كنت قد أرسلت رسالة بالبريد الالكتروني، لوكيل اعمال النجم الاميركي ميكي رورك، منذ اكثر من شهرين تتضمن خمسة أسئلة، وقد تعودت على ان يأتي الرد متأخرا، خصوصا، حينما تكون الاسئلة موجهة لنجم هوليوود كبير، ولكن الاجابة من وكيل الاعمال، سرعان ما وصلت، وهي تتطلب معلومات عن الصحيفة وانتشارها، وبعد مساحة من الانتظار، تأتي الاجوبة، لتذهب بعيدا، في مضامينها وطروحاتها، خصوصا، ونحن امام نجم مثير للجدل، مسيرته حافلة بالمحطات التي تدهش، وتثير كماً من الاسئلة.

فقد عاش النجم الكبير ميكي رورك اياماً في غاية الصعوبة بسبب ادمانه، وتصرفاته الفوضوية، ولكن الاجوبة، تأتي محملة بمضامين جديدة، ونتأمل الاجوبة، لننطلق بعدها الى فضاء التعرف على هذا النجم «النزق» الذي يرفض ان يكبر ويتعب.

ونسأله:

·         ماذا جديدك بعد «المصارع»؟

قرأت سيناريوهات عدة، ولكن فيلمي المقبل سيكون مع المخرج الفلسطيني العربي «هاني ابواسعد» الفائز بجائزة الغولدن غلوب عن فيلمه الرائع «الجنة الآن» وقد شاهدت الفيلم، كما شاهدت فيلمه الروائي الثاني «عرس رنا» وسعدت بالمستوى والمضامين التي يطرحها، وايضا بفكرة السيناريو الجديد، الذي سنشرع في تصويره في بداية العام المقبل.

·         ماذا قدّم لك فيلم «المصارع»؟

«المصارع» اعادني الى الاضواء، ومن خلاله تجاوزت اصعب اللحظات، لقد عشت اياماً في غاية الصعوبة، جمعت بين الادمان والبطالة وتراكم الديون والمسؤوليات المالية، وحينما جاء فيلم «المصارع» جاءت النقلة الاهم في مشواري، وقد تعلمت الكثير من الشخصية الرئيسة للفيلم، وكانت بمنزلية المحفز لي، لخلق حالة من التحدي، وحينما جاء الترشيح للغولدن غلوب وايضا الاوسكار، تطورت لدى ملامح التحدي، وعدم فوزي لايعني الاخفاق فقد فزت شخصياً على أكبر التحديات وعدت إلى حياتي وأسرتي وعملي.

·         كيف تصف المرحلة الجديدة من حياتك؟

كما أشرتُ في جوابي السابق، بأنني تجاوزت أصعب اللحظات وهي البطالة والإدمان لقد كنت على حافة الهاوية، كنت اغرق في هاوية سحيقة، لم أكن أعرف لها قراراً او نهاية، الغرق في الادمان والديون والمشاكل، وأنا اليوم أعود مجددا الى سطح الارض، لدي اليوم عدد من الارتباطات والمواعيد والعمل وجدولي يزدحم بالالتزامات التي يقودها فريق عمل اعتز بالعمل معه.

·         كيف ترى هوليوود اليوم؟

هوليوود عالم الاقوياء، لا يعرف الضعفاء، وقد عشت لحظات حاسمة في حياتي ومشواري وعرفت من خلال تلك اللحظات جميع القضايا التي خلصت منها الى ان اكون دائما في موقع القوي وهذا يتطلب دائما ان تكون في موقع الصدارة في العمل.

·         هل ستعود لأفلام العنف والقوة والجسد؟

ربما، ولكن الموضوع الاهم، هو انني بدأت اتجه الى الافلام الشخصية، او الافلام التي تعتمد تقديم الشخصيات المركبة، التي تتطلب عمقا ومقدرة في تحليل الشخصية وتفسيرها، وهذا ما يجعلني اقول، انني امام نقلة جديدة في مشواري حيث العقل والخبرة والحرفة، مكان حركة الجسد.

·         ماذا تقول لجمهورك في العالم العربي؟

سعيد بالتواصل معه، وقد تلقيت في العام الماضي الدعوة من مهرجان دبي، ولكن ظروف مشاركتي في الترشيحات للغولدن غلوب، جعلني اعتذر، وسأكون سعيدا لو زرت المنطقة في المرحلة المقبلة، واتمنى ان يعم السلام الشرق الاوسط.

ويبقى أن نقول..

ان ميكي رورك واحد من اهم نجوم التمثيل في اميركا، من مواليد 1952 في رصد كم من الاعمال السينمائية، وان اقترنت مسيرته بالمشاكل والادمان، وقد تجاوز تلك المرحلة بعد معاناة طويلة من التعب والالم.

Anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

20/10/2009