت من خلاله شهادة ميلادي الفنية، ووقعت عقدا مع جمهوري،
وأنا أعتبر أن حنان وحنين دور لن يتكرر.
غرور النجومية
·
بعيدا عن «حنان وحنين» لماذا
رفضت العمل في مسلسل (قلب ميت) وأنت تعملين وقتها في (جدار القلب) مع
القديرة سميرة أحمد، هل هذا كان غرور النجومية؟
أنا لست مغرورة لكنني أخاف من السقوط المبكر بسبب عدم خبرتي بجميع الأدوار،
فلم أرفض العمل في البداية بسبب السيناريو، ولكن بسبب خوفي من الشخصية،
خصوصاً أنني لم أتعامل مع نماذج شخصية لفتاة من حي شعبي، ولم أكن واثقة من
أدائي الجيد لها.
كما أن ملامحي بعيدة تماما عن ملامح بنت البلد، ولم أكن أحب أن أقدم عملين
في وقت واحد وحتى أستطيع التعايش معها، لكن المخرج مجدي أبوعميرة تحدث
إليَّ وأقنعني، وكانت مغامرة بالنسبة لي وقال إنه يثق في رؤيته وسوف يراهن
على نجاحي في ماراثون رمضان قبل الماضي.
·
يتردد في الوسط الفني أنك تعيشين
قصة حب مع المنتج تامر مرسي، فما حقيقة ذلك؟
تامر إنسان محبوب ومحترم جدا، ولا أستطيع الخوض في هذه الموضوعات، كما أنني
في الوقت نفسه أضع مواصفات في العريس الذي يتقدم لي؛ أن يكون رجلاً شرقيا
يحميني ويغار عليَّ، ويكون في الوقت نفسه ملتزما ويقدس الحياة الزوجية
ويحترمني ولا يبخل عليَّ.
البيان الإماراتية في
16/10/2009 |
