30 عاما عاشها المخرج اللبناني عصام المقدسي في أمريكا، التي سافر إليها
سعياً إلى تحقيق حلمه في أن يصبح ممثلا، وهناك درس التمثيل والإخراج، وقدم
عدداً من الأدوار واخرج افلاماً، وبعد هذه السنوات عاد يثير بفيلمه “شيء من
الصعب تكراره” الذي دارت أحداثه عن الحرب في لبنان جدلاً إذ لفت نظر
الكثيرين وتحدثت عنه وسائل الإعلام. وخلال تواجده في دبي التقينا به وتحدث
عن فيلمه:
·
ما هي قصة الفيلم؟
الفيلم مستمدة مشاهده من الأحداث الدائرة في لبنان، من خلال الشخصية
الرئيسية للشاب اللبناني، الذي سافر إلى أمريكا ليعمل بالمسارح، ويستقر به
الحال ليصبح مقدما لعروض مسرحية فكاهية، يستغلها لنقد الأحداث السياسية
الدائرة في العالم، خاصة في لبنان، بشكل نقدي فكاهي. والفيلم أثار هذه
الضجة لأنه استطاع بأسلوب بسيط لم يخل من السخرية الفكاهية، من تعرية
الكثير من الأمور التي تدور في الواقع السياسي، ويقدمها بشكل صريح ومباشر
يخلو من التزيين، فجاء بشكل قد يكون صادما، ولكنها الصدمة التنويرية التي
تجعل المشاهد يفكر، ويسترجع الأحداث ليفهمها ويستوعبها بشكل مختلف.
·
هل كونك عربياً صعد من ردود
الأفعال؟
لا أظن، فهذه النظرة تغيرت الآن، و لكن العمل نفسه هو المحرك الأساسي،
واعتقد أن الأمور لم تكن تتغير لو أن مخرجه غير عربي.
·
حدثنا عن البداية خاصة محطة
وصولك للولايات المتحدة الأمريكية؟
البداية كانت وأنا شاب صغير، أعيش في ضيعتي الصغيرة “كفر حيلدا” بلبنان،
كان كل حلمي أن أصبح ممثلا، وكان وقتها هذا الحلم غريبا ومستهجنا على شاب
يعيش في ضيعة بسيطة، ولكنه تملكني وسيطر على كل حواسي، فقررت أن أسافرت إلى
أمريكا لأحقق حلمي، ووصلت أمريكا وكان عمري 19 عاما، وهناك التحقت بمعهد
“سان فرانسيسكو” حيث درست التمثيل والإخراج، وبدأت في المشاركة في مجموعة
من الأدوار الصغيرة، حتى قدمت أول عمل لي كمخرج وهو فيلم “ليلياس دايس”
الذي شاركت فيه أيضا بالتمثيل بدور رئيسي إلى جانب الإخراج.
·
هل كانت الرحلة بنفس السهولة
التي ترويها بها؟
بالطبع لا، المشوار لم يكن سهلا، خاصة وأن السنة التي أنهيت فيها دراستي،
هي نفس السنة التي قامت فيها الحرب الأهلية في لبنان، وأخذت النظرة للعرب
تتزايد سوءاً، وأصبح العربي إرهابياً، وقد عشت أنا كل هذا الصراعات، ونظرة
الرفض لكل ما هو عربي، نتيجة للصورة المشوهة التي قدمت عنا، ولكني لم أتوقف
عن المحاولة، ولم أستسلم لليأس، وطرقت كل الأبواب، وأذكر أني توجهت إلى
مكتب “لطفي العقاد” المنتج والمخرج الكبير رحمه الله طالبا منه التعاون معي
وأنا في بداية الطريق، ولكنه أجابني بلطف أنه يقدم نوعية من الأفلام
الجماهيرية مثل الرعب والاكشن بعيدا عن الأفلام السياسية، وإن كان بعد ذلك
قدم أفلاما ذات قيمة وإنتاج ضخم، مثل “عمر المختار” وهذا ما دفعني إلى قرار
العودة للعمل بلبنان، ولكن بمجرد دخولي للتلفزيون شعرت بشيء ما، فقد كانت
هناك شعارات توحي بتوجهات دينية، وبشكل قوي، وأنا مؤمن بأن الفن يجب أن
يكون حرا من القيود والتوجهات. وشعرت أني لن أجد مكاني في هذه الأجواء،
فقررت العودة مرة أخرى لأمريكا وإعادة المحاولة، ولكن يجب أن أقول إن
الأمور الآن تغيرت كثيرا، فلم تعد الصعوبات قائمة، فالنظرة لنا كعرب أصبحت
أكثر عمقا وموضوعية، وتفرق بين الشعوب والحكومات.
