استطاعت الفنانة يسرا أن تعيش إحباطات مرضاها وأحلامهم في مسلسل «خاص جداً»
من
خلال شخصية «الدكتورة شريفة» التي جسدتها في شهر رمضان الماضي،
واستحقت عنها لقب
أفضل ممثلة في كثير من الاستفتاءات.
وأعربت يسرا عن سرورها برد الفعل لدى الجمهور والنقاد تجاه المسلسل، وقالت
لـ
«الحياة»:
«أتت ردة الفعل إيجابية جداً سواء على المستوى النقدي أم الجماهيري، وهذا
أسعدني كثيراً لأنني بذلت مجهوداً جباراً لأكثر من أربعة أشهر في تصوير
المسلسل ما
بين القاهرة ودبي». وأوضحت أن من يقول ان النموذج المثالي لشخصية
«شـريـفـة»
بـعيـدة من واقـعنا الحالي، «قد يكون محقاً بعض الشيء ولكن هناك شخصيات
كثيرة في
حياتنا تعمل دائماً من أجل غيرها. وعلى رغم أن المادة أصبحت اللغة السائدة
في هذا
العصر فإن الحب مازال ينبض في قلوبنا».
ورداً على الانتقادات التي طاولت ملابسها بحجة أنها لا تتناسب مع شخصية
الطبيبة
النفسية، قالت: «لست مع الآراء التي ترى أن ارتداء الملابس
الأنيقة أصبح حلماً لأن
هناك سيدات كثيرات يعملن في مجالات مختلفة يرتدين ملابس أنيقة، ومنهن
الطبيبات
النفسيات لأنهن جزء من نسيج المجتمع. وبالمناسبة الأطباء النفسيون أيضاً من
أكثر
الرجال أناقة، ومثال على ذلك أناقة الدكتور أحمد عكاشة».
وأوضحت يسرا «أننا كمجتمعات شرقية لا نزال نهاب فكرة الذهاب إلى طبيب
نفسي،
خلافاً للغرب الذي تخطى هذه الحواجز». وأشارت الى أنها ذهبت
إلى الطبيب النفسي
للمرة الأولى في بداية الثمانينات، وأضافت: «كنت أعيش حالة نفسية سيئة لا
أتذكر
سببها، وقد استرحت نفسياً بعد الجلسة لأن من الجميل أن تجد من يشعر بآلامك
وإحباطاتك».
وعن سر ارتباط اسمها في الفترة الماضية بشركة «العدل للإنتاج الفني»
وتلفزيون
دبي، أكدت أن هناك ثقة متبادلة وهي ترتاح نفسياً للعمل مع
الجانبين، كما أن
تعاقدهما كل عام «يجدد تلقائياً بكلمة شرف ولا يحدث أي نوع من المماطلة من
أي
طرف».
ورفضت يسرا التطرق لأجرها الذي يقال انه وصل في المسلسل الأخير إلى ستة
ملايين
جنيه، وقالت: «لا أحبذ الحديث عن أجري، ولكن على الجميع أن
يثقوا بأنه يتناسب واسمي
وما أقدمه من فن، ثم إن المسألة في النهاية عرض وطلب ولا توجد جهة إنتاج
ترغب في
الخسارة».
وأوضحت يسرا التي نالت أخيراً ماجستير فخرية من جامعة كامبريدج، أن
«الدراما
المصرية بخير وستظل محور اهتمام الجماهير العربية، وهذا ما حدث
في رمضان حيث
شاهدنا أعمالاً متنوعة في أفكارها طرحت الكثير من الموضوعات المهمة التي
تشغل
بالنا».
ونفت الأخبار التي تناولت مهاجمتها مسلسل الفنانة ليلى علوي «حكايات
بنعيشها»،
وقالت: «هذا الكلام غير حقيقي، ولا أعرف مصدره. وأنا متأكدة من
أن ليلى علوي لن
تصدق هذا الكلام لأنها تعرف شخصيتي الرافضة لانتقاد زملائي وزميلاتي. وأنا
أكن كل
تقدير واحترام لها».