·
ما هي أهم الأفلام التي قدمتها
كمخرج؟
أول فيلم “ليلياس دايس” وهو اسم للعبة شهيرة في أمريكا تلعب بالزهر، وتدور
قصته عن شاب فلسطيني سافر ليتعلم بكاليفورنيا، وهي منطقة معروفة بأنها
متعصبة ضد البشرة السمراء، ليقابل طالباً “إسرائيلياً” يدرس معه في نفس
الصف، فيحدث احتكاكا بينهما، وتبدأ الأحداث لتجسد العلاقة بين هذين
الشابين، ومن خلالها نتابع الأحداث السياسية وأخبار الحرب الجارية بين
العرب و”إسرائيل”، وطريقة تلقي كل منهما لها، وردود أفعالهما المختلفة،
والفيلم في نفس الوقت كان فيه لمسة كوميدية، ثم فيلمي الآخر “هارد أكت تو
فولو” أو “شيء من الصعب تكراره” أرى أن هذين الفيلمين هما الأهم في رصيدي
كمخرج، ولكني قدمت أيضا عددا من الأفلام الصغيرة، ثم تفرغت لفترة لكتابة
السيناريو والتمثيل، وقدمت سيناريوهات عديدة معظمها يدور عن قصص من
الأحداث في لبنان.
·
ماذا يشغلك هذه الفترة؟
حاليا أنا متفرغ تماما لكتابة قصة تدور عن الأحداث الدائرة في لبنان، منذ
2006 وتدور حول رجل هاجر إلى أمريكا عاد في زيارة إلى لبنان، ولكن الحرب
تقوم وهو بالجنوب، وتتوالى الأحداث المتشعبة ما بين الحرب وأحداثها، وحياة
هذا الرجل، والصراع الدائر بينه وبين ابنته التي ترفض البقاء، وتريد العودة
والحياة في أمريكا، ورحلة تعرفه على جذوره وأجداده وأهل أبيه، وسط كل هذه
الأحداث، ودخوله في علاقة عاطفية وارتباطه بصحافية تغطي أحداث الحرب،
وعثورهما معا على ما كانا يفتقدانه في الغربة، ولم يجداه إلا في أرضهما
وجذورهما، رغم كل ما فيها من معاناة، وهذه القصة بعد الانتهاء منها أنوي
نشرها ككتاب أولا، ثم تحويلها إلى سيناريو لفيلم، وبعد زيارتي لدبي أنوي
تنفيذ فيلم عنها، ومن دون مبالغة أستطيع أن أقول من خلال ما لمسته بحكم
حياتي في الولايات المتحدة الأمريكية، وزياراتي للكثير من الدول الأخرى، إن
دبي بشكل خاص استطاعت أن تلعب دورا مؤثرا في تغيير نظرة العالم إلى العرب،
وتنقل صورة جيدة وإيجابية.
·
وماذا لفت نظرك في الإعلام
العربي؟
هناك تغيرات لفتت نظري في الإعلام العربي، ووجدت أن هناك شيئا جيدا يحدث،
وجذبتني كثيرا الدراما السورية، فقد شاهدت أعمالا جيدة فعلا، خاصة أنها
نجحت في تقديم العادات والتقاليد بشكل يؤكد تمسكنا بأصولنا وجذورنا، وهذا
ولد لدي رغبة في أن أشارك بعمل شيء في الدراما بالخليج والدول العربية.
·
هل الدراما العربية لها أي صدى
في أمريكا؟
ليس بالشكل الذي يجب أن نكون عليه، ولكننا معروفون، وهناك أسماء عربية
فرضت نفسها، مثل “يوسف شاهين” الذي أعشقه، وأعماله تبهرني، وتجعلني في حالة
أتمنى فيها أن أتمكن في يوم من تنفيذ مثلها، وأيضا عمر الشريف فهو معروف
على مستوى عالمي، ولكننا لازلنا في حاجة إلى أن نقدم الأعمال التي تظهر
الوجه المشرق من الشخصية العربية، وملامحها الأصيلة.
الخليج الإماراتية في
24/10/2009
“الشراكسة”
أول فيلم بدوي أردني
روائي
عمّان ماهر عريف
بدأ المخرج محيي الدين قندور تصوير أول فيلم بدوي أردني روائي يحمل عنوان
“الشراكسة” وذلك في منطقة الغباوي ومواقع متفرقة شرق العاصمة عمّان تمهيدا
لعرضه مطلع العام المقبل في دور السينما ومشاركته في المهرجانات المختلفة.
يحكي الفيلم على مدى نحو ساعة وأربعين دقيقة هجرة قبائل شركسية من القفقاس
الى شرق الأردن أواخر القرن قبل الماضي وتعايشها مع أهل البادية في المنطقة
بعد تجاوز اختلافات حضارية تستند إلى معايير اجتماعية وثقافية واقتصادية
وانتهاج مبادئ الاسلام في تسوية الأمور.
وأكد قندور المندرج من أصول شركسية والذي كان خاض تجارب فنية عالمية حصده
تشجيعاً ودعماً لوجيستياً من الهيئة الملكية الأردنية للأفلام منذ اطلاقه
فكرة العمل وأشار الى اعتماده على فريق محلي وغربي تقنيا فيما لفت الى
استعانته بأصحاب الخبرة في ترشيح الممثلين واجراء اختبارات متخصصة نتيجة
غيابه طويلا عن الأردن.
وقال قندور ل”الخليج” ان العمل يسلط الضوء على مدخل العلاقة التجارية بين
الوافدين وسكان المكان الأصليين حيث يجيد الشراكسة الزراعة ويقايضون فائض
محاصيلهم باحتياجات أخرى فيما ترتكز الأحداث الدرامية الرئيسية على استقبال
كبيرهم “تيمور” مجموعة جديدة من أبناء وطنه بالتنسيق مع وجيه عشيرة البادية
“مريود” أثناء النفوذ العثماني وتبرز معضلة آنية حين يرتبط الشاب الشركسي
“نارت” عاطفيا مع “هند” بنت الشيخ وسط تباين بينهما في العادات والتقاليد
وحتى اللغة ورفض المحيطين في مقدمتهم شقيقها قبل تذليل الصعوبات تدريجيا.
وأوضح قندور أنه اتجه بنفسه الى تأليف نص الفيلم مستندا إلى إحدى رواياته
الصادرة سابقا بعدما لمس قصورا في تناول موضوعات مشابهة كما أشار الى توليه
عملية الانتاج واضعا ميزانية تناهز نحو مليون ومائتي ألف دولار وذلك
بالتعاون مع المنتج المنفذ عصام حجاوي والموزع أمجد عواملة.
ومن جهته تمنى الممثل الأردني المخضرم محمد العبادي الذي يجسد شخصية
“مريود” تحقيق الفيلم حلماً قديماً متجدداً بخوضه مجال السينما وفق مقاييس
مؤهلة متطلعا الى فتح المجال أمام تجارب عديدة لاحقا ونيلها حضورا جماهيريا
وجوائز مهمة.
تؤدي سحر بشارة دور “هند” والفنان الروسي أزمات باكوف “نارت” وزميله محيي
كيرماكوف “تيمور” فيما يشارك في بطولة العمل مجموعة من الممثلين الأردنيين
بينهم علي عبدالعزيز ورفعت النجار ومحمد الضمور وابراهيم أبوالخير وغيرهم.
الخليج الإماراتية في
24/10/2009 |