وفي نهاية حديثها أعربت يسرا عن رضاها الكامل عن النجومية التي حققتها حتى
الآن
موضحة أنها لا تفرق بين نجاح التلفزيون والسينما والمسرح، وهي
مصممة على استكمال
المشوار بالقوة نفسها وستعتزل بناء على رغبة جمهورها وذلك عندما تجد نفسها
عاجزة
عن إسعاد الناس بأعمال هادفة وواقعية تساهم في التخفيف عنهم.
الحياة اللدنية في
24/10/2009
محنة رقابة
فيكي حبيب
لا شك في ان دعوة جمعية «بيروت دي سي» أهل الثقافة والفن الى لقاء مساء
اليوم
لبحث سبل الحفاظ على حرية الرأي في لبنان احتجاجاً على تعرض
مقص الرقيب لفيلم «سمعان
بالضيعة»، ستفقد كثيراً من وهجها. لا لأن الرقيب تراجع عن حذف المشاهد التي
رأى انها تمسّ السلم الأهلي في لبنان، ولكن ببساطة لأن الأخبار الآتية من
دول أكثر
تحضراً مثل بريطانيا وتركيا لا تقلّ إساءة الى مبدأ حرية التعبير، وإن
اختلف اسم
الرقيب وشكله.
في لندن ظهرت الرقابة تحت هيئة المجتمع المدني بعد تعرض هيئة الإذاعة
البريطانية
«بي
بي سي» لاحتجاجات الخميس الماضي بسبب استضافتها زعيم حزب يميني متطرف في
برنامج
تلفزيوني رئيسي لها.
وفي اليوم ذاته أطل رأس الرقيب في تركيا بعد حذف تلفزيون الدولة (تي ري تي)
مقاطع من مسلسل محلي اثار عرضه ازمة ديبلوماسية بين تركيا وإسرائيل بعدما
اتهمته
هذه الأخيرة بالتحريض على كرهها.
وفيما اعتبرت «بي بي سي» ان منع زعيم الحزب القومي البريطاني من الظهور على
شاشتها دعوة للرقابة، لم يثر مقص الرقيب حفيظة منتج المسلسل
التركي الذي نُقل عنه
قوله ان «لكل قناة قواعد الرقابة الخاصة بها»، وأن لا اعتراض لديه على ذلك.
امام هذين الخبرين لن يلوم أحد رقيباً من بلاد العالم الثالث، يخشى على
«استقرار»
وطنه من فتح جروح الماضي، وإن كان ما يتحدث عنه ماضياً لم يمض بعد، ولا
تزال فصوله الخبز اليومي للأخبار وبرامج الحوار على الشاشات المحلية.
ولكن، ماذا لو وضعنا مقص الرقيب جانباً، ونظرنا الى الجهاز الذي طاوله، أي
التلفزيون في الخبرين البريطاني والتركي، وحتى في الخبر
اللبناني انطلاقاً من فكرة
ان مآل «سمعان بالضيعة» هو التلفزيون في نهاية الأمر. هنا تكثر علامات
الاستفهام
حول دور هذا الجهاز الصغير الذي بات يشكل حالة رعب لدول كبيرة، ومحط صراعات
بين دول
ودول اخرى... ولا ضرورة للتذكير بالقنوات التلفزيونية غير المرغوب بها في
دول معينة
والمرحب بها في دول أخرى، بحسب سياسة كل بلد. وطبعاً ليس
المجال هنا كافياً للدخول
في كل علامات الاستفهام هذه، لكنه يكفي للسؤال مرة أخرى حول جدوى الرقابة
في زمن
السموات المفتوحة... وحول ما إذا ستبقى هناك فعلاً وظيفة يقوم بها الرقيب
امام صور
تتسلل كما تشاء... فإن وجدت صعوبة في الوصول الى شاشة معينة، فلن يصعب
عليها الوصول
الى شاشة أخرى.
بعد هذا كله، ألا تبدو الرقابات، في بلادنا وخارجـها، وكأنها تغني أغنية
البجعة
الأخيرة قبل ان تلفظ أنفاسها الأخيرة، ما يزيدها شراسة، سرعان
ما يليها تراجع، كل
ما يقال فيه إنه مضحك؟
الحياة اللدنية في
24/10/2009 |